أستاذنا العزيز نتمنى أن تقدم لنا حلقة عن أهمية الثقافة الموسوعية للشعراء ودورها في نبوغ شعراء مثل أبي تمام والمتنبي والمعري أعانك الله ووفقك إلى ما يحبه ويرضاه
أبيات من وحي مقولة أبي تمام عن مذهبه في الإحتفاظ بأبياته الساقطة وأنه يعدها مثل أبنائه فأنا أقول في هذا السياق : 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 الشعر ُ من رحم ِ الأضالع ِ قد نبا فلذا تراه ُ إلى َ القلوب ِ مُحبَبا أبياتُنا مِثل ُ البين ِ نُحبها حب َ الذي قد صار في الدنيا أبا ونَود ُ أن نُبقي الضعيف َ ونَتقِي حذف َ الردئ ِ تردداً وتهيُبا لكن َ بعض َ الشعر يَقتل شعرنا ويُشوه ُ البيت َ المجيد َ مُخربا والإبن ُ إن يَقتل يَحل ُ قِصاصنا منه ُ وقد يغدو قِصاصاً واجبا يا أيها البيت ُ الذي أنجبتُه ُ إني أراك َ لِما أريد ُ مُخيِبا عفواً إذا واجهت َ نار َ تبرؤي من عار قبحك َ لا تكن لي عاتبا خيرت ُ نفسي الآن َ بينك َ والعلا فوجدت ُ أن َ المجد َ أعظم ُ مَكسبا فعذاب ُ فقدك َ هين ٌ لكنني لا لن أطيق َ الإنتقاد َ مُعذبا ستظل ُ عندي في الخفاء ِ مُخبأ ً وأقول ُ أني قد قتلتك َ كاذبا فإذا رفضت َ الإختباء َ فإنني سأتم ُ قتلك َ لا تكن مُستغربا سيكون ُ دفنك َ في فؤادي لا تخف ساعِد أباك َ لكي تُجنبه ُ الغبا واعلم بأنك َ سوف َ تَبقى َ خالداً في القلب دوماً للشعور ِ مُصاحِبا فاذهب عليك َ تأسفي وندامتي وعليك َ رحمة ُ مَن أتى َ بِك َ واهبا 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 تأليف وارتجال : جامع العلوم والفنون
أبو تمام.. حين يختار الشعر يختار على نمط من الجودة كما قيل:" هو في اختياراته اجود منه في اشعاره " مثال : اختياراته لديوان الحماسة فيه أشعار يغلب عليها الطبع والبداوة وديوان أبو تمام شيء آخر اختار ديوان الحماسة على نمط القدماء ولما قال الشعر قاله على نمط اخر. ففرقوا بين نمط القول أي ماتجود به القريحة وبين نمط الإدراك، مما يدل على إدراك أبو تمام وأنه عالم ناقد وليس شاعرا فقط
السلام عليكم انا عمري 15 عام احب الأدب العربي والشعر العربي ومستمع له جيداً لكنني لا أزال صغير العمر أي يعني ليس لدي الخبرة ولا المعرفة القوية كتبت ابيات لااعلم إن كانت قريبة للشعر ام لا اتمنى من جنابكم القرآءة لها والنقد عليها والنصيحة لصاحبها وكم من ليالٌ عددتها فيها الزمان قد تسرمدا لا النجوم فيها مضيئة ولا قمرٌ خافتٌ أسودا هي ليالٌ طوال حسبتها على حزني تأبى وتعمَدا لكن لا ذنبٌ لهذي الليال أنما لخليلٌ لِلقائي يجحدا
إذا كان ما قيل عنه صحيحا، أي أن عقله وعلمه فوق شعره، فهذا قد يفسر أسلوبه في صناعة الشعر. قرأت عن ابن خلدون، أن الشاعر يتأثر بحرفته. هل درس المنطق أو الفلسفة مثلا؟ أو كان يكثر من قراءة النصوص النثرية؟...كل هذا قد يؤثر على أسلوبه. مثلا من قرأ وتعمق في أصول الفقه لمدة طويلة (مادة منطقية) قد ينعكس هذا النمط على شعره.
قرأت عنه أن ثقافته الموسوعية كانت وراء تفوقه في مجال الشعر فقد قالوا أنه كان مثقفاً في كل شيء وكان يستخدم علومه في صياغة معانيه لدرجة أنه استخدم معلوماته عن علم النجوم في إحدى قصائده
عندي مشكلة مع قضية أن فحولة الشاعر مرتبطة بسعة اطلاعه على شعر الشعراء السابقين ونقده لهم واطلاعه على ما قيل فيهم ونحو ذلك .. يا جماعة هل تتوقعون أن شاعرا كامرئ القيس وعنترة وعمرو بن كلثوم وزهير ولبيد والحارث وطرفة والنابغة والحطيئة والأعشى والمثقب وعبيد مثلا وجرير والفرزدق والأخطل والكميت وذي الرمة وبشار وأبي نواس وأبي تمام والبحتري وابن الرومي والمتنبي والحمداني والمعري وابن المعتز وعلي بن الجهم وأبي فراس الحمداني وغيرهم هذه الأسماء الضخمة الفخمة هل تتوقعون أنهم على المستوى الفردي اطلعوا على كتب النقد والأدب وجردوا أشعار من سبقهم وعاصرهم أظن أن هذا يستحيل لأن هذا سيشغلهم عن الشعر الذي نبغوا فيه حتى بزوا فيه من قبلهم ومن بعدهم ولم يزاحمهم عليه أحد نظمًا كما زاحمهم على النقد من ليس في رتبتهم ومنزلتهم الشعرية لأنه أقدر على النقد منه على الشعر كما أنهم أعلى كعبا في الشعر منهم على النقد .. حتى وإن ثبت أن بعض هؤلاء الفحول كانوا نقادا وعلى اطلاع واسع على شعر غيرهم ماذا نصنع بالبعض الآخر منهم .. أعتقد والله أعلم أن الشعر موهبة يهبها الله لمن شاء من عباده وإذا أراد الله أمرًا هيأ أسبابه .. ولو كان الشعر اكتسابا لسبق إلى طرق اكتسابه من كانوا أحرص الناس على اكتسابه الحريصين على مفاخرة ومهاجاة غيرهم وهم العرب الأوائل وقد سمعنا أن في تلك القبائل العربية قبائل مفحمة لا تحسن قول الشعر فيلجؤون إلى غيرهم ليدفع عنهم هجاء غيرهم .. ولو كان الأمر اكتسابا لسبق إليه أحوج الناس إليه وهم أولئك القوم .. ثم إذا كانت المسألة مسألة اطلاع فماذا نصنع بتفاوت طبقات ومراتب هؤلاء الشعراء الفحول ؟ هل نقول أن أشعرهم أكثرهم اطلاعا على شعر غيره ؟ أنا في الحقيقة لا أستطيع أن أجزم إلا بشيء واحد وهو أن الله هو الذي لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع .
ما أنت َ عندي واحد ٌ في الناس ِ بل أنت َ في نظري جميع ُ الناس ِ بل أنت َ فقت َ الناس َ في إبداعهم وبنيت َ صرحك َ فوق َ خير أساس ِ يا ذا الثقافة ِ والبلاغة ِ والهدى َ أصبحت َ بين َ الناس ِ كالنبراس ِ يا صاحب َ القول ِ الحكيم ِ وصاحب َ ال طبع ِ الكريم ِ وطاهر الإحساس ِ كل ُ الكلام ِ لدى َ البرايا أحرف ٌ وأرى َ كلامك َ أنت َ كالألماس ِ فجزاك َ ربك َ كل َ خير ٍ يا أخي وحباك َ علماً في شموخ ِ رواسي
@@جامعالعلوموالفنون بوركت يا أخي لا يفضض الله فاك .. ولكني أقول : ما كنتُ إلا واحدًا في الناسِ كأقلهم في الوزنِ والمقياسِ هل كنتُ ممن صاحبوا خير الورى كالفضل والمقداد والعباسِ أم كنتُ في خير القرون مقدما كالأحنفِ المشهور أو كإياسِ كلا فلستُ أعد ما قد قلتَه يا ابن الكرام سوى مقال مواسي ...... جزاك الله خيرا وبارك فيك ..
