@@daliaosama6232 وفقك الله وجعلكِ ذخرًا للإسلام و المسلمين إن شاء الله بحاول 🙃 بس حتى لو الصديقة هذي قللت من شأني و هي بنفسها حكت لي ( حتى الكلام خسارة فيكِ ) يعني بدهاش صحبتي من الاساس ؟
@@m.a.m5960 آمين آمين وإياكِ، دعوتك جميلة، جزاكِ الله خيرًا عليها ❤️ لا بأس، ربما تكون كلمة من الشيطان وقت غضب، حاولي معذرةً إلى الله، على الأقل حتى نجتنب القطيعة إرضاءً لله.
" اللهم إنك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا مطلعا على عوراتنا ، يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم ، اللهم آيسه منا كما آيستـه من رحمتك ، وقَنِّطه منا كما قَنَّطـته من عـفوك ، وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك "
سبحان الذى رزقك هذه البصيرة و الصبر على إستقصاء سنة نبيه و هديه و استنباط كل هذه المعاني الدقيقة، كم معنى غيرت لي في ساعة! صدق من قال: إن الرسول لنور يستضاء به.. اللهم ارزقنا فرقان و نور نمشي به اليك..
ملخص المحاضرة: مقدمة عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ» يكثر الحديث - اليوم - عن مشكلات الحياة وكيفية مواجهتها، والحديث عنها هو حديث متّصل بالإنسان سواء كان بشكل فردي أو جماعي، لكنّ الرحمن سبحانه وتعالى يكشف لنا عن أنواع من المشكلات قد تواجه الإنسان ولا يراها بعينه، وإنما هي من عالم الغيب، والإيمان بالغيب لا يقوم إيمان العبد إلا به، ومن جملة الغيب: ما ذُكر في الوحي عن الشيطان، والعداوة بين الإنسان والشيطان هي أُسّ العداوات، وهي المهيمنة على أنواع صور العداوات الأخرى، وإذا لم نتنبّه لها فإن الشيطان سيتغذّى على غفلتنا، ويحرّش بيننا ضاحكًا من ذلك، وكثير من الخصومات التي تقع بين الصالحين هي من تحريش الشيطان، وقد يُحرم أُناس من الخير لغفلتهم عن هذا المعنى. العنصر الأول: مساحة الصراع مع الشيطان وإثبات هذا المعنى في عدّة نقاط: أوّلًا: ما ذكره الله من أن الشيطان عدو لنا، وهي صفة لا تنفك عنه، ومن شواهد ذلك: قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوࣱّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا یَدۡعُوا۟ حِزۡبَهُۥ لِیَكُونُوا۟ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ﴾ [فاطر ٦] ثانيًا: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الشَّيْطانَ يَحْضُرُ أحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شيءٍ مِن شَأْنِهِ» ، ومن صور ذلك: أ- النوم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِن مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ فإنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ علَى خَيَاشِيمِهِ» - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَعْقِدُ الشَّيْطانُ على قافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذا هو نامَ ثَلاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فارْقُدْ» ب- دخول البيت. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعامِهِ، قالَ الشَّيْطانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلا عَشاءَ» جـ- التثاؤب. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «التَّثاؤُبُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ ما اسْتَطاعَ» د- الرؤيا. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الرُّؤْيا ثَلاثٌ: حَديثُ النَّفْسِ، وتَخْوِيفُ الشَّيْطانِ، وبُشْرى مِنَ اللَّهِ» هـ- عند قراءة القرآن. قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ ٱلرَّجِیمِ﴾ [النحل ٩٨] و- الصلاة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ» يكثر الحديث - اليوم - عن مشكلات الحياة وكيفية مواجهتها، والحديث عنها هو حديث متّصل بالإنسان سواء كان بشكل فردي أو جماعي، لكنّ الرحمن سبحانه وتعالى يكشف لنا عن أنواع من المشكلات قد تواجه الإنسان ولا يراها بعينه، وإنما هي من عالم الغيب، والإيمان بالغيب لا يقوم إيمان العبد إلا به، ومن جملة الغيب: ما ذُكر في الوحي عن الشيطان، والعداوة بين الإنسان والشيطان هي أُسّ العداوات، وهي المهيمنة على أنواع صور العداوات الأخرى، وإذا لم نتنبّه لها فإن الشيطان سيتغذّى على غفلتنا، ويحرّش بيننا ضاحكًا من ذلك، وكثير من الخصومات التي تقع بين الصالحين هي من تحريش الشيطان، وقد يُحرم أُناس من الخير لغفلتهم عن هذا المعنى. العنصر الأول: مساحة الصراع مع الشيطان وإثبات هذا المعنى في عدّة نقاط: أوّلًا: ما ذكره الله من أن الشيطان عدو لنا، وهي صفة لا تنفك عنه، ومن شواهد ذلك: قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوࣱّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا یَدۡعُوا۟ حِزۡبَهُۥ لِیَكُونُوا۟ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ﴾ [فاطر ٦] ثانيًا: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الشَّيْطانَ يَحْضُرُ أحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شيءٍ مِن شَأْنِهِ» ، ومن صور ذلك: أ- النوم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِن مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ فإنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ علَى خَيَاشِيمِهِ» - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَعْقِدُ الشَّيْطانُ على قافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذا هو نامَ ثَلاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فارْقُدْ» تتمة👇
الوسائل التي يستعملها الشيطان في التحريش بين المؤمنين: الأولى: قذف الظنون السيّئة. عن صفية أم المؤمنين - رضي الله عنها -قالت: «كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ مُعْتَكِفًا فأتَيْتُهُ أزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فانْقَلَبْتُ، فَقامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي، وكانَ مَسْكَنُها في دارِ أُسامَةَ بنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلانِ مِنَ الأنْصارِ، فَلَمّا رَأَيا النبيَّ ﷺ أسْرَعا، فَقالَ النبيُّ ﷺ: «على رِسْلِكُما إنَّها صَفِيَّةُ بنْتُ حُيَيٍّ» فَقالا سُبْحانَ اللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ! قالَ: «إنَّ الشَّيْطانَ يَجْرِي مِنَ الإنْسانِ مَجْرى الدَّمِ، وإنِّي خَشِيتُ أنْ يَقْذِفَ في قُلُوبِكُما شيئًا» الثانية: إثارة الغضب أو استغلاله. عن سليمان بن صرد - رضي الله عنه - قال: «اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النبيِّ ﷺ، فَجَعَلَ أَحَدُهُما يَغْضَبُ وَيَحْمَرُّ وَجْهُهُ، فَنَظَرَ إلَيْهِ النبيُّ ﷺ، فَقالَ: «إنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَها لَذَهَبَ ذا عنْه: أَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ» الثالثة: استغلال ردّات الفعل النفسية تجاه التصرفات. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «أُتِيَ النبيُّ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسَكْرانَ، فأمَرَ بضَرْبِهِ، فَمِنّا مَن يَضْرِبُهُ بيَدِهِ ومِنّا مَن يَضْرِبُهُ بنَعْلِهِ ومِنّا مَن يَضْرِبُهُ بثَوْبِهِ، فَلَمّا انْصَرَفَ قالَ رَجُلٌ: ما له أخْزاهُ اللَّهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطانِ على أخِيكُمْ» وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُشِرْ أحدُكم على أَخِيهِ بالسِّلاحِ، فإنه لا يَدْرِي لَعَلَّ الشيطانَ يَنْزَغُ في يَدِهِ، فيَقَعُ في حُفْرَةٍ من النارِ» الوسائل المتبعة لاجتناب التحريش: الأولى: الحرص على الكلمة الطيبة، واجتناب الكلام المؤذي. قال الله تعالى: ﴿وَقُل لِّعِبَادِی یَقُولُوا۟ ٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ یَنزَغُ بَیۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَـٰنِ عَدُوࣰّا مُّبِینࣰا﴾ [الإسراء ٥٣] الثانية: الرفق عند وقوع الخطأ. الثالثة: الحلم والصبر والتنازل والتغاضي. الرابعة: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. الخامسة: دوام اليقظة والتذكّر بأن الشيطان يعمل بين المؤمنين في التحريش. السادسة: التزام الأحكام الشرعية في الخلافات، ومن ذلك: أ- اجتناب كثير من الظن. قال الله تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱجۡتَنِبُوا۟ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمࣱۖ وَلَا تَجَسَّسُوا۟ وَلَا یَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَیُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن یَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِیهِ مَیۡتࣰا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [الحجرات ١٢] ب- عدم قبول الدعاوى بلا بيّنة. قال رسول الله - بأبي هو وأمي -: «البينةُ على المدَّعِي واليمينُ على من أَنكَر» جـ- ستر المؤمنين. العنصر الخامس: وسائل عامة في التحرّز من الشيطان: الأولى: كثرة ذكر الله تعالى. الثانية: دوام استحضار الحقائق الكبرى.
ماشاء الله من المحاضرات العظيمة والله وددت ان كل مسلم يسمعها ليعلم ويعي عدوة الخفي الذي يوقع بين اكثر المسلمين جزاك الله خيرا الجزاء يا سيدنا ورفع الله قدرك
55:16 المطلوب منّا عمله لتجنب تحريش الشيطان بيننا👇 1.أهمية الكلمة الطيبة واجتناب الكلمة المؤذية السيئة ( وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُواْ ٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ كَانَ لِلْإِنسَٰنِ عَدُوًّا مُّبِينًا) 📌لا تستخسر الكلمة الطيبة لأخيك فالكلام الطيب لا يدل على الضعف ولا على الهشاشة النفسية 📌الكلام الطيب وجبر خواطر الناس والعناية بمشاعرهم من أعظم سبل الوقاية من الشيطان والفرقان في هذا مدرسة النبي ﷺ وليس مدرسة الآراء الشخصية 📌يدخل في موضوع الكلمة الطيبة الرفق «أُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بسكران، فأَمَر بضربه، فمنَّا مَن يضربه بيده، ومنَّا مَن يضربه بنعله، ومنَّا مَن يضربه بثوبه، فلمَّا انصرف، قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله! فقال رسول الله ﷺ: لا تكونوا عون الشَّيطان على أخيكم» 2.النصيحة (ولكن بالرفق) من جملة الرفق" الرفق عند وقوع الخطأ" 📌لنتجاوز قضية التصيد للأخطاء والشجار خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي...وسببه عدم السير على التشريع الالهي. 3.الاستعاذة من الشيطان قال النبي ﷺ: إني أعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . 4.الاستحضار والتذكر ودوام اليقظة أن الشيطان يعمل بين المؤمنين في التحريش 📌عدم ترك مداخل القلب مفتوحة دون حراس فتقع في الغفلة . 5.التزام الأحكام الشرعية والأوامر في القضايا الواضحة في الخلافات... 📌اجتنبوا كثيرا لكي لا تقعوا في بعض الظن الذي يقع عليه اثم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا" 📌البينة على المدعي (لا تصدق الكلام المتداول بين الناس) فالشيطان يزينه لك بطريقة ايمانية ليخدعك. 📌"إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ " 📌من ستر مسلما ستره الله ..من ستره على حق؟ بالطبع المقصود الستر على معصية.. فليس من الصواب أن تكشف ستر الله وتقوم بالتشهير وفضح الناس 📌﴿ لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ هذا منهج الاسلام في التعامل مع القضايا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ يعني: نمَّام 📌قد يزلّ الصالحون ليس فقط في تصديق الكلام السيء وإنما في نقله ... (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) ادفن الكلام السيء في مقبرته 📌من أعظم ما يحرّز الانسان نفسه من الشيطان بكثر الذكر، فكثرة الذكر ترفع ستار الغفلة، وكثرة الاستحضار.. كتب الله أجرك شيخنا وجزاك الفردوس الأعلى وأصلحنا وأبعد عنا مكائد الشيطان..
32:27 نص كلام إبن القيم رحمه الله.. " عقبة الكفر بالله وبدينه ولقائه وبصفات كماله وبما أخبرت به رسله عنه، فإنه إن ظفر به في هذه العقبة بردت نار عداوته واستراح فإن اقتحم هذه العقبة ونجا منها ببصيرة الهداية وسَلِمَ معه نور الإيمان، ( طلبه على العقبة الثانية.. البدعة ) إما بإعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه، وإما بالتعبُّد بما لم يأذن به الله من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين فإن قطع هذه العقبة وخلص منها بنور السنة واعتصم منها بحقيقة المتابعة وما مضى عليه السلف الأخيار من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وهيهات ان تسمح الاعصار المتأخرة بواحد من هذا الضرب فأن سمحت به نصب له اهل البدع الحبائل وبغوه الغوائل وقالوا مبتدع محدث.. ( والعقبة الثالثة الكبائر ) فإن ظفر به فيها زينها له وحسنها في عينه وسوَّف به فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله أو بتوبة نصوح تنجيه منها، ( طلبه على العقبة الرابعة.. الصغائر ) فكال له منها وقال ما عليك إذا الكبائر ما غشيت من اللمم أو ما علمت بأنها تكفر باجتناب الكبائر وبالحسنات ؟ولا يزال يهون عليه أمرها حتى يصر عليها، فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالاً منه .. فالإصرار على الذنب أقبح منه .. ولا كبيرة مع التوبة والإستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار .. ( العقبة الخامسة: المباحـــات .. ) والمباحات هي التي لا حرج على فاعلها، فشغله بها عن الإستكثار من الطاعات وعن الإجتهاد في التزود لمعاده، ثم طمع فيه أن يستدرجه منها إلى ترك السنن، ثم من ترك السنن إلى ترك الواجبات، وأقل ما ينال منه تفويته الأرباح والمكاسب العظيمة والمنازل العالية .. ولو عرف السعر لما فوَّت على نفسه شيئًا من القربات، ولكنه جاهل بالسعر . فإن نجا من هذه العقبة ببصيرةٍ تامة ونورٍ هادٍ، ومعرفة بقدر الطاعات والإستكثار منها، وقلة المقام على الميناء وخطر التجارة وكرم المشتري وقدر ما يعوض به التجار .. فبخل بأوقاته وضن بأنفاسه أن تذهب في غير ربح، ( العقبة السادسة ..عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات .. ) فأمره بها وحسنها في عينه وزينها له وأراه ما فيها من الفضل والربح؛ ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسبًا وربحًا؛ لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية، فشغله بالمفضول عن الفاضل وبالمرجوح عن الراجح وبالمحبوب لله عن الأحب إليه وبالمرضي عن الأرضى له ..فإذا نجا منها لم يبق هناك عقبة يطلبه العدو عليها سوى واحدة لا بد منها، ولو نجا منها أحد لنجا منها رسل الله وأنبياؤه وأكرم الخلق عليه وهي عقبة تسليط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته في الخير، فكلما علت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورجله وظاهر عليه بجنده وسلط عليه حزبه وأهله بأنواع التسليط .. وهذه العقبة لا حيلة له في التخلص منها، فإنه كلما جد في الإستقامة والدعوة إلى الله والقيام له بأمره جد العدو في إغراء السفهاء به .. فهو في هذه العقبة قد لبس لأمة الحرب وأخذ في محاربة العدو لله وبالله " .
