خطبة الجمعة صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 9 ม.ค. 2025
  • أولا صلو على رسول الله صلى الله عليه وسلم
    شكراً على المشاهدة
    *خطبة عن صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان*
    الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وفضّله على كثيرٍ ممن خلق، وجعل العقل زينة له وعنوانًا للتميّز والإبداع، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
    **أما بعد، عباد الله**،
    أوصيكم ونفسي المقصّرة بتقوى الله، فهي مفتاح كل خير، يقول الله تعالى: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا" [البقرة: 269].
    أيها الأحبة،
    إن صناعة العقول هي الركيزة الأساسية في بناء الإنسان وإعماره للأرض، فهي التي ترتقي به من دركات الجهل إلى أفق العلم والمعرفة. العقل هو ما ميّز الله به الإنسان عن سائر المخلوقات، وهو أعظم نعم الله عليه. فبالعقل يفكر الإنسان، وبالعلم يبني مجتمعه، وبالحكمة يُحسن التصرف.
    *صناعة العقول تبدأ بالتربية والتعليم*
    إن تنشئة العقول تبدأ منذ الصغر، في البيت والمدرسة والمسجد. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" [رواه البخاري ومسلم]. وهذا دليل واضح على أهمية البيئة في تشكيل عقل الإنسان. فكل كلمة يسمعها الطفل، وكل موقف يشاهده، وكل تجربة يخوضها، تسهم في تشكيل عقله وبناء شخصيته.
    *العلم أساس بناء العقول*
    أيها الإخوة الكرام،
    لقد رفع الإسلام من شأن العلم والعلماء، فقال الله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" [الزمر: 9]. فالعلم هو نور يهدي الإنسان في ظلمات الجهل، وهو مفتاح الحضارة والرقي.
    ولا يخفى على أحدٍ أن الأمم التي اهتمت بتعليم أبنائها وصقلت عقولهم قد بلغت ذرى المجد، وأصبحت لها السيادة على العالم. فبناء العقول لا يقتصر على تحصيل المعلومات فقط، بل يشمل تطوير مهارات التفكير، وتنمية القيم الأخلاقية، وتعزيز الإبداع.
    *صناعة العقول وأثرها في بناء المجتمعات*
    أيها المسلمون،
    عندما يُبنى العقل، يُبنى معه الإنسان القادر على اتخاذ القرارات السليمة، الذي يساهم في بناء مجتمعه، ويعمل من أجل رفعة وطنه وأمته. فالعقل الواعي يدرك قيمة الوقت، ويسعى لتحقيق الأهداف بجد وإخلاص.
    وإننا اليوم بحاجة ماسّة إلى عقول نيّرة تبني ولا تهدم، تعمل ولا تتكاسل، تخترع ولا تقلد. نحن بحاجة إلى علماء في كل مجالات الحياة: في الطب والهندسة والتكنولوجيا والفنون والآداب.
    *الختام والدعاء*
    أيها الأحبة،
    لنحرص على تنمية عقولنا وعقول أبنائنا، ولنغرس فيهم حب العلم والعمل، ولنذكّرهم دائمًا بأنهم خلفاء الله في الأرض، وأن أعظم استثمار هو الاستثمار في الإنسان.
    نسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير، وأن يجعلنا من أهل العلم والعمل، وأن يعيننا على بناء عقولنا وعقول أمتنا بما يرضيه عنا.
    هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو زلل فمني ومن الشيطان. وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

ความคิดเห็น • 16