الشيخ / الطبلاوى ( سورة البقرة ) آيات الحج و العمرة

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 19 ก.ค. 2019
  • الشيخ / محمد محمود الطبلاوى ولد يوم 14/11/1934 م ، في قرية ميت عقبة مركز إمبابة بالجيزة ، و كانت في أيامه الكتاتيب منتشرة و الاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم بصورة لم نعهدها اليوم .
    ذهب به والده إلى كتاب القرية ليكون من حفظة كتاب الله عز و جل لأنه ابنه الوحيد . عرف الطفل الموهوب طريقه إلى الكتاب و هو في سن الرابعة مستغرقاً في حب القرآن و حفظه فأتمه حفظاً و تجويداً في العاشرة من عمره .
    كانت بداية شاقة و ممتعة في نفس الوقت بالنسبة للفتى المحب لكتاب الله عز و جل ، يحكي الشيخ ذكرياته قائلاً : و كان والدي يضرع إلى السماء داعياً رب العباد أن يرزقه ولداً ليهبه لحفظ كتابه الكريم و ليكون من أهل القرآن و رجال الدين ، و استجاب الخالق القدير لدعاء عبده الفقير إليه و رزق والدي بمولوده الوحيد ففرح بمولدي فرحة لم تعد لها فرحة في حياته كلها . لا لأنه رزق ولداً فقط و إنما ليشبع رغبته الشديدة في أن يكون له ابن من حفظة القرآن الكريم , لأن والدي كان يوقن أن القرآن هو التاج الذي يفخر كل مخلوق أن يتوج به لأنه تاج العزة و الكرامة في الدنيا و الآخرة . و هذه النعمة العظيمة التي منّ الله عليّ بها و قدمها لي والدي على طبق من نور تجعلني أدعو الله ليل نهار أن يجعل هذا العمل الجليل في ميزان حسنات والدي يوم القيامة و أن يجعل القرآن الكريم نوراً يضيء له و يمشي به يوم الحساب لأن الدال على الخير كفاعله و والدي فعل خيراً عندما أصر و كافح و صبر و قدم لي العون و المساعدة و وفر لي كل شيء حتى أتفرغ لحفظ القرآن الكريم .
    بعد أن حفظ الفتى القرآن كاملاً بالأحكام لم يتوان لحظة واحدة في توظيف موهبته التي أنعم الله بها عليه فلم يترك الكتّاب أو ينقطع عنه و إنما ظل يتردد عليه بانتظام و التزام شديد ليراجع القرآن مرة كل شهر .
    يقول الشيخ : بدأت قارئاً صغيراً غير معروف كأي قارئ شق طريقه بالنحت في الصخر و ملاطمة أمواج الحياة المتقلبة و كان ذلك في بداية حياتي القرآنية قبل بلوغي الخامسة عشرة من عمري و كنت راضيا بما يقسمه الله لي من أجر .
    يقول الشيخ : تعرضت لموقف شديدة المرارة على نفسي و كان من الممكن أن يقضى علي كقارىء و لكن الله سلّم. هذا الموقف أنقذتني منه عناية السماء و قدرة الله.
    و هذا الموقف حدث عندما كنت مدعواَ لإحياء مأتم كبير بأحد أحياء القاهرة المهتم أهله باستدعاء مشاهير القراء و كان السرادق ضخماً و الوافدون إليه بالآلاف , و كان التوفيق حليفي و النفحات مع التجليات جعلتني أقرأ قرآنا و كأنه من السماء , و أثناء استراحتي قبل تلاوة الختام جاءني القهوجي و قال تشرب فنجان قهوة يا شيخ ؟ قلت له : إذا ما كنش فيه مانع. و بعد قليل أحضر القهوة و وضعها أمامي على الترابيزة .. فانشغلت و نسيتها.. فقال لي صاحب الميكروفون القهوة بردت يا شيخ . فمددت يدي لتناولها فجاءني صديق و سلم عليّ و بدلاً من وضع يدي على الفنجان صافحت الرجل و انشغلت مرة ثانية و أردت أن أمد يدي فشعرت بثقل بذراعي لم يمكنني من تناول الفنجان و فجأة جاءني صاحب المأتم و طلب مني القراءة فتركت القهوة و لكن صاحب الميكرفون شربها و بعد لحظات علمت أنه انتقل بسيارة الإسعاف إلى القصر العيني و بفضل من الله تم إسعافه و نجا بقدرة الله . و هكذا تدخلت عناية السماء مرتين الأولى عندما منعتني القدرة من تناول القهوة و الثانية نجاة الرجل بعد إسعافه بسرعة . و هذا الموقف حدث لي بعد إلتحاقي بالإذاعة و وصلت إلى المكانة التي لم يصل إليها أحد بهذه السرعة.
    و عن بعثاته خارج مصر يقول الشيخ : سافرت إلى الهند ضمن وفد مصري ديني بدعوة من الشيخ أبوالحسن الندوي . و كان رئيس الوفد المرحوم الدكتور زكريا البري وزير الأوقاف في ذلك الوقت .. و حدث أننا تأخرنا عن موعد حضور المؤتمر المقام بجامعة الندوة بنيودلهي , و كان التأخير لمدة نصف ساعة بسبب الطيران .. و بذكاء و خبرة قال الدكتور البري : الوحيد الذي يستطيع أن يدخل أمامنا هوالشيخ لأنه الوحيد المميز بالزي المعروف و لأنه مشهور هنا و له مكانته في قلوب الناس بما له من مكانة قرآنية , و ربما يكون للعمة و الطربوش دور في الصفح و السماح لنا بالدخول . و حدث ما توقعه الدكتور البري و أكثر .. و المفاجأة أن رئيس المؤتمر وقف مرحباً و قال بصوت عال : حضر وفد مصر و على رأسهم فضيلة الشيخ .. فلنبدأ احتفالنا من جديد .. كانت لفتة طيبة أثلجت صدر الوزير لأن الندوة كانت تجمع شخصيات من مختلف دول العالم . و بعد انتهاء الجلسة التف حولي كل الموجودين على اختلاف ألوانهم و أجناسهم يأخذون معي الصور التذكارية .. فقال لهم الدكتور الوزير : كلكم تعرفون الشيخ (.....) ؟ فردوا و قالوا : و الشيخ عبدالباسط أيضاً و كثير من قراء مصر العظماء. و في الحقيقة عاد السيد الوزير إلى مصر بعد انتهاء المؤتمر و أعطاني عدة مسئوليات .. منها شيخ عموم المقارىء المصرية .. و عضو بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية .. و عضو بلجنة القرآن بالوزارة و مستشار ديني بوزارة الأوقاف .
    حصل الشيخ على وسام من لبنان في الإحتفال بليلة القدر تقديراً لجهوده في خدمة القرآن الكريم و رغم السعادة و الفرحة التي لا يستطيع أن يصفها بهذا التقدير إلا أنه يقول : إني حزين لأنني كرمت خارج وطني و لم أكرم في بلدي مصر أم الدنيا و منارة العلم و قبلة العلماء .

ความคิดเห็น •