لاحظت أنتشار الابيقوريه او مذهب اللذه بأعتبار من يقول أن ابيقور اخلاقي لا شهواني بين الناس فهم يمدحون ويثنون على من يعيش بلذة وفق حاجات اليوم ويشبع حاجات الجسد والنفس والشهوات بطريقة الامتلاء والتوسع والاكثار ..لكنها تعارض عندهم مذهب المنفعه .. فهناك صراع في عقول الناس بين مذهبي اللذه ومذهب المنفعه .. مذهب المنفعه شرطه أن تدير حياتك بالعقل والاحتياط واهتبال الفرص وهذا يمنعك عنك عفويه الحياة وبساطتها والعيش وفق اليوم الحاضر وهذا شأن فئه من الناس وفئة اخرى لا تملك شي ولا تخطط للغد وتعيش في ظروف اليوم وحاجاته وتملاء نفسها بالمتعه واللذه والشهوه والعفويه وعدم القلق تجاه المستقبل والتحسيب له والتخطيط له والحزن على الماضي .. وكثير من النفعيين يتمني أن يكون لذيا .. وكثير من اللذيين يتمنون أن يكونوا نفعيين حينما ترى مكاسب النفعي وهي حيازة الاشياء وضبطها وادارة الحياة بالعقل لكنه منع نفسه من عفوية الحياة وبساطتها وقد رايت بعض الناس حاول أن يجمع بين اللذه والمنفعه .. ففي بداية حياة عاش على مبدأ المنفعه فاذا وصل الى ما يريد عاش حياة اللذه فهو يحاول أن يجسد مذهب جون ستيورات مل في الجمع بين المنفعه واللذه لكنه عجز .. لان مذهب المنفعه يقتضي اعمال العقل والحيله واقتناص الفرص وضبط الاشياء وهذا يطبع الشخصيه بهذا الطابع فلا تستطيع ان تعيش مذهب اللذه الذي يفترض العيش وفق حاجات اليوم وعدم التفكير في شأن الامس والغد .. 2 - وحينما رأيت افكار الناس عن مذهب اللذه ومذهب المنفعه وجدت أنهم ينقسمون الى ثلاثة اقسام الاول من يدعي أنها ثقافه تنشى من فئه اجتماعيه يصعب على الفئات الاخرى ان تقلدها الثاني من يدعي أنها ثقافة شخصيه بأمكان الانسان أن يغيرها حسب الظروف والطلب الثالث من يدعي أنها جبلة دمويه تنسب الى المورثات الجينيه الخاصه بكل شعب من الشعوب ويستدل على ذالك بقول ابن خلدون ( رأينا من خلق السودان على العموم الخفة و الطيش و كثرة الطرب فتجدهم مولعين بالرقص على كل توقيع موصوفين بالحمق في كل قطر ) وقال في اهل البلاد البارده ( ترى أهلها مطرقين إطراق الحزن و كيف أفرطوا في نظر العواقب حتى أن الرجل منهم ليدخر قوت سنتين من حبوب الحنطة و يباكر الأسواق لشراء قوته ليومه مخافة أن يرزأ شيئاً من مدخره)
1 - كنت اقول ولا زلت أن العالم من حولنا ملي بالافكار وأننا نعيش في عالم الاشياء ولا ندرك عالم الافكار الذي يحيط بنا من كل جانب .. فنحن مثلا نعيش مع الكهرباء ومع الحيوان ومع النبات ومع بني جنسنا كعالم اشياء لا كعالم افكار .. نعرف شكلها الظاهر ولا نعرف حقيقتها الباطنه وصلتها بغيرها من الظواهر .. ما الفرق بين الطبيب والمريض ؟ المريض يشكوا العله ويشعر بالمرض والطبيب يفهم العله لانه يعرف الجسد وخصائصه ومحل الافه فيه .. فالطبيب يعيش في عالم الافكار والمريض يعيش في عالم الاشياء .. الطبيب عنده تصور عن وظائف الاعضاء وارتباط كل عضو بالاخر والافات التى تحدث في العضو ذاته وفي اتصاله بغيره .. فحينما يسمع شكوى المريض يستحضر خارطه الجسد في ذهنه ويحاول أن يكتشف العله والخلل .. لانه يعيش في عالم الافكار لا في عالم الاشياء 2 - وعندما تكون سيارتك متعطله .. تعرف العطل لكنك لا تعرف سببه .. فتذهب الى المختص بالسيارات فيخبرك بالعله من صوت السياره او تشغليها وربما قادها .. ثم يخبرك بالعله .. ما الفرق بينك وبينه ؟ انت تعيش في عالم الاشياء .. وهو يعيش في عالم الافكار .. وعالم الافكار يعني أن عنده تصور للسياره ومحركاتها وطريقة اتصال بعضها ببعض فيعرف السلف ومكوناتها ويعرف علاقته بالمكينه والمروحه والدينمو .. ويعرف مكونات المكينه وعلاقاتها بغيرها .. 3 - حتى نفسك التى بين جنبيك عندما تشكوا الضيق والالم والحزن.. دائما ما تؤنب نفسك وتندم على افعال فعلتها .. وتشعر بالدونيه وكره الذات .. او تشعر بكره الناس ولا تود التواصل معهم .. تشعر بهذه الاشياء لكنك لا تعرف ما خلفها من الافكار .. فتستشير من له خبرة بالنفوس .. ويكون له تصور وخارطه ذهنيه عن مكونات النفس العقل والعاطفه والاراده والجسم والعالم الطبيعي والعالم الاجتماعي .. فهذه الست امور هي مكونات النفس التى تتأثر بها .. ثم يعرف مكونات العقل وأنه ادارك وتخيل وتصور والعاطفه وأنها حب وكره وحياد والاراده وأنها كف واقبال وادبار فهذه تسعة في داخلك ثم يعرف علاقة بعضها ببعض .. وعلاقتها بالجسم الذي هو عباره عن هرمونات واعصاب ومخ تؤثر في الجسد.. وعلاقتها بالعالم الطبيعي من بروده وحراره وغبار وعلاقتها بالعالم الاجتماعي من راحه ونكد وفقر وغني وكرامه واحتقار . الخ .. ثم يحل لك مشكلتك .. لانه يعيش في عالم الافكار لا في عالم الاشياء .. 4 - تعطل جولي مرة فذهبت الى المصلح فقال جوالك اتاه الماء فقلت وما يدريك ؟ فقال هذا العطل لا يأتي الا من الماء .. اداركت عندها أن عنده تصور لمكونات الجوال واتصال بعضها ببعض وسبب اعطاله .. لانه يعيش في عالم الافكار لا عالم الاشياء تميز عن غيره أن لدية خارطه ذهنيه عن الجوال .. فعاش فيها ونماها فتكونت معرفته 5 - عندما تريد أن تتزوج أو تنجب ولدا او تعمر بياتا او تزامل الناس او تصلى او تصوم .. الخ فأنت احد رجلين أما أن تعيش في عالم الافكار فيكون لك خارطه ذهنيه لمكونات الشي الذي تريده واتصال هذه المكونات بعضها ببعض .. او تعيش في عالم الاشياء فليس عندك تصور عن هذا الشي الذي تريده الا نز يسير او معلومات متفرقه غير مترابطه ولم تكون خارطه ذهنيه في دماغك تتخصب بفعل التجربه .. 6 - وبهذا يكون الخلل في حياتنا كلها في اموالنا وازواجنا وابنائنا واجسادنا ونفوسنا وتديننا سببه أننا نعيش عالم الاشياء وعالم الحس اكثر من عالم الافكار ولو أننا كونا تصور فكري لما نعشيه نبنيه مع الليالي والايام حتى يكتمل فنسمى خبراء في هذا الشي لكان لنا شأن اخر ولما عشنا طول حياتنا عالة على الغير يتلاعب بنا كل ما قال أن عنده خبره .. 7 - وطريقة تكوين عالم افكار عن كل شي يحيط بك أن تؤمن بثلاث مبادي الاول أن في كل فعل او اقول او شي تراه فكره كامنه تكون خلفه الثاني أن تلك الفكره مرتبطه بغيرها من الظواهر المحيطه بها الثالث أن ما تراه بعينك وما تعيشيه في حياتك عباره عن منظومه فكريه مترابطه عليك أن تكتشف تلك المنظومه بالتأمل والتبصر .. وأن تفعل في حياتك ثلاث استراتيجيات الاول أن تجمع الافكار الموجوده خلف الظواهر الثاني أن تضم بعضها الى بعض الثالث أن تشكل لكل شي خارطه ذهنيه .. وبهذا تكون خبيرا في هذا الشي .. تكون خبيرا في الابناء في الزواج في الزملاء في بناء المساكن والدور في البيع والشراء في تكوين العلاقات وبناءها في طبائع الناس وامزجتهم في السيارات في النبات في الحيوان في الصخور والجبال .. في كل شي من الحياة .. 