اسأل الله ان يلهمك جل القضايا الهامه التى تنير بها البصائر كم المشاعرالتى دخلت الى ذاتى بعد سماع المحاضره وكم الغفله التى استيقظنا منها رزقك الله وفير الصحه والعلم والطاعه والنور واستعملك فى هداية خلقه
إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ. الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
انا هنا اوقفت المقطع ودعوت الله لك شيخنا ان ترافق الحبيب المصطفى في الجنة يااارب لا بقدر ما نرى من حرصك الشديد على التأسي به بل أضعاف مضاعفة رحمة من الله يرزقك قربه في الجنة ومرافقته ياااارب 57:39
من اعظم نعم الله سبحانه وتعالى ان عرفنا وهو خالقنا ما الذي يجب علينا حيال حقه سبحانه وتعالى ونحن في هذه الحياه الانسان ينتبه للخصومه المحسوسه ولكن يغفل عن خصومه الشيطان والتي هي اصل وام العداوات كثير من الخصومات التي تحدث بين الصالحين هي بسبب الشيطان من سبل الوقايه والحرز من الشيطان هو الاستحضار ودوام التذكر لعدوات الشيطان للانسان مساحه الصراع مع الشيطان: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ قال صلى الله عليه وسلم: إِن الشَّيْطَانَ يَحضرُ أَحدَكُم عِند كُلِّ شَيءٍ مِنْ شَأْنِهِ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ عَنْ أَبي هُريْرَةَ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِذا نُودِي بالصَّلاةِ، أَدْبرَ الشيْطَانُ ولهُ ضُرَاطٌ حتَّى لاَ يسْمع التَّأْذِينَ، فَإِذا قُضِيَ النِّداءُ أَقْبَل، حتَّى إِذا ثُوِّبَ للصَّلاةِ أَدْبَر، حَتَّى إِذا قُضِيَ التَّثْويِبُ أَقْبلَ، حَتَّى يخْطِر بَيْنَ المرْءِ ونَفْسِهِ يقُولُ: اذْكُرْ كَذا، واذكُرْ كذا لمَا لَمْ يكن يذْكُرْ منْ قَبْلُ حَتَّى يظَلَّ الرَّجُلُ مَا يدرَي كَمْ صلَّى روي بان الشيطان يلهي الانسان عن الذكر بعد الصلاه قال صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم تنبه الصالحين لدور الشيطان: شغل الشيطان الاساسي على الصالحين فكلما ازددت صلاحا ازداد الدور الذي يدخل منه الشيطان قال تعالى: ﴿فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيۡهِۖ قَالَ هَٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ مُّبِينٞ﴾ قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ﴾ قال ابن كثير في قوله تعالى: ﴿فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ﴾: وكان من جمله مكائد الشيطان لئلا يطلع نبي الله من السجن قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾ قال تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام:﴿مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾ الصالحون كما انهم كانوا يستحضرون عداوه الشيطان ، كانوا محلا للاستهداف من الشيطان واذاه ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة، قال: " إن الشيطان عرض لي فشد عليَّ ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه" الشيطان يحرض اعداء الصالحين لاذى الصالحين قال تعالى: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ وسائل واساليب يسلكها الشيطان في التعامل مع الانسان: الله تعالى من رحمته بنا بين لنا كل الوسائل التي يسلكها الشيطان وما ينبغي لنا ان نعمله اتجاه هذا العدو فوضح لنا الاسلوب والاليه التي يشتغل بها: 1- التزيين: قال تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾ قال تعالى: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾ قصة ابينا ءادم :﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾ الشيطان يحرش بين الصالحين بدافع التزيين 2- الخطوات: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ كلام ابن القيم في مدارج السالكين عن العقبات التي يستدرج بها الشيطان الانسان 3- العمل للمستقبل: قصة نوح (صناعة التماثيل ) 4- التحريش: مقصد اساسي من الشيطان لاثاره العداوه والبغضاء والنزغ بين المؤمنين: قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ».
وسائل الشيطان في هذا الاسلوب: - قذف الظنون (التفسيرات) السيئة في النفس: عن صفية بنت حيي رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفًا، فأتيته أزوره ليلًا، فحدَّثته، ثم قمتُ لأنقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في بيت أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأَيَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرَعا في المشي، فقال: "على رِسلكما إنما هي صفية بنت حيي"، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خفتُ أن يقذف في قلوبكما شرًّا، أو قال: شيئًا". - اثارة(استغلال) الغضب: باثارة تصرفات تعمل في التحريش من ثم قطع العلاقات ،حديث : أن رجلًا أتي به إلى النبي ﷺ يشرب الخمر فأمر بتأديبه؛ فمنهم الضارب بيده، ومنهم الضارب بثوبه، ومنهم الضارب بنعله، فقال رجل: أخزاك الله، قال ﷺ: لا تعينوا عليه الشيطان - الامر الحسي: عَن أبي هُرَيْرَة ﷺ عَنْ رَسُولِ اللَّه ﷺ قَال: لاَ يشِرْ أحَدُكُمْ إلَى أخِيهِ بِالسِّلاَحِ، فَإنَّهُ لاَ يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعَ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ المطلوب منا اتجاه التحريش الشيطاني للمؤمنين: 1- الكلمة الطيبة واجتناب الكلام السيئ المؤذي(الرفق) قال تعالى : ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه). الرفق عند وقوع الخطا 2- الحلم والصبر والتنازل والتغاضي: قال تعالى :﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ 3- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنِّي لَأعلَمُ كلمةً لو قالها لذهَب عنه ما يجِدُ: أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) 4- الاستحضار والتذكر ودوام اليقظة 5- التزام الاحكام الشرعيه فيما فيه احكام واضحه في قضايا الخلافات «احفر للكلام السيئ مقابر وادفنه فيها» قال صلى الله عليه و سلم: لايدخل الجنة قتات وسائل عامة: كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى(يرفع ستار الغفلة) ، ودوام الاستحضار تم بحمد الله ✅
ولكن في التحريش بينهم : الفوائد رغم أنه عالم غيبي يجب الوعي بتسلط الشيطان على الانسان حتى نتخذ الاجراءات الضرورية وسائل الشيطان في التسلط على الإنسان التسلط عند النوم: عليك نوم طويل فارقد التسلط في الأحلام: ليحزن المؤمن ولكن في التحريش بينهم: أساليب الشيطان: أولا: التزيين، استحضار أحاديث الرحمة والعفو: لو لم تذنبوا لذهب الله بكم.. هل تريد ان يذهب الله بك؟ ثانيا: إذكاء العداوات بين الصالحين مقولة ابن القيم: بم يتسلط الشيطان على الانسان: كل حسب مداخله وسائل الشيطان في التحريش 1) قذف الظنون السيئة في النفس " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا " ٢) اثارة الغضب او استغلاله وقت الغضب إني أعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ٣) الأسلوب السيء / الشدة " أخزاك الله " عن شارب الخمر "لا تعينوا الشيطان على أخيكم" لا يشر أحدكم على أخيه بالسلاح الوسائل لاجتناب التحريش ١) الكلمة الطيبة واجتناب الكلام المؤذي " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم" ٢) التذكر وعدم الغفلة عن مداخل الشيطان كيد الشيطان - كثرة الذكر لطرد الغفلة ٣) التزام الاحكام الشرعية الواضحة في الخلافات - اجتنبوا كثيرا من الظن : لولا إذ سمعتوه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين، لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء - ولا تجسسوا - ولا يغتب بعضكم بعضا الإسلام اليوم محارب من كل مكان فنركز ولا نتسلط على أنفسنا وعلى المسلمين الصادقين حتى ولو زلوا.. فمن ذا الذي ليس له زلة؟ كلنا مستورون لنترفق ببعضنا بالنصيحة.. لنتبع الرفق واللين...
ولكن في التحريش بينهم ** مقدمة:- - هذا العنوان جزء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ" - رواه جابر بن عبدالله - من أعظم نعم الله علينا أن عرفنا وهو خالقنا ما الذي يجب علينا حيال حقه سبحانه وتعالى علينا في هذه الحياة، وكشف لنا عن أنواع المشكلات التي تحيط بنا، وأعطانا الطرق التي بها نخرج من هذه المشكلات والتحديات - اليوم يكثر الحديث في الدورات عن مشكلات الحياة وكيف نواجهها، وعلى المستوى السياسي نجد الدول والساسة يتخذون إجراءات لمواجهة الأعداء، الإنسان بشكل شخصي إذا كان بينه وبين آخر عداء تجده يتنبه لهذا الشخص وأنواع المشكلات التي يمكن تنشأ عن طريقه - الحديث عن المشكلات والأزمات وكيف يتعامل الإنسان معها هو حديث متصل بالإنسان سواء بصيغته الفردية أو الجماعية، لكن الرحمن سبحانه وتعالى يكشف لنا عن جوانب أخرى في المشكلات التي تواجه الإنسان قد لا يراها ولا يبصرها بعينه وليست من ضمن المحسوسات وإنما هي من ضمن عالم الغيب، وعالم الغيب لا يستقيم إيمان الإنسان إلا به، بل هو أساس في الإيمان - قال تعالى: "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (٣)" - البقرة - ومن جملة الإيمان بالغيب ما ذكره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الشيطان - إذا كان الناس يستعدون ويأخذون الحيطة والحذر من أعدائهم في الدنيا، فإن أعدى الأعداء على الإنسان وهو الشيطان هو أقل عدو يتحرز منه اليوم - الخصومة والعداوة مع الشيطان لا ينتبه إليها الإنسان، وهي أس العداوات وأصلها، وهي المهيمنة على أنواع صور العداوات التي يمكن أن تنشأ في حياتك - إذا ما تنبهنا نحن المؤمنين المركزية الصراع والعداوة مع الشيطان الرجيم، فإن الشيطان سيضحك على رؤوسنا ويتغذى على غفلتنا، ويحرش بيننا ضاحكا ونحن غافلون - كثير من الخصومات التي تحدث بين الصالحين تكون بسبب الشيطان، وقد يغفل كثير من الصالحين عن هذا المعنى، وقد يحرم أناس من الخير بسبب غفلتهم عن هذا المعنى »» الاستحضار ودوام التذكر واليقظة تجاه عداوة الشيطان للإنسان فهي من أعظم سبل الوقاية والحرز من الشيطان قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (٢٠١) - الأعراف - من أعظم ما ينبغي أن يحترز منه الإنسان ويكون يقظا تجاهه هو مداخل ووسائل الشيطان، خاصة في التحريش بينهم، وخاصة في التحريش بين الصالحين ** عناصر المحاضرة:- - ستتناول عدة قضايا مركزية في الصراع بين الشيطان والإنسان، تركيزا على التحريش والخصومات: ✓ العنصر الأول: سعة مساحة الثغور والصراع مع الشيطان ✓ العنصر الثاني: تنبه الصالحين لدور الشيطان في بعض ما يصيبهم ✓ العنصر الثالث: أساليب ووسائل يتخذها الشيطان في قضية صراعه مع الإنسان ✓ العنصر الرابع: عواقب هذه الوسائل الشيطانية ✓ العنصر الخامس: مقصد التحريش بين المؤمنين تحديداً ✓ العنصر السادس: أساليب يتخذها الشيطان في التحريش بين المؤمنين ✓ العنصر السابع: وسائل ينبغي أن نسلكها حال عمل الشيطان شيئا من التحريش بين المؤمنين - الثمرة العملية يتبع 👇
✓ العنصر الأول: سعة المساحة في الثغور بين الإنسان والشيطان: ١. ذكر الله تعالى أن الشيطان عدو لنا، وصفة العداوة لا تنفك عن الشيطان، أي إنسان تعاديه قد يزول عنه وصف أنه عدو، إلا الشيطان، طالما أنك مؤمن فهو عدو متربص لك لا يمكن أن يترك وصف العدو .. قال تعالى: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (٦)" - فاطر ٢. في صحيح الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ الشَّيْطانَ يَحْضُرُ أحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شيءٍ مِن شَأْنِهِ"، كل شيء تشمل العبادات والمعاملات، كل شيء هذا المجمل التي من خلالها سنكتشف المساحة الواسعة: * الاستيقاظ من النوم » - "إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِن مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ فإنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ علَى خَيَاشِيمِهِ" - صحيح مسلم - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه * وهو نائم » - "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ" - صحيح البخاري - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه * في أحوال اليوم، في الأكل وفي الدخول إلى البيت » - "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وإذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وإذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالْعَشَاءَ" - صحيح مسلم - الراوي جابر بن عبد الله رضي الله عنه * التثاؤب » - "التَّثاؤُبُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ ما اسْتَطاعَ، فإنَّ أحَدَكُمْ إذا قالَ: ها، ضَحِكَ الشَّيْطانُ" - صحيح البخاري - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه * الرؤيا والحلم » - "الرُّؤْيا مِنَ اللَّهِ، والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا حَلَمَ أحَدُكُمُ الحُلُمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عن يَسارِهِ، ولْيَسْتَعِذْ باللَّهِ منه، فَلَنْ يَضُرَّهُ" - صحيح مسلم - الراوي أبو قتادة الحارث بن ربعي - " الرؤيا ثلاث: حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله" - صحيح البخاري - "الرؤيا ثلاث منازل فمنها ما يحدث المرؤ نفسه، وليست بشيء، ومنها ما يكون من الشيطان، ومنها بشرى من الله" - أبي قتادة * في العبادة » قراءة القرآن والصلاة - قال تعالى: " فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨)" - النحل - "إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أدْبَرَ الشَّيْطانُ له ضُراطٌ، حتَّى لا يَسْمع التَّأْذِينَ، فإذا قُضِيَ التَّأْذِينُ أقْبَلَ حتَّى إذا ثُوِّبَ بالصَّلاةِ أدْبَرَ حتَّى إذا قُضِيَ التَّثْوِيبُ، أقْبَلَ حتَّى يَخْطُرَ بيْنَ المَرْءِ ونَفْسِهِ يقولُ له: اذْكُرْ كَذا واذْكُرْ كَذا لِما لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ مِن قَبْلُ حتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ ما يَدْرِي كَمْ صَلَّى. وفي رواية: بمِثْلِهِ غيرَ أنَّه قالَ: حتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إنْ يَدْرِي كيفَ صَلَّى" - صحيح مسلم - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه - "إِذَا نُودِيَ بالصَّلَاةِ أدْبَرَ الشَّيْطَانُ وله ضُرَاطٌ، فَإِذَا قُضِيَ أقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بهَا أدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ أقْبَلَ، حتَّى يَخْطِرَ بيْنَ الإنْسَانِ وقَلْبِهِ، فيَقولُ: اذْكُرْ كَذَا وكَذَا، حتَّى لا يَدْرِيَ أثَلَاثًا صَلَّى أمْ أرْبَعًا، فَإِذَا لَمْ يَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّى أوْ أرْبَعًا، سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ" - صحيح البخاري - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه - "سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الِالْتِفَاتِ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: هو اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِن صَلَاةِ العَبْدِ" - صحيح البخاري - الراوي عائشة رضي الله عنها - روي في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يلهي الإنسان عن الذكر بعد الصلاة، يقيمه قبل أن يتم الأذكار التي بعد الصلاة * في النية » يدخل الشيطان في النية والكلام عنها كثير جداً »»» الخلاصة في حديثين: الأول: حديث جابر بن عبد الله "إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ" - صحيح مسلم الثاني: "إنَّ الشيطانَ يَجري من ابنِ آدمَ مجرى الدَّمِ" - الصحيحين - الراوي أنس ابن مالك وصفية بنت حيي رضي الله عنهما المؤمن بالوحي والغيب، المؤمن بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم يجب أن يؤمن بهذه النصوص، ويفهم أن المساحة واسعة، وأن الثغور التي يدخل منها الشيطان كثيرة جداً يتبع 👇
