إن السادة الأشاعرة لا يثبتون سبع صفات فقط!! نعم إن إثبات علم أو قدرة للخالق جل جلاله ينبغي أن يقتضي نفي أن يكون هذا العلم متأتياً بالكتب والآلات والأدوات كالمخلوق، بنفس مبدأ أن إثبات يد لله يقتضي نفي العضو والجارحة كالمخلوقات كما يقول المتكلمون!! بالتالي فإن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر - بهذه الصورة - حقيقة لا خلاف فيها!! لكن المتكلمين أكدوا هذا الأمر شديد الوضوح ولم يتجاهلوه، فهم متفقون مع الإمام ابن تيمية رحمه الله في ذلك!! المشكلة الحقيقية أنه لا يمكن إثبات الصفات السبعة الذاتية من علم وحياة وقدرة بنفس طريقة إثبات صفات الأفعال من استواء ونزول ووجه ويد ورضا وغضب، فالأمر مختلف تماماً لعدة أسباب: أولاً: هذه القاعدة التي أصّل الإمام ابن تيمية مذهبه في الصفات عليها إنما هي مبنية على تساوي الصفات ابتداءاً!! فهل الصفات متساوية حقاً؟! إن إثبات وجود الله يقتضي عقلاً إثبات الصفات الذاتية من علم وحياة وقدرة، فالله عالم غير جاهل حي غير ميت قادر غير عاجز، وهذا كما نرى لا يحتاج إلى دليل سمعي إذ أنه محكم بذاته!! ولكن هل يقتضي إثبات وجود الله عقلاً إثبات صفات الأفعال؟! هل يمكن للعقل أن يثبت يداً أو وجهاً أو عيناً أو استواءً أو نزولاً بدون دليل سمعي؟! إن إثبات الصفات الذاتية هو أمر لازم عند إثبات وجود الله عقلاً!! نعم لقد علمنا أن الله حي عالم قدير لأن نفي أضداد هذه الصفات يقتضي إثباتها، فالموت ضد الحياة والجهل ضد العلم والعجز ضد القدرة.. ولكن ما هي أضداد اليد والعين والوجه التي ينبغي نفيها لإثبات هذه الصفات عقلاً؟! بعبارة أخرى: لقد عقلنا بأن الله قادر إذ لا يمكن أن يكون الإله عاجز، ولكن هل يمكن أن نعقل أن لله يداً فقط لأننا أثبتنا وجود الله جل جلاله؟! إن نفي أضداد هذه الصفات لا يتأتى إلا بقيام الدليل النقلي القاطع بنفيها! ثانياً: إننا نجد السلف عندما جاءتهم آيات الصفات الفعلية يرتبكون ويستشكلون الأمر ويقولون: أمروها كما جاءت بلا كيفية.. ولكن هل استشكل السلف الآيات التي أثبتت الصفات الذاتية من علم وحياة وقدرة؟! هل قالوا: أمروها كما جاءت بلا كيفية؟! إننا نجد إماماً مثل الإمام مالك لما سئل عن الاستواء تصبّب عرقاً!! وأنكر حديث الصورة ومنع التحدث أمام العامة بهذه الأحاديث الموهمة للتشبيه (بل وصل الأمر إلى أن يقضي الإمام مالك بقطع يد من يذكر يد الله ويشير بيده، مع أن ذكر اليد ثابت في القرآن في عدة مواضع!. فتأمل!!)، ولكن هل حذر مالك وغيره من التحدث أمام العامة بأن الله حي عليم قدير سميع بصير!! أليس هذا دليل على أن الصفات الذاتية محكمة لا استشكال فيها بخلاف الصفات الفعلية؟! لو لم يكن هناك فرق بيّن، فما الذي جعل السلف يتعاملون بشكل مختلف أمام هذه الصفات التي لا يرى الإمام ابن تيمية بينها أي فرق وأنه ينبغي إثباتها جميعاً بنفس الطريقة ونفس الأسلوب؟! فهل أثبتها السلف بنفس الطريقة حقاً؟! ثالثاً: لقد كان تفكير السلف والمتكلمين منصباً على ما هو أبعد من القاعدة التي يؤصّلها الإمام ابن تيمية!! إن إثبات الصفات الذاتية لا يكون مشروطاً بأمر طارئ أو نتيجة لسبب، فالله عالم حتى وإن لم يكن هناك معلوم، والله خالق حتى وإن لم يكن هناك مخلوق، أي أن هذا الإثبات لا يقتضي البحث في حقيقة هذه الصفات، بالتالي ليس هناك أي استشكال!! بينما لا يمكن إثبات صفات الأفعال إلا