في خمس دقائق تعرف على واحدة من اكثر الكوارث البشرية على الاطلاق - انه الطاعون الاسود او الموت الاسود

الموت الاسود , او الطاعون الاسود
اكبر كارثة على الاطلاق.
كان الموتُ الأسودَ وباءً عالميًا مدمرًا ضربَ أوروبا وآسيا في منتصفِ القرنِ الثالثِ عشر.
وصلَ الطاعونُ إلى أوروبا في أكتوبر عام َ الفٍ و ثلاثِمائة و سبعٍ و اربعين 1347 ، عندما رست اثنتي عشر سفينة في ميناءِ ميسينا الصقلي.
------------------------------------------------
قوبل الناس الذين تجمعوا على أرصفة السفن بمفاجأةٍ مرعبة:
معظمُ البحارةِ على متن السفنِ لقوا حتفهم ،
وكان أولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة
يعانون من مرض خطير ,
أجسادُهم مغطاةُ بالدمامل السوداءَ و يرشح منها الدمُ والقيح.
أمرت السلطات الصقليةُ على عجل بأسطولٍ "سفنِ الموتِ" بالخروج من الميناء ،
ولكن ..... فات الأوان:
-----------------------------------------------------
على مدى السنوات الخمس المقبلة ، سيقتل الموت الأسودُ أكثرَ من 20 مليون شخص في أوروبا - اي ما يقرب من ثلثِ سكان القارة.
--------------------------------------------
كيف بدأ الطاعون الأسود؟
حتى قبل انسحاب "سفن الموت" من الميناء في ميسينا ،
سمع العديد من الأوروبيينَ شائعاتٍ حول "الوباء العظيم"
الذي كان يحفر مسارًا مميتًا عبر الطرقٍ التجاريةِ للشرق الأدنى والأقصى.
في الواقع ، في أوائل أربعينيات القرن الثالث عشر ،
ضرب المرض الصينَ والهندَ وبلادِ فارس وسوريا ومصر.
يُعتقد أن الطاعون قد نشأ في آسيا منذ أكثرَ من الفي عام ،
ومن المرجحِ أنه انتشر عن طريق السفنِ التجارية.
ولكن ثمة دلالات أن الطاعونَ ظهرَ في اوروبا قبل ثلاثةِ الافِ عامٍ من الميلاد.
--------------------------------------------------------
أعراضُ الطاعونٍ الأسود
في بداية المرض ،
اورامٌ إما في الفخذِ أو تحتِ الإبطين ,
يختلف حجمُها ليكونَ في بعضِ الاحيانِ بحجم التفاحة.
يتسرب الدم والقيح من هذه التورماتِ الغريبة ،
والتي أعقبتها مجموعةٌ من الأعراض غيرِ السارةِ الأخرى -
حمى ، قشعريرة ، قيء ، إسهال ، آلام ٌوأوجاعٌ رهيبة -
ثم الموتُ في وقتٍ قصير.
----------------------------------------------------------
كيف انتشر الموتُ الأسود؟
كان الموتُ الأسودَ معديًا بشكل مرعب وعشوائي:
مُجَرَّدَ لَمْسِ الْمَلَاَبِسِ كَانَ كَافِيَا لِنَقُلِ الْمَرَضَ
كان المرض نشطا و فعالاً بشكل مرعب.
الْأَشْخَاصُ الَّذِينَ كَانُوا أَصِحَّاءَ تَمَامًا عَنْدَمًا يَنَامُونَ فِي اللَّيْلِ يُمْكِنُ أَنْ يَمُوتُوا بِحُلُولِ الصَّبَاحِ.
لَمْ يَمْضِ وَقْتُ طَوِيلُ بَعْدَ أَنْ ضُرَّبَتْ ميْسِيُّنَا،
انتشر الموت الأسود إلى ميناء مرسيليا في فرنسا وميناء تونس في شمال أفريقيا.
ثم وصلت إلى روما وفلورنسا.
بحلول منتصفِ عام الفِ و ثلاثِمائةٍ و ثمانيةٍ و اربعين 1348 ،
ضرَب الموتُ الأسودُ باريس وبوردو وليون ولندن.
-----------------------------------------------
لم يكن هناك تفسيراً منطقياً لهذا التسلسلُ المروعِ للاحداث.
و لم يكن أحدٌ يعرف بالضبطِ كيف ينتقل الموتُ الأسودُ من مريض لآخر ،
ولا أحدَ يعرفُ كيف يمنعُه أو يعالجُه.
--------------------------------------------------
في هذه الأثناء ،
و في سريان حالة من الذعر ،
قام الأشخاصُ الأصحاءَ بكل ما في وسعهم لتجنب المرضى.
رفض الأطباءُ رؤيةََ المرضى ؛
رفض الكهنة إدارةَ الطقوسِ الأخيرة ؛
وأغلق أصحابُ المتاجرِ متاجرَهم.
فر الكثير من المدن إلى الريف ،
ولكن حتى هناك لم يتمكنوا من الهروب من المرض:
فقد أصابَ الأبقارَ والأغنامَ والماعزَ والخنازيرَ والدجاجَ وكذلك الناس.
----------------------------------------------------------
اعتقد الكثيرُ من الناس أن الموت الأسود كان نوعًا من العقاب الإلهي.
بهذا المنطقِ، كانت الطريقةُ الوحيدةَ للتغلبِ على الطاعونِ هي كسبُ غفرانِ الله.
يعتقدُ بعضُ الناسِ أن طريقةَ القيامِ بذلك هي تطهيرُ مجتمعاتهم من الزنادقةِ وغيرِهم من مثيري الشغبِ - لذلك ، على سبيلِ المثالِ ، تم ذبحُ الآلافِ من اليهودِ في تلك الفترة.
--------------------------------------------------------
كان الطاعون الاسود من أكبر الكوارث في تاريخ البشرية , و حتى بعد مئات السنين , ما زالت ذاكرة التاريخ تكتب عن هذه الجائحة المدوية.
عافانا الله واياكم من كل شر و داء
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته