محاضرة الشيخ جعفر الابراهيمي الليلة الخامسة من شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤٥ه

แชร์
ฝัง

ความคิดเห็น • 7

  • @aqeel3538
    @aqeel3538 4 หลายเดือนก่อน

    (4)
    ذلك ما يعني أن الصلاة وإقامتها خاصة بالقيادة في الحكم ولن تقام إلا في حال التمكين في الأرض والتمكين في الأرض لن يكون إلا بالحكم نفسه.
    النقطة الثانية :
    إن التوجيهات الإلهية بإقامة الصلاة لم تكن للعامة من الناس وإنما للقيادة الربانية التي جعل الله فيها الأهلية الكاملة لإقامة الصلاة، جميع الأوامر بإقامة الصلاة مقصورة على القيادة النبوية فقط حتى لا يتذرع الآخرين من الأتباع وغيرهم أن التوجيهات لهم، تلك الأوامر التي شملت القيادة كانت في حثها على إقامة الصلاة كما قال الله لنبيه موسى
    ( أقم الصلاة لذكري ) وكما قال ( يا بني أقم الصلاة ) وكما قال ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً )،
    والمؤمنين هم الأنبياء القادة المُكلفين بإقامتها.
    النقطة الثالثة :
    إن الأنبياء كقادة يعرفون أنهم محط التكليف بإقامة الصلاة دون غيرهم ويقتصر هذا الحديث على ما قاله إمام المسجد الحرام الخليل إبراهيم ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي )، هذا تصريح القائد إبراهيم بأن الله لم يجعل إقامة الصلاة إلا على من جعله إماماً، وكما هو معروف بأن إقامة الصلاة خاصية الإمام فإن الإمام الوحيد الذي تكون إقامة الصلاة عليه هو الإمام إبراهيم ثم ينوبه بالوكالة ذريته الصالحة من الأبناء المُصطفين في إقامتها، لهذا كله فلا يقيم الصلاة كوسيلة مربوطة بالحكم إلا القيادة التي في الحكم وهو الإمام إبراهيم وذريته النبوية.
    النقطة الرابعة :
    إن الحج والصوم يتبعان الصلاة كوسائل مقصورة على القيادة ولا ينفصلان عنها حيث أن الحج وسيلة بيد الإمام إبراهيم وهو الذي يُؤذن في الناس لتكون هذه الوسيلة خاصة بقيادته كما أن الصوم هو وسيلة المؤمنين في التقوى حيث أن خطاب الله لهذه القيادة كان في ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ).
    من هذا كله نعرف بأن الصلاة والصيام والحج إنما هي وسائل بيد القيادة النبوية والتي تتمكن بها من تعريف العالم بالصراط المُستقيم وبالحدث السياسي وبالأذان بالزيارة لمعرفة الهدى في الحكم من كل الجوانب.
    ثالثاً :
    إنَّ الإعتقاد الحالي الموجود لدى عامة الشعوب هو أنهم حين يُؤدون الصلاة والصيام والحج يكونون بذلك كمن يكافئ الله وهو يستحق منهم تلك المكافأة، هذا الإعتقاد الذي لم يتولد إلا بعد تحريف هذه الوسائل إلى برامج عمل وهذا الإعتقاد ليس حقيقياً ولا سليماً إذ أن الله لا ينتظر مكافأة من أحد ولا ينتظر من خلقه أن يُقدموا له مقابل ما أفاض عليهم من نعمة بحكمه، إنما هذه الوسائل لتمكين العالم من معرفة هداه في الحكم وبما يعود بالنفع عليهم وليس عليه، ما يفعل الله بصلاتهم وصيامهم وحجهم؟؟!"
    إنما شرعها من أجلهم وليس من أجل نفسه وهو أكرم من أن ينتظر من خلقه مقابل عطاءه لهم وكرمه عليهم، إذا كان الله قد خلق البيت من أجل منفعة الناس فكيف يجعل الصلاة من أجله؟؟!!
    إنما جعل الله البيت لمنفعة الناس وجعل الصلاة إليه لمنفعة الناس لا لمنفعته كما جعل الحج لمنفعة الناس وجعل الصيام لمنفعة الناس، هذه الوسائل كلها ما جعلها إلا لتهديهم إلى حكمه الذي فيه منفعتهم جميعاً وعليهم أن يتخذوها سبيلاً للحصول على تلك المنفعة.
    رابعاً :
    إنَّ الصراط كما هو معروفٌ عبارة عن طريق يعبر بالخلق من النار إلى الجنة، لا مكان للصراط إلا في نقل الخلق من أحوال الجحيم إلى أحوال النعيم، والصلاة والصيام والحج كوسائل بأيدي القادة إنما هي طرق تربط العالم بالحكم الإلهي فتنقذهم من نار الحكم الشيطاني وذلك بخطوات متتابعة لتكون البداية بالصلاة التي هي طريق يهدي إلى معرفة الصراط المُستقيم الذي هو الحكم الإلهي نفسه ثم الصيام الذي يفتح للخلق أبواب الجنة وعلى هذه الأبواب يكون القادة الربانيين الذين هم الأنبياء ثم المرحلة الثالثة التي هي الحج والذي تُستجلب فيه المنافع من هذا الحكم، وعليه فالصلاة كوسيلة تكون مفتاح معرفة الهدى ثم الصيام كفاتح للخلق أبواب الجنة ثم الحج لجلب المنفعة بعد تفتح ابواب الجنة وفي كل هذا نجد القادة هم الذين يملكون هذه الوسائل، فالصلاة لها إمام وهو إبراهيم والصيام له أهله من ذرية إبراهيم والحج له مؤذنه وهو إبراهيم، من هذا كله نعرف أن القيادة هي التي جعل الله تلك الوسائل بيدها وليس العامة من الشعوب.