حديث من كتاب رياض الصالحين في باب الصبر من حديث كتاب صحيح مسلم

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 19 ธ.ค. 2023
  • كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقُصُّ لأصحابِه رَضيَ اللهُ عنهم قَصصَ المؤمنينَ مِن الأُمَمِ السَّابقةِ، وصَبْرَهم على الأذى وشِدَّةِ العذابِ مِن المشْركين والكفَّارِ، وتَحقُّقَ نَصرِ اللهِ لهم، وكلُّ ذلك لِيتأسَّى المسْلِمون بهم ويَصبِروا حتَّى يَرسَخَ الإيمانُ في قُلوبِهم.
    وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كان مَلِكٌ مِن مُلوكِ الأُمَمِ السَّابقةِ، «وكان له سَاحِرٌ» يقومُ بأعمالِ العِرافةِ والكِهانةِ والتَّمويهِ على النَّاسِ والتَّخييلِ لهم، على ما كان مَشهورًا في تلكَ الأزمانِ، «فلمَّا كَبِر» ذلك السَّاحرُ في السِّنِّ وتَقدَّمَ به العُمرُ، أخبَرَ الملِكَ أنَّه قدْ كَبِر سِنُّه، ويَخْشى أنْ يَنقطِعَ عِلمُه عنهم بالمرضِ والموتِ، وطلَبَ منه أنْ يُرسِلَ له غُلامًا، وهو الصَّبِيُّ مِن الفِطَامِ إلى البُلوغ، والمرادُ وَلدٌ يُدرِكُ ويَفهَمُ حتَّى يُعلِّمَه السِّحرَ، فبَعَث إليه الملِكُ غُلامًا يُعلِّمُه، وكان في طَريقِ الغُلامِ وهو ذاهبٌ إلى السَّاحِرِ «رَاهِبٌ» وهو المتعبِّدُ مِن النَّصارَى المتخلِّي مِن أشغالِ الدُّنيا التارِكُ لِمَلاذِّها، فلمَّا عَلِم الغلامُ به قَعَد إليه يَسمَعُ مِن كَلامِه ووَعَظَه وما عِنده مِن عِلمٍ عن اللهِ عزَّ وجلَّ، فكان الغُلامُ إذا أراد أنْ يَصِلَ إلى السَّاحِر مرَّ بالراهِب؛ لكونِه في طريقِه، وقَعَد إليه ليَأخُذَ مِن عِلمِه، فإذا أتَى السَّاحِرَ ووَصَل إليه، ضرَبه لِتأخُّرِه عليه، فشَكَا الغلامُ ذلك إلى الرَّاهِبِ، فأمَرَه الرَّاهبُ أنَّه إذا تَأخَّرَ على السَّاحرِ، فلْيَتعذِرْ له أنَّ التَّأخيرَ في حُضورِه بسَببِ أهلِه، وكذلك العكسُ، فلوْ سَألَه أهلُه عن سَببِ تَأخيرِه، فلْيَتعذِرْ لهم بأنَّ السَّاحرَ سَببُ تَأخيرِه، ولعلَّ الرَّاهبَ أمَرَه بذلك مع أنَّه كذِبٌ لأنَّه رأى أنَّ المصلحةَ في هذا تَرْبو على مَفسَدةِ الكذبِ.
    ويَحتمِلُ أنْ يكونَ ذلك تَوريةً لا كذِبًا؛ والتَّوريةُ في قولِه: «حَبَسَني أهْلي» أبيَنُ وأوضَحُ؛ لأنَّ الأهلَ حَقيقةً إنَّما هُم المرشِدون له إلى السَّعادةِ، فالمقصودُ بلَفظِ الأهلِ الراهبُ، وكذلك قولُه لأهلِه: «حبَسَني السَّاحرُ» يُمكِنُ تَأويلُه على التَّوريةِ بأنَّه لا يَصِلُ إلى أهلِه إلَّا بعْدَ المُكثِ عندَ السَّاحرِ والرَّاهبِ جميعًا، فيَصدُقُ قولُه: «حَبَسَني السَّاحرُ»؛ لأنَّه كان أحدَ الحابسينِ.