ابو قيس يتكلم عن سياق معين فالجاهليين مثلًا قطعًا لم يقرأو كتابًا في النقد وكذاك الاسلاميون، اما المتنبي وابو تمام وابو نواس وهذي الطبقة لا شك أنهم اطلعوا على الدواوين وعلى نقد النقّاد بل لا يُتخيّل اصلًا انهم لم يفعلوا خصوصًا انهم كلهم طلّاب علم وعلماء، أما الجاهليون فهم وإن لم يطلعوا على كتاب في النقد إلا أنهم لا بد قد سمعوا نقد الشعراء من الشيوخ والكبار، فمثلًا المُهلهل سميّ المهلهل لأنه ضعّف القصيدة او أطالها، وهذا نوع من النقد لا بد أن امرئ القيس وغيره من الشعراء قد سمعوه خصوصًا انهم في تلك البيئة ، ومما يدلك على أن الشاعر ينظر لقصائد من قبله وينقدها قول عنترة في معلقته "هل غادر الشعراء من متردّمِ" فهذا يدل أنه نظر إلى أشعارهم وأقرّ بإحسانهم حتى أنه توهّم أنه لا يستطيع أن يقول مثلهم، وهذا كما لا يخفى نقد والاستاذ هنا لا يقول أن على هذا مدار الجودة والإحسان ولكنه يقول أن هذا هو الوتد من بعده يعلو من ساعده الطبع ويهمد من خانه طبعه ومزاجه
أو مدار الشاعرية على الطبع وبعض الناس طبعه ظاهر ولكنه يحتاج إلى تنقيح وتقويم يحصل بالعلم والنقد، والبعض الآخر يكون مزاجه قابلًا للشعر ولكنه لم يعرف كيف يحصّله فمطالعة الشعر والنقد يتصل الشعر بمزاجه فيصير قائلًا للشعر بعد أن كان قابلًا، وقد لا يكون طبعه قابلًا للشعر أساسًا ولكن مع النقد وطول الدُربة فيه تصير الاصول التي تعلّمها تعليمًا كالسجايا والطبائع فتحصل عنده قابلية لقول الشعر
جزاكم الله خيرًا مجلس أكثر من ممتع ونافع -كعادتكم-
توضيحات مهمة وفعلا منتشرة في أوساط الناس
جزيتم خيرا وبورك العلم والفهم والقلم
السلام عليكم استاذ أبو قيس هل استبدال الشعر بالرجز في حال الفتور مواصلة في الدربة أم أن الرجز يختلف وكما يقولون سهل
اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات
ابو قيس انا مبتدا في الشعر عندي قصيده اريد ان تراها كيف يمكنني ان اتواصل معك بارك الله فيك و نفع بك
ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
محاضرة قيِّمة، جزاكم الله خيرا ♥️
أستاذنا العزيز
نتمنى أن تقدم لنا حلقة عن أهمية الثقافة الموسوعية للشعراء ودورها في نبوغ شعراء مثل أبي تمام والمتنبي والمعري
أعانك الله ووفقك إلى ما يحبه ويرضاه
أبيات من وحي مقولة أبي تمام عن مذهبه في الإحتفاظ بأبياته الساقطة وأنه يعدها مثل أبنائه فأنا أقول في هذا السياق :
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
الشعر ُ من رحم ِ الأضالع ِ قد نبا
فلذا تراه ُ إلى َ القلوب ِ مُحبَبا
أبياتُنا مِثل ُ البين ِ نُحبها
حب َ الذي قد صار في الدنيا أبا
ونَود ُ أن نُبقي الضعيف َ ونَتقِي
حذف َ الردئ ِ تردداً وتهيُبا
لكن َ بعض َ الشعر يَقتل شعرنا
ويُشوه ُ البيت َ المجيد َ مُخربا
والإبن ُ إن يَقتل يَحل ُ قِصاصنا
منه ُ وقد يغدو قِصاصاً واجبا
يا أيها البيت ُ الذي أنجبتُه ُ
إني أراك َ لِما أريد ُ مُخيِبا
