* باقة أزهار لمار يوسف البار *- اليوم الخامس عشر - ١٥ / ٣ آذار

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 17 ต.ค. 2024
  • شهر آذار المخصص لأكرام القديس يوسف
    باقة أزهار لمار يوسف البار *
    اليوم الخامس عشر -
    ( تأمل في ما أحتمله القديس يوسف )
    قال احد العلماء : حيثما كان يسوع كان هناك صليبه ايضا . لقد كان يوسف ومريم قبل ولادة يسوع ,عائشين عيشة هادئة وان فقرية .لكنهما حالما حصلا على يسوع , خسرا الراحة . واذ لا يمتلك يسوع خلواً من صليبه .يتصور الناس , وكأنهم على الحق , بأن مار يوسف كان أسعد القديسين . نعم ولكن لاننسى انه كان ايضا اكثرهم احتمالاً وصبراً . حيث نزلت به اول محنة بضعة اشهر بعد عقد قرانه عى مريم ., طعنت فؤاده الحنون ومزقت قلبه الطاهر , وذلك لانه كان يجهل الاعجوبة التي تمت في مستودعها بقوة العلي . وإذ كانت العذراء , بتواضعها العميق قد وكلت امرها الى الله , لم تنبس بكلمة قط ولم تكاشف قرينها بتلك المعجزة , لذلك شد ما كانت دهشته لدى معرفته حالة خطيبته اليافعة , تلك التي كان يحتسبها زنبق النقاء ومعين الطهر بل ملاكاً مجسماً .. اخذت الافكار السوداء تتلاطم في نفسه كبحر عجاج ! اذ كيف كان يمكنه ان يشك بفضيلة مريم وهو مقتنع من سمو فضائلها وقداسة سيرتها . إنما حالتها وسكوتها كانا يشهدان عليها ! لذلك كانت الحيرة قد استولت عليه واخذت من نفسه كل مأخذ ان أقام معها خالف الشريعة ,وان اطلق سبيلها , عرّضها لخطر الموت فشهامته على شرف مريم الذي هو شرفه وتمسكه الشديد بناموس موسى ألهماه واسطة بها يحافظ عليها وهي ان يخليها سراً ويذهب الى ارض غريبة يعيش فيها حتى موته . يا لحكمتك ايها البار ويا لشفقتك ! فبينما كان على وشك إجراء قصده الحماسي الرحمة الالهية هذا البار الغيور فأوفدت إليه ملاكاً اطلعه على اسرار الله والعظائم التي تمت في بيته و في خطيبته وعلى الوظيفة السامية التي اختاره الله لها . فأستبشرَ يوسف بهذه البشرى وسرٌى عن همومه وآمن بكلما قاله له الملاك في الحلم .
    لم تتبدد المحنة الاولى حتى عقبتها محنة ثانية كان تأثيرها اشد وقعاً على قلبه الابوي .ان الملاك بشره بأن المولود من خطيبته البتول هو ( أبن العلي )و ها هو ذا يولد في مغارة كأفقر الفقراء باكياً متوجعاً . وهو ( مخلص العالم )وسيعتق شعبه اسرائيل من اسر الخطية , واذا بالملاك يظهر له ثانية ويأمره بأن يُسرع ويهرب به الى مصر لان هيروس الملك عزم على ان يهلكه .الملاك بشر مريم بأن إبنها سيكون عظيماً وان الله سوف يعطيه عرش داؤد ابيه ولا يكون لملكه انقضاء . ويوسف لايرى سوى طفلاً صغيراً مضطراً كالعبيد الى الكدح والتعب ليأكل خبزه حتى الـ 30 من عمره ! محن أثر محن تتوالى على رأس هذا البار ! متناقضات محفوفة بالابهام تقف كحجر عثرة و شك امام ايمانه وامانته ! ولكن رغم تلك الصعوبات لم يتزعزع ايمان اكبر المؤمنين , انظروا الى يوسف تشاهدوه قائماً بأعباء وظيفته احسن قيام مع يسوع وامه , غير معترض و لا مطالب بالعجائب حتى ولا بالاشياء العادية الحاصل عليها سائر البشر , بل بالعكس نرى قوة ايمانه تتضاعف , نيران حبه ليسوع تضطرم ,واشواق قلبه الى خدمة مريم تستعر , وقد عزم على مشاطرة عائلته الصغيرة احزانها واوجاعها وسائر بلاياها ولو التزم ان يتجرع من جرائها كأس الموت .عرف يوسف بان يسوع سيخلص العالم بآلامه وموته من خلال نبوة سمعان الشيخ .بالرغم من ذلك فقد لبث هاديء البال , خاضعاً تماماً لأرادة الله في السراء كما في الضراء .ياللمثل السامي لكل المتألمين ! ياللدرس العظيم لكل المتذمرين .