    «فبَيْنَما هو على ذلك» مُتردِّدًا بيْن أهلِه والسَّاحرِ والرَّاهبِ مدَّةً مِن الزَّمنِ، إذْ خَرَجَت على النَّاسِ «دابَّةٌ عَظيمةٌ» قيل: كانت أسدًا، وقيل: حيَّةٌ (ثُعبانٌ)، فخافوا منها، فمَنَعتْهم مِن الوصولِ لِحوائجِهم، فقال الغلامُ في نفْسِه عِندما رَأى الدَّابَّةَ: اليومَ أَعلَمُ السَّاحِرُ أفضَلُ أمِ الرَّاهِبُ أفضَلُ؟ فيَنكشِفُ لي أيُّهم أنفَعُ اتِّباعًا واقتداءً به، فأمسَكَ الغلامُ بحَجرٍ، ثمَّ دعا اللهَ فقال: «اللَّهُمَّ إنَّ كان أمرُ الرَّاهبِ أحَبَّ إليك مِن أمرِ السَّاحِرِ» يُريدُ أيُّهما الَّذي على حقٍّ؟ «فاقتُلْ هذه الدَّابَّةَ» أي: عَقِبَ وُصولِ الحَجَرِ إليها؛ ليكونَ ذلك آيةً على أَحبِّيَّةِ الرَّاهبِ عندَك، «فرَماها» الغلامُ بالحجرِ «فقَتَلها» بتِلك الرَّمْيَةِ، ومَرَّ النَّاسُ في طَريقِهم، فجاء الغُلامُ إلى الرَّاهبِ، فأخبَرَه بما فعَله بالدَّابَّةِ وبما قاله ودَعا به، «فقال له الرَّاهبُ: أَيْ بُنَيَّ» وهو نِداءُ شَفقةٍ وتَلطُّفٍ به، «أنتَ اليومَ أفضلُ مِنِّي» أي: أعظَمُ دَرَجةً ومَنزِلةً عندَ اللهِ تعالَى «قد بَلَغ مِن أمرِك ما أَرَى» مِن كمالِ اليَقِينِ وصِدْقِ الاعتِقادِ، وما مَنَّ اللهُ به عليه مِن كَراماتٍ ومُعجِزاتٍ، «وإنَّك سَتُبتَلَى» أي: سيَفعَلُ اللهُ بكَ ما جرى مِن سُنَّتِه في أنبيائهِ، وأوليائهِ مِن ابتلائهِم بسُفهاءِ قَومِهم، «فإنِ ابتُلِيتَ فلا تَدُلَّ علَيَّ» خَشيةَ أنْ يَصِلوا إليه، فيَفتِنوه في دِينِه.
    #حديث #احاديث_نبوية #احاديث #احاديث_الرسول_ﷺ #رسول_الله #محمد_رسول_الله #صلى_الله_عليه_وسلم #صحيح_مسلم #ﷺ #صلى_ع_النبى #باب_الصبر #حديث_النبي #حديث_صحيح #حديث_صحيح_كل_يوم #المؤمنون #المؤمن #المؤمنين #مؤمنون #المؤمنين_والمؤمنات #الخير #الخير_والشر #الجنة #اسلام #اسلامية #الإسلام #الاسلام #الإسلام_هو_دين_الحق_والسلام #الاسلام_دين_جميع_الانبياء #الدين_الاسلامي #الله #لا_اله_الا_الله #الله_اكبر #اللهم_صل_وسلم_على_نبينا_محمد #محمد_رسول_الله #المجاهدين #جهاد #التوبة #يوم_القيامة #يوم_الحساب #المغرب #تائبون #تائب
  • เพลง

ความคิดเห็น •