8 - خذ مثلا تكوين الخبره في السيارات تحاول أن تعرف مكونات المكينه والكهرباء والمساعدات والعمود ونحوها ثم تحاول أن تعرف علاقة بعضها ببعض ثم تحاول أن ترسم خارطه ذهنيه لهذه الامور في ذهنك ثم تحاول ان ترد اعطال السياره الى تلك الخارطه التى كونها من خلال جمعك لافكار عن السياره وقل مثل هذا في تربية الابناء وطريقة التعامل مع الاصدقاء وطريقة البيع والشرء وطريقة بناء المساكن والدور وطريقة التأثير في الغير وتغيير قناعاتهم .. 9 - ولب هذه الفكره في مبدأ في حياتك تتخذه شعارا وهو خلف كل شي فكره .. وخلف كل فكره منظومه من الافكار .. ويجب علي أن اخترق الحجب كي اكتشف الافكار الكامنه خلف الاشياء .. واطلع على علاقة بعضها ببعض واعرف الافكار المحركه للعالم من حولي .. 10 - يقول مالك ابن نبي كلاما معناه .. الوقت عباره عن بحر كبير يجري في كل الامم وغرف الامم منه على قدر مخزونها الحضاري وافكارها التى تؤمن بها .. فرب امة لا تغترف من الوقت الا حنفة باليد والباقي تضعيه لانها تعيش في عالم الاشياء اكثر من عيشها في عالم
ولاجل أن اكون عمليا لا تنظيرا دعوني اذكر محاولتي للعيش في عالم الافكار في مجال الشان التواصلي مع الخلق .. يظن البعض ان الجلوس مع الناس مضعية للوقت لكنه بالنسبه للخبير الاجتماعي والنفساني امر علمي لانه يحاول أن يجدد ويخصب افكاره عن النفوس وعن المجتمع من خلال قراءة الافكار الكامنه خلف تلك الاقوال والافعال وردات الافعال فهو دائما يجدد خارطته الذهنيه عن النفوس وعن العلاقات وعن المجتمعات وقد كان العلامة على الوردي الباحث الاجتماعي المشهور يجلس معظم وقته في المقاهي ومع الناس ويراقب ويفكر ويبني منظومه فكريه عن النفوس وعن الواقع الاجتماعي المعاش
جميل يا جميل
غيرت فيني اشياء كثيره استمر يا مبدع
لاحظت أنتشار الابيقوريه او مذهب اللذه بأعتبار من يقول أن ابيقور اخلاقي لا شهواني
بين الناس فهم يمدحون ويثنون على من يعيش
بلذة وفق حاجات اليوم ويشبع حاجات الجسد والنفس والشهوات بطريقة الامتلاء
والتوسع والاكثار ..لكنها تعارض عندهم مذهب المنفعه .. فهناك صراع في عقول الناس
بين مذهبي اللذه ومذهب المنفعه ..
مذهب المنفعه شرطه أن تدير حياتك بالعقل والاحتياط واهتبال الفرص وهذا يمنعك عنك
عفويه الحياة وبساطتها والعيش وفق اليوم الحاضر وهذا شأن فئه من الناس
وفئة اخرى لا تملك شي ولا تخطط للغد وتعيش في ظروف اليوم وحاجاته وتملاء نفسها
بالمتعه واللذه والشهوه والعفويه وعدم القلق تجاه المستقبل والتحسيب له والتخطيط له
والحزن على الماضي ..
وكثير من النفعيين يتمني أن يكون لذيا .. وكثير من اللذيين يتمنون أن يكونوا نفعيين
حينما ترى مكاسب النفعي وهي حيازة الاشياء وضبطها وادارة الحياة بالعقل لكنه منع
نفسه من عفوية الحياة وبساطتها
وقد رايت بعض الناس حاول أن يجمع بين اللذه والمنفعه ..
ففي بداية حياة عاش على مبدأ المنفعه فاذا وصل الى ما يريد عاش حياة اللذه
فهو يحاول أن يجسد مذهب جون ستيورات مل في الجمع بين المنفعه واللذه
لكنه عجز .. لان مذهب المنفعه يقتضي اعمال العقل والحيله واقتناص الفرص وضبط
الاشياء وهذا يطبع الشخصيه بهذا الطابع فلا تستطيع ان تعيش مذهب اللذه الذي يفترض
العيش وفق حاجات اليوم وعدم التفكير في شأن الامس والغد ..
