3- من خلق الله؟ اختصار كتاب نبوة محمد ﷺ من الشك إلى اليقين - د. فاضل السامرائي

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 22 ส.ค. 2024
  • يجيب المؤلف الدكتور فاضل السامرائي في هذا الفصل على سؤال يرد كثيرا، وهو: من خلق الله؟
    السلام عليكم والمؤلف يجيب عنه بعدة أمثلة، كلُّها تبين أنّ ممكن الوجود يحتاج في وجوده إلى قائم بذاته، وأن تسلسل العلل محال.
    فسلسلة الموجِدين لا بد أن تنتهي إلى مُوجِدٍ أول لا يحتاج إلى غيره ليوجَد، فلو أخذنا أي موجود على الأرض، الإنسانَ مثلا، نراه يحتاج إلى سبب أوجده: أبيه وأمه، والسبب الذي أوجده يحتاج إلى سبب قبله، فالأب يحتاج إلى والدين، والأم كذلك، فترجع إلى الوراء حتى تصل إلى إنسان أول ليس قبله إنسان، ثم هذا الإنسان الأول يحتاج إلى موجد، وهكذا، فلو قلنا: إن كل موجود يحتاج إلى موجِد قبله لما وُجد الكون أبدا، فلا بد أن يرجع الكون إلى خالق أول لا يحتاج إلى غيره ليوجد، بل وجوده أزلي من ذاته.
    ويصوغ المؤلف هذا الدليل صياغة أخرى يقرب بها المفهوم، يقول: الموجود الذي يحتاج إلى موجِد، مثَلُه كمثل الصفر، وجوده ليس من ذاته، فهو لا شيء بدون الذي أوجده، فالإنسان المحتاج إلى غيره ليوجِده يعتبر وجوده صفرا، لأن وجوده من غيره لا من ذاته.
    ثم الذي أوجده إذا كان يحتاج إلى موجود غيرِه ليُضفي عليه الوجود، فهو صفر أيضا، لأن وجوده من غيره، وهكذا، فالكون كله صفر لأننا كما ذكرنا كله محتاج إلى غيره ليوجد، فلا وجود له من ذاته ،
    فلولا وجودُ الغنيِّ الموجود بذاته، الأولِ الذي ليس قبله شيء، لم يلد ولم يولد، لما وجدت الخليقة، لأنها محتاجة في وجودها إلى غيرها، فكل ما احتاج إلى غيره في وجوده فهو صفر.
    فهذا بهذا الوضوح كما ترى، وأزيد الأمر بيانا بذكر مثال آخر، يبين لك الأمر، ثم أذكر لك أخي المشاهد أختي المشاهدة جواب النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الإشكال، فإنه قد بينه بيانا شافيا، صلوات ربي وسلامه عليه.
    أما المثال فأنت إذا رأيت ثريا معلقة ولها سلسلة، ولكنك لا ترى نهاية السلسلة، ولا ترى السقف التي هي معلقة عليها، فهل ستقول: يحتمل أن تكون هذه السلسلة ممتدة إلى ما لا نهاية؟ أم أنك ستجزم بأن السلسلة لها نهاية، وهذا النهاية معلقة بما يثبتها؟
    لا شك أنك ستجزم بأن السلسلة لها نهاية، وأن نهايتها معلقة بما يثبتها، وإلا لما ثبتت، لأن اعتماد كل حلقة من السلسلة على التي قبلها إلى ما لا نهاية، يؤدي إلى أن تكون غير مثبتة بشيء، وبالتالي ستسقط الثريا ولا شك، لكن ما دام أن الثريا معلقة، إذن فالسلسلة لها نهاية.
    وهكذا الكون، ما دام أنه وجد، فلا يمكن أن يكون معتمدا على خالقين كلُّ واحد منهم يفتقر إلى خالق وهكذا إلى ما لا نهاية، بل لا بد من خالقٍ أوّلٍ غني موجود بذاته، لا يحتاج في وجوده إلى غيره، فهذا المثل، وليس هو في كتاب المؤلف ولكني ذكرته من عندي للإيضاح.
    وأفضل من هذا إيضاح النبي صلى الله عليه وسلم وبيانه، فقد ذَكَر صلى الله عليه وسلم هذا الإشكال وأجاب عنه بأبلغ ما يكون، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته».
    وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ثم ليتفل عن يساره ثلاثا، وليستعذ من الشيطان».
