حقيقة العبادة "إِياك نعبد" - تفسير الشعراوي

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 20 ก.ย. 2021
  • سورة الفاتحة، تعرف بفاتحة الكتاب، يفسرها الشيخ الشعراوي رحمه الله
    اشترك الآن على القناة الرسمية للشيخ الشعراوي: bit.ly/2NjW77R
    شاهد المزيد من تفسيرات الشعراوي: cutt.ly/1bM8Xje
    -------------------------------------
    الآيات من 1 إلى 5
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿۱﴾ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿۲﴾ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿۳﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾
    -------------------------------------
    شاهد أيضًا:
    - القناة الرسمية للشيخ محمود علي البنّا: bit.ly/32qnzGu
    - القناة الرسمية للشيخ الحصري: bit.ly/2qedRKb
    - القناة الرسمية للشيخ طه الفشني: bit.ly/36nqP8y
    -------------------------------------
    إدارة القناة على الـ يوتيوب بواسطة Diwan Videos
    www.diwangroup.com
    للإعلان على هذه الصفحة يرجى التواصل على:
    info@diwangroup.com
    #الشعراوي
    #تفسير_الشعراوي
    #تفسير_القرآن
    #سورة_الفاتحة
    #خواطر_الشعراوي

ความคิดเห็น • 85

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +3

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

  • @user-xr5bc5js1m
    @user-xr5bc5js1m 2 ปีที่แล้ว +4

    ‫(و اذكر ربك إذا نسيت)❤️‬
    سُبحان الله❤️
    الحمدالله❤️
    لا إله إلا الله❤️
    و الله اكبر❤️
    لاحول ولا قوة إلا بالله❤️
    اللهم صَل على محمد❤️

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @zaid4zaid112
    @zaid4zaid112 2 ปีที่แล้ว +4

    توفيت أمي الحبيبة أدعوا الله لها بالرحمة والمغفرة والجنة ولنا الصبر جزاكم الله خيرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @user-zl5nx9dy2r
    @user-zl5nx9dy2r 2 ปีที่แล้ว +1

    اللهم ارحم الشيخ محمد متولي الشعراوي
    اللَّهُمَّ اغْفِرْ له ، وارْحمْهُ، وعافِهِ، واعْفُ عنْهُ ، وَأَكرِمْ نزُلَه، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلْهُ بِالماءِ، والثَّلْجِ ، والْبرَدِ ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس، وأَبْدِلْهُ دارا خيرًا مِنْ دَارِه وَأَهْلًا خَيّرًا منْ أهْلِهِ
    وجميع موتانا وموتى المسلمين
    اللهم آمين يارب العالمين

  • @user-Rababhark
    @user-Rababhark 2 ปีที่แล้ว +4

    يا الله عليك شيخنا الجليل الفاضل
    رحمة الله عليك وجعل مثواك الفردوس الأعلى🤲🤲🤲
    افتقدناك😪😪

  • @mustafaammar551
    @mustafaammar551 2 ปีที่แล้ว +7

    الله يرحمك يا شيخ محمد متولي الشعراوي ويغفر له ويسكنه فسيح جناته

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @yaman9415
    @yaman9415 2 ปีที่แล้ว +1

    صل على الحبيب قلبك يطيب
    صلى الله عليه وسلم

  • @user-nz3ju2ph1m
    @user-nz3ju2ph1m 2 ปีที่แล้ว +1

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  • @hodahossam8702
    @hodahossam8702 2 ปีที่แล้ว +1

    اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 💜 💜

  • @Abdellah352
    @Abdellah352 2 ปีที่แล้ว

    اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

  • @hodahossam8702
    @hodahossam8702 2 ปีที่แล้ว

    كلمتان خفيفتان علي اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الي الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 💜 💜

  • @yahyaelnazer6143
    @yahyaelnazer6143 2 ปีที่แล้ว +1

    الحمد لله رب العالمين علي نعمه الإسلام

  • @user-gf3li2im2u
    @user-gf3li2im2u 2 ปีที่แล้ว

    الله يرحمك يا شيخ محمد ويجعل مسواك الجنه والف شكر لصاحب القناة علي ما قدمتموه الينا من علم الحديث ويارب يجعلها في ميذان حسناتك يا اخي ويارب يحرص البلاد ويحفظها اللهم امين يارب العالمين