2 - وحينما رأيت افكار الناس عن مذهب اللذه ومذهب المنفعه وجدت أنهم ينقسمون الى ثلاثة
اقسام
الاول من يدعي أنها ثقافه تنشى من فئه اجتماعيه يصعب على الفئات الاخرى ان تقلدها
الثاني من يدعي أنها ثقافة شخصيه بأمكان الانسان أن يغيرها حسب الظروف والطلب
الثالث من يدعي أنها جبلة دمويه تنسب الى المورثات الجينيه الخاصه بكل شعب من الشعوب
ويستدل على ذالك بقول ابن خلدون ( رأينا من خلق السودان على العموم الخفة و الطيش و كثرة الطرب فتجدهم
مولعين بالرقص على كل توقيع موصوفين بالحمق في كل قطر )
وقال في اهل البلاد البارده
( ترى أهلها مطرقين إطراق الحزن و كيف أفرطوا في نظر العواقب
حتى أن الرجل منهم ليدخر قوت سنتين من حبوب الحنطة
و يباكر الأسواق لشراء قوته ليومه مخافة أن يرزأ شيئاً من مدخره)
1 - كنت اقول ولا زلت أن العالم من حولنا ملي بالافكار وأننا نعيش في عالم
الاشياء ولا ندرك عالم الافكار الذي يحيط بنا من كل جانب .. فنحن مثلا نعيش مع الكهرباء
ومع الحيوان ومع النبات ومع بني جنسنا كعالم اشياء لا كعالم افكار .. نعرف شكلها الظاهر
ولا نعرف حقيقتها الباطنه وصلتها بغيرها من الظواهر ..
ما الفرق بين الطبيب والمريض ؟
المريض يشكوا العله ويشعر بالمرض والطبيب يفهم العله لانه يعرف الجسد
وخصائصه ومحل الافه فيه .. فالطبيب يعيش في عالم الافكار والمريض يعيش في عالم
الاشياء .. الطبيب عنده تصور عن وظائف الاعضاء وارتباط كل عضو بالاخر والافات التى تحدث
في العضو ذاته وفي اتصاله بغيره .. فحينما يسمع شكوى المريض يستحضر خارطه الجسد
في ذهنه ويحاول أن يكتشف العله والخلل .. لانه يعيش في عالم الافكار لا في عالم الاشياء
2 - وعندما تكون سيارتك متعطله .. تعرف العطل لكنك لا تعرف سببه .. فتذهب الى المختص
بالسيارات فيخبرك بالعله من صوت السياره او تشغليها وربما قادها .. ثم يخبرك بالعله ..
ما الفرق بينك وبينه ؟
انت تعيش في عالم الاشياء .. وهو يعيش في عالم الافكار ..
وعالم الافكار يعني أن عنده تصور للسياره ومحركاتها وطريقة اتصال بعضها ببعض
فيعرف السلف ومكوناتها ويعرف علاقته بالمكينه والمروحه والدينمو .. ويعرف مكونات
المكينه وعلاقاتها بغيرها ..
3 - حتى نفسك التى بين جنبيك عندما تشكوا الضيق والالم والحزن.. دائما ما تؤنب نفسك
وتندم على افعال فعلتها .. وتشعر بالدونيه وكره الذات .. او تشعر بكره الناس ولا تود التواصل
معهم .. تشعر بهذه الاشياء لكنك لا تعرف ما خلفها من الافكار ..
فتستشير من له خبرة بالنفوس .. ويكون له تصور وخارطه ذهنيه عن مكونات النفس
العقل والعاطفه والاراده والجسم والعالم الطبيعي والعالم الاجتماعي .. فهذه الست
امور هي مكونات النفس التى تتأثر بها .. ثم يعرف مكونات العقل وأنه ادارك وتخيل وتصور
والعاطفه وأنها حب وكره وحياد والاراده وأنها كف واقبال وادبار فهذه تسعة في داخلك
ثم يعرف علاقة بعضها ببعض .. وعلاقتها بالجسم الذي هو عباره عن هرمونات واعصاب ومخ
تؤثر في الجسد.. وعلاقتها بالعالم الطبيعي من بروده وحراره وغبار وعلاقتها بالعالم الاجتماعي
من راحه ونكد وفقر وغني وكرامه واحتقار . الخ .. ثم يحل لك مشكلتك .. لانه يعيش في عالم
الافكار لا في عالم الاشياء ..
