بَابُ غَسْلِ الْحَائِضِ رَأْسَ زَوْجِهَا وَتَرْجِيلِهِ 206- عَن هِشَام ، عَنْ عُرْوَةَ : أَنَّهُ سُئِلَ : أَتَخْدُمُنِي الْحَائِضُ أَوْ تَدْنُو مِنِّي الْمَرْأَةُ وَهْىَ جُنُبٌ ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ : كُلُّ ذَلِكَ عَلَىَّ هَيِّنٌ ، وَكُلُّ ذَلِكَ تَخْدُمُنِي ، وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ فِي ذَلِكَ بَأْسٌ ، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ : أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ - تَعْنِي - رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ حَائِضٌ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ ، يُدْنِي لَهَا رَأْسَهُ وَهيَ فِي حُجْرَتِهَا ، فَتُرَجِّلُهُ وَهْىَ حَائِضٌ . الشرح والبيان : معاني الكلمات : (مجاور في المسجد) أي : معتكف . (ترجل) تسرح شعره . (يدني) يقرب . الشرح الإجمالي : كان بنو اسرائيل إذا حاضتْ عندهم المرأة اعتزلوها فلم يجالسوها ، ولم يأكلوا معها فلمّا جاء الإسلام نهى عن ذلك وشرع للمرأة أنْ تجلس مع زوجها ، وأنْ تقوم على خدمته ، وفي هذه الأحاديث دليلٌ على ذلك ، فكانت عائشة رضي الله عنها تُسرّح شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حائض . ومطابقة الحديث للباب : ظاهرة في كون لفظ الحديث دال عليها . معنى الحديث : ذكر المختصِر رحمه الله من هذا الحديث جزءً ، اكتفاء بمعنى الحديث السابق ، وتمامه كما تحدثنا به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : : (أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ - تَعْنِي - رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ حَائِضٌ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ) . أي : أنها كانت تتولى تسريح شعره ، وهي حائض ، قال ابن بطّال : الترجيل : تسريح شعر الرأس واللحية ودهنه وهو من النظافة ، وقد ندب الشرع إليها ، وقال الله تعالى : { خذوا زينتكم عند كل مسجد } . قَوْلها : (حِينَئِذٍ مُجَاوِرٌ) ، جملَة حَالية أَي : والحال أنه معتكف في المسجد . ثم أخبرت عن صفة تلك الحال فقالت : (يُدْنِي لَهَا رَأْسَهُ وَهيَ فِي حُجْرَتِهَا ، فَتُرَجِّلُهُ وَهْىَ حَائِضٌ) أي : فيقرّب لها رأسه ، وهي في حجرتها لئلا يخرج من المسجد وهو معتكف ، فهذا دال على جواز ترجيل المرأة رأس زوجها المعتكف وما في معناه . من فوائد الحديث : 1- استحباب تسريح الشعر ؛ إذ إنَّه يعتبر من النظافة التي حث عليها هذا الدين القويم . 2- إنَّ إخراج المعتكف لأحد أعضائه من المسجد لا يقطع عليه اعتكافه فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخرج رأسه من المسجد إلى حجرة عائشة فتغسله وترجله . 3- فيه أنه يجوز للحائض مباشرة تسريح رأس زوجها . 4- فيه جواز ترجيل رأس المعتكف . 5- فيه أنَّ الحائض طاهر إلا موضع النجاسة منها . 6- فيه أنَّ المباشرة المنهي عنها للمعتكف ، ليس كل ما وقع عليه اسم المس . 7- فيه أنَّ الحائض لا تدخل المسجد . 8- استدل بهذا الحديث على أنَّ من حلف أنْ لا يدخل دارًا فأَدخل بعض بدنه لا يحنث . 9- فِيه أَن الِاعْتِكَاف لَا يَصح فِي غير الْمَسْجِد ، وإلا لَكَانَ له أنْ يخرج مِنْهُ لأجل ترجيل رأسه . 10- فيه خدمة المرأة زوجها . 11- فيه فضيلة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في خدمتها رسول الله صلى الله عليه وسلم . 12- فيه مشروعية التجمُّل واعتناء المرء بنفسه . 13- استدل جماعة مِن الفقهاء بهذا الحديث على جواز غسل الحائض للميت .