  • @user-sv2ct7wm3q
    @user-sv2ct7wm3q 2 ปีที่แล้ว +1

    رحمة الله عليك رحمة الأبرار

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @yahyaelnazer6143
    @yahyaelnazer6143 2 ปีที่แล้ว

    النصر من عند الله أن شاء الله

  • @user-xm3nh1of4z
    @user-xm3nh1of4z 2 ปีที่แล้ว

    الحمد لله ااذي بعث لنا حمده بأجمل صورة واعظم هيئه لكي نعيش به ونموت به ونحيا به ونبعث به ونتكاثر به وتزدهر خيراتنا به وندخل الجنة به ونحتمي به عن النار ونتباها بهي ونقول ذلك صنع العزيز الجبار

  • @Abdrhman351
    @Abdrhman351 2 ปีที่แล้ว +2

    لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @abdoabdo-mc8lr
    @abdoabdo-mc8lr 2 ปีที่แล้ว +6

    🍃كررها معي سُبْحانَ الله وَالْحَمْدُ لِله وَ لَا إِله إِلَّا الله وَاللّه أَكْبَر فإنها غراس الجنة 🍃

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @yahyaelnazer6143
    @yahyaelnazer6143 2 ปีที่แล้ว

    لا إله إلا الله محمد رسول الله

  • @Wthker
    @Wthker 2 ปีที่แล้ว +2

    إعلم عزيزي القارئ بان اشتراكك في القناة ومشاركة الفيديوهات يساهم في نشر كتاب الله ولك الاجر في هذا وشكرًا

  • @tamarara7al477
    @tamarara7al477 2 ปีที่แล้ว

    اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

  • @gamelaadel5558
    @gamelaadel5558 2 ปีที่แล้ว

    سبحان الله الحمدلله الله اكبر لااله الا الله لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم 🌳

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @qussaiyaghi9913
    @qussaiyaghi9913 2 ปีที่แล้ว

    ايه الجمال ده سبحلن الله🌱🌱🕋🕋🤲🤲✨✨

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @Bader_753
    @Bader_753 2 ปีที่แล้ว +1

    اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أجمعين..

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @user-ji6qs4rl2y
    @user-ji6qs4rl2y 2 ปีที่แล้ว

    "بُورك بمن ملأَ حياته بعمل الخير ، لأنَّهُ أدرك أنَّ الحياة أقصر من أن يضيِّعها بعمل الشَّر
    سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا انْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ" 💙
    .

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @mahamatalidjalborddiard5440
    @mahamatalidjalborddiard5440 2 ปีที่แล้ว

    اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة ❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤🤝❤❤❤

  • @zainabmohamed8538
    @zainabmohamed8538 2 ปีที่แล้ว

    سبحان الله والحمد الله ولا اله الاالله والله أكبر

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @Abdellah352
    @Abdellah352 2 ปีที่แล้ว

    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم و بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد.

  • @asas4480
    @asas4480 2 ปีที่แล้ว

    اسأل الله ان يجعلك يا شيخ محمد في الفردوس الأعلى من الجنة تفسير واضح ودقيق

  • @basmakhalaf1225
    @basmakhalaf1225 2 ปีที่แล้ว

    آمنت بالله ورسوله

  • @user-rp7hr8ee7t
    @user-rp7hr8ee7t 2 ปีที่แล้ว

    الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه الحمدلله زنة عرشه ومداد كلماته وعدد خلقه
    لى ولوالدى ولكم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
    دعواتكم يا اخوتى ❤️

    • @user-rp7hr8ee7t
      @user-rp7hr8ee7t 2 ปีที่แล้ว

      اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ❤️

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว +1

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @yahyaelnazer6143
    @yahyaelnazer6143 2 ปีที่แล้ว

