كيف خرج النبي من منزله رغم الحصار ؟ | جزء وحكاية 22

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 16 ก.ย. 2024
  • ضاق المشركون في مكة بالنبي صلى الله عليه وسلم ودعوته للدين الجديد الذي جاءهم به، ووجدوا أنفسهم قد فشلوا في كل محاولاتهم للقضاء عليه، إذ لم تنفع معه وسائل الترهيب والترغيب، كما فشلت أساليبهم في الإيذاء والتعذيب، ورأوا بأعينهم انتشار الإسلام في مكة، وعلموا بما تم بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل المدينة المنورة من البيعة على النصرة والإيمان، فأزعجتهم تلك الأخبار، وتواعدوا فيما بينهم على أن يلتقوا في دار الندوة، وقد عزموا على اتخاذ قرار حاسم بشأن النبي صلى الله عليه وسلم. وانتهت جلستهم ومشاوراتهم على قرار بقتله صلى الله عليه وسلم، على أن يتولى القيام بذلك المنكر العظيم فتية من القبائل جميعاً، ليتفرق دمه بين القبائل، ويعجز بنو هاشم عن قتال العرب كلهم أخْذاً بثأرهم، فيرضوا بالدِيَة. وفي الليلة التي حددوها جمعوا شباباً من قريش من قبائل شتى لتنفيذ مؤامرتهم، وحاصروا ببيت النبي صلى الله عليه وسلم وسيوفهم في أيديهم، يترقبون خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه.
    ولم تكن قريش تعرف أن الله عز وجل أذن لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة، ومن ثم كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرج مهاجراً من وسط هذا الحصار وهذه المؤامرة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليّاً رضي الله عنه أن ينام في مكانه، وقال له مطمْئِناً ـ كما ذكر ابن هشام في السيرة النبوية، وابن سيد الناس في عيون الأثر وغيرهما ـ: (نمْ على فراشي وتسجَّى (تغطى) ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنَمْ فيه فإنه لن يخلص (يصل) إليك شيء تكرهه منهم)"، وأوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤدي عنه الودائع التي كانت عنده للناس، فامتثل علي رضي الله عنه لأمره، ونام في مكانه وضرب بذلك أروع أمثلة التضحية والفداء.
    وخرج رسول الله وهو يعلم مكان المتربصين به وما جاءوا من أجله، فلم يروه، وأخذ صلى الله عليه وسلم حفنة من تراب فجعلها على رؤوسهم، وقد أنزل الله تعالى عليه بعد قدومه المدينة المنورة قوله سبحانه: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(الأنفال:30)، قال السعدي: "{إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} حين تشاور المشركون في دار الندوة فيما يصنعون بالنبي صلى الله عليه وسلم، إما أن يثبتوه عندهم بالحبس ويوثقوه، وإما أن يقتلوه فيستريحوا ـ بزعمهم ـ من شرِّه، وإما أن يخرجوه ويجلوه من ديارهم. فكلٌّ أبدى من هذه الآراء رأياً رآه، فاتفق رأيهم على رأي: رآه شريرهم أبو جهل لعنه الله، وهو أن يأخذوا من كل قبيلة من قبائل قريش فتى ويعطوه سيفا صارماً، ويقتله الجميع قتلة رجل واحد، ليتفرق دمه في القبائل. فيرضى بنو هاشم ثَمَّ بديته، فلا يقدرون على مقاومة سائر قريش، فترصدوا للنبي صلى الله عليه وسلم في الليل ليوقعوا به إذا قام من فراشه. فجاءه الوحي من السماء، وخرج عليهم، فذرَّ على رءوسهم التراب وخرج، وأعمى الله أبصارهم عنه، حتى إذا استبطؤوه جاءهم آت وقال: خيبكم الله، قد خرج محمد وذَرَّ على رءوسكم التراب، فنفض كل منهم التراب عن رأسه، ومنع اللهُ رسولَه منهم، وأذِن له في الهجرة إلى المدينة، فهاجر إليها، وأيده الله بأصحابه المهاجرين والأنصار، ولم يزل أمره يعلو حتى دخل مكة عنوة، وقهر أهلها، فأذعنوا له وصاروا تحت حكمه، بعد أن خرج مستخفيا منهم، خائفا على نفسه. سبحان اللطيف بعبده الذي لا يغالبه مغالب".

ความคิดเห็น • 4

  • @lanashahrory8316
    @lanashahrory8316 ปีที่แล้ว

    اللهم صلّ على سيدنا محمد ❤️ يعطيك العافية

  • @b9gi
    @b9gi ปีที่แล้ว

    رح احضر كل السلسله عشان بتجننن

  • @lk-hz2vi
    @lk-hz2vi ปีที่แล้ว

    Bravo 😊

  • @صفوتنبيلسليمان
    @صفوتنبيلسليمان ปีที่แล้ว

    يعطيك العافية. وبس والله ❤❤