شبهة المجيزين لتلاوة القرآن الكريم بالمقامات الغنائية الذي يحرم قراءة القرآن الكريم بالمقامات الغنائية ، يلزم منه أن يحرم التغني بالقرآن الكريم ، لأن كل من يتغن بالقرآن الكريم فإنه يتغنى بمقام من المقامات الغنائية . الجواب على شبهتهم التحريم ليس على التغني بالقرآن الكريم ، والذي لا يكون إلا على لحن من اللحون ، التي تسمى عند أهل الغناء بالمقامات الغنائية ، بل التغني بالقرآن الكريم مستحب ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )) أخرجه البخاري في صحيحه . وكل من يتغن بالقرآن الكريم فإنه يتلوا القرآن الكريم على لحن من اللحون ، والتي تسمى عند أهل الغناء بالمقامات الغنائية ، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه رضي الله عنهم . بل التحريم على الإعتناء بالألحان وتعلمها في تلاوة القرآن الكريم . فالتغني بالقرآن الكريم ينقسم إلى قسمين : القسم الأول : مستحب ، وهو : الذي يكون باللحن الطبيعي غير المتكلف . قال عبد الله بن الإمام أحمد : سألت أبي عن القراءة بالألحان ؟ فقال : محدث ، إلا أن يكون طباع . يعني طبعه ، كما كان أبو موسى الأشعري . أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في مسائل الإمام أحمد . والقسم الثاني : التغني المحرم ، وهو : الذي يكون باللحن الذي يأتي بالتعلم . والتحريم للحن الذي يأتي بالتعلم ، ليس لذات اللحن ، وإنما هو لسببين ، وهما : السبب الأول : أن اللحن الذي يأتي بالتعلم يشغل القارئ عن المقصد من تلاوة القرآن الكريم وهو التفكر في معاني آيات القرآن الكريم ، بسبب مراعات القارئ للحن عند قراءته . أما اللحن الطبيعي الذي يأتي بدون تكلف ، فإنه لا يشغل القارئ عن التفكر في معاني آيات القرآن الكريم ، لأن القارئ لا يراعي اللحن عند قراءته . والسبب الثاني : وقوع القارئ باللحن الذي يأتي بالتعلم في محذورين ، بسبب إنشغاله بمراعات اللحن الذي يتغن به عن التفكر في معاني آيات القرآن الكريم ، وهما : المحذور الأول : إنزال القارئ القرآن الكريم منزلة الأغنية ، وهذا امتهان للقرآن الكريم ، وامتهان القرآن الكريم حرام . والمحذور الثاني : إنزال القارئ نفسه منزلة المغني ، وهذا تشبه بالفسقة حال فسقهم ، والتشبه بالفسقة حال فسقهم حرام .
يقول ابن القيم في " زاد المعاد في هدي خير العباد " (1/493) : " وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برءاء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة ، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوِّغوها ، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ، ويحسِّنون أصواتهم بالقرآن ، ويقرؤونه بشجي تارة ، وبطرب تارة ، وبشوق تارة ، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له ، بل أرشد إليه وندب إليه ، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به ، وقال : ( ليس منَّا من لم يتغنّ بالقرآن ) ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله ، والثاني : أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته " .
