قصيدة: "بلا عنوان" محمود درويش من ديوانه الأخير: "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي" إذا كان لا بُدَّ من قمرٍ فليكنْ كاملاً، ووصيّاً على العاشقةْ وأمّا الهلالُ فليس سوى وَتَرٍ مُضْمَرٍ في تباريحِ غيتارةٍ سابقةْ وإنْ كان لا بُدَّ من منْزلٍ فليكنْ واسعاً، لنربّي الكناريَّ فيهِ، وأشياءَ أخرى وفيهِ ممّرٌ ليدخلَ منه الهواءُ ويخرجَ حُرّا وللنحلِ حقُّ الإقامةِ والشغلِ في رُكنهِ المهملِ وإنْ كان لا بُدَّ من سَفَرٍ فليكنْ باطنيّاً، لئلا يؤدّي إلى هدفٍ وأمّا الرحيلُ، فليس سوى شغفٍ مرهفٍ بالوصول إلى حُلُمٍ قُدَّ من حجرٍ وإنْ كان لا بُدَّ من حلُمٍ، فليكنْ صافياً حافياً أزرقَ اللونِ، يُولد من نفسهِ كأنَّ الذي كانَ كانَ، ولكنْ لم يكنْ سوى صورةَ الشيءِ في عَكسهِ وإنْ كان لا بُدَّ من شاعرٍ مختلفْ فليكنْ رعويَّ الحنينِ، يُجعّدُ ليلَ الجبالْ ويرعى الغزالةَ عند تخوم الخيالِ، ولا يأتلفْ مع شـيءٍ سـوى حسـّه بالمدى والندى والجمالْ وإنْ كان لا بُدَّ من فرَحٍ، فليكنْ ساخناً كدمِ الثورِ، لا وقتَ يبقى على حالِهِ الغناءُ حلالٌ لنا مثلُ زوجاتنا، فليكنْ ماجناً فاتناً لكي يخجلَ الموتُ منهُ، وينأى بأثقالِهِ وإنْ كان لا بُدَّ من علَمٍ للبلادْ فليكنْ عالياً، وخفيَّ المجازِ، قليلَ السوادْ وبعيداً، كأوديةٍ، عن جفاف المكانِ وأيدي الصغارْ وعن غرفِ النوم، وليرتفعْ فوق سطح النهارْ وإنْ كان لا بدَّ منّي.. فإنّي على أُهبةِ المرتضى والرضا، جاهزٌ للسلامْ مع النفسِ. لي مطلبٌ واحدٌ: أنْ يكونَ اليمامْ هو المتحدّثُ باسمي، إذا سقطَ الاسم منّي!
جميل جداً …إلقاء دافئ رائع واختيار موسيقى موزارت أروع
قصيدة: "بلا عنوان"
محمود درويش
من ديوانه الأخير: "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي"
إذا كان لا بُدَّ من قمرٍ
فليكنْ كاملاً، ووصيّاً على العاشقةْ
وأمّا الهلالُ فليس سوى وَتَرٍ
مُضْمَرٍ في تباريحِ غيتارةٍ سابقةْ
وإنْ كان لا بُدَّ من منْزلٍ
فليكنْ واسعاً، لنربّي الكناريَّ فيهِ، وأشياءَ أخرى
وفيهِ ممّرٌ ليدخلَ منه الهواءُ ويخرجَ حُرّا
وللنحلِ حقُّ الإقامةِ والشغلِ في رُكنهِ المهملِ
وإنْ كان لا بُدَّ من سَفَرٍ
فليكنْ باطنيّاً، لئلا يؤدّي إلى هدفٍ
وأمّا الرحيلُ، فليس سوى شغفٍ
مرهفٍ بالوصول إلى حُلُمٍ قُدَّ من حجرٍ
وإنْ كان لا بُدَّ من حلُمٍ، فليكنْ
صافياً حافياً أزرقَ اللونِ، يُولد من نفسهِ
كأنَّ الذي كانَ كانَ، ولكنْ لم يكنْ
سوى صورةَ الشيءِ في عَكسهِ
وإنْ كان لا بُدَّ من شاعرٍ مختلفْ
فليكنْ رعويَّ الحنينِ، يُجعّدُ ليلَ الجبالْ
ويرعى الغزالةَ عند تخوم الخيالِ، ولا يأتلفْ
مع شـيءٍ سـوى حسـّه بالمدى والندى والجمالْ
وإنْ كان لا بُدَّ من فرَحٍ، فليكنْ ساخناً
كدمِ الثورِ، لا وقتَ يبقى على حالِهِ
الغناءُ حلالٌ لنا مثلُ زوجاتنا، فليكنْ ماجناً فاتناً
لكي يخجلَ الموتُ منهُ، وينأى بأثقالِهِ
وإنْ كان لا بُدَّ من علَمٍ للبلادْ
فليكنْ عالياً، وخفيَّ المجازِ، قليلَ السوادْ
وبعيداً، كأوديةٍ، عن جفاف المكانِ وأيدي الصغارْ
وعن غرفِ النوم، وليرتفعْ فوق سطح النهارْ
وإنْ كان لا بدَّ منّي.. فإنّي
على أُهبةِ المرتضى والرضا، جاهزٌ للسلامْ
مع النفسِ. لي مطلبٌ واحدٌ: أنْ يكونَ اليمامْ
هو المتحدّثُ باسمي، إذا سقطَ الاسم منّي!