    الله يرحمه في الجنة إن شاء الله

  • @user-ib1qx2qb7c
    @user-ib1qx2qb7c 2 ปีที่แล้ว

    شكر الله لك

  • @gamelaadel5558
    @gamelaadel5558 2 ปีที่แล้ว

    اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا ونبينا محمد اشرف الخلق وسيد الخلق اجمعين عدد ماذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون 🌴

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @user-ym9ff9fs6t
    @user-ym9ff9fs6t 2 ปีที่แล้ว

    الله يرحمك ويغفر لك

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @B511-
    @B511- 2 ปีที่แล้ว

    لي اخو مريض اسمه نواف ادعو له بالشفاء يمكن دعوة واحد منكم مستجابة ويفشيه الله والله تعبنا معه ارجو من قراء التعليق يدعي له يمكن يستجاب له ويشفيه الله تكفون دعواتكم

  • @user-xp2xk8ih3r
    @user-xp2xk8ih3r 2 ปีที่แล้ว +1

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد دواء وشقاء القلوب وربيع الصدور ونور العقول وقره العيون وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين رحمة الله عليك يا شيخنا الفاضل

  • @wardawahed5816
    @wardawahed5816 2 ปีที่แล้ว

    لا له الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
    وعلي آله وصحبه أجمعين
    اللهم ارحم زوجي بر حمتك الوسعه واد خله الحنه بغير حساب ولا سابق عذاب واجمعنى به بالفر دروس الا على
    اللهم امين يارب العالمين 🕋🕋🕋🕋🕋
    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 🕋🕋🕋❤🙏🏻❤❤

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @amt00
    @amt00 2 ปีที่แล้ว

    جزاك الله خيرا

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @bebobob9079
    @bebobob9079 2 ปีที่แล้ว

    اتمني تعملو قناه تلفزيونيه ل محضراتهو

  • @user-tq6ld4yo1f
    @user-tq6ld4yo1f 2 ปีที่แล้ว

    الـسـلامـ 👳‍♀️
    ايـاكـ ان تـعـبـد
    ايـاه ه نـعـبـد
    ايـاكـ ان تـذهـب
    ايـاه ه اذهـب
    ايـاكـ و رمـيـهـى
    ايـاه ه ارمـيـهـى

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

    • @user-tq6ld4yo1f
      @user-tq6ld4yo1f 2 ปีที่แล้ว +1

      @@user-yb8fk7re6q
      ايـاكـ تـعـنـى الـحـذر قـبـل الـفـعـل
      ايـاه ه تـعـنـي اتـجـاه ه
      التفكر نعمـ ه ه من عند الخالق
      قالى تفكرو

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      نعم صدقت علينا بتفكير ..لذلك الاية تقول اياك ..مفرد ..ونعبد جمع ..وربما انت تصلي لواحد لماذا تقول نعبد ..على الانسان ان يفكر .في الاية ..لكي يدخل لقلبه النعيم وشكرا . لمزيد من المعلومات .اطلاع على قناتي

    • @user-tq6ld4yo1f
      @user-tq6ld4yo1f 2 ปีที่แล้ว +1

      @@user-yb8fk7re6q نعبد تجمع الخلق ب العباده ه الذين من ملتكـ كي تكن من
      ملـ ه ه ابراهيمـ حنيف مسلمـ
      لـرب وحـده ه ل ا شـريـكـ لـ ه ه

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว +1

      @@user-tq6ld4yo1f انار الله قلبك صدقت اخي الكريم

  • @user-yb8fk7re6q
    @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

    فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @user-bs5bf2dp1j
    @user-bs5bf2dp1j 2 ปีที่แล้ว

    اختكم من مصر ام طفلين معاقين وابوهم مريض نفسي احتاج مساعدة لوجه الله ولو مبلغ بسيط نفسي اسعد اولادي بحسنه لله واتاكد من حالتي قبل اي حاجه تحت امرك ورقمي موجود علي صورت الصفحه للتاكيد من حالتي

