ــ أتاحت ثورة السيارات الكهربائية لرواد الأعمال فرصة لصنع التاريخ، وفي بعض الأحيان، أرباح هائلة. فقد ارتفعت ثروة إيلون ماسك بشكل كبير بفضل ارتفاع أسهم شركة تسلا.
ــ ومع ذلك فإن العديد من المتنافسين يتعثرون. لقد فشل العديد من الشركات أو أفلست، حتى الشركات الرائدة في الصناعات الأخرى تخلوا عن أحلامهم في اقتحام مجال السيارات. في السنوات الأخيرة، تقدمت أكثر من 30 شركة بطلبات الإفلاس أو معرضة لخطر الإفلاس.
ــ إجمالي سوق المركبات الكهربائية ضخم. حيث باعت شركة تسلا، والتي سيطرت على أكثر من 50% من السوق في الولايات المتحدة في عام 2023، أكثر من 650 ألف سيارة وحققت أكثر من 82 مليار دولار من مبيعات السيارات وإيرادات التأجير في جميع أنحاء العالم.
ــ وشكلت السيارات الكهربائية 8% فقط من مبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة في عام 2023. ومن المتوقع أن تصل إلى 46% بحلول عام 2030.
وهذا معناه حوالي 8 ملايين سيارة.
ــ في البداية يتعين على الشركة إنشاء سلسلة توريد معقدة، وبناء المصانع، وتصميم شكل السيارات، والامتثال للوائح. وبالتالي لماذا يكون من الصعب جدًا إنشاء شركة سيارات كهربائية ولماذا يفشل الكثير منها؟
ـــ من المؤكد أنه على الرغم من الحديث عن تباطؤ المبيعات، لا تزال التوقعات تشير إلى طفرة في اعتماد السيارات الكهربائية حول العالم، من 2.4% من السيارات الجديدة المباعة في عام 2019 إلى 61% بحلول عام 2035.
ــ وتضاعفت الاستثمارات في السيارات الكهربائية خلال عامين فقط، لتصل إلى 616 مليار دولار حتى عام 2027. هذا ما سمح بإنشاء ونجاح شركة تيسلا، وهي في الأساس أول شركة كبرى لتصنيع السيارات الكهربائية خارج قارة آسيا.
ــ من ناحية أخرى يدعم نمو السوق جزئياً السياسات الحكومية. حيث تقدم البلدان الحريصة على إزالة الكربون مجموعة من الحوافز، وإعانات الدعم، وغير ذلك من الامتيازات للمساعدة في تحمل تكاليف البدء. وقد حققت الصين أسرع نمو في السيارات الكهربائية من أي مكان آخر. وهذا مدعوم بالسياسات الحكومية.
ـــ لكن مع النمو الهائل والفرص تزامن ذلك أيضًا مع العديد من الإخفاقات والفشل. حيث قامت شركة أبل، إحدى أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية، بغلق مشروع سيارتها، المعروف داخل الشركة باسم تيتان. كما تخلت شركة دايسون، الشركة البريطانية التي اشتهرت بالمكانس الكهربائية بدون اكياس، عن خططها للسيارات الكهربائية بعد أن قررت أنها لا تستطيع جني الأموال منها.
ـــ يتطلب جلب السيارة إلى السوق مزيجًا من المواهب الهندسية والتصميمية والقدرة على التنفيذ، وتأمين مساحة التصنيع والموردين، ومواجهة اللوائح الصارمة والمعقدة، وتقديم شيء جديد فعليًا إلى السوق.
ــ حيث عليك أن تتعلم كل الامور الصعبة التي يفعلها صانعو السيارات الكبار. عليك أن تتعلم التصميم، وعليك أن تتعلم بناء سلسلة التوريد. عليك أن تتعلم التصنيع. عليك أن تتعلم البيع والتعديل والتعامل مع الإصلاح والصيانة وخدمة ما بعد البيع. ولكن قبل كل شيء، فإنه يتطلب رأس المال.
مجرد إلقاء نظرة على عوائد رأس المال، ليست جذابة. هذه صناعة ذات رأس مال كبير وتنافسية شديدة. تتراوح العائدات على رأس المال المستثمر لشركات صناعة السيارات الراسخة مثل فورد وجنرال موتورز إلى رقم منخفض لمدة 11 عامًا من أصل 15 عامًا. وكانت عوائد تسلا سلبية. بكل بساطة المال ينفد من الشركات.
ـــ كانت هذه مشكلة واجهتها الكثير من الشركات الناشئة التي تم طرحها للاكتتاب العام باستخدام شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، أو SPACs. شركة Spac هي شركة عامة تندمج مع شركة خاصة، وهي في هذه الحالة شركة سيارات كهربائية. ومن خلال هذا الاندماج تصبح الشركة الخاصة شركة عامة.
ـــ بالنسبة للشركات الناشئة في مجال المركبات الكهربائية، جاءت SPAC مع بعض المزايا مقارنة بالاكتتاب العام الأولي. حيث يمكنك طرح أسهمك للاكتتاب العام باستخدام الإيرادات المتوقعة بدلاً من الإيرادات الفعلية.
ـــ تتمثل التكاليف الثابتة المرتبطة ببناء وتشغيل المصنع وتجهيزه بالأدوات مليار دولار، ثم حوالي نصف مليار في سلاسل الامداد والتوريد، و250 إلى 500 مليون أخرى في تكاليف تطوير المنتج. ثم تحتاج إلى حوالي من 100 إلى 200 مليون دولار سنويًا للحفاظ على تشغيل كل شيء أثناء انتظار إطلاق السيارات في السوق.
تختار الشركات أساليب مختلفة. التكامل الرأسي هو في الأساس القيام بكل شيء بنفسك، أو على الأقل قدر الإمكان.
ـــ تفلت السيارات الكهربائية من عبء لوائح الانبعاثات، ولكن لا يزال هناك مجموعة من القواعد الأخرى التي يتعين عليها الالتزام بها، ربما أبرزها المعايير الفيدرالية لسلامة السيارات الآلية، أو Fmvss.
ـــ تظهر البيانات الأمريكية أن الطلب على السيارات الكهربائية في حالة ركود. حيث انخفضت أسهم شركة Tesla بنسبة 35٪ تقريبًا منذ بداية عام2024 .
ـــ وبالتالي اختفت الغالبية العظمى من الشركات الكهربائية ولم ينج سوى عدد قليل منهم. هذه هي نفس الشركات الثلاث الكبرى الموجودة اليوم مثل جنرال موتورز وفورد وبقايا شركة كرايسلر، التي اندمجت مع إمبراطوريتي فيات وبيجو لتشكيل ستيلانتيس..
ـــ تشتهر شركة جنرال موتورز بدمج العديد من العلامات التجارية مثل شيفروليه وكاديلاك وبويك وبونتياك حتى أن الرئيس التنفيذي الأسطوري لشركة جنرال موتورز، ألفريد سلون، دخل الشركة من خلال الاستحواذ ثم ارتقى في الرتب.
#سيارات
#electric
#سيارات_كهربائية
#تسلا
#tesla