القطاراتُ ترحل فوق قضيبينِ: (ما كانَ).. (ما سيكونْ)! والسماءُ: رمادٌ، به صنَعَ الموتُ قهوتَهُ ثم ذَرَاهُ لكي تَتَنَشَّقـَه الكائناتُ فينسلُّ بين الشرايين والأفئدهْ.. كلُّ شيءٍ خلال الزجاج يَفِرُّ: رذاذ ُالغبار ِعلى بقعةِ الضوءِ أغنية ُالريحِ، قـَنْطرةُ النهرِ سِربُ العصافير ِوالأعمدهْ.. كلُّ شيءٍ يفِرٌّ فلا الماءُ تُمسكُهُ اليدُ والحُلْمُ لا يتبقَّى على شرفاتِ العيونْ.. والقطاراتُ ترحلُ، والراحلونْ.. يَصِلُونَ.. ولا يَصِلُونْ! **** الشهورُ زهورٌ على حافةِ القلبِ تنمو وتُحرقها الشمسُ ذاتُ العيونِ الشتائيَّةِ المطفأهْ.. زهرةٌ في إناءْ تتوهَّجُ في أوّلِ الحبِّ بيني وبينكِ تصبحُ طفلاً وأرجوحة ًوامرأهْ.. زهرةٌ في الرداءْ تتفتّحُ أوراقُها في حياءْ عندما نتخاصرُ في المشيةِ الهادئهْ زهرةٌ من غناءْ تتورَّدُ فوق كمنجاتِ صوتكِ حين تفاجئكِ القبلة ُالدافئهْ زهرةٌ من بكاءْ تتجمَّدُ فوق شُجيرةِ عينيكِ في لحظاتِ الشجارِ الصغيرةِ أشواكُها الحزن ُوالكبرياءْ زهرةٌ فوق قبرٍ صغيرْ تنحني، وأنا أتحاشى التطلّعَ نحوكِ في لحظاتِ الوداعِ الأخيرْ تَتَعرَّى وتلتفُّ بالدمعِ في كلِّ ليلٍ إذا الصمتُ جاءْ لم يَعُدْ غيرُها من زهورِ المساءْ هذه الزهرةُ اللؤلؤهْ! **** أشعرُ الآن أني وحيدٌ أن المدينة َفي الليل ِ -أشباحَها وبناياتِها الشاهقةْ- سفنٌ غارقةْ نهبتـْها قراصنة ُالموتِ ثم رمَتـْها إلى القاع ِمنذ سنينْ.. أَسْنَدَ الرأسَ ربَّانُها فوق حافّتِها وزجاجة ُخمر ٍمحطّمة ٌتحت أقدامِهِ وبقايا وسامٍ ثمينْ.. وتشَبَّثَ بحّارةُ الأمسِ فيها بأعمدةِ الصمتِ في الأروقهْ.. يتسلّلُ من بين أسمالِهم سمكُ الذكرياتِ الحزينْ.. وخناجرُ صامتةٌ، وطحالبُ نابتةٌ، وسِلالٌ من القِطط النافقهْ.. ليس ما يَنْبُضُ الآنَ بالروح ِفي ذلك العالَمِ المستكينْ.. غيرُ ما ينشرُ الموجُ من عَلَمٍ كان في هَبَّةِ الريح ِ والآن يفركُ كفـَّيه في هذه الرقعةِ الضيِّقةْ! سيظلُّ على السارياتِ الكسيرةِ يخفق ُ حتى يذوبَ.. رويداً.. رويداً.. ويصدأَ فيه الحنينْ.. دون أن يلثمَ الريح ثانية ً أو يرى الأرضَ أو يتنهَّدَ مِن شمسِها المُحرِقهْ!
القطارات ترحل، والراحلون ... يصلون .. ولا يصلون
جميل جدا
القطاراتُ ترحل فوق قضيبينِ:
(ما كانَ).. (ما سيكونْ)!
والسماءُ: رمادٌ، به صنَعَ الموتُ قهوتَهُ
ثم ذَرَاهُ لكي تَتَنَشَّقـَه الكائناتُ
فينسلُّ بين الشرايين والأفئدهْ..
كلُّ شيءٍ خلال الزجاج يَفِرُّ:
رذاذ ُالغبار ِعلى بقعةِ الضوءِ
أغنية ُالريحِ، قـَنْطرةُ النهرِ
سِربُ العصافير ِوالأعمدهْ..
كلُّ شيءٍ يفِرٌّ
فلا الماءُ تُمسكُهُ اليدُ
والحُلْمُ لا يتبقَّى على شرفاتِ العيونْ..
والقطاراتُ ترحلُ، والراحلونْ..
يَصِلُونَ.. ولا يَصِلُونْ!
****
الشهورُ زهورٌ على حافةِ القلبِ تنمو
وتُحرقها الشمسُ ذاتُ العيونِ الشتائيَّةِ المطفأهْ..
زهرةٌ في إناءْ
تتوهَّجُ في أوّلِ الحبِّ بيني وبينكِ
تصبحُ طفلاً وأرجوحة ًوامرأهْ..
زهرةٌ في الرداءْ
تتفتّحُ أوراقُها في حياءْ
عندما نتخاصرُ في المشيةِ الهادئهْ
زهرةٌ من غناءْ
تتورَّدُ فوق كمنجاتِ صوتكِ
حين تفاجئكِ القبلة ُالدافئهْ
زهرةٌ من بكاءْ
تتجمَّدُ فوق شُجيرةِ عينيكِ
في لحظاتِ الشجارِ الصغيرةِ
أشواكُها الحزن ُوالكبرياءْ
زهرةٌ فوق قبرٍ صغيرْ
تنحني، وأنا أتحاشى التطلّعَ نحوكِ
في لحظاتِ الوداعِ الأخيرْ
تَتَعرَّى وتلتفُّ بالدمعِ في كلِّ ليلٍ
إذا الصمتُ جاءْ
لم يَعُدْ غيرُها من زهورِ المساءْ
هذه الزهرةُ اللؤلؤهْ!
****
أشعرُ الآن أني وحيدٌ
أن المدينة َفي الليل ِ
-أشباحَها وبناياتِها الشاهقةْ-
سفنٌ غارقةْ
نهبتـْها قراصنة ُالموتِ
ثم رمَتـْها إلى القاع ِمنذ سنينْ..
أَسْنَدَ الرأسَ ربَّانُها فوق حافّتِها
وزجاجة ُخمر ٍمحطّمة ٌتحت أقدامِهِ
وبقايا وسامٍ ثمينْ..
وتشَبَّثَ بحّارةُ الأمسِ فيها
بأعمدةِ الصمتِ في الأروقهْ..
يتسلّلُ من بين أسمالِهم سمكُ الذكرياتِ الحزينْ..
وخناجرُ صامتةٌ، وطحالبُ نابتةٌ،
وسِلالٌ من القِطط النافقهْ..
ليس ما يَنْبُضُ الآنَ بالروح ِفي ذلك العالَمِ المستكينْ..
غيرُ ما ينشرُ الموجُ من عَلَمٍ كان في هَبَّةِ الريح ِ
والآن يفركُ كفـَّيه في هذه الرقعةِ الضيِّقةْ!
سيظلُّ على السارياتِ الكسيرةِ يخفق ُ
حتى يذوبَ.. رويداً.. رويداً..
ويصدأَ فيه الحنينْ..
دون أن يلثمَ الريح ثانية ً
أو يرى الأرضَ
أو يتنهَّدَ مِن شمسِها المُحرِقهْ!