شرح كتاب صيد الخاطر (45) الوسطية والاعتدال-الطموح والنظر في عواقب الأمور لفضيلة الشيخ يوسف بوغابة

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 5 ม.ค. 2025

ความคิดเห็น •

  • @hichemaziz8192
    @hichemaziz8192 2 ปีที่แล้ว +2

    جزاكم الله خيرا

  • @toufiksouheil4071
    @toufiksouheil4071 2 ปีที่แล้ว +1

    بارك الله فيكم و بارك بكم

  • @anashidzeman
    @anashidzeman 2 ปีที่แล้ว +1

    فصل: أصلح الأمور الاعتدال في كل شيءٍ
    507- اعلم أن أصلح الأمور الاعتدال في كل شيء، وإذا رأينا أرباب الدنيا قد غلبت آمالهم، وفسدت في الخير أعمالهم، أمرناهم بذكر الموت والقبول والآخرة.
    508- فأما إذا كان العالم لا يغيب عن ذكره الموت، وأحاديث الآخرة تقرأ عليه، وتجري على لسانه، فتذكاره الموت -زيادة على ذلك- لا يفيد إلا انقطاع بالمرة.
    بل ينبغي لهذا العالم الشديد الخوف من الله تعالى، الكثير الذكر للآخرة، أن يشاغل نفسه عن ذكر الموت، ليمتد نفس أمله قليلًا، فيصنف، ويعمل أعمال خير، ويقدر على طلب ولد، فأما إذا لهج بذكر الموت، كانت مفسدته عليه أكثر من مصلحته. ألم تسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق عاشة رضي الله عنها فسبقته، وسابقها فسبقها، وكان يمزح ويشاغل نفسه؟ فإن مطالعة الحقائق على التحقيق تفسد البدن، وتزعج النفس، وقد روي عن أحمد بن حنبل رحمة الله عليه: أنه سأل الله تعالى أن يفتح عليه باب الخوف، ففتح عليه، فخاف على عقله، فسأل الله أن يرد ذلك عنه. فتأمل هذا الأصل، فإنه لابد من مغالطة النفس، وفي ذلك صلاحها. والله الموفق، والسلام.

  • @anashidzeman
    @anashidzeman 2 ปีที่แล้ว +1

    فصل: الفكر يدل على أشرف المقامات
    509- من أعمل فكره الصافي؛ دله على طلب أشرف المقامات، ونهاه عن الرضا بالنقص في كل حال، وقد قال أبو الطيب المتنبي:
    ولم أر في عيوب الناس عيبًا ... كنقص القادرين على التمام
    فينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه: فلو كان يتصور للآدمي صعود السماوات، لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض، ولو كانت النبوة تحصل بالاجتهاد، رأيت المقصر في تحصيلها في حضيض، غير أنه إذا لم يمكن ذلك، فينبغي أن يطلب الممكن.
    والسيرة الجميلة عند الحكماء: خروج النفس إلى غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل.
    510- وأنا أشرح من ذلك ما يدل مذكوره على مغفله: أما في البدن، فليست الصورة داخلة تحت كسب الآدمي، بل يدخل تحت كسبه تحسينها وتزيينها، فقبيح بالعاقل إهمال نفسه. وقد نبه الشرع على الكل بالبعض، فأمر بقص الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، ونهى عن أكل الثوم والبصل النيء، لأجل الرائحة.
    وينبغي له أن يقيس على ذلك ويطلب غاية النظافة ونهاية الزينة.
    وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف مجيئة بريح الطيب، فكان الغاية في النظافة والنزاهة. ولست آمر بزيادة التنظف، الذي يستعمله الموسوس، ولكن التوسط هو المحمود.
    511- ثم ينبغي له أن يرفق ببدنه، الذي هو راحلته، ولا ينقص من قوتها، فتنقض قوتها، ولست آمر بالشبع الذي يوجب الجشاء؛ إنما آخر بالتوسط، فإن قوى الآدمي كعين جارية، كم فيها من منفعة لصاحبها ولغيره ويعين صانعًا، ولا يلتفت إلى قول الموسوسين من المتزهدين، الذين جدوا في التقلل، فضعفوا عن الفرائض، وليس ذلك من الشرع، ولا نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه؛ وإنما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا لم يجدوا، جاعوا، وربما آثروا فصبروا ضرورة.
    512- وكذلك ينبغي أن ينظر لهذه الراحلة في علفها، فرب لقمة منعت لقمات، فلا يعطيها ما يؤذيها، بل ينظر لها في الأصلح، ولا يلتفت إلى متزهد يقول: لا أبلغها الشهوات، فإن النظر ينبغي أن يكون في حل المطعم، وأخذ ما يصلح بمقدار.
    513- ولم ينقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم ما أحدثه الموسوسون في ترك المشتهيات على الإطلاق، إنما نقل عنهم تركها لسبب: إما للنظر في حلها، أو للخوف من مطالبة النفس بها في كل وقت، ويجوز ذلك.
    514- وينبغي له أن يجتهد في التجارة والكسب، ليفضل على غيره، ولا يفضل غيره عليه، وليبلغ من ذلك غاية لا تمنعه عن العلم.
    515- ثم ينبغي له أن يطلب الغاية في العلم، ومن أقبح النقص التقليد؛ فإن قويت همته، رقته إلى أن يختار لنفسه مذهبًا، ولا يتمذهب لأحدٍ، فإن المقلد أعمى، يقود مقلده.
    ثم ينبغي أن يطلب الغاية في معرفة الله تعالى ومعاملته.
    وفي الجملة، لا يترك فضيلة يمكن تحصيلها إلا حصلها؛ فإن القنوع حال الأرذال.
    فكن رجلًا رجله في الثرى ... وهامة همته في الثُّرَيَّا
    ولو أمكنك عبور كل أحد من العلماء والزهاد فافعل فإنهم كانوا رجالًا وأنت رجل، وما قعد من قعد إلا لدناءة الهمة وخساستها.
    516- واعلم أنك في ميدان سباق، والأوقات تنتهب، ولا تخلد إلى كسل، فما فات من فات إلا بالكسل، ولا نال من نال إلا بالجد والعزم، وإن الهمة لتغلي في القلوب غليان ما في القدور. وقد قال بعض من سلف:
    ليس لي مال سوى كرمي ... فبه أحيا من العدم
    قنعت نفسي بما رزقت ... وتمطت في العلا هممي