بشرط حادث متعلق به أو نتيجة لسبب، فالله يحب العبد لأنه أطاع فإن عصا تنتفي المحبة، والله يغضب لأن العبد قد كفر فإن آمن ينتفي الغضب.. وهكذا! بالتالي فإن صفات الأفعال لا بد أن تكون حادثة لأنها متعلقة بالحادثات، وطالما هي كذلك فلا يمكن أن تكون قائمة بذات الله بخلاف الصفات الذاتية التي هي صفات كمال قائمة بذات الله.. فظهر الفرق! رابعاً: إنه لو كانت صفات كالغضب والانتقام كمالات محضة لما جاز لله أن يتصف بالرضى والحلم، بخلاف الصفات الذاتية التي هي كمالات محضة، فالله قادر غير عاجز عالم غير جاهل. وإذا قمنا بإثبات صفات كالرضى والغضب صفات قائمة بذات الله كما فعلنا بصفات العلم والحياة والقدرة، فهذا فيه ما فيه من إجتماع الأضداد في ذاته جل شأنه!! نضيف لذلك أنه يمكننا أن نقول أن الله راض عن فلان وغاضب على فلان، لكن لا يمكننا أن نقول أن الله قادر على فعل كذا لكنه غير قادر على فعل كذا لأنها صفات واجبة في حقه جل وعلا، كما لا يمكننا أن نقول إن الله يجب عليه أن يرضى أو يجب عليه أن يغضب لأنه لا يجب على الله أن يفعل شيئاً، ولذلك أرجع المتكلمون صفات الأفعال إلى مبادئها من الصفات الذاتية كصفة الإرادة، فالله يرضى إذا أراد ويغضب إذا أراد. فتنبه!! ------------------------------------------------- إن الإمام ابن تيمية رحمه الله يريد من تأصيل هذه القاعدة شيء آخر غير الذي أثبته المتكلمون، فهو يريد إثبات حلول الحوادث في الذات الإلهية مع أنه يقرر عكس ذلك في مواضع أخرى، فقد أكّد بأنه ليس في مخلوقات الله شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته. مجموع الفتاوى 2 / 340، ويريد كذلك إثبات التغير والحركة كصفات كمال لله جل جلاله شأنها شأن غيرها من الصفات..
السلف اثبتوها لانها جاءت في الكتاب والسنة فعندهم القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر يعني إثبات كل صفات الله التي ذكرت في الكتاب والسنة وفق قاعدة ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله اما الاشاعرة فاثبتوها ابتداء باللازم العقلي وهنا يجب على الاشاعرة ان يبينوا حجتهم بحصر الإثبات بهذا العدد من الصفات واختلافهم في الزيادة على هذه الصفات السبع او النقص
وذلك ان الصحابة اقتنعوا ان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله فلما اقتنعوا صدقوا بكل ما جاء به اما الاشاعرة فلم يفعلوا ذلك بل آمنوا باله له صفات استنبطوها من قواعد علم الكلام ثم اصطدموا بحقيقة أن بعضها تختلف مع ما جاء في الكتاب والسنة فاضطروا إلى تأويل كل صفة لم يستطيعوا اثباتها من خلال قواعد علم الكلام هذه هي مشكلة الاشاعرة المزمنة
لم يرتبك السلف في التعامل مع صفات الله بل قالوا امروها كما جاءت وهذا اجماع عندهم لكن الاشاعرة لم يفهموا مرادهم السلف لم يفرقوا بين اقسام الصفات لم يفرقوا بين صفة السمع وصفة اليد
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بارك الله فيكم شيخ أبا صالح
بارك الله فيك
نفع الله بكم
جزاكم الله خيرا
ما شاء الله هنا تحقيق المسأله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو الكتاب المعتمد لمتابعة الشرح و مراجعته؟
@أنس حامد عوف جزاك الله خيرا
لا . هو يدعم مقاصد كتاب التدمرية لابن تيمية .
وتجد هذا التدعيم في كتب
مثل العقود الذهبية للشيخ سلطان العميري.
والانتصار للتدمرية لماهر أمير.