حكم تلاوة القرآن الكريم بالمقامات الغنائية حرام ، وبه قال أكثر الحنفية ، وبعض المالكية . الدليل الأول : أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحابته رضي الله عنهم ، لم يعتنوا بالألحان وتَعَلُّمِهَا ، بل كان كل واحد منهم يتغنى بطبيعته . قال عبد الله بن الأمام أحمد : سألت أبي عن القراءة بالألحان ؟ فقال : محدث ، إِلا أَنْ يكون طباع . يعني طبعه كما كان أبو موسى الأشعري . أخرجه عبد الله بن الأمام أحمد في مسائل الإمام أحمد . فالذي ينبغي لقاريء القرآن الكريم أَنْ يسعه ما وسع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحابته رضي الله عنهم . ولو كانت تلاوة القرآن الكريم بالألحان خيراً لسبقنا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحابته رضي الله عنهم . الدليل الثاني : لأن فيه تشبهاً بفعل الفسقه في حال فسقهم وهو التغني ، والتشبه بالفسقه حال فسقهم حرام . الدليل الثالث : لأن في تلاوة القرآن الكريم بالمقامات الغنائية امتهان للقرآن الكريم مِنْ جهتين ، : الأولى : تشبيهه بالأغنية المغناة بالمقامات الغنائية ، والقرآن الكريم أجل من أن يُشَبَّه بالأغاني . والثانية : أن علم المقامات الغنائية علم من العلوم المختصه بالغناء ، والقرآن الكريم أجل من أن يُدْخَل فيه علم من علوم الغناء . الدليل الرابع : أن في تلاوة حافظ القرآن الكريم بالمقامات الغنائية ، إنزال لنفسه منزلة لا تليق بحافظ القرآن الكريم ، وذلك بِتَشَبُّهِه بالمغني الذي يغني الأغنية بالمقامات الغنائية . الدليل الخامس : أَنَّ تلاوة القرآن الكريم بالمقامات الغنائية تُشْغِل عن المقصد من تلاوة القرآن الكريم وهو التدبر في معاني آيات القرآن الكريم إلى الإنشغال باللحن . والفرق بين من يقرأ باللحن الطبيعي ، ومن يقرأ بالمقامات الغنائية : أن القارئ باللحن الطبيعي لا يشغله اللحن عن التدبر ، لأنه لا يراعي اللحن عند قراءته ، أما القارئ بالمقامات الغنائية ، فإن اللحن يشغله عن التدبر ، لأنه يراعي اللحن عند قراءته .
ي سلام عليك شيخنا ولد الددو أهل موريتانيا أهل القرآن تحياتي لكم أخوكم من السودان
شبهة المجيزين لتلاوة القرآن الكريم بالمقامات الغنائية
الذي يحرم قراءة القرآن الكريم بالمقامات الغنائية ، يلزم منه أن يحرم التغني بالقرآن الكريم ، لأن كل من يتغن بالقرآن الكريم فإنه يتغنى بمقام من المقامات الغنائية .
الجواب على شبهتهم
التحريم ليس على التغني بالقرآن الكريم ، والذي لا يكون إلا على لحن من اللحون ، التي تسمى عند أهل الغناء بالمقامات الغنائية ، بل التغني بالقرآن الكريم مستحب ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )) أخرجه البخاري في صحيحه . وكل من يتغن بالقرآن الكريم فإنه يتلوا القرآن الكريم على لحن من اللحون ، والتي تسمى عند أهل الغناء بالمقامات الغنائية ، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه رضي الله عنهم . بل التحريم على الإعتناء بالألحان وتعلمها في تلاوة القرآن الكريم .
فالتغني بالقرآن الكريم ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : مستحب ، وهو : الذي يكون باللحن الطبيعي غير المتكلف .
قال عبد الله بن الإمام أحمد : سألت أبي عن القراءة بالألحان ؟ فقال : محدث ، إلا أن يكون طباع . يعني طبعه ، كما كان أبو موسى الأشعري . أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في مسائل الإمام أحمد .
والقسم الثاني : التغني المحرم ، وهو : الذي يكون باللحن الذي يأتي بالتعلم .
والتحريم للحن الذي يأتي بالتعلم ، ليس لذات اللحن ، وإنما هو لسببين ، وهما :
السبب الأول : أن اللحن الذي يأتي بالتعلم يشغل القارئ عن المقصد من تلاوة القرآن الكريم وهو التفكر في معاني آيات القرآن الكريم ، بسبب مراعات القارئ للحن عند قراءته . أما اللحن الطبيعي الذي يأتي بدون تكلف ، فإنه لا يشغل القارئ عن التفكر في معاني آيات القرآن الكريم ، لأن القارئ لا يراعي اللحن عند قراءته .