    .... خبر ....
    يؤكد الروح القدس بأن الطاعة تنتصر على الصعوبات وبرهاناً على ذلك :يحكى ان كاهناً دُعيَ يوماً لزيارة رجل مشهور بسوء سلوكه . فأسرع الكاهن وهو حائر لايعرف كيف يفاتح تلك النفس الشقية بأمر توبتها . فعند دخوله غرفة المريض خرجت المرأة وتركت الكاهن وحده مع قرينها .فرحّبَ المريض بالكاهن واعلمه بأنه كان ينتظره ليعترف بخطاياه . فتعجب الكاهن وارتقش فرحاً لهذه الملاقات التي اتت خلاف المأمول . فأشار الرجل الى امرأته وقال : تلك هي الملاك الذي أثٌرَ فيٌ وارجعني الى ربي وذلك بسكوتها واحتمالها فأنها مدة 30 عاما قد كانت حملاً صامتاً لم تفتح فاها بكلمة واحدة لتتشكى من المعاملة القاسية التي عاملتها بها .وكم حاولت بشراسة اخلاقي ان اغيظها وازعجها بسوء معاملتي ,لكنها بقيت خاضعة لجميع اوامري , ممتثلة ادنى رغباتي , وعوض ان انتصر عليها برداءة تصرفي فقد انتصرت هي عليٌ وغلبتي بصبرها وطول اناتها . فكلما زدتُ في معاملتها اساءة تقابلني بالبشاشة والسكوت والعمل بأرادتي . فكأنها ما اتت عندي إلاٌ لتتعذب . بالحقيقة إن الديانة التي تحدو المرء على مثل هذه الفضائل السامية لهي ديانة ألهية حقيقية ,,اني اندب سوء حظي لكوني لم اعرف هذ الديانة ولم أسر بموجب وصاياها . اما الان فأني اريد ان اعترف بذبوني واموت مؤمناً بالله وخاضعاً لاوامر ديانة امرأتي . قال هذا واعترف اعترافاً نصوحاً وانهى حياته بشواعر التوبة الحقيقية . فالطوبى للزوجة التي بطاعتها وصبرها واحتماله تخلص نفس قرينها وتجعله سعيداً في الدارين .
    .... إكرام ....
    لنطلب دائماً عون مار يوسف على احتمال جميع البلايا بصبر وخضوع تامين لارادة الله الذي يُخرج من الشدة أجراً عظيماً .
    .... صلاة ....
    ايها القديس الجليل يامثال الطاعة الكاملة والخضوع المُطلق لاوامر الله .يا من قد احتملت شدائد عديدة حباً ليسوع ومن اجل يسوع , علمني ان اقبل برضى المحن التي يرسلها الله تعالى اليٌَ للتكفير عن ذنوبي العديدة وخطاياي الجسيمة . واستمد لي النعمة بأن أعتبر فضيلة حق الاعتبار واتمتع بفوائدها الثمنية في الدنيا والآخرة .. آمين .

ความคิดเห็น • 5