من وصف العين بأنها تصيب بالضرر، ليس الله، ولا رسول الله (لأن الله إن لم يخبره بشيء من الغيب فلن يعلمه من نفسه. ولو أخبر الله الرسول بشيء فسنقرأه كقرآن، وليس هناك وحي خاص بالرسول لم يخبرنا به) ووصف العين لم يقل به عالم من علماء العلم. إذا، وصف العين جاء من جهلة يروجون للعين لكسبهم ومنافعهم كونهم يمثلون (المعالجين) أو من جهلة مساكين ممن يظنون أن ما يصيبهم من أمراض وأضرار لا يعرفون لها سبباً هي بسبب العين. فتعريف العين وأثرها وكل ما يتعلق بها لا أساس له. كثرة القصص عن العين ومن أصيب بها ومن برئ منها لا يعني أن العين موجودة. لأن القصص تروج وسط أي مجتمع يؤمن بشيء معين ولو لم يكن صحيحاً. فمن يؤمن بتناسخ الأرواح لديهم أدلة (دامغة) لهم تؤكد حقيقة تناسخ الأرواح عبر أحداث يروونها ويؤكدون وقوعها. ومن يؤمن بالمسيحية لديهم قصص لا تنتهي بظهور ميري والدة يسوع. ومن يؤمن بوجود الأطباق الطائرة ينتشر بينهم قصص عن احداث لا تنتهي عن زوار من الفضاء ومركبات ...الخ. وهؤلاء وغيرهم مثلهم مثل من يؤمن بالعين وتنتشر بينهم قصص عن أحداث شهدوها وعاينوها.. لكن هذه القصص ( وإن كانت تستحوذ على عقول البسطاء والخبثاء المنتفعين) فهي لاتزيد عن قصص مختلق لا أساس له أو فهم مغلوط لظاهرة أو وضع مختلف لا علاقة له بما نسب له. فالعين لا يمكن القول بأنها موجودة لولجود من يؤمن بها، وانتشار القصص عنها. لأن تعريفها لم يصدر من مختص علمياً، وقبل ذلك لأن الله جل شأنه لم يقل بها ولا رسوله. ولأن ما يقال من تأثيرها لم يثبت أبداً. ولأن المعالج لايملك معرفة خاصة وعملية كالطبيب . وما هو سوى دجال مستفيد استغل خرافة انتشرت بين الناس لربحه المادي. ولأن الطب الحديث يعرف كل الأمراض التي يظن بعض الناس أنها بسبب العين. ويعرف أسبابها وعلاجها والتي لا شأن لما يسمى بالعين فيها. وفوق كل هذا. لو أن من يؤمن بتأثير العين لم ينسبها لدين الله فللناس فيما يعشقون مذاهب. ولهم أن يؤمنوا بما يشاؤوون. لكن المشكلة هي أن من يؤمن بالعين يجعل من إنكارها إنكار للدين وهذا تجن فاضح على الله ودينه وللأسف أصبح من ينادي بتطهير الدين منه هو المارق من الدين وليس من ألصق في الدين ما ليس فيه. سنأتي على الآيات التي يستشهد بها من يؤمن بالعين المعوذات (كما يسميها الناس) هي أهم الآيات التي يستشهد بها الناس على العين. المعوذات هي سورتي الفلق والناس. والسورتان تبدآن بـــ "قل" مما يعني بداهة أنهما نزلتا للإجابة على سؤال. وبما أنهما مكيتان فالسائل هم قريش. والسؤال يمكن فهمه من الجواب (نص السورتين). قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس. والسؤال هو: بمن نعوذ إذاً؟ والسورتان نزلتا بعد سورة الجن التي ورد فيها: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً{6} والآية كما نرى تذكر ما كان يحدث. وهو أن هناك بعض الناس يعتقدون أن الجن يتدخلون بحياتهم فكانوا يعوذون بهم لئلا يؤذوهم. ولكن الآية لا تقول هذا يحدث فعلاً. وتقول أن الاستعاذة بالجن من الجن لم ينفع المستعيذ بل زاده رهقا. مثلما هو حاصل الآن الإيمان بالعين ارهق الناس وأتعبهم وأدخل الوساس لأنفسهم وهو غير موجود. وقد ورد أن العرب كانت تستعيذ بالجن في سفرها. ومن ذلك أن الراكب في الصحراء إذا ما نزل وادياً، وشعر بالضيق النفسي والوحشة من المكان الموحش قال: أعوذ بسيد هذا الوادي (من الجن) من سفهاء قومه. وهو في الحقيقة لم ير جناً ولكنه شعر بالوحشة من قفر الصحراء وخلوها من الإنس والأنيس مما جعل كل شيء ترائى له أنه جني. ويبدوا أنه بعد نزول سورة الجن جاء الناس للرسول وسألوه بمن نستعيذ إذا؟ فنزلت سورة الفلق: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ{1} مِن شَرِّ مَا خَلَقَ{2} وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ{3} وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ{4} وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ{5} والسورة تقول أن الاستعاذة تكون بالله وحده. مثلما أن طلب العون يكون من الله وحده وهذا لا يعني أن السورة تقر بوجود تأثير الجن على البشر أو وجود العين. فالاستعاذة في السورة تكون من كل ما يحيط المرء من شر. من كل ما خلق. والسورة تقول هناك نفاثات في العقد لأن خرافة السحر بمعناه الشائع كانت موجودة قبل زمن الرسول. والسورة تستعيذ من شرهم كونهم قد يتسببون بضرر لشخص بما يسقونه من سموم وليس بما يحضرون له من سحر وهو بعيد. وتقول السورة أن من يعتقد لوجود قوة للمشعوذين فليستعيذ بالله منهم وهذا وحده كاف لصد أي أذى. هذا ينفي وجود قواهم الخفية لأنه لو كان لهم قوى خفية فلن يمنعها مجرد قول الإنسان أعوذ بالله من شرهم أو قراءته للسورة. ولكن السورة تقول للناس في ذلك الزمن. أن كل ما يفعلونه يكفي لإلغائه قراءة السورة. يعني بعبارة أخرى: ما تعتقدون أن للنفاثات من قوة هو في الجقيقة لا وجود له. عليكم فقط قراءة السورة ولن يضروكم. وتستعيذ السورة من الحاسد. فمن يحسدني قد يتسبب لي بالمتاعب ليس بواسطة جني ولكن بمقلب شيطاني يدبره لي ويلفقه علي. ومثل الفلق سورة الناس: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ النَّاسِ{2} إِلَهِ النَّاسِ{3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ{6} تستعيذ السورة بالله من الوساوس وهي كل ما يجول بذهن الإنسان وبعضها قد يكون لتدبير مقتل لشخص آخر أو مقلب أو ضرر. وهذا ليس عين ولكن تدبير شيطاني حقيقي. سواء ظننا أنه من الجنة وعالم مخفي أو من الناس. هذا ليس تقرير بوجود قوى جنية تؤثر فينا ولكن السورة تحكي وضع الناس المهم هو أن السورتان تقولان للناس إن من يريد الاستعاذة بأي شيء يعتقد وجوده - ولو لم يكن له وجود - فعليه أن يستعيذ بالله منه ولا يستعيذ بغير الله. وفي هذه الحالة فعلى كل من يؤمن بوجود العين أو السحر ألا يذهب لرجل دين يستغل مشاكل الناس للكسب، ولا لساحر ولا عراف بل عليهم أن يستعيذوا بالله وسوف تنتهي معاناتهم وسيشفون مما يعتقدون . هذه النقطة هامة جدا فكل من يستشهد بسورتي الفلق والناس فالحجة تقوم عليه لو ذهب لرجل دين أو مشعوذ لأنه يجب عليه أن يستعيذ بالله فقط ولا يستعيذ أو يستعين بغيره من البشر. فكل من يظن أنه مسحور أو به عين يحرم عليه أن يذهب لأي بشر ليتفل عليه ويرقيه بل عليه أن يستعين بالله ويستعيذ به وهو كاف لعلاجه. ومن ذهب لغير الله فقد كذب بكلام الله وعصاه.