✓ العنصر الثاني: تنبه الصالحين لدور الشيطان في بعض ما يصيبهم: * إذا تأملنا في كتاب الله وفي سنة رسول الله سنجد أن الصالحين وحتى الأنبياء - وهم رؤوس الصالحين - على قدر عال من اليقظة تجاه دور الشيطان، بينما يظن البعض منا أنه لصلاحه أنه تجاوز مرحلة الشيطان * شغل الشيطان الأساسي على الصالحين .. كلما ازدت صلاحا كلما ازداد الدور الذي يدخل منه الشيطان * من النصوص التي تدل على تنبه الصالحين لدور الشيطان: - لما وكز موسى الرجل: "فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ (١٥)" - القصص - قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (٦٣)" - الكهف .. وهما قد خرجا لغاية صالحة »» الشيطان من عداوته للصالحين، قد ينسي بعضهم أموراً من شأن الدعوة والإصلاح إمعانا في الكيد للدعوة والإصلاح - قوله تعالى: "وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (٤٢)" - يوسف يوسف عليه السلام أوصى الفتى الذي سيخرج من السجن أن يذكره عند ربه، فأنسى الشيطان هذا الفتى أن يخبر عن يوسف عليه السلام .. لذلك يرجح كثير من المفسرين أن الذي أنسي هو الفتى وليس يوسف عليه السلام »» قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - في تفسيرها: وكان من جملة مكائد الشيطان لأن لا يطلع نبي الله من السجن - أيوب عليه السلام يقول: "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (٤١) - ص - قول يوسف عليه السلام: ".. مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي .. (١٠٠) - يوسف - محاولة الشيطان لأذى النبي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ، فأمْكَنَنِي اللَّهُ منه، فَذَعَتُّهُ ولقَدْ هَمَمْتُ أنْ أُوثِقَهُ إلى سَارِيَةٍ حتَّى تُصْبِحُوا، فَتَنْظُرُوا إلَيْهِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عليه السَّلَامُ: رَبِّ {هَبْ لي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِن بَعْدِي} [ص: ٣٥] فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِيًا" - صحيح البخاري - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه * أن الشيطان يحرض أعداء الصالحين (من الإنس) ويؤزهم أزا لأذى الصالحين - من جملة مكائد الشيطان في بدر أنه حرض الكفار تحريضا حتى تمثل لهم في صورة الشخص الذي خافوا من غائلته، قال تعالى: "وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤٨)" - الأنفال يتبع 👇
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اولا الحمدلله على كل حال ثانيا شكر للأخت دعاء علان اللي كانت سببا انا قد وصلنا لك ولهذا الفيديو وشكر لك على هذا المحتوى ❤❤
أيضاً مما يبين لنا قضية الرفق عن وقوع الخطأ هذا الحديث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بيْنَما نَحْنُ في المَسْجِدِ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ. إذْ جاءَ أعْرابِيٌّ فَقامَ يَبُولُ في المَسْجِدِ، فقالَ أصْحابُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مَهْ مَهْ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لا تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ فَتَرَكُوهُ حتَّى بالَ، ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ دَعاهُ فقالَ له: إنَّ هذِه المَساجِدَ لا تَصْلُحُ لِشيءٍ مِن هذا البَوْلِ، ولا القَذَرِ إنَّما هي لِذِكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والصَّلاةِ وقِراءَةِ القُرْآنِ، أوْ كما قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: فأمَرَ رَجُلًا مِنَ القَوْمِ فَجاءَ بدَلْوٍ مِن ماءٍ فَشَنَّهُ عليه" روااه مسلم تاملوا رفق النبي وسماحته وحلمه مع هذا الأعرابي عندما اخطأ صلوات ربي وسلامه عليه
قال رسول الله: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم) ¶مقدمة: - الحديث عن مشكلات الحياة اليوم وكيفية مواجهتها هو حديث متصل بالإنسان سواء كان بشكل فردي أو جماعي، لكن الله يكشف لنا عن أنواع من المشكلات قد تواجه الإنسان ولا يراها بعينه وإنما هي من عالم الغيب، ومن جملة الغيب: ما ذُكر في الوحي عن الشيطان والعداوة التي بينه وبين الشيطان، والتي لابد أن يتيقظ لها الإنسان وينتبه جيدًا لهذا المعنى. ¶العنصر الأول: الأدلة الشرعية التي تثبت سعة مساحة الصراع مع الشيطان: -"إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًا". ما دمت حيًا في هذه الحياة فاعلم أن هناك عدوًا يتربص بك، فالمساحة ممتدة على طول الخط. -(إن الشيطان يحضر أحدكم في كل شئ من شأنه).ومنها: ١) النوم/ (إذا استيقظ أحدكم من منامه فليسنثر ثلاثًا فإن الشيطان يبيت على خيشومه). ٢) دخول البيت/ (إذا دخل أحدكم البيت فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء). ٣) التثاؤب/ (إذا تثاءب أحدكم فيضع يده على فمه فإن التثاؤب من الشيطان). ٤) الحلم/ (الرؤية ثلاث حديث النفس وتخويف الشيطان وبشرى من الله). ٥) العبادة/ "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم". ٦) الصلاة/ سئل النبي عن الالتفات في الصلاة فقال: (هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد). وروي في السنن عن النبي أن الشيطان يلهي الإنسان عن الذكر بعد الصلاة. ٧) وكذلك في النية أيضًا له مداخل عديدة -قال رسول الله: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم). ¶العنصر الثاني: تنبه الصالحين لدور الشيطان في بعض ما يصيبهم: -ميدان الشيطان الأساسي هو الصالحين فهم محل استهداف الشيطان، فكلما ازددت صلاحًا ازداد الدور الذي يدخل منه الشيطان. قال رسول الله: (إن الشيطان عرض لي فشدّ علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه). -من جملة أذى الشيطان للصالحين أنه يحرض أعداء الصالحين لأذى الصالحين. -من أمثلة تنبه الصالحين لعمل الشيطان، قول موسى "هذا من عمل الشيطان"، "وما أنسانيه الإ الشيطان أن أذكره"، "رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب"، "من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي" -من عداوة الشيطان الصالحين قد ينسي بعض الصالحين أمورًا من شأن الدعوة والإصلاح إمعانًا في الكيد للدعوة والإصلاح. "فأنساه الشيطان ذكر ربه"، يقول ابن كثير: وكان من جملة مكائد الشيطان لئلا يطلع نبي الله من السجن. ¶العنصر الثالث: أساليب الشيطان ووسائله في قضية صراعه مع الإنسان من رحمة الله بنا بين لنا كل الوسائل التي يستعملها الشيطان، فلم يتركنا أمام هذا العدو دون بيان، ومنها: ١) أسلوب تزيين العمل "وإذ زيّن لهم الشيطان أعمالهم"، وقد الشيطان بين الصالحين بدافع التزيين. ٢) أسلوب الخطوات "ولا تتبعوا خطوات الشيطان" اعلم أن ما يوسوس به الشيطان لك ليس هو الشر الكامل وإنما هو طرف منه. (الرجوع إلى كلام ابن القيم عن عقبات الشيطان مع الإنسان). ٣) العمل للمستقبل، وهذا بحسب إبصار الشيطان بمداخلك، فإذا كان يعلم انك بحالة عالية من الإيمان وأنه لا يستطيع أن يظفر بك الآن قد يعمل ما يمكن أن يؤثر فيك في المستقبل، ولا حل لهذا الأسلوب إلا بدوام اليقظة. ودليل هذا الأسلوب: في قصة قوم نوح عند صناعة تماثيل لأناس صالحين حُفظت للذكرى؛ لأن الشيطان كان يستهدف الجيل القادم، قال ابن عباس: فلما هلك أولئك وتنسخ العلم عُبدت. ¶العنصر الرابع: عواقب هذه الوسائل الشيطانية ¶العنصر الخامس: مقصد التحريش بين المؤمنين -هو مقصد أساسي من مقاصد الشيطان بل ومن أهم مقاصده في عباد الله المؤمنين، وهذا المقصد مشفوع بما في النفس من أدواء، فقد تنشأ العداوة بين الصالحين لسبب من أسباب النفس مثل الحسد. -ودليل ذلك: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}، "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء"، "من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي" ، (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم). ¶العنصر السادس:أساليب يتخذها الشيطان في التحريش بين المؤمنين ١- قذف الظنون والتفسيرات السيئة في النفس ومن هنا تنشأ العداوات، وهذا من أكبر الميادين. ودليله موقف النبي أثناء مشيه مع صفية (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا). ٢- إثارة الغضب واستغلاله. ٣- استغلال ردات الفعل النفسية، ودليلها قول النبي لما جيئ بشارب الخمر فضربوه قال رجل ما له أخزاه الله فقال النبي (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم). وقد يتجاوز الشيطان ذلك ويصل للأمر الحسي: قال للنبي( لا يشر أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار). ¶العنصر السابع: الوسائل التي ينبغي أن نسلكها تجاه تحريش الشيطان بين المؤمنين: ١-الكلمة الطيبة واجتناب الكلام المؤذي السئ. ٢-الرفق في التعامل عند وقوع الخطأ. ٣- الحلم والصبر والتنازل والتغاضي. ٤- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. ٥- الاستحضار والتذكر ودوام اليقظة بأن الشيطان يعمل بين المؤمنين في التحريش. ٦-التزام الأحكام والأوامر الشرعية في قضايا الخلافات، ومنه: *اجتناب كثير من الظن. *عدم التجسس وعدم الغيبة. *عدم قبول الدعاوي بلا بينة. *ستر المؤمنين. ¶وسائل عامة في التحرز من الشيطان: *كثرة الذكر. *دوام استحضار الحقائق الكبرى.
يكثر نشاطه في الاوساط التي يكثر فيها الاقبال على طلب العلم الشرعي، العمل الصالح... "وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينكم" "ان الشيطان ايس ان يعبد....ولكن في التحريش بينهم" حتى في الامور العائلية والمشاكل الأسرية: وسائله في ذلك: -قذف الظنون السيئة في النفس؛ ما قصده! التفسيرات السيئة للاقوال والافعال: الدليل: لما مر رجلان من الانصار على النبي وصفية فأسرعا في مشيتهما فقال على رسلكما انها صفية. ثم قال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فخشيت ان يقذف في قلوبكما شيئا. -اثارة الغضب او استغلال الغضب: الشيطان مستحيل يتأخر عند الغضب. -استغلال ردات الفعل العكسية: حديث"لا تعينوا عليه الشيطان" - حديث:"لا يشر احدكم على اخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار" ==>التحريش الحسي للشيطان. وسائل الوقاية: -الكلمة الطيبة وجبر الخواطر والعناية بمشاعر الناس: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم. النزغ اكثره نتيجة القول. الكلام الطيب بمثابة المضاد الحيوي لنزغ الشيطان. يدخل في هذا الرفق في التعامل. شارب الخمر أخذ عقابه وانتهى، ارفقوا به ولا تعينوا الشيطان عليه. لاداعي لتعقب الأخطاء، للنقد... يصبح الانسان عونا للشيطان على أخيه المسلم. من جملة الرفق المطلوب الرفق عند وقوع الخطأ. -الحلم والصبر والتنازل والتغاضي: هي صعبة لكنها من افضل الوسائل للتغلب على أسلوب الشيطان. الخطأ لا ينبغي أن يقابل بخطأ مثله، من الاحسن التغاضي قدر المستطاع -الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم -الاستحضار والتذكر ودوام اليقظة ان الشيطان إنما يعمل بين المؤمنين في التحريش عدم ترك مداخل القلب مفتوحة. الغفلة أصل الداء. -التزام الاحكام الشرعية فيما فيه احكام واضحة في احكام الخلافات. مثال: اجتنبوا كثيرا من الظن: يجتنب الكثير لاجل البعض. بعد الظن السيء يأتي التجسس ثم الغيبة==>قفل على سوء الظن منذ البداية + البينة على المدعي: المنهج الرباني: ان تأتي باربع شهداء. اذ تلقونه بينكم: لا تنقل كلاما على احد. احفر مقبرة واطمره في الحال. لا يجوز الكلام في الخلف. قد يزل الصالحون بتصديق بعض الحديث ونقله( حادثة الافك، زل بعض الصحابة) لا تبحث اصلا لتتاكد. من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة قدرالمخالفة في هذه المسألة دليل على ان الشيطان يعمل باقصى جهده. التحرز من الشيطان عموما: كثرة ذكر الله، من اعظم ما يحرز به الانسان نفسه من الشيطان. الذكر يرفع ستار الغفلة والشيطان انما ياتي من الغفلة. دوام الاستحضار، تذكر الحقائق الكبرى ومنها ان الشيطان عدو. الاسلام يحارب في اصوله وفي فروعه، الشيطان اذا عزم التحريش بين الصالحين فأنه لا يتركهم حتى يحقق هدفه مالم يصدوه *****ادعوا لأبي بالرحمة*****
دعاء لشيخنا الغالي أحمد السيد اللهم اشرح صدره ويسر أمره وفرج همه واشفه وعافه وأعطه سؤله وقه عذاب النار وارزقه وإيّانا مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة 🤲 اللهم آمين 🤲🌷 "مشاريع العمل تغلب مشاريع التحذير من أصحاب العمل بإذن الله.. والموعد المستقبل"
٠١:١٠:٠٠ كلام الشيخ أحمد عن الحالة النفسية لمستقبل الوشاية بذاك الأسلوب = من دقيق الكلام وعميق الفهم، وقد أشار إلى مثله ابن القيم. سدد الله الشيخ أحمد.
