47 - كتاب الصيام | مسألة (8) : متى يمسك الصائم كل يوم ومتى يحل له الفطر؟

الصائم كما أنه يحتاج إلى أن يعرف متى يدخل الشهر فإنه أيضاً يحتاج إلى معرفة متى يمسك كل يوم ومتى يحل له الفطر فهناك ميقات لدخول الشهر وهناك ميقات للإمساك عن المفطرات كل يوم قال الله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ فالصائم يجب عليه أن يمسك عن المفطرات مع طلوع الفجر الصادق وهو الوقت الذي يؤذن فيه المؤذن لصلاة الفجر ثم يستمر على هذه الحال صائماً إلى دخول الليل وهو الوقت الذي يؤذن فيه المؤذن لصلاة المغرب والعمل بالأذان هو الواجب وليس بالتقويم لأن الأصل في المؤذن أنه يعتمد على الرؤية وهي أضبط لكن إن علمت أن التقويم منضبط وكان المؤذنون أصلاً يعتمدون على التقويم كما هو الحاصل في كثير من بلاد الإسلام اليوم فلا بأس حينها من الاعتماد على التقويم وهنا مسألة وهي إذا رأى الإنسان بنفسه الشمس تغرب كأن يكون في الصحراء أو على شاطئ البحر ويرى الشمس أمامه تغرب فهل يجوز له أن يفطر وإن لم يؤذن المؤذن؟ أو العكس إذا سمعت المؤذن يؤذن وأنت ما زلت ترى الشمس أمامك لم تغرب فهل تفطر أم تنتظر غروب الشمس؟ إذا كنت ترى الشمس بعينك فالواجب عليك أن تعمل برؤيتك سواء أذن المؤذن أم لم يؤذن لأن رؤية الشمس قد تختلف باختلاف التضاريس فمن كان على رأس جبل مثلاً أو كان على رأس بناية مرتفعة فإن الشمس قد يتأخر غروبها بالنسبة له عن الشخص الذي يكون على الأرض فمثل هذا إذا كان يرى الشمس أمامه لم يكتمل غروبها وسمع المؤذن يؤذن فإنه لا يجوز له أن يفطر حتى يرى الشمس قد غربت بتمامها وكمالها. وإن رأى الشمس قد غربت والمؤذن لم يؤذن للمغرب فله أن يفطر لكن في هذه الحالة لابد أن لا يكون في فعله فتنة فإن أمن الفتنة فله أن يأكل وإن لم يؤذن المؤذن والله تعالى أعلم.