فتح ليبيا: لماذا لم يكمل عمرو بن العاص فتح الشمال الافريقي و عاد الى الاسكندرية

فتح ليبيا
كنا قد تحدثنا سابقا عن الفتح الاسلامي لمصر, و اليوم نكمل الحديث عن فتح الشمال الافريقي , فمن مصر ننتقل الى ليبيا.
• وصلت أهل ليبيا اخبار فتح المسلمين لبلاد الشام و مصر, فتطلعوا للخلاص من اولئك البيزنطيين و حكمهم الجائر التعسفي.
• قبل وصول المسلمين الى ليبيا , توجه جماعة من سكان ليبيا الى مصر و اعلنوا اسلامهم و اعطوا ولاءهم لعمرو بن العاص.
• عندها أرسل عمرو بن العاص القائد عقبة بن نافع الفهري كمقدمة استطلاعية لفتح الشمال الافريقي. و ذلك في العام 22 ه الموافق 642 للميلاد.
• و بسريته فتح عقبة بن نافع زويلة و برقة , و لحقه عمرو بن العاص الى برقة فصالح أهلها . حيث أنها استقبلت الجيوش الاسلامية دون اي مقاومة تذكر.
• و يجب ان ننوه هنا ان تعداد الجيش الاسلامي الذي توجه لفتح الاسكندرية كان اثني عشر الف مقاتل , و اذا اخذنا بالاعتبار ما فقده جيش المسلمين من من استشهدوا و من تركهم عمرو بن العاص في الاسكندرية لتنظيم شؤونها , لعرفنا ان تعداد الجيش الاسلامي المتوجه لفتح ليبيا كان اقل بكثير من اثني عشر الف مقاتل.
• و بعد برقة توجه عمرو بن العاص ناحية طرابلس و قد ترك خلفه عقبة بن نافع لمهمة الدعم و الاسناد.
• و هنا يجب ان نذكر ان سكان البلاد المحررة قد كانوا على احدى حالتين: اما ان يكونوا قد اسلموا فيدفعوا زكاة اموالهم ا وان يبقوا على دينهم و يدفعوا الجزية التي كانت في بعض الاحيان اقل من زكاة المال على المسلم , و لا تجب على الفقير و غير المقتدر من غير المسلمين.
• و قبل ان يصل عمرو بن العاص لطرابلس , مر بمدينة سرت التي لم يواجه عناء بفتحها.
حصار طرابلس:
• كانت طرابلس مدينة محصنة منيعة الاسوار , و قد رابط جيش الفتح الى الشرق منها و صارت تصلها الطلائع علها تجد مدخلا الى المدينة. و استمر حصارها لمدة شهر.
• و في اثناء الحصار , لاحظت احدى طلائع الجيش فجوة في الجهة الشمالية الغربية من سور طرابلس , فدخلها المسلمين من فورهم و فتحوا المدينة من غير كثير مقاومة.
• و فورا بعد فتح طرابلس توجه قسم من جيش الفتح بقيادة عبدالله بن الزبير نحو الغرب حيث مدينة صبراتة. التي كان فتحها على حين غفلة عند الصباح الباكر عندما تم فتح ابواب اسوارها.
• لقد كان سكان صبراتة يظنون ان جيش الفتح عالق امام طرابلس و لم يتمكن من فتحها , و لكنهم تفاجؤوا به و هو على ابواب مدينتهم.
• في تلك الاثناء وردت لعمرو بن العاص أخبار من طلائعه ان هناك تجمعات من الروم قد بدأت بالتقاط انفاسها و تجميع شتاتها لمحاربته. فأرسل بطلب لعمر بن الخطاب يستأدنه بالاستمرار بالتوغل في افريقيا و يطلب منه مددا من عنده.
• و كان رد عمر بن الخطاب على عمرو بن العاص بأن لا يتوغل أكثر و يكتفي بما وصل لحده.
أقباط مصر يحذرون عمرو بن العاص:
• بمجرد عودة عمرو بن العاص الى طرابلس , حتى وصله كتاب من كبير قبط الاسكندرية يخبره فيه أن الروم يريدون نكث العهد الذي قطعه عمرو بن العاص معهم عند فتحها.
• و هذا ما جعل عمرو بن العاص يعود الى مصر و قد وصل في فتوحاته الى أقصى الغرب الليبي.
و بذلك يكون جيش الفتح الاسلامي قد فتح معظم ليبيا على طول الساحل و الى الجنوب منه.
و في لقائنا المقبل سنتحدث عن استئناف فتح الشمال الافريقي باذن الله.
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.