اللهم إني أسألك لين القول وحسن الفعل وطيبة النفس نحتاج شيخنا محاظرة تتكلم فيها عن النصيحة شروطها وضوابطها وطريقتها وكل ما يتعلق بها عندنا جهل كبير فيها خاصة ونحن نقبل على طلب العلم يكثر في نفوسنا كثرة النصح لغيرنا ولمن هم حولنا اخشى ان نكون منفرين لا مصلحين الله يغفر لنا وجزاك الله عنا خير الجزاء
سمعت هذه المحاضرة مرة فصالحت اثنتين من صديقاتي، والآن أسمعها مرة أخرى وسأصالح أختي صباحًا بإذن الله تعالى.
كيف عملتيها بدي صالح ثنتين من صحباتي الي قاطعوني
@m.a.m5960 اجعلي أحد يرسل إليهما المحاضرة ليسمعاها، ثم بادري بعدها أنتِ
أصلح الله بينكن ووقاكن شر الشيطان ❤️
@@daliaosama6232 وفقك الله وجعلكِ ذخرًا للإسلام و المسلمين
إن شاء الله بحاول 🙃 بس حتى لو الصديقة هذي قللت من شأني و هي بنفسها حكت لي ( حتى الكلام خسارة فيكِ ) يعني بدهاش صحبتي من الاساس ؟
@@m.a.m5960 آمين آمين وإياكِ، دعوتك جميلة، جزاكِ الله خيرًا عليها ❤️
لا بأس، ربما تكون كلمة من الشيطان وقت غضب، حاولي معذرةً إلى الله، على الأقل حتى نجتنب القطيعة إرضاءً لله.
@@daliaosama6232 تم سأعمل بكلامك إن شاء الله
ربي يسعدك و يكرم قلبك العسل جُزيتِ خيرًا ورفع بكِ الأمّة 💗💗
هذه المحاضرة يجوز أن نقول فيها : إذا لم تشاهدها فاعلم _حقا_ أن الشيطان قد صرفك عنها ! فعلا والله !
" اللهم إنك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا مطلعا على عوراتنا ، يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم ، اللهم آيسه منا كما آيستـه من رحمتك ، وقَنِّطه منا كما قَنَّطـته من عـفوك ، وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك "
ليت المحاضرة تجزأ إلى مقاطع قصيرة ليتسنى النشر
اللهم آمين يارب العالمين
آمين
جزاك الله خيراً
@@suhaib7alfahdawy582 جزانا الله وإياكم
آمين يارب
سبحان الذى رزقك هذه البصيرة و الصبر على إستقصاء سنة نبيه و هديه و استنباط كل هذه المعاني الدقيقة، كم معنى غيرت لي في ساعة!
صدق من قال: إن الرسول لنور يستضاء به..
اللهم ارزقنا فرقان و نور نمشي به اليك..
ملخص المحاضرة:
مقدمة
عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ»
يكثر الحديث - اليوم - عن مشكلات الحياة وكيفية مواجهتها، والحديث عنها هو حديث متّصل بالإنسان سواء كان بشكل فردي أو جماعي، لكنّ الرحمن سبحانه وتعالى يكشف لنا عن أنواع من المشكلات قد تواجه الإنسان ولا يراها بعينه، وإنما هي من عالم الغيب، والإيمان بالغيب لا يقوم إيمان العبد إلا به، ومن جملة الغيب: ما ذُكر في الوحي عن الشيطان، والعداوة بين الإنسان والشيطان هي أُسّ العداوات، وهي المهيمنة على أنواع صور العداوات الأخرى، وإذا لم نتنبّه لها فإن الشيطان سيتغذّى على غفلتنا، ويحرّش بيننا ضاحكًا من ذلك، وكثير من الخصومات التي تقع بين الصالحين هي من تحريش الشيطان، وقد يُحرم أُناس من الخير لغفلتهم عن هذا المعنى.
العنصر الأول: مساحة الصراع مع الشيطان
وإثبات هذا المعنى في عدّة نقاط:
أوّلًا: ما ذكره الله من أن الشيطان عدو لنا، وهي صفة لا تنفك عنه، ومن شواهد ذلك: قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوࣱّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا یَدۡعُوا۟ حِزۡبَهُۥ لِیَكُونُوا۟ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ﴾ [فاطر ٦]
ثانيًا: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الشَّيْطانَ يَحْضُرُ أحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شيءٍ مِن شَأْنِهِ» ، ومن صور ذلك:
أ- النوم.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِن مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ فإنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ علَى خَيَاشِيمِهِ»
- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَعْقِدُ الشَّيْطانُ على قافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذا هو نامَ ثَلاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فارْقُدْ»
ب- دخول البيت.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعامِهِ، قالَ الشَّيْطانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلا عَشاءَ»
جـ- التثاؤب.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «التَّثاؤُبُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ ما اسْتَطاعَ»
د- الرؤيا.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الرُّؤْيا ثَلاثٌ: حَديثُ النَّفْسِ، وتَخْوِيفُ الشَّيْطانِ، وبُشْرى مِنَ اللَّهِ»
هـ- عند قراءة القرآن.
قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ ٱلرَّجِیمِ﴾ [النحل ٩٨]
و- الصلاة.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ
أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ»
يكثر الحديث - اليوم - عن مشكلات الحياة وكيفية مواجهتها، والحديث عنها هو حديث متّصل
بالإنسان سواء كان بشكل فردي أو جماعي، لكنّ الرحمن سبحانه وتعالى يكشف لنا عن أنواع من
المشكلات قد تواجه الإنسان ولا يراها بعينه، وإنما هي من عالم الغيب، والإيمان بالغيب لا يقوم إيمان
العبد إلا به، ومن جملة الغيب: ما ذُكر في الوحي عن الشيطان، والعداوة بين الإنسان والشيطان هي
أُسّ العداوات، وهي المهيمنة على أنواع صور العداوات الأخرى، وإذا لم نتنبّه لها فإن الشيطان
سيتغذّى على غفلتنا، ويحرّش بيننا ضاحكًا من ذلك، وكثير من الخصومات التي تقع بين الصالحين هي
من تحريش الشيطان، وقد يُحرم أُناس من الخير لغفلتهم عن هذا المعنى.
العنصر الأول: مساحة الصراع مع الشيطان
وإثبات هذا المعنى في عدّة نقاط:
أوّلًا: ما ذكره الله من أن الشيطان عدو لنا، وهي صفة لا تنفك عنه، ومن شواهد ذلك: قوله تعالى:
﴿إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوࣱّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا یَدۡعُوا۟ حِزۡبَهُۥ لِیَكُونُوا۟ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ﴾ [فاطر ٦]
ثانيًا: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الشَّيْطانَ يَحْضُرُ أحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شيءٍ مِن شَأْنِهِ» ، ومن
صور ذلك:
أ- النوم.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِن مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ فإنَّ
الشَّيْطَانَ يَبِيتُ علَى خَيَاشِيمِهِ»
- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَعْقِدُ الشَّيْطانُ على قافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذا هو نامَ ثَلاثَ عُقَدٍ
يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فارْقُدْ»
تتمة👇
ب- دخول البيت.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعامِهِ، قالَ
الشَّيْطانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلا عَشاءَ»
جـ- التثاؤب.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «التَّثاؤُبُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ ما اسْتَطاعَ»
د- الرؤيا.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الرُّؤْيا ثَلاثٌ: حَديثُ النَّفْسِ، وتَخْوِيفُ الشَّيْطانِ، وبُشْرى مِنَ
اللَّهِ»
هـ- عند قراءة القرآن.
قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ ٱلرَّجِیمِ﴾ [النحل ٩٨]
و- الصلاة.
- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أدْبَرَ الشَّيْطانُ، وله ضُراطٌ، حتّى لا يَسْمع التَّأْذِينَ، فَإِذا قَضى النِّداءَ أقْبَلَ، حتّى إذا ثُوِّبَ بالصَّلاةِ أدْبَرَ، حتّى إذا قَضى التَّثْوِيبَ أقْبَلَ، حتّى يَخْطِرَ بيْنَ المَرْءِ ونَفْسِهِ، يقولُ: اذْكُرْ كَذا، اذْكُرْ كَذا، لِما لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حتّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي كَمْ صَلّى»
- سُئل رسول الله عن الالتفات في الصلاة؛ فقال: «هو اخْتِلاسٌ يَخْتَلِسُ الشَّيْطانُ مِن صَلاةِ أحَدِكُمْ»
العنصر الثاني: تنبّه الصالحين لدور الشيطان، واستهدافهم منه:
أ- قال الله تعالى: ﴿فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَیۡهِۖ قَالَ هَـٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوࣱّ مُّضِلࣱّ مُّبِینࣱ﴾ [القصص ١٥]
ب- وقال سبحانه عن فتى موسى: «﴿فَإِنِّی نَسِیتُ ٱلۡحُوتَ وَمَاۤ أَنسَىٰنِیهُ إِلَّا ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَنۡ أَذۡكُرَهُۥا﴾ [الكهف ٦٣]
جـ- وفي تفسير قوله تعالى: ﴿وَقَالَ لِلَّذِی ظَنَّ أَنَّهُۥ نَاجࣲ مِّنۡهُمَا ٱذۡكُرۡنِی عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَىٰهُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ ذِكۡرَ رَبِّهِۦ فَلَبِثَ فِی ٱلسِّجۡنِ بِضۡعَ سِنِینَ﴾ [يوسف ٤٢] قال ابن كثير: «وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَكَايِدِ الشَّيْطَانِ، لِئَلَّا يَطْلَعَ نَبِيُّ اللَّهِ مِنَ السِّجْنِ»
د- وقال الله تعالى: ﴿وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَاۤ أَیُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥۤ أَنِّی مَسَّنِیَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ بِنُصۡبࣲ وَعَذَابٍ﴾ [ص ٤١]
هـ- وقال يوسف - عليه السلام -: ﴿وَقَدۡ أَحۡسَنَ بِیۤ إِذۡ أَخۡرَجَنِی مِنَ ٱلسِّجۡنِ وَجَاۤءَ بِكُم مِّنَ ٱلۡبَدۡوِ مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ بَیۡنِی وَبَیۡنَ إِخۡوَتِیۤۚ﴾ [يوسف ١٠٠]
و- قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الشَّيْطانَ عَرَضَ لِي، فَشَدَّ عَلَيَّ يَقْطَعُ الصَّلاةَ عَلَيَّ فأمْكَنَنِي اللَّهُ منه»
العنصر الثالث: وسائل عامة يسلكها الشيطان في التعامل مع الإنسان:
الأولى: تزيين العمل.
الثانية: التدرّج في الخطوات.
ولابن القيم - رحمه الله - كلام عن خطوات الشيطان، يقول فيها: «الْعَقَبَةُ الْأُولَى: عقبة الْكُفْرِ بِاللَّهِ وَبِدِينِهِ وَلِقَائِهِ، وَبِصِفَاتِ كَمَالِهِ، وَبِمَا أَخْبَرَتْ بِهِ رُسُلُهُ عَنْهُ، فَإِنَّهُ إِنْ ظَفِرَ بِهِ فِي هَذِهِ الْعُقْبَةِ بَرُدَتْ نَارُ عَدَاوَتِهِ وَاسْتَرَاحَ، فَإِنِ اقْتَحَمَ هَذِهِ الْعَقبَةَ وَنَجَا مِنْهَا بِبَصِيرَةِ الْهِدَايَةِ، وَسَلِمَ مَعَهُ نُورُ الْإِيمَانِ، طَلَبَهُ عَلَى:
الْعَقبَةِ الثَّانِيَةِ: وَهِيَ عقبَةُ الْبِدْعَةِ، إِمَّا بِاعْتِقَادِ خِلَافِ الْحَقِّ الَّذِي أَرْسَلَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ، وَأَنْزَلَ بِهِ كِتَابَهُ، وَإِمَّا بِالتَّعَبُّدِ بِمَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ مِنَ الْأَوْضَاعِ وَالرُّسُومِ الْمُحْدَثَةِ فِي الدِّينِ، الَّتِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهَا شَيْئًا...
فَإِنْ قَطَعَ هَذِهِ الْعَقبَةَ، وَخَلَصَ مِنْهَا بِنُورِ السُّنَّةِ، وَاعْتَصَمَ مِنْهَا بِحَقِيقَةِ الْمُتَابَعَةِ، وَمَا مَضَى عَلَيْهِ السَّلَفُ الْأَخْيَارُ، مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَهَيْهَاتَ أَنْ تَسْمَحَ الْأَعْصَارُ الْمُتَأَخِّرَةُ بِوَاحِدٍ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ! فَإِنْ سَمَحَتْ بِهِ نَصَبَ لَهُ أَهْلُ الْبِدَعِ الْحَبَائِلَ، وَبَغَوْهُ الْغَوَائِلَ، وَقَالُوا: مُبْتَدِعٌ مُحْدِثٌ.
الْعقَبَةُ الثَّالِثَةُ: وَهِيَ عقبَةُ الْكَبَائِرِ، فَإِنْ ظَفِرَ بِهِ فِيهَا، زَيَّنَهَا لَهُ، وَحَسَّنَهَا فِي عَيْنِهِ، وَسَوَّفَ بِهِ...
