« رِيشَةُ الفَنِّ » « أَحْمَدُ وَلَدُ عَبْدِ القَادِرِ » «بِنَصِّ القَصِيدَةِ وَبَيَانِ مَعَانِيهَا»

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 18 ก.ย. 2024
  • « رِيشَةُ الفَنِّ »
    « أَحْمَدُ وَلَدُ عَبْدِ القَادِرِ »
    « بِنَصِّ القَصِيدَةِ وَبَيَانِ مَعَانِيهَا »
    « عَلَى نَغَمِ الخَفِيفِ »
    بِأَثَرٍ مِنَ التَّطَوُّرَاتِ الفِكْرِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ فَقَدْ زَادَتِ العَلَاقَةُ بَيْنَ الفُنُونِ وَالآدَابِ .
    وَإِنَّ عَبْقَرِيَّةَ المُبْدِعِ تَتَجَلَّى فِي خَلْقِ الجَمَالِ الَّذِي يَمْنَحُ الوُجُودَ مَعْنَاهُ ، وَيُثْرِي الحَيَاةَ بِكُلِّ أَلْوَانِ السِّحْرِ وَالبَهَاءِ .
    فَالفُنُونُ وَالآدَابُ تُحَقِّقُ المُتْعَةَ وَالفَائِدَةَ حِينَ تُعَبِّرُ عَنْ أَحْزَانِ الإِنْسَانِ وَأَفْرَاحِهِ ، وَقَدْ أَدْرَكَ الأُدَبَاءُ المُعَاصِرُونَ العَلَاقَةَ الوَثِيقَةَ بَيْنَ الفُنُونِ والآدَابِ ، وَمِنْ هَؤُلَاءِ الشَّاعِرُ وَالرِّوَائِيُّ المُورِيتَانِيُّ « أحْمَدُ وَلَدُ عَبْدِ القَادِرِ » عَضْوُ اتِّحَادِ الأُدَبَاءِ العَرَبِ .
    ♕ مُنَاسَبَةُ النَّصِّ :
    تَأَسَّسَتِ « الرَّابِطَةُ المُورِيتَانِيَّةُ لِلآدَابِ وَالفُنُونِ » عَامَ « 1976 » ، وَقَدَّمَ الشَّاعِرُ فِي حَفْلِ افْتِتَاحِهَا قَصِيدَةً أَضَاءَ فِيهَا عَالَمَ الفُنُونِ وَالآدَابِ ، وَبَيَّنَ فَرْطَ سَعَادَتِهِ بِقِيَامِ هَيْئَةٍ تَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِ مَزِيدٍ مِنَ الإِبْدَاعِ وَالتَّأَلُّقِ ، وَجَعَلَ قَصِيدَتَهُ هَذِهِ هَدِيَّةً تُجَسِّدُ تَفَاؤُلَهُ بِنَهْضَة الفَنِّ الجَمِيلِ .
    وَالآنَ إِلَيْكُمُ القَصِيدَةَ :
    بَيْــنَ خَفْقِ الرُّؤَى وَذَوْبِ الخَيَالِ
    وَاقْتِـــــحَامِ المُنَى عُيُونَ المُحَالِ
    وَالأَغَانِــــي المُجَنَّحَاتُ سُكَارَى
    سَابِحَاتٍ فِي مَــــــوْكِبِ الآمَالِ
    نَهَضَ النَّايُ وَاليَــــــرَاعُ وَقَالَا
    كَلِمَاتٍ بِيضَ الحُرُوفِ الصِّقَالِ
    أَلِهَــــذَا الوُجُودِ مَعْنًى إِذَا لَمْ
    يَتَفَهَّمْ هُــــــوِيَّتِي وَمَجَالِي؟
    وَأَنَاشِيــــــــدُ مِزْمَرِي تَتَغَذَّى
    مِنْ صَدَى أَنَّتِي وَفَرْحَةِ بَالِي؟
    وَأَنَا اليَوْمَ فِتْيَةٌ صَاحَبُوا الفَـنَّ
    وَنَالُوا مِنْ وَحْيِــــــــهِ كُلَّ غَالِ
    وَرَحِيـــــقُ الجَمَالِ بَيْنَ يَدَيْهِمْ
    مَشْـــرَبٌ لِلنُّفُوسِ صَافِي الزُّلَالِ
    يَتَعَاطَـــــوْنَ بَرْدَهُ وَشَـــــذَاهُ
    فِي كُؤُوسٍ ظِــــلَالُهَا كَاللآلِي
    نَحَتُوهَا مِنْ كَــــــــوْكَبٍ قَمَرِيٍّ
    فِي سَمَاءِ الفُنُونِ صَعْبِ المَنَالِ
    يَتَجَلَّى فِي الشِّعْرِ جَدْوَلَ سِحْرٍ
    ضِفَّتََاهُ مِـــــــــــنْ رَوْعَةٍ وَجَلَالِ
    وَتَرَاهُ رَسْــــــــمًا بَدِيعًا وَنَقْشًا
    نَمْنَمَتْهُ يَــــــــــدُ البَهَا وَالكَمَالِ
    مِثْلَ مَا يُبْدِعُ السَّـــحَابُ إِذَا مَا
    عَانَقَ الأَرْضَ بَعْدَ قَطْعِ الوِصَالِ
    فَتَعَالَيْ أَقْــــلَامَنَا نَسْبِرُ العَصْرَ
    وَدُنْيَـــــــــا الأَلْوَانِ دُنْيَا المَقَالِ
    رِيشَةُ الفَنِّ بَلْسَــــــــمٌ وَسِلَاحٌ
    وَدَلِيـــــلٌ يُضِيءُ وَعْيَ الرِّجَالِ
    إِنَّهَا عَالَمِ الحَقَائِــــــــــــقِ يَحْيَا
    بَيْـنَ خَفْقِ الرُّؤَى وَذَوْبِ الخَيَالِ
    ♕ الشَّرْحُ :
    « 1 » لَيْسَتِ الآدَابُ وَالفُنُونُ لِلمُتْعَةِ فَقَطْ ، وَإِنَّمَا هُمَا لِلمُتْعَةِ وَالفَائِدَةِ ، فَمَا بَيْنَ الوَاقِعِ الَّذِي نَعِيشُهُ وَالخَيَالِ الَّذِي نَحْلُمُ بِهِ تَسْتَطِيعُ الآدَابُ وَالفُنُونُ اقْتِحَامَ المُسْتَحِيلِ .
