الشيخ الألباني هل يجوز مخاطبة الجنّي المتلبس بالإنسي

الشيخ : نحن نرى أن هذا الذي انتشر في هذا الزمان من الإهتمام بموضوع تلبس الجن بالإنس واتخاذ وسائل كثيرة أكثرها غير مشروعة ومن جملتها مخاطبة الجني المتلبس بالإنسي وسؤاله أنت مسلم ولا كافر ولا إيه سبب أنت متلبس وما أنتم أعرف بالتفاصيل مني هذا ليس مشروعا، كل ما جاء في الشرع مما هو جائز فقط أن يقرأ المسلم بعض الآيات أو بعض السور على المصروع لإخراج الجني منه فقط أما الإستجواب والإستنطاق والإستعانة هذا لا يجوز وهذا خلاف قوله عز وجل (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) ربنا عز وجل يحكي في سورة الجن عن الجن أما هم تحدثوا وقالوا (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن )) أي يستمدون منهم يطلبون منهم النصر والقوة لكيلا يعتدي عليهم أحد فكانت استعانة الإنس بالجن سببا لتوريط الجن للإنس في ورطات مخالفة للشرع بل ربما مخالفة للتوحيد بحيث يخرجهم من التوحيد إلى الشرك (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا )) أي تعبا وضلالا فلا يجوز إذًا الإستعانة بالجن وسؤال الإنس للجن أنت مسلم وإلا أنت كافر وإلا إلى آخره فيجيبهم بشيء فمن أين للإنس أن يعلم أن هذا الذي يتكلم بصدق أو بكذب وأنتم ..
السائل : نحن نريد أن نخرج الجن منه نصراني.
الشيخ : أنا عارف يا أخي لكن بأي الطريقة؟ نحن نقول الطريقة لا يوجد هنا إلا فقط إخراج الجني من الإنسي نحن نتكلم الآن عن الطريقة أنت ماذا تقصد هذا ما يهمني، هل هو فقط القراءة على هذا المصروع هبوا أنه كافر نصراني ما هي الطريقة؟ أنا أتكلم الآن عن الطريقة، الأصل في الجني وهو من عالم الغيب ألا نثق في كلامه كما لا تثقون في كلام إنسان من الإنس لا تعلمون صدقه من كذبه له تصدقونه لا بد ما تحطوه في التجربة وتعاملوه مدة طويلة وتشوفوا هل هو من الصادقين أو الكاذبين بعد ذلك بتصدقوه وربما مع تصديقكم إياه تصدقونه على حذر لأنه ربما يكون له مصلحة وهذه حقيقة مع الأسف نراها واقعة اليوم فقد تعاشر رجلا بضع سنين ثم يتبين أن مصاحبته إياك إنما كانت لمصلحة بعدين قلب لك ظهرا بجنب هذا وهو إنسي مثل حكايتك فما بالك بالجني الذي لا تراه لا تعرفه هل هو مسلم هل هو كافر، هل هو مسلم صادق هل هو مسلم كاذب، من أين لك أن تعرف ذلك؟ ولذلك فما يجوز للمسلم الذي يتكلم مع الجني الذي صرع الإنسية يقول له أنت مسلم ولا كافر ليه أنت متلبس فيه فيصدقه الله أكبر لقد كنت أقرأ ذات يوم منذ عهد قريب الحديث المعروف عند الجميع ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) فكرت في الموضوع ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) هذا الكاهن جاء في بعض الأخبار الصحيحة في " البخاري " وغيره أن هذا الكاهن هو قرين للجن كان الجن يصعد يومئذ إلى السماء ويسترق السمع من تحدث الملائكة بما قد سيقع فينزل بالمسموع الذي سمعه يلقيه في أذن قرينه من الإنس ويضم إلى ذاك الخبر مئة كذبة فحينما القرين الإنسي يتحدث بما أنبأه