عفواً إذا واجهت َ نار َ تبرؤي
من عار قبحك َ لا تكن لي عاتبا
خيرت ُ نفسي الآن َ بينك َ والعلا
فوجدت ُ أن َ المجد َ أعظم ُ مَكسبا
فعذاب ُ فقدك َ هين ٌ لكنني
لا لن أطيق َ الإنتقاد َ مُعذبا
ستظل ُ عندي في الخفاء ِ مُخبأ ً
وأقول ُ أني قد قتلتك َ كاذبا
فإذا رفضت َ الإختباء َ فإنني
سأتم ُ قتلك َ لا تكن مُستغربا
سيكون ُ دفنك َ في فؤادي لا تخف
ساعِد أباك َ لكي تُجنبه ُ الغبا
واعلم بأنك َ سوف َ تَبقى َ خالداً
في القلب دوماً للشعور ِ مُصاحِبا
فاذهب عليك َ تأسفي وندامتي
وعليك َ رحمة ُ مَن أتى َ بِك َ واهبا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تأليف وارتجال : جامع العلوم والفنون
شكرا الحلقة مفيدة جدا 💚
أبو تمام..
حين يختار الشعر يختار على نمط من الجودة كما قيل:" هو في اختياراته اجود منه في اشعاره "
مثال :
اختياراته لديوان الحماسة فيه أشعار يغلب عليها الطبع والبداوة وديوان أبو تمام شيء آخر
اختار ديوان الحماسة على نمط القدماء ولما قال الشعر قاله على نمط اخر.
ففرقوا بين نمط القول أي ماتجود به القريحة وبين نمط الإدراك، مما يدل على إدراك أبو تمام وأنه عالم ناقد وليس شاعرا فقط
حيّا الله قبيلةَ طيء و ما اعتادت عليه من الجود و الكرم الحاتميّ بأمثال أبي تمّام و البحتريِّ و أبي قيس
مرحبا بكم شيخنا
أرجو الاطلاع على قصائد عمي الشيخ أنس الشوحي وهو شاعر كبير وقصائده عظيمة أتمنى تطلع على قصائده عاجلا وتسعدنا بحلقة عنه
الله يطيل في عمرك أستاذ الطيب
دمت معينا لا ينضب ..بارك الله بك
السلام عليكم أستاذنا الفاضل قليل لخدمة الأدب والثقافة بارك الله فيك
كلمة سأقولها :
الحقيقة هي أن كل شاعر غير مطبوع يعرف مواضع الخلل في شعره وليس فقط الخصوصية في ذلك لأبي تمام ، أما المطبوع فقد يحتاج إلى ذلك
يعطيك العافيه❤❤❤❤❤❤
سلام عليكم ،بوركتم
ممكن قناة التلكرام التي تنشر فيها
السلام عليكم انا عمري 15 عام احب الأدب العربي والشعر العربي ومستمع له جيداً لكنني لا أزال صغير العمر أي يعني ليس لدي الخبرة ولا المعرفة القوية كتبت ابيات لااعلم إن كانت قريبة للشعر ام لا اتمنى من جنابكم القرآءة لها والنقد عليها والنصيحة لصاحبها
وكم من ليالٌ عددتها
فيها الزمان قد تسرمدا
لا النجوم فيها مضيئة
ولا قمرٌ خافتٌ أسودا
هي ليالٌ طوال حسبتها
على حزني تأبى وتعمَدا
لكن لا ذنبٌ لهذي الليال
أنما لخليلٌ لِلقائي يجحدا
احيطك علما انك معذور لصغرسنك أولا وثانيا ماسردته لايمكن وصفه شعرا
لله در الشاعر القدير حبيب ابن اوس الطاءي
إذا كان ما قيل عنه صحيحا، أي أن عقله وعلمه فوق شعره، فهذا قد يفسر أسلوبه في صناعة الشعر. قرأت عن ابن خلدون، أن الشاعر يتأثر بحرفته. هل درس المنطق أو الفلسفة مثلا؟ أو كان يكثر من قراءة النصوص النثرية؟...كل هذا قد يؤثر على أسلوبه. مثلا من قرأ وتعمق في أصول الفقه لمدة طويلة (مادة منطقية) قد ينعكس هذا النمط على شعره.