    « 2 » بِالأََنَاشِيدِ المُبْتَكَرَةِ الَّتِي نُحَلِّقُ بِهَا فَرِحِينَ فِي عَالَمٍ مِنَ الأَحْلَامِ وَالآمَالِ السَّعِيدَةِ البَرَّاقَةِ نَسْتَطِيعُ تَحْقِيقَ المُسْتَحيلِ .
    « 3 » بَدَأَ النَّايُ وَالقَلَمُ يَعْزِفَانِ أَعْذَبَ الأَلْحَانِ المُوسِيقِيَّةِ وَالأَدَبِيَّةِ الَّتِي تَبْعَثُ الفَرَحَ وَالسَّعَادَةَ فِي النُّفُوسِ .
    « 4 » سَأَلَ النَّايُ وَالقَلَمُ : هَلْ لِهَذِهِ الحَيَاةِ مَعْنًى حَقِيقِيٌّ إِنْ لَمْ تُدْرِكْ جَمَالَ الآدَابِ وَالفُنُونِ ؟
    « 5 » قَصَائِدِي اسْتَلْهَمْتُهَا مِنْ حَيَاتِي الَّتِي عِشْتُهَا بَيْنَ أَحْزَانِي وَأَفْرَاحِي .
    « 6 » أَنَا اليَوْمَ وَاحِدٌ مِنْ بَيْنِ مَجْمُوعَةٍ مِنَ الأُدَبَاءِ الَّذِينَ لَازَمُوا الفَنَّ وَاسْتَلْهَمُوا مِنْهُ كُلَّ مَا فِيهِ مِنْ جَمَالٍ وَعَظَمَةٍ .
    « 7 » أَنَا اليَوْمَ وَاحِدٌ مِنْ بَيْنِ مَجْمُوعَةٍ مِنَ الأُدَبَاءِ الَّذِينَ بَحَثُوا عَنِ الجَمَالِ المُخْتَفِي فِي هَذِهِ الطَّبِيعَةِ وَارْتَوْوا مِنْ سِحْرِهِ العَذْبِ النَّقِيِّ .
    « 8 » أَنَا اليَوْمَ وَاحِدٌ مِنْ بَيْنِ مَجْمُوعَةٍ مِنَ الأُدَبَاءِ الَّذِينَ يَتَبَادَلُونَ مَا فِي الكَوْنِ مِنْ مُتَعٍ وَسَعَادَةٍ وَآمَالٍ بَفُنُونٍ جَمِيلَةٍ كَأَنَّهَا كُؤُوسٌ بَرَّاقَةٌ كَاللآلِئِ .
    « 9 » كَأَنَّ هَؤُلَاءِ الأُدَبَاءَ وَالفَنَّانِينَ شَكَّلُوا هَذِهِ الكُؤُوسَ البَرَّاقَةَ مِنْ عَالَمِ الخَيَالِ المُبْدِعِ الَّذِي يَصْعُبُ عَلَى الإِنْسَانِ الوُصُولُ إِلَيْهِ فِي عَالَمِ الوَاقِعِ .
    « 10 » جَمَالُ الفَنِّ البَدِيعِ يَظْهَرُ وَاضِحًا فِي الشِّعْرِ كَأَنَّهُ غَدِيرُ مَاءٍ عَلَى جَانِبَيْهِ الجَمَالُ وَالعَظَمَةُ .
    « 11 » نَرَى جَمَالَ الفَنِّ البَدِيعِ مُجَسَّدًا فِي لَوْحَاتٍ جَمِيلَةٍ مُزَخْرَفَةٍ بِآيَاتٍ مِنَ الجَمَالِ وَالكَمَالِ .
    « 12 » إِبْدَاعُ الفَنِّ لَا يَقِلُّ جَمَالًا عَنْ إِبْدَاعِ تِلْكَ الغَيْمَةِ الَّتِي رَوَتِ الأَرْضَ الجَافَّةَ فَجَعَلَتْهَا جَنَّةً خَضْرَاءَ .
    « 13 » هَيَّا أَيَّتُهَاالأَقْلَامُ لِنُجَسِّدَ هَذَا الجَمَالَ المُنْتَشِرَ فِي الكَوْنِ بِاللَّوْحَاتِ الجَمِيلَةِ وَالقَصَائِدِ المُبْتَكَرَةِ .
    « 14 » إِنَّ رِيشَةَ الفَنِّ دَوَاءٌ يُدَاوِي الجِرَاحَ ، وَسِلَاحٌ ضِدَّ الظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ ، وَمُرْشِدٌ يَدُلُّ التَّائِهِينَ إِلَى طَرِيقِ الخَلَاصِ .
    « 15 » إِنَّ رِيشَةَ الفَنِّ أَدَاةٌ تَكْشِفُ مَا فِي هَذَا العَالَمِ مِنْ حَقَائِقَ وَخَفَايَا مُنْتَشِرَةٍ مَا بَيْنَ الوَاقِعِ وَالخَيَالِ .

ความคิดเห็น • 31