إن السادة الأشاعرة لا يثبتون سبع صفات فقط!! نعم إن إثبات علم أو قدرة للخالق جل جلاله ينبغي أن يقتضي نفي أن يكون هذا العلم متأتياً بالكتب والآلات والأدوات كالمخلوق، بنفس مبدأ أن إثبات يد لله يقتضي نفي العضو والجارحة كالمخلوقات كما يقول المتكلمون!! بالتالي فإن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر - بهذه الصورة - حقيقة لا خلاف فيها!! لكن المتكلمين أكدوا هذا الأمر شديد الوضوح ولم يتجاهلوه، فهم متفقون مع الإمام ابن تيمية رحمه الله في ذلك!! المشكلة الحقيقية أنه لا يمكن إثبات الصفات السبعة الذاتية من علم وحياة وقدرة بنفس طريقة إثبات صفات الأفعال من استواء ونزول ووجه ويد ورضا وغضب، فالأمر مختلف تماماً لعدة أسباب:
أولاً: هذه القاعدة التي أصّل الإمام ابن تيمية مذهبه في الصفات عليها إنما هي مبنية على تساوي الصفات ابتداءاً!! فهل الصفات متساوية حقاً؟! إن إثبات وجود الله يقتضي عقلاً إثبات الصفات الذاتية من علم وحياة وقدرة، فالله عالم غير جاهل حي غير ميت قادر غير عاجز، وهذا كما نرى لا يحتاج إلى دليل سمعي إذ أنه محكم بذاته!! ولكن هل يقتضي إثبات وجود الله عقلاً إثبات صفات الأفعال؟! هل يمكن للعقل أن يثبت يداً أو وجهاً أو عيناً أو استواءً أو نزولاً بدون دليل سمعي؟!
إن إثبات الصفات الذاتية هو أمر لازم عند إثبات وجود الله عقلاً!! نعم لقد علمنا أن الله حي عالم قدير لأن نفي أضداد هذه الصفات يقتضي إثباتها، فالموت ضد الحياة والجهل ضد العلم والعجز ضد القدرة.. ولكن ما هي أضداد اليد والعين والوجه التي ينبغي نفيها لإثبات هذه الصفات عقلاً؟!
بعبارة أخرى: لقد عقلنا بأن الله قادر إذ لا يمكن أن يكون الإله عاجز، ولكن هل يمكن أن نعقل أن لله يداً فقط لأننا أثبتنا وجود الله جل جلاله؟! إن نفي أضداد هذه الصفات لا يتأتى إلا بقيام الدليل النقلي القاطع بنفيها!
ثانياً: إننا نجد السلف عندما جاءتهم آيات الصفات الفعلية يرتبكون ويستشكلون الأمر ويقولون: أمروها كما جاءت بلا كيفية.. ولكن هل استشكل السلف الآيات التي أثبتت الصفات الذاتية من علم وحياة وقدرة؟! هل قالوا: أمروها كما جاءت بلا كيفية؟! إننا نجد إماماً مثل الإمام مالك لما سئل عن الاستواء تصبّب عرقاً!! وأنكر حديث الصورة ومنع التحدث أمام العامة بهذه الأحاديث الموهمة للتشبيه (بل وصل الأمر إلى أن يقضي الإمام مالك بقطع يد من يذكر يد الله ويشير بيده، مع أن ذكر اليد ثابت في القرآن في عدة مواضع!. فتأمل!!)، ولكن هل حذر مالك وغيره من التحدث أمام العامة بأن الله حي عليم قدير سميع بصير!! أليس هذا دليل على أن الصفات الذاتية محكمة لا استشكال فيها بخلاف الصفات الفعلية؟! لو لم يكن هناك فرق بيّن، فما الذي جعل السلف يتعاملون بشكل مختلف أمام هذه الصفات التي لا يرى الإمام ابن تيمية بينها أي فرق وأنه ينبغي إثباتها جميعاً بنفس الطريقة ونفس الأسلوب؟! فهل أثبتها السلف بنفس الطريقة حقاً؟!
ثالثاً: لقد كان تفكير السلف والمتكلمين منصباً على ما هو أبعد من القاعدة التي يؤصّلها الإمام ابن تيمية!! إن إثبات الصفات الذاتية لا يكون مشروطاً بأمر طارئ أو نتيجة لسبب، فالله عالم حتى وإن لم يكن هناك معلوم، والله خالق حتى وإن لم يكن هناك مخلوق، أي أن هذا الإثبات لا يقتضي البحث في حقيقة هذه الصفات، بالتالي ليس هناك أي استشكال!!
