مدحة شمس الكون زكي العرف - الأمين القرشي وعلي الشاعر وعبدالله الحبر drabdelmoneim@

جلسة صفاء صوتية من أدب المدائح في السودان - مع شيخ طيفور رحمه الله تعالى
معظم السودانيين بل أعتقد كلهم يهيمون حباً في رسوال الله والهدي النبوي المنير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين. لذلك يكثر شعر المدح والثناء على نبي الإسلام والشوق إلى زيارة قبره الشريف في المدينة المنورة. يتنوع الشعر باللغة العربية الفصحى أو دارجة أهل السودان والتي هى كل أصولها عربية عدا القليل من الكلمات التي ورثت من اللغات النوبية القديمة. وما أجمل روعة النص والتعبير الذي تفيض به هذه الدواوين الكثيرة من المدائح خاصة للذائقة الشعرية الرفيعة عند الذين يفهمون دارجة أهل السودان وهي في ظني لا تختلف كثيرا عن دارجة أهل الحجاز. حتى الأغاني السودانية لا تخلو نصوصها من ذكر الله أو رسوله وهذا شيء عجيب لكنّه مستطاب
هنا المادح المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ طيفور يذوب رقة وعذوبة وهو يصف شوقه للقاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. هكذا ولدت هذه القصيدة درة أصيلة رائعة في نظمها البلاغي ومعناها اللغوي
مشتاق ليه زكي العرف
مشتاق ليه باكي الطرف
كان تسجيل هذه المدحة في السادس من شهر المحرم عام 1410من الهجرة بمنزل أخي وعديلي المغفور له السيد الكريم بابكر عبدالرحمن عثمان بجدة حيث كان له هو وشقيقه المرحوم محمد علي محل تجاري بسوق باب شريف وسط جدة وللسيد بابكر مكتب تجاري ومعرض بسوق المساعدية جدة. هم أبناء الشيخ عبدالرحمن عثمان من قدماء أهل امدرمان ومشهورين بصناعة وتجارة الحلي والأناتيك وللشقيقين محل معروف بعمارة أبوالعلاء في الخرطوم قرب القصر الجمهوري " بيت الفنون الشعبية " . منزلهما في حي الصافية بمدينة الخرطوم بحري كما أيضاً في جدة لا يخلو يوما ولا ساعة منٌ ضيف يكرم أو مادح يعطر الليالي
كانت جلسة طيبة مباركة فيها وفي زمنها الجميل الذي كان السودانيون يحجون فيه من كل عام ويعتمرون في كل المواسم من غير عناء. ضمن الليلة الجلساء الأفضل شيخ عمر عوض الله " الشقيق الأكبر للقانوني بابكر عوض الله الذي شارك النميري في إدارة حكم السودان"وهو الذي عطر الحفل بآيات قرآنية ، وضمت المتحدث الشيخ الوفور إبراهيم الحسن " شيخ التيجانية بمدينة أتبرا في السودان " وشقيقنا المغفور له شيخ مجذوب عبدالمحمود العربي وكان يساعد المتحدث.
نفر طيب جمعهم الله في أطهر بقعة وجمعهم في ليلة وساعة صفاء عطرتها حناجر الشيوخ المنشدين المادحين المحبين الأمين القرشي وعلي بخيت الشاعر وعبدالله عثمان الحبر. رحمة الله عليهم جميعا وأرجو طيلة العمر وكمال الصحة والعافية للشيخ عبدالله الحبر الذي حباه المولى الآن بمجاورة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
اللهم أغفر لنا ولوالدينا ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا بك.
المرحوم السيد بابكر عبدالرحمن عثمان صاحب و مؤسس محل الفولكلور هاوس بعمارة أبوالعلا ( شارع القصر والجمهورية) الفاتح علي اتينيه
غفر الله لهم جميعا ويارب في الفردوس الأعلى كلهم ينعمون والبركة في ذريتهم
عبدالمنعم