كتاب الشهر: رواية التائهون لأمين معلوف

رواية التائهون
أمين معلوف
قصة البداية
تبدأ الرواية مع تلقي بطلها (آدم) رسالة من زوجة صديق كان قد قطع صلته به منذ زمن، تطلب فيه أن يعود إلى لبنان ويرى صديقه القديم فهو يحتضر ويرغب برؤيته وهنا يدور صراع داخله بين ذكرياته الجميلة مع هذا الصديق وبين غضبه منه ولكنه يقرر في النهاية أن يعود إلى لبنان ويراه..
إلا أن الوقت لا يسعفه فيموت ذلك الصديق قبل أن يصل آدم وبسبب شعوره بالذنب من جهة وتعزية لزوجة الصديق التي كانت أيضًا صديقةً لآدم يأخذ قرارًا سيكون محور روايتنا هذه.
الأحداث.. رواية التائهون
إن هذا القرار كان أن يلم شمل مجموعة الأصدقاء التي كان هو وصديقه المتوفي أحد أفرادها كي يقوموا بإحياء ذكراه وهنا تتصاعد الأحداث حيث أن تلك المجموعة كانت تتكون من مذاهب مختلفة وبالتالي من آراء ومصائر مختلفة تدور الأحداث بين ذكريات آدم عن المجموعة وحاضره الذي يدور حول محاولة جمعها من جديد وتكتشف خلال الرواية مواقفا عديدة وقصصًا كثيرة ومصادفات قد تبدو لا معقولة إلا أن الحرب تجعلها واقعا.
الحرب وتأثيرها على الأشخاص
خلال بحث آدم نكتشف كم تغير الحرب الناس والأماكن على السواء فالحرب لا تدمر الحجر فقط ولا تقتل الناس أو تشوههم فحسب من الخارج بل تؤثر على نفسيتهم ودواخلهم وحتى على مبادئهم أحيانًا ، فنرى أشخاصًا في مجموعة الأصدقاء تغيروا تغييرًا تامًا وتصرفوا عكس ما كانوا يقولون في نقاشاتهم العديدة قبل الحرب ونرى تحولات عجيبة وتبدلات سواء أكانت للأسوأ أم للأفضل كانت الحرب مصدرها وكانت السبب الرئيسي فيها فنرى أن تأثيرات الحرب قد أصابت حتى من غادر لبنان منذ بداية هذه الحرب.
إن هذه الرواية الحزينة لا تخلو من المواقف المضحكة ولا من لحظات الأمل ونحن لا نبالغ إذا قلنا أنها اختصرت الحرب التي وقعت في لبنان ، فهي رغم ما تظهر عليه من واقعية إلا أنها رمزية إلى حد كبير واختيار الكاتب لمجموعة أصدقاء من مذاهب وخلفيات مختلفة هو أكبر دليل على ذلك فكل شخصية في الرواية كان مصيرها والتغيرات التي طرأت عليها يشبه مصير عشرات الشباب الذين ينتمون لنفس مذهب أو انتماء تلك الشخصية.
نعيش مع آدم صراعات عديدة بين قناعاته وعاطفته بين ما يذكره عن أصدقاءه وما وجدهم عليه بين الشباب في بداياته وأواخره .