الغيثي : مدينة درنة حاربت الإرهاب بكافة أطياف ولقنته درسًا قاسيًا - الجزء الأول

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 18 ก.ย. 2024
  • أخبار ليبيا 24 - خـاص
    قصة جدية من قصص الإرهاب في ليبيا، يرويها لنا وليد جمعة حمد الغيثي، أخ الشهيد عيدالسلام جمعة الغيثي، من مدينة درنة، ويبدأ الغيثي قصّ القصة قائلاً : بحكم أننا نعيشُ في حي صغير، فإننا نعتبر جيران متحابين، ومقربين من بعضنا.
    وأخذ يسرد.. إن مدينة درنة عانت كثيرًا، وأول من تسبب بمعاناة المدينة همّ سكانها؛ الذين صنعوا فجوةً كبيرة، لولاها ما استطاع داعش دخولها والاستفحال فيها، ومنذ عام 2012، كانت بداية الاغتيالات، التي استلمتها كتيبة بوسليم، وأصبح الإرهاب منذ تلك اللحظة ينتشر تدريجيًا.
    وبالحديث عن بداية ظهور داعش في المدينة قال الغيثي : تجسدت مظاهر الإرهاب الأولى عندما قررت العناصر الإرهابية المتشددة آنذاك فصل الذكور عن الإناث في المدارس، ومن ثمّ بدأت بتنفيذ عدد من التصفيات لعناصر الشرطة والأمن، والعسكريين الذين كانوا يعملون لدى النظام السابق، وبدأت التنظيمات الإرهابية بممارسة أعمالها الدنيئة، والسيطرة على مفاصل المدينة، وعقول أهلها.
    يتحدثُ وليد إلى وكالة أخبار ليبيا 24، كل من كان يعادي الجماعات الإرهابية ولو حتى بالكلمة، كان مستهدفًا، ورأسه مطلوب مهما كلف الثمن، ولعل هذه السياسة التي انتهجها داعش هي من زرعت الرعب في نفوس الكثيرين من أهالي المدينة، إذ أصبحنا نخاف أن نكتب حتى خاطرة على حساباتنا الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي نتتقد فيها الأوضاع، أو نعبر فيها عن ما يخالجُ نفوسنا، وكان مصير من ينتقد أو يكتب شيئًا هو الذبح، ورمي جثته دون رأس، وهذا ليس على سبيل المجاز، بل على سبيل الحقيقة المُطلقة.
    ويواصل وليد حديثهُ.. في وقت ما، وبعد أن تمكن داعش من المدينة، وضرب عروقه في أرضها، خرج أهاليها بعد فوات الآوان، ضمن مظاهرات ترفض وجودهم وتطالب بخروجهم فورًا، وشملت المظاهرات نقاط واسعة من المدنية، بداية من شوكة الجبل، وقاموا بحرق عدد من مقرات كتيبة بوسليم الإرهابية، ولكن هذه المظاهرات الغاضبة لم تغيّر من واقع المدينة، وأردف قائلاً.. لقد خُذلت درنة.. وأول من خذلها هم سكانها.
    يتحدث.. وبعد فشل هذه المظاهرات، وعدم تحقيق أي استجابة، وقعت درنة بكل ما تحمله من ثقل تحت قبضة الإرهاب.
    ولعل فشل المظاهرات هو ما عززّ نفوذ داعش وسيطرته أكثر على المدنية، وتصدرت عمليات الاغتيال والتصفية المشهد من جديد، وفي تلك الفترة قاموا بقتل وذبح عدد من العناصر الأمنية والعسكرية في درنة؛ بهدف تضعيف أي مقاومة وكبح جُماحها.
    وليد الغيثي يقصُ على وكالتنا تفاصيل استشهدا أخيه، قائلاً : بدأت قصة اغتيال أخي عبدالسلام، على خلفيات اغتيال صديق طفولته، مراد عبدالسلام الفزاني، الذي كان صديقًا عزيزًا لأخي عبدالسلام، حيثُ تم اغتيال مراد بالقرب من منزلنا، إذ أقدمت العناصر الإرهابية التي كانت تقل سيارة سوداء معتمة تحمل راية داعش باطلاق الرصاص عليهم، وسقط مراد أرضًا، يواصل .. لا شك بأن وفاة مراد أثرت كثيرًا في أخي عبدالسلام وتسببت له بخيبة امل كبيرة دخل على إثرها في فترة اكتئاب طويلة، مادفعه للكتابة والتعبير عن مشاعره ونقده لأفعال التنظيمات الإرهابية والدعوة لردعهم
    يتحدث.. ذات مرة كان أخي عبدالسلام مارًا من إحدى بوابات تابعة للدواعش، قام بالتعدّي على أحد العناصر الإهاربية وفي تلك اللحظة كانت نهايتهُ حاسمة، ولكن بفضل الله ورعايته نجى منها.. بالإضافة إلى أنه قام بالتعدّي عليهم مرة أخرى، وردًا على تصرفاته أصدروا قرارًا يقضي بضرورة قتله… واستمر الوضعُ على حاله فترةً من الزمن.
    يواصل حديثهُ.. عند نشوب حرب بين داعش وكتيبة بوسليم، خرج عددٌ من شباب مدينة درنة، لمقاتلة الدواعش، وكان من بينهم أخي الشهيد عبد السلام، وبتنسيق الشباب الأحرار فيما بينهم، استغلوا الحرب القائمة وخرجوا لمقاتلة العناصر الإرهابية، وتمكنوا من دحرهم حتى وصلوا إلى حي الـ400 في المدينة، وفي تلك المنطقة، بدأت كتيبة بوسليم في استدراج الشباب، ومحاولة غسل أدمغتهم ودعوتهم للالتحاق بها، ولكن أخي عبدالسلام كان حاذقًا، ملمًا بنواياهم السيئة، ومن تلك النقطة قرر التراجع والعودة إلى المنزل.
    كان هذا الجزء الأول من قصة الأخوين وليد وعبدالسلام الغيثي من مدينة درنة، وفي الجزء الثاني سنتعرف سويًا كيف استشهد عبدسالام الغيثي بعد أن خاض معارك كثيرة ضد التظيمات الإرهابية.

ความคิดเห็น •