فَإِنْ قَطَعَ هَذِهِ الْعُقْبَةَ بِعِصْمَةٍ مِنَ اللَّهِ، أَوْ بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ تُنْجِيهِ مِنْهَا، طَلَبَهُ عَلَى:
تتمة👇
الْعَقَبَةِ الرَّابِعَةِ: وَهِيَ عقبَةُ الصَّغَائِرِ، فَكَالَ لَهُ مِنْهَا بِالْقُفْزَانِ، وَقَالَ: مَا عَلَيْكَ إِذَا اجْتَنَبْتَ الْكَبَائِرَ مَا غَشِيتَ مِنَ اللَّمَمِ، أَوَمَا عَلِمْتَ بِأَنَّهَا تُكَفَّرُ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ وَبِالْحَسَنَاتِ، وَلَا يَزَالُ يُهَوِّنُ عَلَيْهِ أَمْرَهَا حَتَّى يُصِرَّ عَلَيْهَا، فَيَكُونُ مُرْتَكِبُ الْكَبِيرَةِ الْخَائِفُ الْوَجِلُ النَّادِمُ، أَحْسَنَ حَالًا مِنْهُ، فَالْإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ أَقْبَحُ مِنْهُ، وَلَا كَبِيرَةَ مَعَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، وَلَا صَغِيرَةَ مَعَ الْإِصْرَارِ، وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، ثُمَّ ضَرَبَ لِذَلِكَ مَثَلًا بِقَوْمٍ نَزَلُوا بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَأَعْوَزَهُمُ الْحَطَبُ، فَجَعَلَ هَذَا يَجِيءُ بِعُودٍ، وَهَذَا بِعُودٍ، حَتَّى جَمَعُوا حَطَبًا كَثِيرًا، فَأَوْقَدُوا نَارًا، وَأَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، فَكَذَلِكَ فَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ تَجْتَمِعُ عَلَى الْعَبْدِ وَهُوَ يَسْتَهِينُ بِشَأْنِهَا حَتَّى تُهْلِكَهُ) .
الْعقبَةُ الْخَامِسَةُ: وَهِيَ عقبَةُ الْمُبَاحَاتِ الَّتِي لَا حَرَجَ عَلَى فَاعِلِهَا، فَشَغَلَهُ بِهَا عَنْ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الطَّاعَاتِ، وَعَنْ الِاجْتِهَادِ فِي التَّزَوُّدِ لِمَعَادِهِ، ثُمَّ طَمَّعَ فِيهِ أَنْ يَسْتَدْرِجَهُ مِنْهَا إِلَى تَرْكِ السُّنَنِ، ثُمَّ مِنْ تَرْكِ السُّنَنِ إِلَى تَرْكِ الْوَاجِبَاتِ، وَأَقَلُّ مَا يُنَالُ مِنْهُ تَفْوِيتُهُ الْأَرْبَاحَ، وَالْمَكَاسِبَ الْعَظِيمَةَ، وَالْمَنَازِلَ الْعَالِيَةَ، وَلَوْ عَرَفَ السِّعْرَ لَمَا فَوَّتَ عَلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ الْقُرُبَاتِ، وَلَكِنَّهُ جَاهِلٌ بِالسِّعْرِ.
فَإِنْ نَجَا مِنْ هَذِهِ الْعقبَةِ بِبَصِيرَةٍ تَامَّةٍ وَنُورٍ هَادٍ، وَمَعْرِفَةٍ بِقَدْرِ الطَّاعَاتِ وَالِاسْتِكْثَارِ مِنْهَا، وَقِلَّةِ الْمُقَامِ عَلَى الْمِينَاءِ، وَخَطَرِ التِّجَارَةِ، وَكَرَمِ الْمُشْتَرِي، وَقَدْرِ مَا يُعَوِّضُ بِهِ التُّجَّارَ، فَبَخِلَ بِأَوْقَاتِهِ، وَضَنَّ بِأَنْفَاسِهِ أَنْ تَذْهَبَ فِي غَيْرِ رِبْحٍ، طَلَبَهُ الْعَدُوُّ عَلَى:
الْعقَبَةِ السَّادِسَةِ: وَهِيَ عقبَةُ الْأَعْمَالِ الْمَرْجُوحَةِ الْمَفْضُولَةِ مِنَ الطَّاعَاتِ، فَأَمَرَهُ بِهَا، وَحَسَّنَهَا فِي عَيْنِهِ، وَزَيَّنَهَا لَهُ، وَأَرَاهُ مَا فِيهَا مِنَ الْفَضْلِ وَالرِّبْحِ، لِيَشْغَلَهُ بِهَا عَمَّا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا، وَأَعْظَمُ كَسْبًا وَرِبْحًا، لِأَنَّهُ لَمَّا عَجَزَ عَنْ تَخْسِيرِهِ أَصْلَ الثَّوَابِ، طَمِعَ فِي تَخْسِيرِهِ كَمَالَهُ وَفَضْلَهُ، وَدَرَجَاتِهِ الْعَالِيَةَ، فَشَغَلَهُ بِالْمَفْضُولِ عَنِ الْفَاضِلِ، وَبِالْمَرْجُوحِ عَنِ الرَّاجِحِ، وَبِالْمَحْبُوبِ لِلَّهِ عَنِ الْأَحَبِّ إِلَيْهِ، وَبِالْمَرْضِيِّ عَنِ الْأَرْضَى لَهُ…، فَإِذَا نَجَا مِنْهَا لَمْ يَبْقَ هُنَاكَ عقبة يَطْلُبُهُ الْعَدُوُّ عَلَيْهَا سِوَى وَاحِدَةٍ لَا بُدَّ مِنْهَا، وَلَوْ نَجَا مِنْهَا أَحَدٌ لَنَجَا مِنْهَا رُسُلُ اللَّهِ وَأَنْبِيَاؤُهُ، وَأَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَيْهِ، وَهِيَ عقبة تَسْلِيطِ جُنْدِهِ عَلَيْهِ بِأَنْوَاعِ الْأَذَى، بِالْيَدِ وَاللِّسَانِ وَالْقَلْبِ، عَلَى حَسَبِ مَرْتَبَتِهِ فِي الْخَيْرِ، فَكُلَّمَا عَلَتْ مَرْتَبَتُهُ، أَجْلَبَ عَلَيْهِ الْعَدُوُّ بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ، وَظَاهَرَ عَلَيْهِ بِجُنْدِهِ، وَسَلَّطَ عَلَيْهِ حِزْبَهُ وَأَهْلَهُ بِأَنْوَاعِ التَّسْلِيطِ، وَهَذِهِ العقبة لَا حِيلَةَ لَهُ فِي التَّخَلُّصِ مِنْهَا، فَإِنَّهُ كُلَّمَا جَدَّ فِي الِاسْتِقَامَةِ وَالدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ، وَالْقِيَامِ لَهُ بِأَمْرِهِ، جِدَّ الْعَدُوُّ فِي إِغْرَاءِ السُّفَهَاءِ بِهِ، فَهُوَ فِي هَذِهِ الْعُقْبَةِ قَدْ لَبِسَ لَأْمَةَ الْحَرْبِ، وَأَخَذَ فِي مُحَارَبَةِ الْعَدُوِّ لِلَّهِ وَبِاللَّهِ» انتهى من «مدارج السالكين».
الثالثة: العمل للمستقبل.
العنصر الرابع: الشيطان ووسيلة التحريش بين المؤمنين:
التحريش وإثارة العداوة بين المؤمنين مقصد أساسي من مقاصد الشيطان، وهذا المقصد مشفوع بما في النفس من أدواء؛ كالحسد.
ومن شواهد هذا المقصد:
أ- قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا یُرِیدُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَن یُوقِعَ بَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ فِی ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَیۡسِرِ وَیَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة ٩١]
ب-وقوله سبحانه: ﴿وَقُل لِّعِبَادِی یَقُولُوا۟ ٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ یَنزَغُ بَیۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَـٰنِ عَدُوࣰّا مُّبِینࣰا﴾ [الإسراء ٥٣]
جـ- وقول النبي صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ»
تتمة👇
الوسائل التي يستعملها الشيطان في التحريش بين المؤمنين:
الأولى: قذف الظنون السيّئة.
عن صفية أم المؤمنين - رضي الله عنها -قالت: «كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ مُعْتَكِفًا فأتَيْتُهُ أزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فانْقَلَبْتُ، فَقامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي، وكانَ مَسْكَنُها في دارِ أُسامَةَ بنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلانِ مِنَ الأنْصارِ، فَلَمّا رَأَيا النبيَّ ﷺ أسْرَعا، فَقالَ النبيُّ ﷺ: «على رِسْلِكُما إنَّها صَفِيَّةُ بنْتُ حُيَيٍّ» فَقالا سُبْحانَ اللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ! قالَ: «إنَّ الشَّيْطانَ يَجْرِي مِنَ الإنْسانِ مَجْرى الدَّمِ، وإنِّي خَشِيتُ أنْ يَقْذِفَ في قُلُوبِكُما شيئًا»
الثانية: إثارة الغضب أو استغلاله.
عن سليمان بن صرد - رضي الله عنه - قال: «اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النبيِّ ﷺ، فَجَعَلَ أَحَدُهُما يَغْضَبُ وَيَحْمَرُّ وَجْهُهُ، فَنَظَرَ إلَيْهِ النبيُّ ﷺ، فَقالَ: «إنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَها لَذَهَبَ ذا عنْه: أَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ»
الثالثة: استغلال ردّات الفعل النفسية تجاه التصرفات.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «أُتِيَ النبيُّ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسَكْرانَ، فأمَرَ بضَرْبِهِ، فَمِنّا مَن يَضْرِبُهُ بيَدِهِ ومِنّا مَن يَضْرِبُهُ بنَعْلِهِ ومِنّا مَن يَضْرِبُهُ بثَوْبِهِ، فَلَمّا انْصَرَفَ قالَ رَجُلٌ: ما له أخْزاهُ اللَّهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطانِ على أخِيكُمْ»
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُشِرْ أحدُكم على أَخِيهِ بالسِّلاحِ، فإنه لا يَدْرِي لَعَلَّ الشيطانَ يَنْزَغُ في يَدِهِ، فيَقَعُ في حُفْرَةٍ من النارِ»
الوسائل المتبعة لاجتناب التحريش:
الأولى: الحرص على الكلمة الطيبة، واجتناب الكلام المؤذي.
قال الله تعالى: ﴿وَقُل لِّعِبَادِی یَقُولُوا۟ ٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ یَنزَغُ بَیۡنَهُمۡۚ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ كَانَ لِلۡإِنسَـٰنِ عَدُوࣰّا مُّبِینࣰا﴾ [الإسراء ٥٣]
الثانية: الرفق عند وقوع الخطأ.
الثالثة: الحلم والصبر والتنازل والتغاضي.
الرابعة: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
الخامسة: دوام اليقظة والتذكّر بأن الشيطان يعمل بين المؤمنين في التحريش.
السادسة: التزام الأحكام الشرعية في الخلافات، ومن ذلك:
أ- اجتناب كثير من الظن.
قال الله تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱجۡتَنِبُوا۟ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمࣱۖ وَلَا تَجَسَّسُوا۟ وَلَا یَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَیُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن یَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِیهِ مَیۡتࣰا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [الحجرات ١٢]
ب- عدم قبول الدعاوى بلا بيّنة.
قال رسول الله - بأبي هو وأمي -: «البينةُ على المدَّعِي واليمينُ على من أَنكَر»
جـ- ستر المؤمنين.
العنصر الخامس: وسائل عامة في التحرّز من الشيطان:
الأولى: كثرة ذكر الله تعالى.
الثانية: دوام استحضار الحقائق الكبرى.
@@Muhammad_Shumis لا يظهر لنا اول تعليق كامل لو تقدر تكتبيه تاني بارك الله فيك
@@Muhammad_Shumis ممكن اسم القناة اللي بتنشر عليها الملخصات لو سمحت
ماشاء الله
من المحاضرات العظيمة
والله وددت ان كل مسلم يسمعها ليعلم ويعي عدوة الخفي الذي يوقع بين اكثر المسلمين
جزاك الله خيرا الجزاء يا سيدنا ورفع الله قدرك
المحاضرة منهج رباني لكل علاقات الحياة ،استفدت منها وفتحت عيني على كثير من النقص في علاقتنا مع الآخر، ولامست واقعاً مرّا...يارب اسلل سخيمة قلوبنا
34:36 "لا كبيرة مع التوبة والاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار"
الشيطان ومقصد التحريش 39:57
.
.
.
55:16 المطلوب منّا عمله لتجنب تحريش الشيطان بيننا👇
1.أهمية الكلمة الطيبة واجتناب الكلمة المؤذية السيئة ( وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُواْ ٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ كَانَ لِلْإِنسَٰنِ عَدُوًّا مُّبِينًا)
📌لا تستخسر الكلمة الطيبة لأخيك فالكلام الطيب لا يدل على الضعف ولا على الهشاشة النفسية
📌الكلام الطيب وجبر خواطر الناس والعناية بمشاعرهم من أعظم سبل الوقاية من الشيطان والفرقان في هذا مدرسة النبي ﷺ وليس مدرسة الآراء الشخصية
📌يدخل في موضوع الكلمة الطيبة الرفق «أُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بسكران، فأَمَر بضربه، فمنَّا مَن يضربه بيده، ومنَّا مَن يضربه بنعله، ومنَّا مَن يضربه بثوبه، فلمَّا انصرف، قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله! فقال رسول الله ﷺ: لا تكونوا عون الشَّيطان على أخيكم»
2.النصيحة (ولكن بالرفق)
من جملة الرفق" الرفق عند وقوع الخطأ"
📌لنتجاوز قضية التصيد للأخطاء والشجار خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي...وسببه عدم السير على التشريع الالهي.
3.الاستعاذة من الشيطان قال النبي ﷺ: إني أعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
4.الاستحضار والتذكر ودوام اليقظة أن الشيطان يعمل بين المؤمنين في التحريش
📌عدم ترك مداخل القلب مفتوحة دون حراس فتقع في الغفلة .
5.التزام الأحكام الشرعية والأوامر في القضايا الواضحة في الخلافات...
📌اجتنبوا كثيرا لكي لا تقعوا في بعض الظن الذي يقع عليه اثم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا"
📌البينة على المدعي (لا تصدق الكلام المتداول بين الناس) فالشيطان يزينه لك بطريقة ايمانية ليخدعك.