قرأت عنه أن ثقافته الموسوعية كانت وراء تفوقه في مجال الشعر فقد قالوا أنه كان مثقفاً في كل شيء وكان يستخدم علومه في صياغة معانيه لدرجة أنه استخدم معلوماته عن علم النجوم في إحدى قصائده
@@جامعالعلوموالفنون شكرا
عندي مشكلة مع قضية أن فحولة الشاعر مرتبطة بسعة اطلاعه على شعر الشعراء السابقين ونقده لهم واطلاعه على ما قيل فيهم ونحو ذلك ..
يا جماعة هل تتوقعون أن شاعرا كامرئ القيس وعنترة وعمرو بن كلثوم وزهير ولبيد والحارث وطرفة والنابغة والحطيئة والأعشى والمثقب وعبيد مثلا وجرير والفرزدق والأخطل والكميت وذي الرمة وبشار وأبي نواس وأبي تمام والبحتري وابن الرومي والمتنبي والحمداني والمعري وابن المعتز وعلي بن الجهم وأبي فراس الحمداني وغيرهم هذه الأسماء الضخمة الفخمة هل تتوقعون أنهم على المستوى الفردي اطلعوا على كتب النقد والأدب وجردوا أشعار من سبقهم وعاصرهم أظن أن هذا يستحيل لأن هذا سيشغلهم عن الشعر الذي نبغوا فيه حتى بزوا فيه من قبلهم ومن بعدهم ولم يزاحمهم عليه أحد نظمًا كما زاحمهم على النقد من ليس في رتبتهم ومنزلتهم الشعرية لأنه أقدر على النقد منه على الشعر كما أنهم أعلى كعبا في الشعر منهم على النقد .. حتى وإن ثبت أن بعض هؤلاء الفحول كانوا نقادا وعلى اطلاع واسع على شعر غيرهم ماذا نصنع بالبعض الآخر منهم ..
أعتقد والله أعلم أن الشعر موهبة يهبها الله لمن شاء من عباده وإذا أراد الله أمرًا هيأ أسبابه .. ولو كان الشعر اكتسابا لسبق إلى طرق اكتسابه من كانوا أحرص الناس على اكتسابه الحريصين على مفاخرة ومهاجاة غيرهم وهم العرب الأوائل وقد سمعنا أن في تلك القبائل العربية قبائل مفحمة لا تحسن قول الشعر فيلجؤون إلى غيرهم ليدفع عنهم هجاء غيرهم .. ولو كان الأمر اكتسابا لسبق إليه أحوج الناس إليه وهم أولئك القوم ..
ثم إذا كانت المسألة مسألة اطلاع فماذا نصنع بتفاوت طبقات ومراتب هؤلاء الشعراء الفحول ؟ هل نقول أن أشعرهم أكثرهم اطلاعا على شعر غيره ؟
أنا في الحقيقة لا أستطيع أن أجزم إلا بشيء واحد وهو أن الله هو الذي لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع .
