رسائل الى الشاعر كريم العراقي // شعر : ضرغام أحمد

ألقيت هذه القصيدة ضمن فعاليات الحفل التأبيني الذي اقامته في العاصمة بغداد رابطة عشاق القيصر في العراق بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لارتحال الشاعر الخالد الكبير (كريم العراقي)
وعامٌ مَرّ في سودٍ عجافِ
كأن العمر من ريشٍ خفافِ
ترحّل من أحبُ ، لما بقيتُ ؟
لاجمع ذكرياتي في اصطفاف
لأبكي عند صورتهم وأحكي
حديث الظامئين عن الجفاف
أعِفُ عن المدامع كي أواري
فتأبى العين اظهار العفاف
لأن الصبر يجملُ عن كريمٍ
ويجدر أن أوفر للكفاف
ملأت الكون حباً يا كريمُ
وفي الابداعِ ما اكتظت رفاف
كريمٌ نهر أشعار شفيفِ
سرى في جدول الابداع صافي
اذا الانهار من ضفة ومرسى
فإنك يا كريم أبو ضفاف
يموت الناس والآثار تبقى
تشير لهم بأقلام شفافِ
وقد خلفت للتاريخ ذكراً
لأجمل ما تخلده القوافي
سلامُ الله يا خالي عليك
سلامَ مودعٍ دون التجافي
كان اخوك وكنتَ صنوه الأبدي
بل كان فنكما حكاية البلد
فكنتما نجمتان تلمعان معاً
بالروح بالدم بالابداع تتحد
بالحب بالفن بالاخلاص تلتقيا
لقاءُ خلقٍ كمثل الروح والجسدِ
ملأتما الكون صدقاً قل ماثله
أغاض إشراقكم مواقد الحسد
وجدتما في زحام العمر بعضكما
لتحملا رسالة الابداع والمجد
دخلتما في كتب التاريخ كي تبقو
ثم ابتدا كاتب التاريخ بالعد
زرعتما في شجاها الناس بذرتكم
لها حبيبي وبعد الحب للحصد
ليا وفية بل لا تظلميه ولا
زال ويبقى حديث العطر والورد
ستبقيان كما اوصى نزار لكم
زرعاً وارضاً له ، صرحاً على وتد
وسوف يبقى جديد الفن بينكما
حتى يشاء الجليل الواحد الأحد
كريمُ باقَ بقاء الحب والحرف
وكاظم قيصرها لآخر الأمد
ليل المقابر والقبور سكوتُ
حجرٌ تكدس تحته الياقوت
في بلقعٍ عند الغريّ كأنهُ
قدسٌ يُعَظٍّمُ سِرَّهُ اللاهوتُ
عَلَمٌ أشَمٌ قد تَوَسدَ تربةً
تبكي عليهِ الريحُ حين تفوتُ
أرأيتَ حَيَّاً ميّتاً مُتماسِكاً
متفائلاً وله المحبة قوتُ
بالمَوتِ يَهزأ باسِماً مُتألِقاً
أنّى تضيق له السّمَا تابوتُ
إن قالَ قد سَرَقَت شَبابي غُربَتي
لهُ في القلوبِ أقاربٌ بُيوتُ
هوَ يَكرهُ الشّكوى فَفيها ذِلّةٌ
واللهُ يَشهَدُ أنّهُ لَصَموتُ
الموتُ ليلٌ والقصائدُ صُبحُهُ
وكريمُ في آفاقِها مَنحوتُ
إذ ليسَ مَوتاً إنّما هيَ رِحلةٌ
رَحّالُ غنّى لَحنَها المَكبوتُ
تربُ النّدى قَد قال قبل رحيلهِ
نَغَمٌ يردّدُ رَجعَها المَلَكوتُ
عَلَمٌ أنا والرّيحُ باسَتْ رأسهُ
مَن بارَكَتهُ الرّيحُ كَيفَ يَموتُ
ولست أفهم كيف نورك كله
يحجبه كومٌ من التربان
وأن ضحكتك الجميلة لن تُرى
نوراً بعقد لآلئ الأسنان
وأن اسمك لن يرن بهاتفي
يتلوه صوتٌ رائق الأرنان
ألن أرى عيناكَ ترفع حاجباً
عند الحديث ككفتي ميزان
وأن وجهك قد تعفره الثرى
شدت عليه مآزر الأكفان
وأن صوتك لن يُقرّ مسامعي
متألقاً يشدو بسحرِ بيان
كيف الحياة تعاش دون نصائحٍ
قد كنت تسديها بقلبٍ حاني
أيموت من كان الحياة لمهجتي ؟
وحزام ضهري ، سندي ، عنواني
أتموت كلك يا كريمُ ؟ كلك ؟
هل كل نورك يختفي بثواني
أحجار قبرك لا تجيب توسلي
ما خلتُ أنّك صورةً تلقاني
هل لا تحادثني وتمسح أدمعي
قد هز فقدك يا كريم كياني
خالي على الدنيا وزينتها العفا
مذ غبت عنها غاب كل أمان

[@user-ub5rs9dm8x]

الف رحمه على روحه😢

[@dergam_ahmed_56]

@@user-ub5rs9dm8x
الله يحفظك حبيبي

[@sahfdgfd7160]

اكثر من راقي ..❤

[@dergam_ahmed_56]

تسلم عيوني