والسبب الثاني : وقوع القارئ باللحن الذي يأتي بالتعلم في محذورين ، بسبب إنشغاله بمراعات اللحن الذي يتغن به عن التفكر في معاني آيات القرآن الكريم ، وهما :
المحذور الأول : إنزال القارئ القرآن الكريم منزلة الأغنية ، وهذا امتهان للقرآن الكريم ، وامتهان القرآن الكريم حرام .
والمحذور الثاني : إنزال القارئ نفسه منزلة المغني ، وهذا تشبه بالفسقة حال فسقهم ، والتشبه بالفسقة حال فسقهم حرام .
يقول ابن القيم في " زاد المعاد في هدي خير العباد " (1/493) :
" وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برءاء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة ، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوِّغوها ، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ، ويحسِّنون أصواتهم بالقرآن ، ويقرؤونه بشجي تارة ، وبطرب تارة ، وبشوق تارة ، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له ، بل أرشد إليه وندب إليه ، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به ، وقال : ( ليس منَّا من لم يتغنّ بالقرآن ) ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله ، والثاني : أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته " .
حكم تلاوة القرآن الكريم بالمقامات الغنائية
حرام ، وبه قال أكثر الحنفية ، وبعض المالكية .
الدليل الأول : أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحابته رضي الله عنهم ، لم يعتنوا بالألحان وتَعَلُّمِهَا ، بل كان كل واحد منهم يتغنى بطبيعته .
قال عبد الله بن الأمام أحمد : سألت أبي عن القراءة بالألحان ؟ فقال : محدث ، إِلا أَنْ يكون طباع . يعني طبعه كما كان أبو موسى الأشعري . أخرجه عبد الله بن الأمام أحمد في مسائل الإمام أحمد .
فالذي ينبغي لقاريء القرآن الكريم أَنْ يسعه ما وسع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحابته رضي الله عنهم .
ولو كانت تلاوة القرآن الكريم بالألحان خيراً لسبقنا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحابته رضي الله عنهم .
الدليل الثاني : لأن فيه تشبهاً بفعل الفسقه في حال فسقهم وهو التغني ، والتشبه بالفسقه حال فسقهم حرام .
الدليل الثالث : لأن في تلاوة القرآن الكريم بالمقامات الغنائية امتهان للقرآن الكريم مِنْ جهتين ، : الأولى : تشبيهه بالأغنية المغناة بالمقامات الغنائية ، والقرآن الكريم أجل من أن يُشَبَّه بالأغاني . والثانية : أن علم المقامات الغنائية علم من العلوم المختصه بالغناء ، والقرآن الكريم أجل من أن يُدْخَل فيه علم من علوم الغناء .
الدليل الرابع : أن في تلاوة حافظ القرآن الكريم بالمقامات الغنائية ، إنزال لنفسه منزلة لا تليق بحافظ القرآن الكريم ، وذلك بِتَشَبُّهِه بالمغني الذي يغني الأغنية بالمقامات الغنائية .
الدليل الخامس : أَنَّ تلاوة القرآن الكريم بالمقامات الغنائية تُشْغِل عن المقصد من تلاوة القرآن الكريم وهو التدبر في معاني آيات القرآن الكريم إلى الإنشغال باللحن .
والفرق بين من يقرأ باللحن الطبيعي ، ومن يقرأ بالمقامات الغنائية :
أن القارئ باللحن الطبيعي لا يشغله اللحن عن التدبر ، لأنه لا يراعي اللحن عند قراءته ،
أما القارئ بالمقامات الغنائية ، فإن اللحن يشغله عن التدبر ، لأنه يراعي اللحن عند قراءته .
أشهد إنك كفو