ما أنت َ عندي واحد ٌ في الناس ِ
بل أنت َ في نظري جميع ُ الناس ِ
بل أنت َ فقت َ الناس َ في إبداعهم
وبنيت َ صرحك َ فوق َ خير أساس ِ
يا ذا الثقافة ِ والبلاغة ِ والهدى َ
أصبحت َ بين َ الناس ِ كالنبراس ِ
يا صاحب َ القول ِ الحكيم ِ وصاحب َ ال
طبع ِ الكريم ِ وطاهر الإحساس ِ
كل ُ الكلام ِ لدى َ البرايا أحرف ٌ
وأرى َ كلامك َ أنت َ كالألماس ِ
فجزاك َ ربك َ كل َ خير ٍ يا أخي
وحباك َ علماً في شموخ ِ رواسي
@@جامعالعلوموالفنون
بوركت يا أخي لا يفضض الله فاك .. ولكني أقول :
ما كنتُ إلا واحدًا في الناسِ
كأقلهم في الوزنِ والمقياسِ
هل كنتُ ممن صاحبوا خير الورى
كالفضل والمقداد والعباسِ
أم كنتُ في خير القرون مقدما
كالأحنفِ المشهور أو كإياسِ
كلا فلستُ أعد ما قد قلتَه
يا ابن الكرام سوى مقال مواسي
......
جزاك الله خيرا وبارك فيك ..
ابو قيس يتكلم عن سياق معين فالجاهليين مثلًا قطعًا لم يقرأو كتابًا في النقد وكذاك الاسلاميون، اما المتنبي وابو تمام وابو نواس وهذي الطبقة لا شك أنهم اطلعوا على الدواوين وعلى نقد النقّاد بل لا يُتخيّل اصلًا انهم لم يفعلوا خصوصًا انهم كلهم طلّاب علم وعلماء، أما الجاهليون فهم وإن لم يطلعوا على كتاب في النقد إلا أنهم لا بد قد سمعوا نقد الشعراء من الشيوخ والكبار، فمثلًا المُهلهل سميّ المهلهل لأنه ضعّف القصيدة او أطالها، وهذا نوع من النقد لا بد أن امرئ القيس وغيره من الشعراء قد سمعوه خصوصًا انهم في تلك البيئة ، ومما يدلك على أن الشاعر ينظر لقصائد من قبله وينقدها قول عنترة في معلقته "هل غادر الشعراء من متردّمِ" فهذا يدل أنه نظر إلى أشعارهم وأقرّ بإحسانهم حتى أنه توهّم أنه لا يستطيع أن يقول مثلهم، وهذا كما لا يخفى نقد
والاستاذ هنا لا يقول أن على هذا مدار الجودة والإحسان ولكنه يقول أن هذا هو الوتد من بعده يعلو من ساعده الطبع ويهمد من خانه طبعه ومزاجه
أو مدار الشاعرية على الطبع وبعض الناس طبعه ظاهر ولكنه يحتاج إلى تنقيح وتقويم يحصل بالعلم والنقد، والبعض الآخر يكون مزاجه قابلًا للشعر ولكنه لم يعرف كيف يحصّله فمطالعة الشعر والنقد يتصل الشعر بمزاجه فيصير قائلًا للشعر بعد أن كان قابلًا، وقد لا يكون طبعه قابلًا للشعر أساسًا ولكن مع النقد وطول الدُربة فيه تصير الاصول التي تعلّمها تعليمًا كالسجايا والطبائع فتحصل عنده قابلية لقول الشعر
كان شيعياً رافضياً رحمه الله ناصر لأهل البيت عليهم السلام
لله در الشاعر القدير حبيب ابن اوس الطاءي
لله در الشاعر القدير حبيب ابن اوس الطاءي