📌"إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ "
📌من ستر مسلما ستره الله ..من ستره على حق؟ بالطبع المقصود الستر على معصية.. فليس من الصواب أن تكشف ستر الله وتقوم بالتشهير وفضح الناس
📌﴿ لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ هذا منهج الاسلام في التعامل مع القضايا.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ يعني: نمَّام
📌قد يزلّ الصالحون ليس فقط في تصديق الكلام السيء وإنما في نقله ...
(وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) ادفن الكلام السيء في مقبرته
📌من أعظم ما يحرّز الانسان نفسه من الشيطان بكثر الذكر، فكثرة الذكر ترفع ستار الغفلة، وكثرة الاستحضار..
كتب الله أجرك شيخنا وجزاك الفردوس الأعلى وأصلحنا وأبعد عنا مكائد الشيطان..
من أفضل المحاضرات اللتي سمعتها، وددت لو يسمعها كل المسلمين
المشاهدة الثانية✨
المحاضرة تحتاج تكرار كل فترة لإزالة الغفلة
ما شاء الله .. محاضرة نافعة جدا لديننا ودنيانا.. جزاكم الله عنا خير الجزاء ورزقكم مرافقة نبيه في الجنة
32:27
نص كلام إبن القيم رحمه الله..
" عقبة الكفر بالله وبدينه ولقائه وبصفات كماله وبما أخبرت به رسله عنه، فإنه إن ظفر به في هذه العقبة بردت نار عداوته واستراح فإن اقتحم هذه العقبة ونجا منها ببصيرة الهداية وسَلِمَ معه نور الإيمان،
( طلبه على العقبة الثانية.. البدعة ) إما بإعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه، وإما بالتعبُّد بما لم يأذن به الله من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين فإن قطع هذه العقبة وخلص منها بنور السنة واعتصم منها بحقيقة المتابعة وما مضى عليه السلف الأخيار من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وهيهات ان تسمح الاعصار المتأخرة بواحد من هذا الضرب فأن سمحت به نصب له اهل البدع الحبائل وبغوه الغوائل وقالوا مبتدع محدث..
( والعقبة الثالثة الكبائر ) فإن ظفر به فيها زينها له وحسنها في عينه وسوَّف به فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله أو بتوبة نصوح تنجيه منها، ( طلبه على العقبة الرابعة.. الصغائر ) فكال له منها وقال ما عليك إذا الكبائر ما غشيت من اللمم أو ما علمت بأنها تكفر باجتناب الكبائر وبالحسنات ؟ولا يزال يهون عليه أمرها حتى يصر عليها، فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالاً منه ..
فالإصرار على الذنب أقبح منه ..
ولا كبيرة مع التوبة والإستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار ..
( العقبة الخامسة: المباحـــات .. ) والمباحات هي التي لا حرج على فاعلها، فشغله بها عن الإستكثار من الطاعات وعن الإجتهاد في التزود لمعاده، ثم طمع فيه أن يستدرجه منها إلى ترك السنن، ثم من ترك السنن إلى ترك الواجبات، وأقل ما ينال منه تفويته الأرباح والمكاسب العظيمة والمنازل العالية .. ولو عرف السعر لما فوَّت على نفسه شيئًا من القربات، ولكنه جاهل بالسعر . فإن نجا من هذه العقبة ببصيرةٍ تامة ونورٍ هادٍ، ومعرفة بقدر الطاعات والإستكثار منها، وقلة المقام على الميناء وخطر التجارة وكرم المشتري وقدر ما يعوض به التجار ..
فبخل بأوقاته وضن بأنفاسه أن تذهب في غير ربح،
( العقبة السادسة ..عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات .. )
فأمره بها وحسنها في عينه وزينها له وأراه ما فيها من الفضل والربح؛ ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسبًا وربحًا؛ لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية، فشغله بالمفضول عن الفاضل وبالمرجوح عن الراجح وبالمحبوب لله عن الأحب إليه وبالمرضي عن الأرضى له ..فإذا نجا منها لم يبق هناك عقبة يطلبه العدو عليها سوى واحدة لا بد منها، ولو نجا منها أحد لنجا منها رسل الله وأنبياؤه وأكرم الخلق عليه وهي عقبة تسليط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته في الخير، فكلما علت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورجله وظاهر عليه بجنده وسلط عليه حزبه وأهله بأنواع التسليط .. وهذه العقبة لا حيلة له في التخلص منها، فإنه كلما جد في الإستقامة والدعوة إلى الله والقيام له بأمره جد العدو في إغراء السفهاء به .. فهو في هذه العقبة قد لبس لأمة الحرب وأخذ في محاربة العدو لله وبالله " .
اسأل الله ان يلهمك جل القضايا الهامه التى تنير بها البصائر
كم المشاعرالتى دخلت الى ذاتى بعد سماع المحاضره وكم الغفله التى استيقظنا منها
رزقك الله وفير الصحه والعلم والطاعه والنور
واستعملك فى هداية خلقه
#البناء المنهجي #الدفعه الثانيه🌿جزاكم الله خيرا مقطع مفيد جدا جدا
#الدفعة-الخامسة
ان شاء الله 🌸✨
إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
صفتين يحبها الرحمن و يكرهها الشيطان :
- الحلم و الأناه .
إذا استطعت أن تكتسبهم سيختفي الغضب بإذن الله ويتعب الشيطان جدا .
من أفضل المحاضرات.. جزيتم كل خير يا شيخنا
البناء المنهجي #الدفعة_الثانية
من طرف دعاء علان ❤❤
أسأل الله أن ينفعنا بما نسمع
جزاك الله شيخنا على هذه المحاضرة القيمة
بالفعل في السنوات العشر الأحيرة قل ذكر الشيطان وأخطاره وأصبحنا نتعامل معه كأنه ديكور في حياتنا
فعلًا موضوع مغفول عنه، رغم أهميته!
جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمون
محاضرة جمييلة مفيدة جداً سبحان الله العظيم لقد تكرم الله عليك يا شيخ بفضل عظيم أن جعلك تعلم أبناء الأمة وتؤثر عليهم
في الوقت المناسب جدا ، سبحانك ربي ❤
إشراق مر من هنا ✨🧡
من أفضل وأهم المحاضرات التي وددت لو أن كل مسلم يشاهدها
جزاك الله عن المسلمين خير الجزاء شيخنا
انا هنا اوقفت المقطع
ودعوت الله لك شيخنا ان ترافق الحبيب المصطفى في الجنة يااارب لا بقدر ما نرى من حرصك الشديد على التأسي به بل أضعاف مضاعفة رحمة من الله يرزقك قربه في الجنة ومرافقته ياااارب 57:39
من اعظم نعم الله سبحانه وتعالى ان عرفنا وهو خالقنا ما الذي يجب علينا حيال حقه سبحانه وتعالى ونحن في هذه الحياه
الانسان ينتبه للخصومه المحسوسه ولكن يغفل عن خصومه الشيطان والتي هي اصل وام العداوات
كثير من الخصومات التي تحدث بين الصالحين هي بسبب الشيطان
من سبل الوقايه والحرز من الشيطان هو الاستحضار ودوام التذكر لعدوات الشيطان للانسان
مساحه الصراع مع الشيطان:
قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾
قال صلى الله عليه وسلم: إِن الشَّيْطَانَ يَحضرُ أَحدَكُم عِند كُلِّ شَيءٍ مِنْ شَأْنِهِ
قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾
عَنْ أَبي هُريْرَةَ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِذا نُودِي بالصَّلاةِ، أَدْبرَ الشيْطَانُ ولهُ ضُرَاطٌ حتَّى لاَ يسْمع التَّأْذِينَ، فَإِذا قُضِيَ النِّداءُ أَقْبَل، حتَّى إِذا ثُوِّبَ للصَّلاةِ أَدْبَر، حَتَّى إِذا قُضِيَ التَّثْويِبُ أَقْبلَ، حَتَّى يخْطِر بَيْنَ المرْءِ ونَفْسِهِ يقُولُ: اذْكُرْ كَذا، واذكُرْ كذا لمَا لَمْ يكن يذْكُرْ منْ قَبْلُ حَتَّى يظَلَّ الرَّجُلُ مَا يدرَي كَمْ صلَّى
روي بان الشيطان يلهي الانسان عن الذكر بعد الصلاه
قال صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
تنبه الصالحين لدور الشيطان:
شغل الشيطان الاساسي على الصالحين فكلما ازددت صلاحا ازداد الدور الذي يدخل منه الشيطان
قال تعالى: ﴿فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيۡهِۖ قَالَ هَٰذَا مِنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّهُۥ عَدُوّٞ مُّضِلّٞ مُّبِينٞ﴾
قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ﴾
قال ابن كثير في قوله تعالى: ﴿فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ﴾: وكان من جمله مكائد الشيطان لئلا يطلع نبي الله من السجن
قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾
قال تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام:﴿مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾
الصالحون كما انهم كانوا يستحضرون عداوه الشيطان ، كانوا محلا للاستهداف من الشيطان واذاه
ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة، قال: " إن الشيطان عرض لي فشد عليَّ ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه"
الشيطان يحرض اعداء الصالحين لاذى الصالحين
قال تعالى: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
وسائل واساليب يسلكها الشيطان في التعامل مع الانسان:
الله تعالى من رحمته بنا بين لنا كل الوسائل التي يسلكها الشيطان وما ينبغي لنا ان نعمله اتجاه هذا العدو فوضح لنا الاسلوب والاليه التي يشتغل بها:
1- التزيين:
قال تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾
قال تعالى: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾
قصة ابينا ءادم :﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾
الشيطان يحرش بين الصالحين بدافع التزيين
2- الخطوات:
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾
كلام ابن القيم في مدارج السالكين عن العقبات التي يستدرج بها الشيطان الانسان
3- العمل للمستقبل: قصة نوح (صناعة التماثيل )
4- التحريش: مقصد اساسي من الشيطان لاثاره العداوه والبغضاء والنزغ بين المؤمنين:
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ».
وسائل الشيطان في هذا الاسلوب:
- قذف الظنون (التفسيرات) السيئة في النفس:
عن صفية بنت حيي رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفًا، فأتيته أزوره ليلًا، فحدَّثته، ثم قمتُ لأنقلب، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في بيت أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأَيَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرَعا في المشي، فقال: "على رِسلكما إنما هي صفية بنت حيي"، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خفتُ أن يقذف في قلوبكما شرًّا، أو قال: شيئًا".
- اثارة(استغلال) الغضب: باثارة تصرفات تعمل في التحريش من ثم قطع العلاقات ،حديث : أن رجلًا أتي به إلى النبي ﷺ يشرب الخمر فأمر بتأديبه؛ فمنهم الضارب بيده، ومنهم الضارب بثوبه، ومنهم الضارب بنعله، فقال رجل: أخزاك الله، قال ﷺ: لا تعينوا عليه الشيطان
- الامر الحسي: عَن أبي هُرَيْرَة ﷺ عَنْ رَسُولِ اللَّه ﷺ قَال: لاَ يشِرْ أحَدُكُمْ إلَى أخِيهِ بِالسِّلاَحِ، فَإنَّهُ لاَ يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعَ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ
المطلوب منا اتجاه التحريش الشيطاني للمؤمنين:
1- الكلمة الطيبة واجتناب الكلام السيئ المؤذي(الرفق)
قال تعالى : ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).
الرفق عند وقوع الخطا
2- الحلم والصبر والتنازل والتغاضي:
قال تعالى :﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾
3- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنِّي لَأعلَمُ كلمةً لو قالها لذهَب عنه ما يجِدُ: أعوذُ باللهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ )
4- الاستحضار والتذكر ودوام اليقظة
5- التزام الاحكام الشرعيه فيما فيه احكام واضحه في قضايا الخلافات
«احفر للكلام السيئ مقابر وادفنه فيها»
قال صلى الله عليه و سلم: لايدخل الجنة قتات
وسائل عامة:
كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى(يرفع ستار الغفلة) ، ودوام الاستحضار
تم بحمد الله ✅
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
كل ما كنت بحاجة إلى سماعه...
الحمد لله
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
جزاك الله خيرًا يا شيخي، ورضي الله عنك، تالله إن هذه المحاضرة لها عظيم الأثر في نفسي.
حفظك الله استاذ محمد
جيت انا من قناتك في تليجرام للمشاهدة
ولكن في التحريش بينهم : الفوائد
رغم أنه عالم غيبي يجب الوعي بتسلط الشيطان على الانسان حتى نتخذ الاجراءات الضرورية
وسائل الشيطان في التسلط على الإنسان
التسلط عند النوم: عليك نوم طويل فارقد
التسلط في الأحلام: ليحزن المؤمن
ولكن في التحريش بينهم:
أساليب الشيطان:
أولا: التزيين، استحضار أحاديث الرحمة والعفو:
لو لم تذنبوا لذهب الله بكم.. هل تريد ان يذهب الله بك؟
ثانيا: إذكاء العداوات بين الصالحين
مقولة ابن القيم: بم يتسلط الشيطان على الانسان: كل حسب مداخله
وسائل الشيطان في التحريش
1) قذف الظنون السيئة في النفس
" إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا "
٢) اثارة الغضب او استغلاله
وقت الغضب
إني أعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
٣) الأسلوب السيء / الشدة
" أخزاك الله " عن شارب الخمر "لا تعينوا الشيطان على أخيكم"
لا يشر أحدكم على أخيه بالسلاح
الوسائل لاجتناب التحريش
١) الكلمة الطيبة واجتناب الكلام المؤذي
" وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم"
٢) التذكر وعدم الغفلة عن
مداخل الشيطان
كيد الشيطان
- كثرة الذكر لطرد الغفلة
٣) التزام الاحكام الشرعية الواضحة في الخلافات
- اجتنبوا كثيرا من الظن : لولا إذ سمعتوه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين، لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء
- ولا تجسسوا
- ولا يغتب بعضكم بعضا
الإسلام اليوم محارب من كل مكان
فنركز
ولا نتسلط على أنفسنا وعلى المسلمين الصادقين حتى ولو زلوا.. فمن ذا الذي ليس له زلة؟ كلنا مستورون
لنترفق ببعضنا بالنصيحة.. لنتبع الرفق واللين...
