لا مكان آمن لأطفال قطاع غزة

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 9 พ.ย. 2023
  • تقترب الحربُ الهمجيّة الإسرائيلية على قطاع غزة والإبادةُ الجماعية بحقّ سكّانه من انتهاء شهرها الثاني، مع إعلان هدنةٍ مؤقتةٍ ومطالباتٍ دوليّة بتحوّلها إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، الذي استؤنف الآن.
    أكثر من 50 يومًا وجيشُ الاحتلال الإسرائيلي يُمعن في جرائمه ومجازره بحقّ أهل القطاع وأطفاله، ضاربًا عرضَ الحائط كلّ المواثيق الدولية والاتفاقيات والأعراف التي تحكم قوانين الحرب. بعد فشل مخطّطه بتهجير أهل القطاع نحو سيناء في مصر، حاول التهجيرَ القسريّ لسكّان شماله إلى منطقة جنوب وادي غزة، مدّعيًا أنها منطقةٌ آمنةٌ للمدنيين وبأنّ عملياته البريّة ستتركّز شمالاً. يأتي هذا بينما يُمعن في الوقت نفسه، ومنذ اليوم الأول، في قصف مناطق الجنوب ومدنه قاتلاً الآلاف، أغلبهم من النساء والأطفال، واستهداف المدنيين الذين ينزحون جنوبًا بالرصاص عبر شارع صلاح الدين الذي صنّفه «ممرًّا إنسانيًّا» موقعًا الشهداء والجرحى.
    وإمعانًا في جرائم الحرب، أعلن الاحتلال أنه سيعتبر كلّ من بقي في بيته شمالاً متعاونًا مع «منظمة إرهابية»، نازعًا بذلك عن تلك الكتلة البشريّة الهائلة صفةَ المدنيّين، ومشرّعًا قتلها. وهي الحجّة التي بات يستخدمها جهارًا عند استهداف مدنيّي الشمال، وأبرزها خلال المجازر المهولة في مخيّم جباليا: طلبْنا منهم مغادرة الشمال لكنّهم لم يمتثلوا للأوامر.
    ولم يكتفِ الاحتلال بذلك، ففي محاولةٍ لإجبار أهالي الشمال على مغادرة بيوتهم وأراضيهم وذكرياتهم، استمرّ بمنع النَّزَر اليسير من المساعدات التي تلقّاها سكان الجنوب والمهجّرون فيه من الوصول إلى أهل الشمال. وعند دخول الهدنة حيّز التنفيذ، سمح بدخول بعض الشاحنات لمنظماتٍ دوليّة إلى بعض مناطق الشمال، التي تحمل مساعداتٍ غير كافية على الإطلاق.
    وبدا من خلال المنشورات التي تلقّاها أهالي شمال القطاع أنّ جيش الاحتلال «يقلّص» ما اعتبرها مساحةً آمنةً في الجنوب لتقتصر على عشرات الكيلومترات التي يستحيل أن تتّسع لأكثر من مليونَي إنسان، يشكّل الأطفالُ أكثرَ من نصفهم.
    ومع بدء سريان الهدنة، حذّر الجيش الإسرائيلي النازحين في جنوب القطاع من التوجّه إلى مدينة غزّة والشمال، كما حذّر أهلَ القطاع من التوجّه إلى شاطئ البحر، غير أنّ مئات آلاف النازحين، الذين يعيشون ظروفًا لا توصف في مراكز الإيواء جنوبًا، بدؤوا بالعودة لتفقّد منازلهم، فأطلق جيش الاحتلال النار عليهم موقعًا ضحايا.
    اليوم، هناك أكثر من مليون و800 ألف فلسطيني مهجّر في قطاع غزة، أغلبهم من مناطق الشمال. مئات العائلات والأطفال تركوا بيوتهم سيرًا على الأقدام لعدم توفّر الوقود أو لتقطّع أوصال الطرقات. عشرات الآلاف ساروا بجوار الدبابات الإسرائيلية وأجهزة التعرّف على الوجوه رافعين الرايات البيضاء. ومئاتُ الآلاف عادوا بسبب عدم وجود مكانٍ لهم هناك. مئات الآلاف يصمدون في بيوتهم شمالاً، على الرغم من القتل والمجازر والجوع وانعدام سبل الحياة الأساسية، لأنّهم يرفضون التهجير القسريّ اللاإنسانيّ، ويرفضون أن ينزع الاحتلالُ أراضيهم وذكرياتهم وذكريات أطفالهم ولأنّهم يدركون أنّ جنوبَ القطاع ليس أكثر أمانًا من شماله.
    إنّ القتل يحيط بالقطاع وبأطفاله من شماله إلى جنوبه، حدّ تأكيد مديرة «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» أنّ قطاع غزة «المكان الأخطر في العالم بالنسبة للأطفال». إنّ الحاجة اليوم أكثر من ضرورية إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار.

ความคิดเห็น •