4 - تعطل جولي مرة فذهبت الى المصلح فقال جوالك اتاه الماء فقلت وما يدريك ؟
فقال هذا العطل لا يأتي الا من الماء .. اداركت عندها أن عنده تصور لمكونات الجوال
واتصال بعضها ببعض وسبب اعطاله .. لانه يعيش في عالم الافكار لا عالم الاشياء
تميز عن غيره أن لدية خارطه ذهنيه عن الجوال .. فعاش فيها ونماها فتكونت معرفته
5 - عندما تريد أن تتزوج أو تنجب ولدا او تعمر بياتا او تزامل الناس او تصلى او تصوم .. الخ
فأنت احد رجلين أما أن تعيش في عالم الافكار فيكون لك خارطه ذهنيه لمكونات الشي الذي
تريده واتصال هذه المكونات بعضها ببعض .. او تعيش في عالم الاشياء فليس عندك تصور عن
هذا الشي الذي تريده الا نز يسير او معلومات متفرقه غير مترابطه ولم تكون خارطه ذهنيه
في دماغك تتخصب بفعل التجربه ..
6 - وبهذا يكون الخلل في حياتنا كلها في اموالنا وازواجنا وابنائنا واجسادنا ونفوسنا وتديننا سببه
أننا نعيش عالم الاشياء وعالم الحس اكثر من عالم الافكار ولو أننا كونا تصور فكري لما نعشيه
نبنيه مع الليالي والايام حتى يكتمل فنسمى خبراء في هذا الشي لكان لنا شأن اخر ولما عشنا
طول حياتنا عالة على الغير يتلاعب بنا كل ما قال أن عنده خبره ..
7 - وطريقة تكوين عالم افكار عن كل شي يحيط بك أن تؤمن بثلاث مبادي
الاول أن في كل فعل او اقول او شي تراه فكره كامنه تكون خلفه
الثاني أن تلك الفكره مرتبطه بغيرها من الظواهر المحيطه بها
الثالث أن ما تراه بعينك وما تعيشيه في حياتك عباره عن منظومه فكريه مترابطه
عليك أن تكتشف تلك المنظومه بالتأمل والتبصر ..
وأن تفعل في حياتك ثلاث استراتيجيات
الاول أن تجمع الافكار الموجوده خلف الظواهر
الثاني أن تضم بعضها الى بعض
الثالث أن تشكل لكل شي خارطه ذهنيه ..
وبهذا تكون خبيرا في هذا الشي ..
تكون خبيرا في الابناء في الزواج في الزملاء في بناء المساكن والدور في البيع والشراء
في تكوين العلاقات وبناءها في طبائع الناس وامزجتهم في السيارات في النبات في الحيوان
في الصخور والجبال .. في كل شي من الحياة ..
8 - خذ مثلا تكوين الخبره في السيارات
تحاول أن تعرف مكونات المكينه والكهرباء والمساعدات والعمود ونحوها
ثم تحاول أن تعرف علاقة بعضها ببعض
ثم تحاول أن ترسم خارطه ذهنيه لهذه الامور في ذهنك
ثم تحاول ان ترد اعطال السياره الى تلك الخارطه التى كونها من خلال جمعك لافكار عن السياره
وقل مثل هذا في تربية الابناء وطريقة التعامل مع الاصدقاء وطريقة البيع والشرء وطريقة بناء
المساكن والدور وطريقة التأثير في الغير وتغيير قناعاتهم ..
9 - ولب هذه الفكره في مبدأ في حياتك تتخذه شعارا وهو
خلف كل شي فكره .. وخلف كل فكره منظومه من الافكار .. ويجب علي أن اخترق
الحجب كي اكتشف الافكار الكامنه خلف الاشياء .. واطلع على علاقة بعضها ببعض
واعرف الافكار المحركه للعالم من حولي ..
10 - يقول مالك ابن نبي كلاما معناه ..
الوقت عباره عن بحر كبير يجري في كل الامم وغرف الامم منه على قدر مخزونها الحضاري
وافكارها التى تؤمن بها .. فرب امة لا تغترف من الوقت الا حنفة باليد والباقي تضعيه
لانها تعيش في عالم الاشياء اكثر من عيشها في عالم
ولاجل أن اكون عمليا لا تنظيرا دعوني اذكر محاولتي للعيش في عالم الافكار
في مجال الشان التواصلي مع الخلق .. يظن البعض ان الجلوس مع الناس مضعية للوقت
لكنه بالنسبه للخبير الاجتماعي والنفساني امر علمي لانه يحاول أن يجدد ويخصب افكاره
عن النفوس وعن المجتمع من خلال قراءة الافكار الكامنه خلف تلك الاقوال والافعال وردات
الافعال فهو دائما يجدد خارطته الذهنيه عن النفوس وعن العلاقات وعن المجتمعات وقد كان
العلامة على الوردي الباحث الاجتماعي المشهور يجلس معظم وقته في المقاهي ومع الناس
ويراقب ويفكر ويبني منظومه فكريه عن النفوس وعن الواقع الاجتماعي المعاش
صناعة الشيء من لا شيء