إن الشيطان أَيِّسَّ أن يعبده المصلين في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم "
الحمد لله الذي وفقني لمشاهدة المحاضرة
أنار الله دربك وجنبك خطوات الشياطين
جزاك الله عنا خيرا شيخنا
محاضرة أقل ما يقال عنها أنها رائعة
دستور لمن ارد التحرز من الشيطان
موضوع المحاضرة في غاية الأهمية، جزاكم الله عنا خير الجزاء
من افضل المقاطع قسم بالله شيء في منتهى الاهمية
تفسير ابن كثير لآية (فأنساه الشيطان ذكر ربه):
وكان(اي هذا الإنسان) من جملة مكايد الشيطان لِألّا يطلع نبي الله من السجن.
#ولكن_في_التحريش_بينهم
ماشاءالله لاقوة الا بالله ياسيّدنا فهم عميق نسأل الله ان ينفعنا بعلمك
ولكن في التحريش بينهم
** مقدمة:-
- هذا العنوان جزء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ" - رواه جابر بن عبدالله
- من أعظم نعم الله علينا أن عرفنا وهو خالقنا ما الذي يجب علينا حيال حقه سبحانه وتعالى علينا في هذه الحياة، وكشف لنا عن أنواع المشكلات التي تحيط بنا، وأعطانا الطرق التي بها نخرج من هذه المشكلات والتحديات
- اليوم يكثر الحديث في الدورات عن مشكلات الحياة وكيف نواجهها، وعلى المستوى السياسي نجد الدول والساسة يتخذون إجراءات لمواجهة الأعداء، الإنسان بشكل شخصي إذا كان بينه وبين آخر عداء تجده يتنبه لهذا الشخص وأنواع المشكلات التي يمكن تنشأ عن طريقه
- الحديث عن المشكلات والأزمات وكيف يتعامل الإنسان معها هو حديث متصل بالإنسان سواء بصيغته الفردية أو الجماعية، لكن الرحمن سبحانه وتعالى يكشف لنا عن جوانب أخرى في المشكلات التي تواجه الإنسان قد لا يراها ولا يبصرها بعينه وليست من ضمن المحسوسات وإنما هي من ضمن عالم الغيب، وعالم الغيب لا يستقيم إيمان الإنسان إلا به، بل هو أساس في الإيمان
- قال تعالى: "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (٣)" - البقرة
- ومن جملة الإيمان بالغيب ما ذكره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الشيطان
- إذا كان الناس يستعدون ويأخذون الحيطة والحذر من أعدائهم في الدنيا، فإن أعدى الأعداء على الإنسان وهو الشيطان هو أقل عدو يتحرز منه اليوم
- الخصومة والعداوة مع الشيطان لا ينتبه إليها الإنسان، وهي أس العداوات وأصلها، وهي المهيمنة على أنواع صور العداوات التي يمكن أن تنشأ في حياتك
- إذا ما تنبهنا نحن المؤمنين المركزية الصراع والعداوة مع الشيطان الرجيم، فإن الشيطان سيضحك على رؤوسنا ويتغذى على غفلتنا، ويحرش بيننا ضاحكا ونحن غافلون
- كثير من الخصومات التي تحدث بين الصالحين تكون بسبب الشيطان، وقد يغفل كثير من الصالحين عن هذا المعنى، وقد يحرم أناس من الخير بسبب غفلتهم عن هذا المعنى
»» الاستحضار ودوام التذكر واليقظة تجاه عداوة الشيطان للإنسان فهي من أعظم سبل الوقاية والحرز من الشيطان
قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (٢٠١) - الأعراف
- من أعظم ما ينبغي أن يحترز منه الإنسان ويكون يقظا تجاهه هو مداخل ووسائل الشيطان، خاصة في التحريش بينهم، وخاصة في التحريش بين الصالحين
** عناصر المحاضرة:-
- ستتناول عدة قضايا مركزية في الصراع بين الشيطان والإنسان، تركيزا على التحريش والخصومات:
✓ العنصر الأول: سعة مساحة الثغور والصراع مع الشيطان
✓ العنصر الثاني: تنبه الصالحين لدور الشيطان في بعض ما يصيبهم
✓ العنصر الثالث: أساليب ووسائل يتخذها الشيطان في قضية صراعه مع الإنسان
✓ العنصر الرابع: عواقب هذه الوسائل الشيطانية
✓ العنصر الخامس: مقصد التحريش بين المؤمنين تحديداً
✓ العنصر السادس: أساليب يتخذها الشيطان في التحريش بين المؤمنين
✓ العنصر السابع: وسائل ينبغي أن نسلكها حال عمل الشيطان شيئا من التحريش بين المؤمنين - الثمرة العملية
يتبع 👇
✓ العنصر الأول: سعة المساحة في الثغور بين الإنسان والشيطان:
١. ذكر الله تعالى أن الشيطان عدو لنا، وصفة العداوة لا تنفك عن الشيطان، أي إنسان تعاديه قد يزول عنه وصف أنه عدو، إلا الشيطان، طالما أنك مؤمن فهو عدو متربص لك لا يمكن أن يترك وصف العدو .. قال تعالى: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (٦)" - فاطر
٢. في صحيح الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ الشَّيْطانَ يَحْضُرُ أحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شيءٍ مِن شَأْنِهِ"، كل شيء تشمل العبادات والمعاملات، كل شيء هذا المجمل التي من خلالها سنكتشف المساحة الواسعة:
* الاستيقاظ من النوم »
- "إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِن مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ فإنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ علَى خَيَاشِيمِهِ" - صحيح مسلم - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه
* وهو نائم »
- "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ" - صحيح البخاري - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه
* في أحوال اليوم، في الأكل وفي الدخول إلى البيت »
- "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وإذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وإذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالْعَشَاءَ" - صحيح مسلم - الراوي جابر بن عبد الله رضي الله عنه
* التثاؤب »
- "التَّثاؤُبُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ ما اسْتَطاعَ، فإنَّ أحَدَكُمْ إذا قالَ: ها، ضَحِكَ الشَّيْطانُ" - صحيح البخاري - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه
* الرؤيا والحلم »
- "الرُّؤْيا مِنَ اللَّهِ، والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا حَلَمَ أحَدُكُمُ الحُلُمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عن يَسارِهِ، ولْيَسْتَعِذْ باللَّهِ منه، فَلَنْ يَضُرَّهُ" - صحيح مسلم - الراوي أبو قتادة الحارث بن ربعي
- " الرؤيا ثلاث: حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله" - صحيح البخاري
- "الرؤيا ثلاث منازل فمنها ما يحدث المرؤ نفسه، وليست بشيء، ومنها ما يكون من الشيطان، ومنها بشرى من الله" - أبي قتادة
* في العبادة » قراءة القرآن والصلاة
- قال تعالى: " فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨)" - النحل
- "إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أدْبَرَ الشَّيْطانُ له ضُراطٌ، حتَّى لا يَسْمع التَّأْذِينَ، فإذا قُضِيَ التَّأْذِينُ أقْبَلَ حتَّى إذا ثُوِّبَ بالصَّلاةِ أدْبَرَ حتَّى إذا قُضِيَ التَّثْوِيبُ، أقْبَلَ حتَّى يَخْطُرَ بيْنَ المَرْءِ ونَفْسِهِ يقولُ له: اذْكُرْ كَذا واذْكُرْ كَذا لِما لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ مِن قَبْلُ حتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ ما يَدْرِي كَمْ صَلَّى. وفي رواية: بمِثْلِهِ غيرَ أنَّه قالَ: حتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إنْ يَدْرِي كيفَ صَلَّى" - صحيح مسلم - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه
- "إِذَا نُودِيَ بالصَّلَاةِ أدْبَرَ الشَّيْطَانُ وله ضُرَاطٌ، فَإِذَا قُضِيَ أقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بهَا أدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ أقْبَلَ، حتَّى يَخْطِرَ بيْنَ الإنْسَانِ وقَلْبِهِ، فيَقولُ: اذْكُرْ كَذَا وكَذَا، حتَّى لا يَدْرِيَ أثَلَاثًا صَلَّى أمْ أرْبَعًا، فَإِذَا لَمْ يَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّى أوْ أرْبَعًا، سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ" - صحيح البخاري - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه
- "سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الِالْتِفَاتِ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: هو اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِن صَلَاةِ العَبْدِ" - صحيح البخاري - الراوي عائشة رضي الله عنها
- روي في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يلهي الإنسان عن الذكر بعد الصلاة، يقيمه قبل أن يتم الأذكار التي بعد الصلاة
* في النية » يدخل الشيطان في النية والكلام عنها كثير جداً
»»» الخلاصة في حديثين:
الأول: حديث جابر بن عبد الله "إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ" - صحيح مسلم
الثاني: "إنَّ الشيطانَ يَجري من ابنِ آدمَ مجرى الدَّمِ" - الصحيحين - الراوي أنس ابن مالك وصفية بنت حيي رضي الله عنهما
المؤمن بالوحي والغيب، المؤمن بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم يجب أن يؤمن بهذه النصوص، ويفهم أن المساحة واسعة، وأن الثغور التي يدخل منها الشيطان كثيرة جداً
يتبع 👇
بارك الله فيك اختي ياريت تضعي الاكمال في تعليق جديد لانه لايظهر عندي .. ماشاء الله ربنا يبارك فيك
@@dedealswairki3448 وفيك بارك الله .. إن شاء أكملها وأضعها .. أبشري
بشرك الله تعالى بالجنة اختي
✓ العنصر الثاني: تنبه الصالحين لدور الشيطان في بعض ما يصيبهم:
* إذا تأملنا في كتاب الله وفي سنة رسول الله سنجد أن الصالحين وحتى الأنبياء - وهم رؤوس الصالحين - على قدر عال من اليقظة تجاه دور الشيطان، بينما يظن البعض منا أنه لصلاحه أنه تجاوز مرحلة الشيطان
* شغل الشيطان الأساسي على الصالحين .. كلما ازدت صلاحا كلما ازداد الدور الذي يدخل منه الشيطان
* من النصوص التي تدل على تنبه الصالحين لدور الشيطان:
- لما وكز موسى الرجل: "فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ (١٥)" - القصص
- قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (٦٣)" - الكهف .. وهما قد خرجا لغاية صالحة
»» الشيطان من عداوته للصالحين، قد ينسي بعضهم أموراً من شأن الدعوة والإصلاح إمعانا في الكيد للدعوة والإصلاح
- قوله تعالى: "وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (٤٢)" - يوسف
يوسف عليه السلام أوصى الفتى الذي سيخرج من السجن أن يذكره عند ربه، فأنسى الشيطان هذا الفتى أن يخبر عن يوسف عليه السلام .. لذلك يرجح كثير من المفسرين أن الذي أنسي هو الفتى وليس يوسف عليه السلام
»» قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - في تفسيرها: وكان من جملة مكائد الشيطان لأن لا يطلع نبي الله من السجن
- أيوب عليه السلام يقول: "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (٤١) - ص
- قول يوسف عليه السلام: ".. مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي .. (١٠٠) - يوسف
- محاولة الشيطان لأذى النبي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الشَّيْطَانَ عَرَضَ لي فَشَدَّ عَلَيَّ لِيَقْطَعَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ، فأمْكَنَنِي اللَّهُ منه، فَذَعَتُّهُ ولقَدْ هَمَمْتُ أنْ أُوثِقَهُ إلى سَارِيَةٍ حتَّى تُصْبِحُوا، فَتَنْظُرُوا إلَيْهِ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ سُلَيْمَانَ عليه السَّلَامُ: رَبِّ {هَبْ لي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِن بَعْدِي} [ص: ٣٥] فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِيًا" - صحيح البخاري - الراوي أبو هريرة رضي الله عنه
* أن الشيطان يحرض أعداء الصالحين (من الإنس) ويؤزهم أزا لأذى الصالحين
- من جملة مكائد الشيطان في بدر أنه حرض الكفار تحريضا حتى تمثل لهم في صورة الشخص الذي خافوا من غائلته، قال تعالى: "وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤٨)" - الأنفال
يتبع 👇
أحسن الله إليك شيخنا وسددك ورضي عنا وعنك .. وثبتنا على الحق حتى نلقاه.
الفضل لله، منّ علينا بمشاهدة هكذا نوع من الثقافة، نسأل الله أن يستخدمنا ولا يستبدلنا الحمدلله الحمدلله...
47:12
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"لا يحل لامرىءٍ مسلم سمع من أخيه كلمة أن يظن بها سوءًا، وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجا"
جزاك الله خيرا يا شيخ أحمد، محاضرة قيمة جدا جدا وكنا بحاجة لمثل هذه النصائح والتوجيهات.
جزاك الله خيرا
من اروع المحاضرات، الله ينفع بها
الله يجزاك الخير ويرفع قدرك ويصلح قلبك ويسدك وينوّر بصيرتك.. نفعنا الله بعلمكم وحفظنا من الشيطان الرجيم وكيده
اللهم اغفر لنا جهلنا وإسرافنا في أمرنا، جزاكم الله خيراً
جزاكم الله عنا خيرا شيخنا المربي.
مين جاي من عند دعاء علان
من ادعية الصباح والمساء
(اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَواتِ والأرضِ عَالمَ الغَيْب وَالشَّهَادةِ، ربَّ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكَهُ. أَشْهَدُ أَن لاَ إِله إِلاَّ أَنتَ، أَعُوذُ بكَ منْ شَرِّ نَفسي وشَرِّ #الشَّيْطَانِ وَشِرْكهِ))
جزاكم الله كل خير
من المثير للدهشة، كان عند امتحان وأرق لفترة طويلة ولا أستطيع النوم، بمجرد فتحي لهذه الحلقة نمت نوما عميقا.