بَابُ غَسْلِ الْحَائِضِ رَأْسَ زَوْجِهَا وَتَرْجِيلِهِ
206- عَن هِشَام ، عَنْ عُرْوَةَ : أَنَّهُ سُئِلَ : أَتَخْدُمُنِي الْحَائِضُ أَوْ تَدْنُو مِنِّي الْمَرْأَةُ وَهْىَ جُنُبٌ ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ : كُلُّ ذَلِكَ عَلَىَّ هَيِّنٌ ، وَكُلُّ ذَلِكَ تَخْدُمُنِي ، وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ فِي ذَلِكَ بَأْسٌ ، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ : أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ - تَعْنِي - رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ حَائِضٌ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ ، يُدْنِي لَهَا رَأْسَهُ وَهيَ فِي حُجْرَتِهَا ، فَتُرَجِّلُهُ وَهْىَ حَائِضٌ .
الشرح والبيان :
معاني الكلمات :
(مجاور في المسجد) أي : معتكف .
(ترجل) تسرح شعره .
(يدني) يقرب .
الشرح الإجمالي : كان بنو اسرائيل إذا حاضتْ عندهم المرأة اعتزلوها فلم يجالسوها ، ولم يأكلوا معها فلمّا جاء الإسلام نهى عن ذلك وشرع للمرأة أنْ تجلس مع زوجها ، وأنْ تقوم على خدمته ، وفي هذه الأحاديث دليلٌ على ذلك ، فكانت عائشة رضي الله عنها تُسرّح شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حائض .
ومطابقة الحديث للباب : ظاهرة في كون لفظ الحديث دال عليها .
معنى الحديث : ذكر المختصِر رحمه الله من هذا الحديث جزءً ، اكتفاء بمعنى الحديث السابق ، وتمامه كما تحدثنا به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : : (أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ - تَعْنِي - رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ حَائِضٌ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ) .
أي : أنها كانت تتولى تسريح شعره ، وهي حائض ، قال ابن بطّال : الترجيل : تسريح شعر الرأس واللحية ودهنه وهو من النظافة ، وقد ندب الشرع إليها ، وقال الله تعالى : { خذوا زينتكم عند كل مسجد } .
قَوْلها : (حِينَئِذٍ مُجَاوِرٌ) ، جملَة حَالية أَي : والحال أنه معتكف في المسجد .
ثم أخبرت عن صفة تلك الحال فقالت : (يُدْنِي لَهَا رَأْسَهُ وَهيَ فِي حُجْرَتِهَا ، فَتُرَجِّلُهُ وَهْىَ حَائِضٌ) أي : فيقرّب لها رأسه ، وهي في حجرتها لئلا يخرج من المسجد وهو معتكف ، فهذا دال على جواز ترجيل المرأة رأس زوجها المعتكف وما في معناه .
من فوائد الحديث :
1- استحباب تسريح الشعر ؛ إذ إنَّه يعتبر من النظافة التي حث عليها هذا الدين القويم .
2- إنَّ إخراج المعتكف لأحد أعضائه من المسجد لا يقطع عليه اعتكافه فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخرج رأسه من المسجد إلى حجرة عائشة فتغسله وترجله .
3- فيه أنه يجوز للحائض مباشرة تسريح رأس زوجها .
4- فيه جواز ترجيل رأس المعتكف .
5- فيه أنَّ الحائض طاهر إلا موضع النجاسة منها .
6- فيه أنَّ المباشرة المنهي عنها للمعتكف ، ليس كل ما وقع عليه اسم المس .
7- فيه أنَّ الحائض لا تدخل المسجد .
8- استدل بهذا الحديث على أنَّ من حلف أنْ لا يدخل دارًا فأَدخل بعض بدنه لا يحنث .
9- فِيه أَن الِاعْتِكَاف لَا يَصح فِي غير الْمَسْجِد ، وإلا لَكَانَ له أنْ يخرج مِنْهُ لأجل ترجيل رأسه .
10- فيه خدمة المرأة زوجها .
11- فيه فضيلة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في خدمتها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
12- فيه مشروعية التجمُّل واعتناء المرء بنفسه .
13- استدل جماعة مِن الفقهاء بهذا الحديث على جواز غسل الحائض للميت .
كثرة الاعجابات واكتابة تعليقات
تساهم في انتشار دروس الحديث والتفسير
وجزاكم اللَّهُ خيراً
جزاكم الله خيرا