لماذا ساند أقباط مصر الجيوش الاسلامية عند فتحهم لمصر؟ دخول العريش - حصار الاسكندرية -

حال مصر قبل الفتح:
• كان الشمال الافريقي قبل الفتح الاسلامي في حال مزرية من شتى النواحي , سواء السياسية او الاقتصادية و حتى الاجتماعية.
• حيث الفساد الاداري المستشري و الاضطهاد الديني و الاستغلال المالي و شيوع الرشوة و تسلط الرومان و انقسامات حادة بين البربر و فوضى عمت الجيش بكل اركانه.
• و كان الصراع قائما على أشده بين الامبراطورية البيزنطية و الكنيسة الافريقية .
• و في الوقت الذي هربت فيه جماعات من الرهبان و الراهبات من مصر باتجاه الشمال الافريقي فرارا من الاضطهاد , كان المسلمون يفتحون مصر.
• لقد مهدت هذه الفوضى الطريق لانتشار الاسلام في افريقية و قبوله كدين جديد يخرج الناس من ما هم فيه. فلما وصل الاسلام افريقية كانت النفوس قد تهيأت لقبوله , حيث انهم قد بلغتهم اخبار فتح المسلمين لبلاد الشام , فتطلعوا للخلاص من بطش البيزنطيين و ظلمهم.
الفتح الاسلامي لمصر:
• بالرغم من ان الفتح الاسلامي للشام و العراق و كامل اراضي جزيرة العرب و بلاد فارس كان قد تم في عام واحد و هو العام الخامس عشر للهجرة , الا ان فتح مصر قد استغرق خمسة أعوام , و ذلك من العام الثامن عشر و حتى العام الثاني و العشرين للهجرة.
• و يعود السبب في ذلك الى ادراك الدولة البيزنطية ان خروج مصر من يدها يعني انتهاء حكمها على الشمال الاقريقي للابد.
• و كان من ما قاله هرقل : اذا سقطت الاسكندرية ضاع ملك الروم.
• و هنا علينا أن ندرك حقيقة ذات أهمية كبيرة في الفتوحات الاسلامية: لم تكن هناك معركة واحدة خاضها الجيش الاسلامي ضد اهل البلاد المفتوحة , و انما كانت جميعها مع الجيوش المستعمرة فارسية كانت او رومانية.
عمر بن الخطاب يوجه لفتح مصر:
• في العام الثامن عشر للهجرة, كانت موافقة الخليفة عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص لفتح مصر. و كان تجهيز الجيش من اربعة الاف مقاتل. في حين ان تعداد الجيش الروماني في مصر كان يفوق المائة و عشرين الفا.
• و كان أن تجاوز عمرو بن العاص رفح و دخل العريش في مصر في يوم عيد الاضحى و صلى بها صلاة العيد. فكان أول عهد لجيوش الفتح الاسلامي في مصر صلاة العيد.
• و في سيناء كانت اولى معارك الجيش الاسلامي و دام فيها الحصار و القتال شهرا كاملا.
• و من غرائب ما حدث في هذه المعركة ان الشعب المصري كان يقف في هذه المعركة مع الجيش الاسلامي, فكانوا يمدونهم بالماء و الطعام و الاعلاف لدوابهم. و كان ذلك بأمر من بطرييارك القبط و اسمه بنيامين.
• ثم توالت المعارك و الفتوحات في مصر , و عندما شعر عمرو بن العاص بعدم تكافوء القوى طلب من الخليفة عمر بن الخطاب مددا من عنده , فوافاه الخليفة باربعة الاف مقاتل.
• و توالت الفتوحات حتى وصل جيش الفتح للاسكندرية , معقل الاحتلال البيزنطي في مصر.
• و يجب أن ننوه هنا الى ان مصر منذ دخولها في المسيحية في القرن الميلادي الاول لم يحكمها قبطي مصري , بل كانت مستعمرة من قبل الرومان و كان القانون الروماني هو النفذ فيها.
• و يذكر التاريخ أن الرومان أثناء احتلالهم لمصر قد قتلوا من القبط في الاسكندرية في يوم واحد ما يفوق المائتي الف انسان. نعم هكذا كان الاحتلال البيزنطي لمصر.
معركة الاسكندرية:
• حاصر الجيش الاسلامي الاسكندرية طويلا, و كان فتحها في يوم الجمعة بعدما عقد عمرو بن العاص لعبادة بن الصامت رضي الله عنهما و ولاه قتال الروم.
• و يذكر التاريخ ان المسلمين لما حاصروا الاسكندرية كان معهم رؤساء القبط يمدونهم بما احتاجوا اليه من الاطعمة و أعلاف الدواب.
• و في أثناء الحصار كانت القوات و الامدادات تتوالى على الجيش البيزنطي من جهة البحر دون انقطاع. حتى جاء الوقت الذي اشتد فيه الصراع في القسطنطينية بين أركان الحكم , من ما ادى لانقطاع الامدادات عن الاسكندرية. و كان موت هرقل أثناء الحصار من الاسباب التي سخرها الله لاتمام الفتح.
• و بسقوط الرومان في معركة الاسكندرية تكون نهاية وجودهم في مصر. و منها ينطلق الفتح الاسلامي لباقي اراضي الشمال الافريقي.
و الى أن نلقاكم في الجزء الثاني من فتح الشمال الافريقي ,
نستودعكم الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.