  • @user-dt9uh9lc6y
    @user-dt9uh9lc6y 2 ปีที่แล้ว

    أسلوب قصر

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +3

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

  • @xxschokokakaoxx8572
    @xxschokokakaoxx8572 2 ปีที่แล้ว

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +2

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +2

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +2

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +2

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +2

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +2

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +3

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +3

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

    • @user-yb8fk7re6q
      @user-yb8fk7re6q 2 ปีที่แล้ว

      فإذا عرفت النفس صفات الخالق المذكورة فعندها تخضع له وتستسلم، وتسلِّم أمرها له، وإنها لتقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: أي: يا صاحب الحول والقوة، يا رحمن يا رحيم، ويا مالك يوم الدين لا أعبد سواك. ونعبد: بمعنى نطيع، إذ أن العبادة هي الطاعة، طاعة المولى لسيده، والعبد لخالقه. في هذه الآية الكريمة عهد من العبد يُعاهد فيه ربَّه على طاعته في كلِّ أمرٍ من أوامره. وليست العبادة قاصرة على الصلوات والصيام والحج والزكاة. إنما العبادة كلمة عامة، تدخل في البيع والشراء، وفي معاملة الناس، وكل عمل من الأعمال. فبقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}: إنَّما تُعاهد ربَّك على أن تكون عبداً مطيعاً له وحده فلا تطيع معه غيره مِنْ بعد أنْ عَرَفت رأفته ورحمته، ومِنْ بعد أنْ شَهِدْتَ جلاله وعظمته. فأنت تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونفسك قد أصبحت في حال لم تجد لها ملجأ إلاَّ الله، ولا دليلاً إلى الخير سواه، أي إنك تقول: أي ربّ! وأنت المحمود على كلِّ حال، أنت رب العالمين، الرَّحمن الرَّحيم المالك لنفسي وللعوالم بأسرها من بداية خلقك إيَّاهم ودائماً وإلى ما لا نهاية له، والقابض على كل شيء، لم أجد لي مطاعاً أطيعه غيرك، ولا هادياً يهديني إلى ما فيه سعادتي سواك، فأنت ربي المطاع، لا أخرج في سيري عن أمرك، وأنت سيدي المعبود، لا أهتدي في كل عمل من أعمالي إلاَّ بهدْيِكَ. وتقول ذلك وقد انغمستْ نفسُك في جلال الله تعالى وعظمته، وشهدت فضله ورحمته، فوقفتْ خاشعة في أعتاب حضرته، وتحقُّق حصولك على هذا الحال إنَّما يتم بالصحبة النفسية مع إمامك عليه السلام. ثم تطلب من سيِّدك الرَّحيم بك أن يمنحك المعونة على السيْر في طريق الحقِّ، فالشهوات والأهواء تكتنفك، إن لم يتم إيمانك بالله وقد تخللت صلتك بربِّك انقطاعات تسرَّبت لنفسك من خلالها تلك الشهوات، والعوائق والموانع تحيط بك تريد أن تصدُّك. وقد تشتهي نفسك أثناء غفلتك شهوة من الشهوات الخبيثة المحرَّمة، وتصرُّ عليها، وتلحُّ في طلبها، ويصل جرثومها إلى سويداء نفسك، فإن منعك الله من فعلها ولم يمددك بالحول والقوة فتك جرثوم تلك الشهوة بك، وتسرَّب إلى كلِّ ذرَّة من ذرَّات نفسك، فأصبحت وقد أحاطت تلك الشهوة بنفسك من جميع جهاتها، لا تستطيع منها مخرجاً، ولا تجد إلى الرجوع إلى ربِّك سبيلاً ومسلكاً، بل تظلُّ نفسك مشغولة بشهوتها. والشهوة مسيطرة عليها بكلِّيتها وشاغلة ساحتها، ولذلك من رحمة ربِّك أن يُطلقك ويُسيِّرك، وهنالك تستطيع أن تفعل ما أصررت عليه، وتصل إلى ما نويت. وفي الحديث الشريف: «إنَّما الأعمالُ بالنِّياتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى». قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} 