قرينه من الجن يصيب في الواحدة ويكذب في المئة مع ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) أي أنت إذا صدقت الإنسي اللي مثل حكايتك لكون له اتصال مع الجني بيكون كفرت بما أنزل على محمد عليه السلام فكيف الإنسي المسلم ينزل نفسه منزلة القرين الذي كان يصاحب ذلك الجني الذي يسترق السمع من السماء الآن الإنسي يأخذ كلام الجني مباشرة يقول له أنا مسلم، يقول هذا مسحور هذا ساحره فلان إلى آخره فيأخذ كلامه ويسلم به تسليما، سبحان الله! ربنا نهانا أن نصدق ذلك الكاهن الذي يتلقى من الجني الآن نصدق هذا الذي يتلقى من الجني الذي صرع الإنسي فلا يجوز هذا الاستعمال إطلاقا اليوم إلا تلاوة قرآن لاستخراج الجني من ذلك الإنسي وهذه مساعدة لهذا المسلم على الخلاص من أذى هذا الجني أما التوسع في ذلك فهذا بلا شك سيصيب هذا الذي يتعاطى هذه الوسيلة رهق كما جاء في الحديث وأنا ألاحظ شيئا في العصر الحاضر مررنا بأدوار كلها تدجيل عصري أول دور إن كنتم تذكرون ما كانوا يسمونه بالتنويم المغناطيسي ينومون الشخص قال لا بد يكون عنده استعدادات خاصة حتى ينوم ثم يسأل فيتكلم بكلام هو لا يدري ما يقولون هكذا كانوا يصورون الموضوع، مضى على الناس سنين وهم مغشوشين بهذا النوع من التنويم المغناطيسي طلعونا ببدعة جديدة وهو استحضار الأرواح هذه ضلالة أكبر، التنويم المغناطيسي لا يتعدى أكثر من كما يزعمون استغلال مزايا او اختصاصات قائمة في بعض الأفراد من الإنس لكن استحضار الأرواح معناها تسلط على الأرواح التي فارقت هذه الدنيا بإيمانها أو بكفرانها بأن تكون في الجنة أو تكون في النار وبعبارة أخرى أن تكون أرواحها في روضة من رياض الجنة أو في حفرة من حفر النار، كيف يمكن استحضار هذه الأرواح؟ الروح التي هي في روضة من رياض الجنة ما الذي يحملها على أن تخرج من هذه الروضة إلى جحيم الدنيا أولا؟ هذا بصورة عامة، ثم أن تكون تحت أمر إنسان، إنسانلا يزال في قيد الحياة يسأله ويجيبه ثم تعود الروح إلى حيث كانت! سبحان الله الروح مقيدة الآن كما جاء في حديث ولو أن سنده ضعيف لكن معناه يدل عليه مجموعة من الأحاديث " القبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار " كيف إذا بإمكان هذا الإنسي وقد يكون كافرا قد يكون مشركا ضالا بل منهم نبعت هذه الضلالة ضلالة استحضار الأرواح من أوروبا جاءت ومشت هذه الضلالة بين الناس وتبناها حتى بعض العلماء الأزهريين وأحدهم ألف كتابا سماه " الأرواح " ومؤلف كتاب " الجواهر " تفسير الجواهر لطنطاوي جوهري ألف كتابا سماه الأرواح ويثق تماما أن هذه حقيقة علمية توصل إليها علم العصر الحاضر ثم انتقلنا إلى المرحلة الثالثة الآن قضية استحضار الأرواح ما سمعنا عنها الشيء الكثير الآن مكالمة الإنس والإتصال معها وسؤالها وو واستجوابها وما أدري بعد ذلك ماذا سيكون ولذلك علينا أن نلتزم في كل أمر ما كان عليه سلفنا الصالح لنكون على هدى من ربنا تبارك وتعالى، فيه شيء غيره؟
أبو ليلى : يقول شيخنا مكالمة الجن ذهه اللفظة بس أنت قلت مكالمة الإنس.