المختصر المفيد من يستغل الناس فهو يتاجر باسم الله. ومن يذهب للمتاجر باسم الله فقد عصى الله. لأن السورتين تأمرانه بأن يستعيذ بالله بنفسه ولا حاجة له للذهاب لغيره ليستعيذ الله له بديلا عنه ويتفل عليه أو يضربه. القرآن يقول: قل أعوذ برب الفلق ، قل أعوذ برب الناس. ولو ذهبت لبشر تحت أي مسى أو قناعة فأنت اعتقدت أن هذا البشر لديه قدرة على علاجك (هي ليست طب وعلم) ولكن قدرة خفية . هنا نسأل: من اين اكتسب قدرته. إن كانت من دراسة أكاديمية فهو عالم نفس ولن يعالج مرضاه بالتفل عليهم وقراءة آيات مخلوطة بكلام مطلسم. وإن كان البشر يعالج الناس بغير القرآن فهو دجال ولو تسمى باسم الله. لأن السورتين تقولان أن الاستعانة بالله تكون مباشرة بلا وسيط. ومجرد البحث عن الاستعانة بالله بواسطة فهي معصية من المريض لله وطلب الاستعانة عبر وسيط. وجعل الوسيط وكأنه اقرب لله من المريض. لو وجد شخص يقوم بتلاوة القرآن على المرضى. فهو إما يأخذ مقابل علاجه أو لا يأخذ ويقوم به خدمة لوجه الله. من يأخذ فهو تاجر باسم الله. ومن لا يأخذ ساعد في وجود ظاهرة المتاجرة باسم الله. حتى عالم النفس لو رغب في إدخال قراءة القرآن في علاجه فعليه أن يوصي المريض بأن يقرأ القرآن ولا يقوم الطبيب بقراءة القرآن على المريض كجزء من العلاج لأنه لو فعل فهو يساعد على وجود الظاهرة المعروفة بالرقية. كل من يرغب في معاونة الناس في الشفاء بواسطة القرآن عليه ألا يقوم بقراءة القرآن عليهم. بل عليه أن يشجعهم أن يقرأوا القرآن بأنفسهم. في هذه الحالة هو أطاع الله وحارب ظاهرة المتاجرة بالدين وقطع الطريق على من سيستغل العامة. نعم للتشجيع على تلاوة القرآن والاعتقاد بقدرته على التأثير النفسي لكن بشرط أن يقرأه المريض بنفسه. ولا لقراءة القرآن على الغير لأنها تشرعن المتاجرة بالدين وعصيان لأمر السورتين. وكل من يود نشر تلاوة القرآن للعلاج ولوجه الله عليه أن يشجع الناس القراءة على أنفسهم، وعليه محاربة أي نوع من أنواع معالجة الغير . إبن قرناس
قراءة طيبة تريح القلب
❤❤❤
.my family dua Fatima ❤ ameen Noman 8
من وصف العين بأنها تصيب بالضرر، ليس الله، ولا رسول الله (لأن الله إن لم يخبره بشيء من الغيب فلن يعلمه من نفسه. ولو أخبر الله الرسول بشيء فسنقرأه كقرآن، وليس هناك وحي خاص بالرسول لم يخبرنا به) ووصف العين لم يقل به عالم من علماء العلم. إذا، وصف العين جاء من جهلة يروجون للعين لكسبهم ومنافعهم كونهم يمثلون (المعالجين) أو من جهلة مساكين ممن يظنون أن ما يصيبهم من أمراض وأضرار لا يعرفون لها سبباً هي بسبب العين. فتعريف العين وأثرها وكل ما يتعلق بها لا أساس له.
كثرة القصص عن العين ومن أصيب بها ومن برئ منها لا يعني أن العين موجودة. لأن القصص تروج وسط أي مجتمع يؤمن بشيء معين ولو لم يكن صحيحاً. فمن يؤمن بتناسخ الأرواح لديهم أدلة (دامغة) لهم تؤكد حقيقة تناسخ الأرواح عبر أحداث يروونها ويؤكدون وقوعها. ومن يؤمن بالمسيحية لديهم قصص لا تنتهي بظهور ميري والدة يسوع. ومن يؤمن بوجود الأطباق الطائرة ينتشر بينهم قصص عن احداث لا تنتهي عن زوار من الفضاء ومركبات ...الخ. وهؤلاء وغيرهم مثلهم مثل من يؤمن بالعين وتنتشر بينهم قصص عن أحداث شهدوها وعاينوها.. لكن هذه القصص ( وإن كانت تستحوذ على عقول البسطاء والخبثاء المنتفعين) فهي لاتزيد عن قصص مختلق لا أساس له أو فهم مغلوط لظاهرة أو وضع مختلف لا علاقة له بما نسب له.
فالعين لا يمكن القول بأنها موجودة لولجود من يؤمن بها، وانتشار القصص عنها. لأن تعريفها لم يصدر من مختص علمياً، وقبل ذلك لأن الله جل شأنه لم يقل بها ولا رسوله. ولأن ما يقال من تأثيرها لم يثبت أبداً.
