التعريف البرهاني لعلم الجمال /الشيخ الدكتور مازن الشريف

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 17 ม.ค. 2024
  • لفظ "جمال" بلفظه في القرآن الكريم ورد مرة واحدة في سورة النحل (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ)[النحل:6]، ويتعلق مصطلح الجمال فيما أعتقد وفيما دوّنّا أنه تجلّي للذات، أي أنّ الجمال كظهور هو التجلّي لذات الله سبحانه وتعالى، فالله هو مطلق الجمال وهو الجميل العظيم العزيز سبحانه وتعالى. أما الجمال في معناه للناظر إليه فهو ما يأخذ بالألباب، ما يسرّ العين، ما يسعد القلب، ما يرى فيه الناظر سروراً وحبوراً، والجمال بالمدركات الحسية ما يكون على نغم سمعي أو طيب رائحة أو مرأى يأخذ بالقلب، هذا النظر الإنطباعي إلى الجمال. أما الجمال في جوهره فهو الكمال وهو الحسن وهو البهاء والسناء والتمظهر الأعظم والأسنى والأحلى والأغلى والأعلى، الجمال هو كمال وهو نقاء كامل، هو كمالات في كمالات، لكنها كمالات متّسقة متناغمة متكاملة، إنّ ذلك هو تجلّي الذات الإلهية. فكل الصفات صفات جمال سواء كانت جلالية أو جمالية، قهرية جبروتية أو رحمانية. وما يكون من جمال الخلق هو تجلّي التجلّي، هو تجلّي ذلك التجلّي الأول. تجلّي الله سبحانه وتعالى بالخلق كان تجلّياً جمالياً فأبدع فيما خلق وجمّل ما خلق وكمّل ما خلق.
    ودعا في القرآن الكريم إلى هذه النظرات الجمالية، هذه النظرات التي حثّ إليها وعليها في كتابه العزيز، حتى أنه دعا إلى نظر عميق في الكون وفصّل من جمالات ما خلق. (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)[فاطر:27-28] هذه الآية جمالية بامتياز، تتكلم عن تعدّد الألوان، لأن الألوان هي مجالي نور الجمال، هي انعكاس مجالي هذا النور على مرآة هذا الوجود، هذه الألوان النورانية على اختلافها وتعدّدها وتكاملها إنما هي مجالي لهذا الجمال. وكذلك آية (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)[الأنعام:99] هذا المقطع هذه الكلمة في الآية (انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ) هي التي مثّلت ما سمّيناه علم الذوق الجمالي أو علم تذوّق الجمال.
    علم الذوق الجمالي
    علم الذوق الجمالي يتعلق بالجمع بين ما إختلفت فيه المدارس الفلسفية، أي الجمع بين الذات والموضوع. بمعنى أنّ الجمال في الموضوع كامن وحقيقي ولصيق بالموضوع، فعندما يتكلم الله عن الرمان والزيتون وعن إختلاف ألوان النبات واختلاف ألوان الجبال والبشر… هذا جمال كامن وآخر جلي. وهذا الجمال كله يحتاج إلى قوله سبحانه وتعالى (انظُرُوا)النظر إلى حال استواء الجمال، إلى حال تجلّي الجمال، إلى ثمره إذا أثمر وينعه. هذا الينع هذه الطراوة هذه الخصوبة، وهذا التجلّي الجمالي الذي يمتلئ حياة وهذه الثمار هي إستواء للجمال، ولكن يحتاج إلى نظر. وهذا النظر لا يجب أن يكون متحجّراً، لذلك قال (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)ليكون على علم وبصيرة وذوق، لأن الناظر إلى الجمال بغير ذوق لا يتذوّقه ولا يفهم مقاصد الله منه، بل قد يُسلب لبّه بذلك الجمال (وهنا تكون تزيينات الشهوات)، لكن الجمال الحقيقي ما كان تذوّقاً. فالجمال في الموضوع كامن ظاهر لكن يحتاج ذاتاً متذوّقة، وهذه الذات المتذوّقة هي ذات عاشقة هي ذات مؤمنة، بمعنى أنّ تذوّق الجمال عند الذين لا يعشقون ولا يؤمنون هو تذوّق محدود. والنسبية هنا، التناسب بين البشر والنسبية بين الناس في هذا، وعلى قدر قوة العشق وقوة الإيمان، لأن العشق يجعل الجمال يبدو أكثر بهاءً وجمالاً، وقد يُبدي جمالات لا تراها العين. وكذلك إنّ الإيمان يحلّي ذلك الجمال بنفحة من الله سبحانه وتعالى الذي يجمّل ما أراد ويجمّل من أراد ويجلّي جمال من أراد على من أراد. لذلك الذين رأوا الذات الجمالية لحضرة المصطفى هاموا بذلك الجمال وعشقوا ذلك الجمال، والذين نظروا إلى ذلك الجمال العظيم بعين حاسدة جاحدة حجبوا عنه، فوقفوا عند حدّ الجلال تهيّبوه وحسدوه ورهبوا منه وبغضوه وجحدوا بذلك السر ولم يدخلوا في مقام العاشقين والمؤمنين، حتى الذين آمنوا ولم يعشقوا ولم يدخل إلى قلوبهم ذلك النور انقلبوا على أعقابهم بعد ذلك (كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)،ولذلك الله يتكلم عن المنافقين أنهم آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا، وهذا من حالات انطماس العشقية في داخل هذا الإنسان المحجوب، ولإن ظنّ أنه تعدّى ذلك إلى الإيمان لكنه لم يؤمن حقاً، إنما ظنّ ذلك ظناً.
    رابط الدرس كاملاً 👇🏻
    • الدروس البرهانية / الد...

ความคิดเห็น • 6

  • @metouiaymen7687
    @metouiaymen7687 6 หลายเดือนก่อน +1

    كلام جميل ... دكتور لا تنظر الى عدد النتابعين ولا الى كلام المحاربين فطرحك جميل و غير مسبوق .. انا يعجبني المرحوم محمد شحرور لا يكترث لمن يكفره ولا لمن يشتمه قدم افكره و ترك المجال لمن يستمع فالقبول او الانكار ... انا تونسي اوالي الامام علي من زمان ولست شيعيا الجميع يستغرب هذا الى ان سمعت كلامك فانا التزم بمتابعتك كل الاحترام و التقدير لمجهودكم 🌹🌹🌹🇹🇳🌹🌹🌹👍

  • @user-jh4sy8zr8z
    @user-jh4sy8zr8z 6 หลายเดือนก่อน +1

    هذا هو جمال الجمال

  • @mahamadmahamadali5543
    @mahamadmahamadali5543 6 หลายเดือนก่อน +1

    بسم الله ماشاء الله ❤

  • @user-ei2pw6kk3w
    @user-ei2pw6kk3w 6 หลายเดือนก่อน +1

    كلام جميل تبارك الله .زادكم الله علما

  • @abouamineibrahim8291
    @abouamineibrahim8291 6 หลายเดือนก่อน +1

    ❤❤❤بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ❤❤❤

  • @cheetos.mix6
    @cheetos.mix6 6 หลายเดือนก่อน

    حد يفهمني دا ايه ووتبع اى مذهب