أكيد الشيطان أراد صرفك عن هذا الخير العظيم
إشراق الدفعة الثالثة ❤
الله ابعد عنا كيد الشيطان واعوانه من إنس وجان واحرسنا بعين عنايتك 🤲🏻🤍
بارك الله فيك و نفع بك و رزقك الإخلاص و عافاك … جزاك الله خيرًا، سبحان من يسوق إلي كلامك في موعده و يجعلك سببًا في تعديل المسار … شكرًا جزيلًا
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب الفاضل
بارك الله في شيخنا المربي ❤
- البناء د2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اولا الحمدلله على كل حال ثانيا شكر للأخت دعاء علان اللي كانت سببا انا قد وصلنا لك ولهذا الفيديو وشكر لك على هذا المحتوى ❤❤
إشراق الدفعة الثالثة 🧡🌻
انا ايضا من اشراق
كنت انتظر اللقاء جذبني عنوان يثه ولم استطع الدخول وقتها . جزيتم خير
ماشاء الله تبارك الله
جزاكم الله خيرا
مثل هذه المقاطع اكافئ بها نفسي
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم شيخنا
جزاك الله عنا كل خير فقد كانت محاضرة في القمة أدامك الله سراجا وهاجا تنير به طريق الجيل الصاعد 🤲🤲🤲
جزاك الله عنا خير
وجمعنا بكم فى الدنيا والاخرة
32:00 كلام الإمام ابن القيم رحمه الله❤
يا الله محاضرة رائعة
أيضاً مما يبين لنا قضية الرفق عن وقوع الخطأ هذا الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بيْنَما نَحْنُ في المَسْجِدِ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ. إذْ جاءَ أعْرابِيٌّ فَقامَ يَبُولُ في المَسْجِدِ، فقالَ أصْحابُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مَهْ مَهْ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لا تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ فَتَرَكُوهُ حتَّى بالَ، ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ دَعاهُ فقالَ له: إنَّ هذِه المَساجِدَ لا تَصْلُحُ لِشيءٍ مِن هذا البَوْلِ، ولا القَذَرِ إنَّما هي لِذِكْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والصَّلاةِ وقِراءَةِ القُرْآنِ، أوْ كما قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: فأمَرَ رَجُلًا مِنَ القَوْمِ فَجاءَ بدَلْوٍ مِن ماءٍ فَشَنَّهُ عليه" روااه مسلم
تاملوا رفق النبي وسماحته وحلمه مع هذا الأعرابي عندما اخطأ صلوات ربي وسلامه عليه
جزاكم الله خيرا يا شيخنا اللهم انفعنا بها
اللهم آمين آمين يارب العالمين.. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. ماشاء الله تبارك الله موضوع عظيم الأهمية.. جزاك الله خير الجزاء
إذا شاهدتم المحاضرة واستفدتم منها فلا أقل من اعجاب يدعم هذه القناة ،نشرا للخير
دخيلو الحريص على الخير
@@halitrif حبيبي يا دكتور، كيف كمشتني😁
بارك الله فيك شيخنا الحبيب
الله ينور عليك شيخ احمد ويردنا واياكم للمدينة
بارك الله فيكم وسدد خطاكم و وفقكم لما يحبه ويرضاه
قال رسول الله: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم)
¶مقدمة:
- الحديث عن مشكلات الحياة اليوم وكيفية مواجهتها هو حديث متصل بالإنسان سواء كان بشكل فردي أو جماعي، لكن الله يكشف لنا عن أنواع من المشكلات قد تواجه الإنسان ولا يراها بعينه وإنما هي من عالم الغيب، ومن جملة الغيب:
ما ذُكر في الوحي عن الشيطان والعداوة التي بينه وبين الشيطان، والتي لابد أن يتيقظ لها الإنسان وينتبه جيدًا لهذا المعنى.
¶العنصر الأول: الأدلة الشرعية التي تثبت سعة مساحة الصراع مع الشيطان:
-"إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًا". ما دمت حيًا في هذه الحياة فاعلم أن هناك عدوًا يتربص بك، فالمساحة ممتدة على طول الخط.
-(إن الشيطان يحضر أحدكم في كل شئ من شأنه).ومنها:
١) النوم/ (إذا استيقظ أحدكم من منامه فليسنثر ثلاثًا فإن الشيطان يبيت على خيشومه).
٢) دخول البيت/ (إذا دخل أحدكم البيت فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء).
٣) التثاؤب/ (إذا تثاءب أحدكم فيضع يده على فمه فإن التثاؤب من الشيطان).
٤) الحلم/ (الرؤية ثلاث حديث النفس وتخويف الشيطان وبشرى من الله).
٥) العبادة/ "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم".
٦) الصلاة/ سئل النبي عن الالتفات في الصلاة فقال: (هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد). وروي في السنن عن النبي أن الشيطان يلهي الإنسان عن الذكر بعد الصلاة.
٧) وكذلك في النية أيضًا له مداخل عديدة
-قال رسول الله: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).
¶العنصر الثاني: تنبه الصالحين لدور الشيطان في بعض ما يصيبهم:
-ميدان الشيطان الأساسي هو الصالحين فهم محل استهداف الشيطان، فكلما ازددت صلاحًا ازداد الدور الذي يدخل منه الشيطان. قال رسول الله: (إن الشيطان عرض لي فشدّ علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه).
-من جملة أذى الشيطان للصالحين أنه يحرض أعداء الصالحين لأذى الصالحين.
-من أمثلة تنبه الصالحين لعمل الشيطان، قول موسى "هذا من عمل الشيطان"، "وما أنسانيه الإ الشيطان أن أذكره"، "رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب"، "من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي"
-من عداوة الشيطان الصالحين قد ينسي بعض الصالحين أمورًا من شأن الدعوة والإصلاح إمعانًا في الكيد للدعوة والإصلاح.
"فأنساه الشيطان ذكر ربه"، يقول ابن كثير: وكان من جملة مكائد الشيطان لئلا يطلع نبي الله من السجن.
¶العنصر الثالث: أساليب الشيطان ووسائله في قضية صراعه مع الإنسان
من رحمة الله بنا بين لنا كل الوسائل التي يستعملها الشيطان، فلم يتركنا أمام هذا العدو دون بيان، ومنها:
١) أسلوب تزيين العمل "وإذ زيّن لهم الشيطان أعمالهم"، وقد الشيطان بين الصالحين بدافع التزيين.
٢) أسلوب الخطوات "ولا تتبعوا خطوات الشيطان" اعلم أن ما يوسوس به الشيطان لك ليس هو الشر الكامل وإنما هو طرف منه. (الرجوع إلى كلام ابن القيم عن عقبات الشيطان مع الإنسان).
٣) العمل للمستقبل، وهذا بحسب إبصار الشيطان بمداخلك، فإذا كان يعلم انك بحالة عالية من الإيمان وأنه لا يستطيع أن يظفر بك الآن قد يعمل ما يمكن أن يؤثر فيك في المستقبل، ولا حل لهذا الأسلوب إلا بدوام اليقظة. ودليل هذا الأسلوب: في قصة قوم نوح عند صناعة تماثيل لأناس صالحين حُفظت للذكرى؛ لأن الشيطان كان يستهدف الجيل القادم، قال ابن عباس: فلما هلك أولئك وتنسخ العلم عُبدت.
¶العنصر الرابع: عواقب هذه الوسائل الشيطانية
¶العنصر الخامس: مقصد التحريش بين المؤمنين
-هو مقصد أساسي من مقاصد الشيطان بل ومن أهم مقاصده في عباد الله المؤمنين، وهذا المقصد مشفوع بما في النفس من أدواء، فقد تنشأ العداوة بين الصالحين لسبب من أسباب النفس مثل الحسد.
-ودليل ذلك: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}، "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء"، "من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي" ، (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم).
¶العنصر السادس:أساليب يتخذها الشيطان في التحريش بين المؤمنين
١- قذف الظنون والتفسيرات السيئة في النفس ومن هنا تنشأ العداوات، وهذا من أكبر الميادين. ودليله موقف النبي أثناء مشيه مع صفية (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا).
٢- إثارة الغضب واستغلاله.
٣- استغلال ردات الفعل النفسية، ودليلها قول النبي لما جيئ بشارب الخمر فضربوه قال رجل ما له أخزاه الله فقال النبي (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم).
وقد يتجاوز الشيطان ذلك ويصل للأمر الحسي: قال للنبي( لا يشر أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار).
¶العنصر السابع: الوسائل التي ينبغي أن نسلكها تجاه تحريش الشيطان بين المؤمنين:
١-الكلمة الطيبة واجتناب الكلام المؤذي السئ.
٢-الرفق في التعامل عند وقوع الخطأ.
٣- الحلم والصبر والتنازل والتغاضي.
٤- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
٥- الاستحضار والتذكر ودوام اليقظة بأن الشيطان يعمل بين المؤمنين في التحريش.
٦-التزام الأحكام والأوامر الشرعية في قضايا الخلافات، ومنه:
*اجتناب كثير من الظن.
*عدم التجسس وعدم الغيبة.
*عدم قبول الدعاوي بلا بينة.
*ستر المؤمنين.
¶وسائل عامة في التحرز من الشيطان:
*كثرة الذكر.
*دوام استحضار الحقائق الكبرى.
جزاك الله خير جزاء ❤
بارك الله فيكم ونفع بكم ووفقكم لما يحب ويرضى
محاضره مهمه جدا وقيمة
الحمدلله الذي يسر لي سماعها .. جزاكم الله الجنة
جزاكم الله خيراً🤍
محاضرة قيّمة وموضوع مهم👍🏻
جزيت الفردوس شيخنا الجليل 😍
ما كان الرفق في شيء إلا زانه🍃☘️
زادكم الله علما وخيرا وبركه
يا شيخ تدخل للقلب ❤
الله شي رائع الله يكتر خيرك ويجزيك الخير 🥰🥰
يالله محاضره قيّمه جداً جداً
جزاك الله خيراً شيخنا بارك الله فيك
1:23:08
الإسلام يحارب في اصوله
جزاكم الله خير الجزاء
أحسن الله إليكم شيخنا.. لكن كيف نربط بين إن كيد الشيطان كان ضعيفا وبين ما ذكرتموه في المحاضرة هنا بالتفصيل..
يكثر نشاطه في الاوساط التي يكثر فيها الاقبال على طلب العلم الشرعي، العمل الصالح...
"وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينكم" "ان الشيطان ايس ان يعبد....ولكن في التحريش بينهم"
حتى في الامور العائلية والمشاكل الأسرية: وسائله في ذلك: -قذف الظنون السيئة في النفس؛ ما قصده! التفسيرات السيئة للاقوال والافعال: الدليل: لما مر رجلان من الانصار على النبي وصفية فأسرعا في مشيتهما فقال على رسلكما انها صفية. ثم قال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فخشيت ان يقذف في قلوبكما شيئا.
-اثارة الغضب او استغلال الغضب: الشيطان مستحيل يتأخر عند الغضب.
-استغلال ردات الفعل العكسية: حديث"لا تعينوا عليه الشيطان"
- حديث:"لا يشر احدكم على اخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار" ==>التحريش الحسي للشيطان.
وسائل الوقاية:
-الكلمة الطيبة وجبر الخواطر والعناية بمشاعر الناس: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم. النزغ اكثره نتيجة القول. الكلام الطيب بمثابة المضاد الحيوي لنزغ الشيطان. يدخل في هذا الرفق في التعامل. شارب الخمر أخذ عقابه وانتهى، ارفقوا به ولا تعينوا الشيطان عليه. لاداعي لتعقب الأخطاء، للنقد... يصبح الانسان عونا للشيطان على أخيه المسلم. من جملة الرفق المطلوب الرفق عند وقوع الخطأ.
-الحلم والصبر والتنازل والتغاضي: هي صعبة لكنها من افضل الوسائل للتغلب على أسلوب الشيطان. الخطأ لا ينبغي أن يقابل بخطأ مثله، من الاحسن التغاضي قدر المستطاع
-الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
-الاستحضار والتذكر ودوام اليقظة ان الشيطان إنما يعمل بين المؤمنين في التحريش
عدم ترك مداخل القلب مفتوحة. الغفلة أصل الداء.
-التزام الاحكام الشرعية فيما فيه احكام واضحة في احكام الخلافات. مثال: اجتنبوا كثيرا من الظن: يجتنب الكثير لاجل البعض. بعد الظن السيء يأتي التجسس ثم الغيبة==>قفل على سوء الظن منذ البداية
+ البينة على المدعي:
المنهج الرباني: ان تأتي باربع شهداء.
اذ تلقونه بينكم: لا تنقل كلاما على احد. احفر مقبرة واطمره في الحال. لا يجوز الكلام في الخلف. قد يزل الصالحون بتصديق بعض الحديث ونقله( حادثة الافك، زل بعض الصحابة)
لا تبحث اصلا لتتاكد.
من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة
قدرالمخالفة في هذه المسألة دليل على ان الشيطان يعمل باقصى جهده.
التحرز من الشيطان عموما: كثرة ذكر الله، من اعظم ما يحرز به الانسان نفسه من الشيطان. الذكر يرفع ستار الغفلة والشيطان انما ياتي من
الغفلة.
دوام الاستحضار، تذكر الحقائق الكبرى ومنها ان الشيطان عدو. الاسلام يحارب في اصوله وفي فروعه، الشيطان اذا عزم التحريش بين الصالحين فأنه لا يتركهم حتى يحقق هدفه مالم يصدوه
*****ادعوا لأبي بالرحمة*****
رحم الله والدك رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
جزاكم الله خيرا
اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه و نفخه و نفثه
دعاء لشيخنا الغالي أحمد السيد
اللهم اشرح صدره ويسر أمره وفرج همه واشفه وعافه وأعطه سؤله وقه عذاب النار وارزقه وإيّانا مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة 🤲 اللهم آمين 🤲🌷
"مشاريع العمل تغلب مشاريع التحذير من أصحاب العمل بإذن الله.. والموعد المستقبل"
٠١:١٠:٠٠ كلام الشيخ أحمد عن الحالة النفسية لمستقبل الوشاية بذاك الأسلوب = من دقيق الكلام وعميق الفهم، وقد أشار إلى مثله ابن القيم. سدد الله الشيخ أحمد.
هل تعرف الموضع الذي ذكره؟
@@فوائد-ن3ذ
من هنا1:10:43
@@Amal-zm7md جزاك الله خيرًا
59:00
النصيحة والنقد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكَ الله خيرا
وفقك الله وثبتك.
بارك الله فيكم وأجزل لكم المثوبة
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
جذور 3 مرت من هنا ❤
ايوه انا من جذور ٣
رحم الله والديك.
اللهم إني أسألك لين القول وحسن الفعل وطيبة النفس
نحتاج شيخنا محاظرة تتكلم فيها عن النصيحة شروطها وضوابطها وطريقتها وكل ما يتعلق بها عندنا جهل كبير فيها خاصة ونحن نقبل على طلب العلم يكثر في نفوسنا كثرة النصح لغيرنا ولمن هم حولنا اخشى ان نكون منفرين لا مصلحين الله يغفر لنا وجزاك الله عنا خير الجزاء