ولأن المعالج لايملك معرفة خاصة وعملية كالطبيب . وما هو سوى دجال مستفيد استغل خرافة انتشرت بين الناس لربحه المادي.
ولأن الطب الحديث يعرف كل الأمراض التي يظن بعض الناس أنها بسبب العين. ويعرف أسبابها وعلاجها والتي لا شأن لما يسمى بالعين فيها.
وفوق كل هذا. لو أن من يؤمن بتأثير العين لم ينسبها لدين الله فللناس فيما يعشقون مذاهب. ولهم أن يؤمنوا بما يشاؤوون. لكن المشكلة هي أن من يؤمن بالعين يجعل من إنكارها إنكار للدين وهذا تجن فاضح على الله ودينه وللأسف أصبح من ينادي بتطهير الدين منه هو المارق من الدين وليس من ألصق في الدين ما ليس فيه.
سنأتي على الآيات التي يستشهد بها من يؤمن بالعين
المعوذات (كما يسميها الناس) هي أهم الآيات التي يستشهد بها الناس على العين.
المعوذات هي سورتي الفلق والناس. والسورتان تبدآن بـــ "قل" مما يعني بداهة أنهما نزلتا للإجابة على سؤال. وبما أنهما مكيتان فالسائل هم قريش. والسؤال يمكن فهمه من الجواب (نص السورتين). قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس. والسؤال هو: بمن نعوذ إذاً؟
والسورتان نزلتا بعد سورة الجن التي ورد فيها: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً{6} والآية كما نرى تذكر ما كان يحدث. وهو أن هناك بعض الناس يعتقدون أن الجن يتدخلون بحياتهم فكانوا يعوذون بهم لئلا يؤذوهم. ولكن الآية لا تقول هذا يحدث فعلاً.
وتقول أن الاستعاذة بالجن من الجن لم ينفع المستعيذ بل زاده رهقا.
مثلما هو حاصل الآن الإيمان بالعين ارهق الناس وأتعبهم وأدخل الوساس لأنفسهم وهو غير موجود.
وقد ورد أن العرب كانت تستعيذ بالجن في سفرها. ومن ذلك أن الراكب في الصحراء إذا ما نزل وادياً، وشعر بالضيق النفسي والوحشة من المكان الموحش قال: أعوذ بسيد هذا الوادي (من الجن) من سفهاء قومه.
وهو في الحقيقة لم ير جناً ولكنه شعر بالوحشة من قفر الصحراء وخلوها من الإنس والأنيس مما جعل كل شيء ترائى له أنه جني. ويبدوا أنه بعد نزول سورة الجن جاء الناس للرسول وسألوه بمن نستعيذ إذا؟ فنزلت سورة الفلق: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ{1} مِن شَرِّ مَا خَلَقَ{2} وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ{3} وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ{4} وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ{5}
والسورة تقول أن الاستعاذة تكون بالله وحده. مثلما أن طلب العون يكون من الله وحده
وهذا لا يعني أن السورة تقر بوجود تأثير الجن على البشر أو وجود العين. فالاستعاذة في السورة تكون من كل ما يحيط المرء من شر. من كل ما خلق. والسورة تقول هناك نفاثات في العقد لأن خرافة السحر بمعناه الشائع كانت موجودة قبل زمن الرسول. والسورة تستعيذ من شرهم كونهم قد يتسببون بضرر لشخص بما يسقونه من سموم وليس بما يحضرون له من سحر وهو بعيد. وتقول السورة أن من يعتقد لوجود قوة للمشعوذين فليستعيذ بالله منهم وهذا وحده كاف لصد أي أذى. هذا ينفي وجود قواهم الخفية لأنه لو كان لهم قوى خفية فلن يمنعها مجرد قول الإنسان أعوذ بالله من شرهم أو قراءته للسورة. ولكن السورة تقول للناس في ذلك الزمن. أن كل ما يفعلونه يكفي لإلغائه قراءة السورة. يعني بعبارة أخرى: ما تعتقدون أن للنفاثات من قوة هو في الجقيقة لا وجود له. عليكم فقط قراءة السورة ولن يضروكم. وتستعيذ السورة من الحاسد. فمن يحسدني قد يتسبب لي بالمتاعب ليس بواسطة جني ولكن بمقلب شيطاني يدبره لي ويلفقه علي.
