رسالة بولس الرسول الى اهل رومية كاملة
ฝัง
- เผยแพร่เมื่อ 27 ม.ค. 2025
- نشأة المسيحية بروما
لم يذكر العهد الجديد شيئًا عن تأسيس هذه الكنيسة، كما لا يُعرف من الذي قدّم الشعلة الأولى للإيمان هناك، لكننا نلاحظ في نشأة المسيحية بروما الآتي:
1. جاء في سفر أعمال الرسل أنه في يوم الخمسين حضر يهود أتقياء من كل أمة، من بينهم "رومانيون مستوطنون يهود ودخلاء" (أع 2: 10)، هؤلاء قبلوا الإيمان بالسيد المسيح وعادوا من أورشليم إلى روما يكرزون بين إخوتهم اليهود. لهذا يرى غالبية الدارسين أن كنيسة روما في بدء انطلاقها كان معظمها من أصل يهودي حتى وقت بعث رسالة القديس بولس إليهم. لهذا نجد الرسالة موجهة بالأكثر إلى اليهود المتنصرين أكثر من الأمم المتنصرين، هذا وقد أعطى هذا الوضع انطباعًا في ذهن قادة الرومان أن المسيحيين ليسوا إلا طائفة يهودية منشقة عنهم.
2. إذ تميزت الدولة الرومانية بالحرية وسهولة الانتقال فيما بينها، خاصة بين البلدان المختلفة والعاصمة، وكانت روما ملتقى كبار القادة والمعلمين والتجار، فقد دخلها بلا شك جماعة من المعلمين والتجار المؤمنين سواء من أصل يهودي أو أممي، جاءوا يحملون في قلوبهم شعلة الإيمان المتقد، يكرزون ويشهدون للرب. من بين هؤلاء أُناس سمعوا تعاليم القديس بولس في بعض مدن آخائية ومكدونية في بلاد اليونان وفي مدن آسيا الصغرى وآمنوا بهذه التعاليم. ويؤكد ذلك سلام القديس بولس على كثيرين ذكرهم بأسمائهم في الأصحاح الأخير من الرسالة، مما يدل على أنهم كانوا من تلاميذه ومعارفه، مع أنه لم يكن قد ذهب إلى روما قبل كتابة الرسالة.
3. إذ طُرد كثير من اليهود إن لم يكن جميعهم من روما بأمر كلوديوس إلى مدن أخرى ثم عادوا إليها مرة أخرى، كان بعضهم قد آمن بالسيد المسيح، مثال ذلك أكيلا وبريسكلا اللذان التقيا مع الرسول بولس في كورنثوس (أع 18: 1-2). وآمنا على يديه، وكان يشترك معهما في صناعة الخيام... هذان وغيرهما قد اشتركوا في تأسيس الكنيسة هناك (رو 16: 5).
4. واضح من الرسالة أن أحدًا من الرسل لم يكن قد أنشأ هذه الكنيسة حتى كتابة هذه الرسالة، فقد كان مبدأه: "كنت محترصًا أن أُبشر هكذا، ليس حيث سُميَ المسيح، لئلا أبني على أساس آخر" (رو 15: 20)، وإذ يكتب في نفس الرسالة معلنًا شوقه الشديد للتوجه إليهم وأنه مُنع مرارًا، وأخيرًا قرر زيارتها (رو 1: 9-10؛ 15: 22، 24) هذا يؤكد أن أحدًا من الرسل لم يكن قد زار روما من قبل.
5. كان الرسول بولس يشعر أنه رسول الأمم (غل 2: 7، 11)، لذا أحس بالمسئولية تجاه هذه المدينة كعاصمة العالم الأممي في ذلك الحين. لذا أرادها مركزًا من مراكز خدمته، وأنه مدين لهم بالكرازة (1: 13-14).
6. يرى غالبية الدارسين في الغرب والشرق أن القول بأن القديس بطرس الرسول قد أسس هذه الكنيسة وبقي على كرسيها حوالي 25 عامًا لا يمكن قبوله[4]، فمن جهة كان القديس بطرس حاضرًا في أورشليم حتى المجمع الرسولي المنعقد عام 50م تقريبًا (أع 15)، وكان في أنطاكية عام 55م حيث اجتمع بالقديس بولس هناك (غل 2: 11)، وكان في بابل حين كتب رسالته الأولى حوالي عام 60 م. (1 بط 5: 13). هذا ولو أن القديس بطرس قد أسس الكنيسة هناك عام 41 م كما ظن البعض لما كتب الرسول هذه الرسالة، وإن كتبها لما قال أنه لا يبشر حيث سُمي المسيح لئلا يبني على أساس لآخر (15: 20)، ولكان ذكر اسمه في الرسالة أو سلّم عليه.
المواضيع الرئيسية في الرسالة:
الايمان والخلاص المجاني
عمومية الخلاص
النعمة والتبرير والتقديس
الاختيار وحرية الارادة
تب الرسول هذه الرسالة وهو يتوقع زيارته لروما، وقد قرر ذلك في طريقه إلى أسبانيا (رو 15: 23-24)، وذلك بعد ذهابه إلى أورشليم حاملًا معه عطايا مسيحيي مكدونية وآخائية إلى إخوتهم فقراء أورشليم (رو 15: 25-26؛ 1 كو 16: 1-16؛ 2 كو 8: 1-4). بهذا يكون قد كتبها أثناء رحلته التبشيرية الثالثة من كورنثوس في بيت رجل اسمه غايس، وصفه الرسول: أنه "مضيفي ومضيف الكنيسة كلها" (رو 16: 23)، وهو أحد اثنين قام الرسول بتعميدهما (1 كو 1: 14).
أملاها الرسول على ترتيوس[5] (رو 16: 22)، وقد حملتها إلى روما الشماسة فيبي، خادمة كنيسة كنخريا[6] (15: 1) ميناء شرقي كورنثوس.
إذ ذهب الرسول بولس إلى أورشليم في ربيع عام 58 م، لذا يرى غالبية الدارسين أنها كُتبت ما بين عامي 57، 58 م.