بينما لا يمكن إثبات صفات الأفعال إلا بشرط حادث متعلق به أو نتيجة لسبب، فالله يحب العبد لأنه أطاع فإن عصا تنتفي المحبة، والله يغضب لأن العبد قد كفر فإن آمن ينتفي الغضب.. وهكذا! بالتالي فإن صفات الأفعال لا بد أن تكون حادثة لأنها متعلقة بالحادثات، وطالما هي كذلك فلا يمكن أن تكون قائمة بذات الله بخلاف الصفات الذاتية التي هي صفات كمال قائمة بذات الله.. فظهر الفرق!
رابعاً: إنه لو كانت صفات كالغضب والانتقام كمالات محضة لما جاز لله أن يتصف بالرضى والحلم، بخلاف الصفات الذاتية التي هي كمالات محضة، فالله قادر غير عاجز عالم غير جاهل.
وإذا قمنا بإثبات صفات كالرضى والغضب صفات قائمة بذات الله كما فعلنا بصفات العلم والحياة والقدرة، فهذا فيه ما فيه من إجتماع الأضداد في ذاته جل شأنه!!
نضيف لذلك أنه يمكننا أن نقول أن الله راض عن فلان وغاضب على فلان، لكن لا يمكننا أن نقول أن الله قادر على فعل كذا لكنه غير قادر على فعل كذا لأنها صفات واجبة في حقه جل وعلا، كما لا يمكننا أن نقول إن الله يجب عليه أن يرضى أو يجب عليه أن يغضب لأنه لا يجب على الله أن يفعل شيئاً، ولذلك أرجع المتكلمون صفات الأفعال إلى مبادئها من الصفات الذاتية كصفة الإرادة، فالله يرضى إذا أراد ويغضب إذا أراد. فتنبه!!
-------------------------------------------------
إن الإمام ابن تيمية رحمه الله يريد من تأصيل هذه القاعدة شيء آخر غير الذي أثبته المتكلمون، فهو يريد إثبات حلول الحوادث في الذات الإلهية مع أنه يقرر عكس ذلك في مواضع أخرى، فقد أكّد بأنه ليس في مخلوقات الله شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته. مجموع الفتاوى 2 / 340، ويريد كذلك إثبات التغير والحركة كصفات كمال لله جل جلاله شأنها شأن غيرها من الصفات..
السلف اثبتوها لانها جاءت في الكتاب والسنة فعندهم القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر يعني إثبات كل صفات الله التي ذكرت في الكتاب والسنة وفق قاعدة ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله
اما الاشاعرة فاثبتوها ابتداء باللازم العقلي وهنا يجب على الاشاعرة ان يبينوا حجتهم بحصر الإثبات بهذا العدد من الصفات واختلافهم في الزيادة على هذه الصفات السبع او النقص
وذلك ان الصحابة اقتنعوا ان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله فلما اقتنعوا صدقوا بكل ما جاء به
اما الاشاعرة فلم يفعلوا ذلك بل آمنوا باله له صفات استنبطوها من قواعد علم الكلام ثم اصطدموا بحقيقة أن بعضها تختلف مع ما جاء في الكتاب والسنة فاضطروا إلى تأويل كل صفة لم يستطيعوا اثباتها من خلال قواعد علم الكلام
هذه هي مشكلة الاشاعرة المزمنة
اذا اتفقنا ان وصف الله بالحياة والعلم والقدرة لا تحتاج الى دليل سمعي فإننا قد نختلف في اثبات صفة السمع والبصر والكلام بالدليل العقلي وهنا ماذا ستقول
لم يرتبك السلف في التعامل مع صفات الله بل قالوا امروها كما جاءت وهذا اجماع عندهم لكن الاشاعرة لم يفهموا مرادهم
السلف لم يفرقوا بين اقسام الصفات لم يفرقوا بين صفة السمع وصفة اليد
لو انك بحثت عن جذور المشكلة لوجدت ان المتأثرين بعلم الكلام نفوا صفة الكلام والعلم عن الله وجعلوها خلق لله لا من صفاته
بارك الله فيك
جزاكم الله خيرًا