ومثل الفلق سورة الناس: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ النَّاسِ{2} إِلَهِ النَّاسِ{3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ{6} تستعيذ السورة بالله من الوساوس وهي كل ما يجول بذهن الإنسان وبعضها قد يكون لتدبير مقتل لشخص آخر أو مقلب أو ضرر. وهذا ليس عين ولكن تدبير شيطاني حقيقي. سواء ظننا أنه من الجنة وعالم مخفي أو من الناس. هذا ليس تقرير بوجود قوى جنية تؤثر فينا ولكن السورة تحكي وضع الناس
المهم هو أن السورتان تقولان للناس إن من يريد الاستعاذة بأي شيء يعتقد وجوده - ولو لم يكن له وجود - فعليه أن يستعيذ بالله منه ولا يستعيذ بغير الله. وفي هذه الحالة فعلى كل من يؤمن بوجود العين أو السحر ألا يذهب لرجل دين يستغل مشاكل الناس للكسب، ولا لساحر ولا عراف بل عليهم أن يستعيذوا بالله وسوف تنتهي معاناتهم وسيشفون مما يعتقدون . هذه النقطة هامة جدا فكل من يستشهد بسورتي الفلق والناس فالحجة تقوم عليه لو ذهب لرجل دين أو مشعوذ لأنه يجب عليه أن يستعيذ بالله فقط ولا يستعيذ أو يستعين بغيره من البشر. فكل من يظن أنه مسحور أو به عين يحرم عليه أن يذهب لأي بشر ليتفل عليه ويرقيه بل عليه أن يستعين بالله ويستعيذ به وهو كاف لعلاجه. ومن ذهب لغير الله فقد كذب بكلام الله وعصاه.
المختصر المفيد
من يستغل الناس فهو يتاجر باسم الله. ومن يذهب للمتاجر باسم الله فقد عصى الله. لأن السورتين تأمرانه بأن يستعيذ بالله بنفسه ولا حاجة له للذهاب لغيره ليستعيذ الله له بديلا عنه ويتفل عليه أو يضربه. القرآن يقول: قل أعوذ برب الفلق ، قل أعوذ برب الناس. ولو ذهبت لبشر تحت أي مسى أو قناعة فأنت اعتقدت أن هذا البشر لديه قدرة على علاجك (هي ليست طب وعلم) ولكن قدرة خفية .
هنا نسأل:
من اين اكتسب قدرته. إن كانت من دراسة أكاديمية فهو عالم نفس ولن يعالج مرضاه بالتفل عليهم وقراءة آيات مخلوطة بكلام مطلسم. وإن كان البشر يعالج الناس بغير القرآن فهو دجال ولو تسمى باسم الله. لأن السورتين تقولان أن الاستعانة بالله تكون مباشرة بلا وسيط. ومجرد البحث عن الاستعانة بالله بواسطة فهي معصية من المريض لله وطلب الاستعانة عبر وسيط. وجعل الوسيط وكأنه اقرب لله من المريض.
لو وجد شخص يقوم بتلاوة القرآن على المرضى. فهو إما يأخذ مقابل علاجه أو لا يأخذ ويقوم به خدمة لوجه الله.
من يأخذ فهو تاجر باسم الله. ومن لا يأخذ ساعد في وجود ظاهرة المتاجرة باسم الله. حتى عالم النفس لو رغب في إدخال قراءة القرآن في علاجه فعليه أن يوصي المريض بأن يقرأ القرآن ولا يقوم الطبيب بقراءة القرآن على المريض كجزء من العلاج لأنه لو فعل فهو يساعد على وجود الظاهرة المعروفة بالرقية.
كل من يرغب في معاونة الناس في الشفاء بواسطة القرآن عليه ألا يقوم بقراءة القرآن عليهم. بل عليه أن يشجعهم أن يقرأوا القرآن بأنفسهم. في هذه الحالة هو أطاع الله وحارب ظاهرة المتاجرة بالدين وقطع الطريق على من سيستغل العامة.
نعم للتشجيع على تلاوة القرآن والاعتقاد بقدرته على التأثير النفسي لكن بشرط أن يقرأه المريض بنفسه. ولا لقراءة القرآن على الغير لأنها تشرعن المتاجرة بالدين وعصيان لأمر السورتين.
وكل من يود نشر تلاوة القرآن للعلاج ولوجه الله عليه أن يشجع الناس القراءة على أنفسهم، وعليه محاربة أي نوع من أنواع معالجة الغير .
إبن قرناس