السلام عليكم و رحمة الله ... هناك أربع نقط تمنع من أن يكون الإستثناء ممكنا عند قوله تعالى ( الا المصلين ) في سورة المعارج و تمنع أن يكون تفسير الهلع بالجزع و المنع صوابا اطلاقا: ____________________ أولها : أن قوله تعالى (هلوها) حال بوصف لآزم أي غير منتقلة ... و لا يخفى على أحد أن اللزوم هنا يعني أن هذه الصفة لا تنفك عنه أبدًا ... كما في قوله تعالى ( وخلق الإنسان ضعيفا) وكما في القول المعروف ( خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها ) ____________________ الثانية : الألف و الآم تفيد الجنس لا فرد معين منه و هذا أيضا يعني أيضا أنه ( لا يمكن أن يخلق الله المؤمن على حال و الكافر على حال آخر ) و هذا أمر مستحيل يرده العقل و النقل لا نزاع فيه ____________________ ثالثا : كل جملة فيها فعل و استثناء بعده لا بد أن يعود معنى ذلك الفعل بعد الإستثناء ... مثلا : خرج الطلاب إلا عمر = أي : الا عمر لم يخرج. كلهم أكلوا إلا خالدا = أي : إلا خالدا لم يأكل ... فاذا فرضنا أن تفسير الهلع (بالمفهوم القرآني) هو حقا الجزع و المنع … وبيقين تام اليوم ليس هو . فإذا أخذنا فهذا التفسير فهذا يعني أن قوله ( ان الإنسان خلق = جزوعا منوعا) و بالتالي فإذا أتينا بالاستثناء بعده و قلنا (الا المصلين) فيكون المفهوم = الا المصلين لم يخلقهم الله هلوعا ( فكما ترى يا أستاذنا الفاضل هذا التفسير باطلا و لا يستقيم مع السياق ) فالمفروض و الأصل في السياق أن الاستثناء يقع على الجزع و المنع ( أي يجيب عن السوال التالي على ماذا يقع الاستثناء ؟ لكن بتفسير الهلع بالجزع و المنع توَلَّدَ أو يتولد السؤال الثاني و هو : على من يقع الاستثناء و الجواب عنه مستحيل. ____________________ رابعا : الله خلق الإنسان على الفطر و الجزع و المنع أوصاف مذمومة و مضاضة للفطرة تماما... الى درجة، و من عظم هذه الأوصاف رأى بعض المفسرين أن الذي خلق هلوعا هو الكافر و هذا قول غير صحيح أيضا و كما سبق أن الألف و الآم تفيد الجنس و السلام عليكم و رحمة الله مع تحيتي ... أخوك منصور
السلام عليكم و رحمة الله ...
هناك أربع نقط تمنع من أن يكون الإستثناء ممكنا عند قوله تعالى ( الا المصلين ) في سورة المعارج و تمنع أن يكون تفسير الهلع بالجزع و المنع صوابا اطلاقا:
____________________
أولها : أن قوله تعالى (هلوها) حال بوصف لآزم أي غير منتقلة ... و لا يخفى على أحد أن اللزوم هنا يعني أن هذه الصفة لا تنفك عنه أبدًا ...
كما في قوله تعالى ( وخلق الإنسان ضعيفا) وكما في القول المعروف ( خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها )
____________________
الثانية : الألف و الآم تفيد الجنس لا فرد معين منه و هذا أيضا يعني أيضا أنه ( لا يمكن أن يخلق الله المؤمن على حال و الكافر على حال آخر ) و هذا أمر مستحيل يرده العقل و النقل لا نزاع فيه
____________________
ثالثا : كل جملة فيها فعل و استثناء بعده لا بد أن يعود معنى ذلك الفعل بعد الإستثناء ... مثلا :
خرج الطلاب إلا عمر = أي : الا عمر لم يخرج.
كلهم أكلوا إلا خالدا = أي : إلا خالدا لم يأكل ...
فاذا فرضنا أن تفسير الهلع (بالمفهوم القرآني) هو حقا الجزع و المنع …
وبيقين تام اليوم ليس هو .
فإذا أخذنا فهذا التفسير فهذا يعني أن قوله ( ان الإنسان خلق = جزوعا منوعا) و بالتالي فإذا أتينا بالاستثناء بعده و قلنا (الا المصلين) فيكون المفهوم = الا المصلين لم يخلقهم الله هلوعا ( فكما ترى يا أستاذنا الفاضل هذا التفسير باطلا و لا يستقيم مع السياق )
فالمفروض و الأصل في السياق أن الاستثناء يقع على الجزع و المنع ( أي يجيب عن السوال التالي على ماذا يقع الاستثناء ؟
لكن بتفسير الهلع بالجزع و المنع توَلَّدَ أو يتولد السؤال الثاني و هو : على من يقع الاستثناء و الجواب عنه مستحيل.
____________________
رابعا : الله خلق الإنسان على الفطر و الجزع و المنع أوصاف مذمومة و مضاضة للفطرة تماما... الى درجة، و من عظم هذه الأوصاف رأى بعض المفسرين أن الذي خلق هلوعا هو الكافر و هذا قول غير صحيح أيضا و كما سبق أن الألف و الآم تفيد الجنس و السلام عليكم و رحمة الله
مع تحيتي ... أخوك منصور
نقول الحال المستقيمة