    فأمر صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشياء: بالانتهاء عن هذا التفكير، وبالاستعاذة من الشيطان، وبأن يقول ما تضمنته سورة الإخلاص: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.
    أما أمره بالانتهاء عن هذا التفكير، فلأنه تفكير مغالط للمنطق العقلي أصلا، كما سبق وبينا، فتسلسل الخالقين إلى ما لا نهاية محال عقلي، فلا بد من الانتهاء عن التفكير في المحالات.
    وإذا كان هذا السؤال يعرض للإنسان ولا يستطيع دفعَه عن نفسه، فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنه من وسوسة الشيطان، ووسوسة الشيطان تدفع بالاستعاذة.
    فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالانتهاء عن التفكير الضار، وأخبر أنه من الشيطان، وعلمنا دواء وسوسة الشيطان، ثم أمرنا أن نقول ما تضمنته سورة الإخلاص، فقال صلى الله عليه وسلم: «قولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد».
    يعلمنا صلى الله عليه وسلم أن هذه صفة الله التي لا بد منها، والتي ينتهي إليها تفكير كل عاقل، فلا بد من الانتهاء إلى خالق أول، غني عن كل ما سواه، وكل المخلوقات مفتقرة إليه، وهذا معنى اسمه الصمد، وهذا الخالق الصمد لم يلد ولم يولد، بل هو الأول الذي ليس قبله شيء، ولا مثله شيء، ولذلك قال: «ولم يكن له كفوا أحد».
    فالتفكير المنطقي لا بد أن يوصلك إلى هذه النتيجة، والمغالطات العقلية لا تزيدك إلا تشوشا، فدل النبي صلى الله عليه وسلم على العلاج العملي الذي يقطع هذا الوسواس وينهيه، ولنرجع إلى ما ذكره المؤلف في كتابه
    يقول المؤلف بعد أن بين وضوح الدليل العقلي على وجود الخالق الأول الغني سبحانه وتعالى، يقول: أما الماديون فينكرون وجود الخالق، ولكن لن يستطيعوا أن يقيموا دليلا واحدا على عدم وجوده، كيف وكل الأدلة متضافرة متكاثرة دالة عليه سبحانه وتعالى، وليس لدى الماديين إلا التشكيك والاستبعاد والفرار من أمر يستبعدونه إلى أمر آخر أحرى بالاستبعاد.
    وهم في الأخير لا بد أن ينسبوا الخلق إلى علة، فتراهم ينسبون الخلق إلى علة غير عاقلة، فرارا من القول بالخالق الحكيم المدبر، مع أنهم يعترفون بالانتظام في الخلق، والدقة في الصنع، والبراعة في الوضع، والغايات التي تحققها الأعضاء والأجهزة والأنسجة، فأي الرأيين أحرى بالاستبعاد؟
    وترى الماديين ينسبون الأزلية إلى مادة ميتة، فرارا من القول بالأزلية لله الحي القدير، فينسبون القوانين المضبوطة ضبطا دقيقا للمادة الميتة التي لا تفعل إلا عشوائيا، إن فعلت، كل هذا فرارا من إثبات الخالق القدير العليم، فأي الرأيين أحق بالقبول؟
    أخوكم/ محمد خليفة البوسعيدي

ความคิดเห็น • 2

  • @rabibourdi238
    @rabibourdi238 ปีที่แล้ว

    أستغرب كثيرا : أمثل هذا المحتوى لا يعجب به إلا 50 شخصا ولا يشاهده إلا ألف شخص ولا يعلق إلا شخص واحد...
    عجيب...
    جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

  • @user-rp6pt7og7e
    @user-rp6pt7og7e ปีที่แล้ว +2

    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    انصح بقراءته كتاب نبوة محمد من الشك إلى اليقين