عداوة ابو لهب لرسول الله محمد ﷺ ج1

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 8 ก.ย. 2024
  • عداوة ابو لهب لرسول الله محمد ﷺ
    كان أبو لهب وزوجته يسكنان في بيت مجاور للنبي محمد، وقد ناصباه هو وزوجته، ولم يراعيا حقًّا للقرابة والجوار، حيث لم يكتفِ بتخاذله عن نُصْرَةِ ابن أخيه وحمايته، بل عاداه وحاربه واجتهد في صَدِّ الناس عنه. فكانت زوجته تحمل الشَّوك في الليل وتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم الذي يسلك منه إلى بيته ليعقر قدميه.
    وكانت أيضًا امرأة سليطة تبسط فيه لسانها، وتطيل عليه الافتراء والدس، وتُؤَجِّج نار الفتنة، ومنه ما رواه البخاري ومسلم عن جندب بن سليمان أنه قال: «اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يَقُمْ لَيْلَة أَو ليلتين، فأَتت امرأَةٌ - وهي أم جميل - فقالت: يا مُحَمَّدٌ ما أَرى شيطانك إلَّا قد تركك؛ فأَنزل الله عز وجل: ﴿وَالضُّحَى ١ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ٣﴾ [الضحى:1-3]».
    بالرغم من ذلك فإن أبا لهب هو الذي أعتق جاريته ثويبة لَمَّا بشَّرته بميلاد ابن أخيه محمد ﷺ فرحًا به، ومع هذا كان بعد ذلك من أشدِّ الناس عداوة له، وقد بلغ من أمر أبي لهب أنه كان يتبع النبي في الأسواق، والمجامع، ومواسم الحج ويكذِّبه.
    كان أبو لهب رجلًا موسرًا جمع مالًا طائلًا، وكان يُعَدُّ من الطبقة الوجيهة المعروفة من قريش، وكانت له طبيعة غير طبيعة إخوته، فإخوته يطلبون السيادة والشرف والعزة بالخلق العربي الصميم، وهو يطلب المال والدنيا، وفيه أثرة، وحب الذات، ومن يكون كذلك يميل دائمًا إلى الابتعاد عما يثير المتاعب
    ومما يدلُّ على هذا العداء ويقويِّه أن النبي صلى الله عليه وسلم زوَّج بنتين من بناته - وهما أم كلثوم ورُقَيَّة - إلى ولدين من أولاد أبي لهب، وكان ذلك قبل البعثة النبوية، فكانت السيدة رُقَيَّة عند عُتْبَة؛ والسيدة أم كلثوم عند عُتَيْبَة، فلما جاءه الوَحيُ قال أبو لهب وزوجته: اشغلوا محمدًا بنفسه، وأمَرا ابناهما بطلاق بنتَي النبي ﷺ.
    وبسبب هذه العداوة أنزل الله في أبي لهب وزوجته سورة المسد، يخبره بعاقبة أبي لهب وزوجته في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ١ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ٢ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ٣﴾ [المسد:1-3] ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ٤ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ٥﴾
    كان أول من جهر برفضه الإسلام لما جهر النبي محمد بدعوته، ولم يكتف بالمعارضة الصريحة بل عضدها بالعمل والكيد، فقد مارس شتى أنواع أذى النبي وصد الناس عنه. بل إن أبا لهب لم يدخل مع قومه شعب بني هاشم لما حاصرتهم قريش فيه، ولما لم يستطع الخروج مع قريش لقتال النبي يوم بدر استأجر بدلاً منه العاص بن هشام بن المغيرة بأربعة آلاف درهم.
    أبناؤه وبناته
    كان له ثلاثة أبناء وثلاث بنات:
    عتبة بن أبي لهب.
    معتب بن أبي لهب.
    عتيبة بن أبي لهب.
    درة بنت أبي لهب.
    عزة بنت أبي لهب.
    خالدة بنت أبي لهب.
    وقد أسلم الأولاد يوم فتح مكة، وشهدا حنيناً والطائف، وأما «عُتيبة» فلم يسلم، وكانت أم كلثوم بنت رسول الله عنده، وأختها رُقية عند أخيه عُتبة، فلما نزلت السورة قال أبو لهب لهما: رأسي ورأسكما حرام إِن لم تطلقا ابنتي محمد، فطلقاهما وتزوجهما فيما بعد عثمان بن عفان (ولم يجمع بينهما). ولما أراد «عُتيبة» - بالتصغير - الخروج إلى الشام مع أبيه قال: لآتينَّ محمدا وأوذينَّه فأتاه فقال يا محمد: إِني كافر بالنجم إِذا هوى، وبالذي دنا فتدلى، ثم بصق أمام النبي وطلَّق ابنته أم كلثوم فغضب ودعا عليه فقال: « اللهم سلط عليه كلباً من كلابك »، فافترسه الأسد.
    وفاته
    توفي أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليالٍ بمرضٍ معدٍ كالطاعون يسمى «العدسة» وبقي ثلاثة أيام لم يدفن حتى أنتن، وقد كانت العربُ آنذاكَ تخشى هذا المرض، وحيث أنَّه مرضٌ معدٍ، رفضَ ابنا أبي لهبٍ تغسيلَ ودفنَ أبيهم، وبقي في حجرته حتى أنتن وفاحت رائحته، ثمَّ بعد ذلك جاء رجلٌ وعابَ على أبنائه صنيعهم هذا، وأخبرهم أنَّه سيعاونهم في تغسيله ودفنه، وبالفعلِ غسَّلوه من بعيدِ قذفًا بالماء، ثمَّ حملوهُ وألقوه في أعلى مكةَ عند جدارٍ، وقذفوا عليه الحجارةَ. ويرى المسلمون بأن سورة المسد هي معجزة بحد ذاتها، إذ أنها توعدت أبا لهب وزوجته بعذاب نار جهنم خالدين فيها أبداً.

ความคิดเห็น • 1