29 . {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً، كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً} 30 . فإذا نويت نيَّةً وعزمت عليها وأصررت، فهنالك الإمداد من الله بالحول والقوة، وهنالك الوقوع في الفعل، وبهذا يجتمع جرثوم الشهوة في مكان واحد وتخلو ساحة النفس ممَّا كان يشغلها جميعها، وبعد ذلك يُنزل الله الأمراض بذلك العاصي ويسلِّط عليه المصائب، قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 31 . فإن هو بهذه المصيبة أقبل على ربِّه سرى ذلك النور الإلٓهي إلى النفس، وبهذا النور ترى حقيقة شهوتها، وتجد خبثها وعظيم شرِّها، فتعافُها وتأنف منها، ولا تعود تقع بها، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} 32 . وإن أصابتها المصيبة ولم تقبل على ربِّها، ظلَّ جرثوم الشهوة عالقاً بها مجتمعاً في جهة من جهاتها، ولا تزال على ذلك حتى يوافيها أجلها، هذا لمن لم يؤمن من ذاته بذاته أبداً، بل كان إيمانه تصديقياً سطحياً فيكون عذاب القبر أو سعير النار سبباً في إقبال نفسه وشفائها، هذا إن كانت ممَّن اعتادت أن تُقبل أحياناً وحصلت لها الصلة بربِّها في دنياها. أما إذا كانت كافرة معرضة ولم تحصل لها الصلة بربِّها في الدنيا أبداً، ولم تتوصَّل إلى صفاته تعالى كي تتذوَّق محبَّته فتشفى ممَّا بها، فهنالك تكون النار سبباً حائلاً يحول بينها وبين ألم الشهوة الخبيثة التي تفتك بها، فتغيب بألم النار الشديد عن ألم داء الشهوة الخبيثة، ومن رحمة الله بها ألاَّ يرفع النار عنها أبداً، بل تظلُّ دائمة الحريق خالدة فيها. هذا حال النفس الملوَّثة بجرثوم الشهوات الخبيثة في الدنيا، فالمصائب وعذاب القبر وسعير النار أسباب وعلاجات، تقود النفس إلى الإقبال على الله، وبذلك الإقبال تكون رؤية الحقيقة، ويكون الشفاء من جرثوم الشهوة المحرَّمة، التي علقت بالنفس ساعة الإعراض عن الله. على أنه إذا استطاع المؤمن أن يُقبل على ربِّه الإقبال الصادق، فإنه يرى بنور ربِّه ما في الشهوات المحرَّمة من شر وأذى، وهنالك يكون الإقبال على الله وقاية له من الوقوع، وتطهر نفسه من عللها الخبيثة، فلا يميل إلى المحرَّمات، ولا يواقعها أبداً، ولذلك أمرنا ربُّنا أن نصل نفوسنا به دوماً، ونتجه إليه اتجاهاً صادقاً، فنصلِّي الصلاة الحقيقية التي لا نرى فيها مع ربِّنا سواه، والله في قبلة أحدنا ما دام في مُصَلاَّه، وتلك هي مشروعية الصلاة، قال تعالى: {... إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ...} 33 . وبهذه الصورة المذكورة تنهانا صلاتنا، وتلك صلاة المؤمن بالله حقّاً، ومن لم تكن صلاته على هذا الوجه ظلَّ أعمى، لا يرى خيراً ولا شرّاً، فتراه يستحب الشر ويحسبه خيراً. قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كانوا يَكْسِبُونَ} ولذلك خوفاً من أن تميل نفوسنا إلى شهوة خبيثة، نطلب منه تعالى أن يمدَّنا بمعونته، فيكون معيناً لنا على رؤية حقيقتها، ولذلك نقول: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: ولكن ما هذه المعونة التي نطلب منه تعالى؟ إنها هدايته لنا بنوره لنرى خير شهواتنا من شرِّها

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +5

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

    • @ahmedsamir3914
      @ahmedsamir3914 2 ปีที่แล้ว

      عليه افضل الصلاة والسلام

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +3

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️

  • @khaledsherif7592
    @khaledsherif7592 2 ปีที่แล้ว +3

    إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنو صلوا عليه وسلموا تسليمًا❤️