حسن بن عثمان يقدم كتاب إعلاميون في زمن استبداد
ฝัง
- เผยแพร่เมื่อ 20 ม.ค. 2025
- يلقي هذا الكتاب الضوء على كواليس الإعلام الإذاعي والتلفزيوني بتونس في فترة نهاية التسعينات وبداية الألفية الجديدة، ويأتي اختيار هذه الفترة لسببين الأول ذاتي يتعلّق بالمؤلف الذي كلف آنذاك بتقديم برنامج الحوار السياسي في القناة الفضائية الأولى، ولسبب موضوعي يتعلق بأهمية تلك الفترة في سياق المواجهة القائمة بين المعارضة الراديكالية والنظام، فبعد انتخابات 1999دخلت البلاد مرحلة جديدة أخذت فيها أجهزة النظام تعمل على تهيئة المناخ لتعديل الدستور 2002 فيما عملت قوى المعارضة على تشديد الضغط الدولي باستخدام ملف حقوق الانسان والحريات. وكانت القنوات الفضائية مسرحا لتلك المواجهة. لكن الكتاب لا يتوقف عند تلك المرحلة أو عند حدود تجربة المؤلف، فهو يحكي عن مشكل حرية التعبير والمبادرة من داخل المؤسسة الرسمية ويرصد مختلف التطورات التي مرّ بها الإعلام الرسمي بمختلف قنواته من عهد بورقيبة إلى نهاية عهد بن علي، فيوثق لكثير من الأحداث المهمة على الصعيد السياسي ما يجعله أقرب إلى التحقيق الصحفي منه إلى السرد الذاتي وتتعزز هذه الخصوصية بالتطرق إلى أسماء أخرى كثيرة معروفة كان لها حضور مهم في سياق الأحداث التي يرويها الكاتب. الكتاب يقدم شهادة من الداخل عن الإعلام والإعلاميين في زمن الاستبداد، ويقدم إضافة نوعية في سياق تفكيك منظومة الدعاية، لكنه يتميز بسعي المؤلف إلى تقديم الأحداث بأسلوب سردي أدبي، فالعمل يتوزع على ثمانية عشر فصلا لا يمكن قراءتها إلا بشكل مسترسل، من بين عناوين الفصول: شارع الحرية، مقهى الموناراس، حقيبة المفاجآت، رؤى، ديمقراطيون في مكينة النظام، حرب الفضائيات، لعبة المتناقضات، من قتل عواطف حميدة؟، هل غيرت الثورة الإعلام؟
ويؤكد المؤلف في مقدمة الكتاب أن هذا العمل يدخل في نطاق قراءة الماضي بعقلانية وهدوء بعيدا عن التشنج والوصم وهي «خطوة أولى على درب طويل نتحدّث فيه معا عن زمن الاستبداد كي نُشفى منه، نفعل ذلك كمن يتمدّد على أريكة الطبيب النفسي. لقد أصبح هذا الأمر ضروريا الآن أكثر من أي وقت مضى، فلن نتقدّم كثيرا ما لم نبرأ من الماضي». .
عبد الدايم الصماري