القيل علي ناصر القردعي | الثائر الاستثنائي

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 18 ต.ค. 2024
  • الثائر علي ناصر القردعي واحدٌ من هؤلاء، مَضى ببسالته المُستمدة من الأجداد، وصلابته المَقدودة من الصخر، وعزيمته الرافضة للقهر، مضى مُدافعًا عن الكرامة، مُتمردًا على الإمامة، مُصوبًا رصاصته على رأسها، رأس الإمام الطاغية يحيى حميد الدين، مُحفزًا أقرانه على مُواصلة النضال، والبقاء على قيد ثورة.
    ولد الشيخ القردعي في مأرب الحضارة 1885م، وتحديدًا في قرية رحبة، ليخلف بعد 41 عامًا أباه المتوفي في قيادة قبيلته المُرادية، أصوله المذحجية أورثته الإقدام والشجاعة، والإصرار والصلابة، وذاكرته الحية جَعلته لا ينسى ثأره، جَدع نمرٌ مُتوحش أنفه، فأرداه بجنبيته قتيلًا، وعاد إلى قبيلته مزهوًا بفعلته تلك، حاملًا رأس المُعتدي الصريع فوق ساعده، صحيح أنَّ مَلامح وجهه تشوهت، إلا أنَّ مَلامح حياته صارت أكثر قُوة ونضارة.
    كغيرهِ من الأحرارِ الصادقين، ناهض الثائر القردعي حُكم الإمامة المُهين، وكم تألم لحال الشعب المُستكين، وكم تبعثر بين ارتياب التوقعات، وجحيم المآلات، ودافع بمزيدٍ من الصبرِ والانتظار عن مرارة المُستحيل، وتصدر وكثيرٌ من أبناء قبيلته مقاومة قوات الإمام يحيى التي اجتاحت مأرب سنة 1931م، ليتمكن الإماميون بعد عامين من الصمود من أسره، وذلك في منطقة الجوبة، اجتاحته حينها نوبات قاتمة من اليأس؛ فقال مُتألمًا:
    يا العافية ودعتش الله
    والموت حيا به مياتي
    من حكم يحيى هو وقومه
    قد موتي أفضل من حياتي
    ليس من عادة الثائر الحقيقي أنْ يَستسلم لليأس، ولكنها لحظة يتيمة في مسار حياة ثائرنا، لها ما يُبررها؛ خاصة وأنَّ زوال حكم الإمامة الكهنوتية كان حينها ضَربًا من المُحال. كان القردعي مُحبًا للحياة، مُصرًا على البقاء، داعيًا للثورة؛ بدليل أنَّه نجح بعد ثلاث سنوات من المُعاناة، وبعد مُحاولة فاشلة انكسرت فيها قدمه، نجح في الهرب من سجن القلعة المُوحش 1936م، وما أنْ رأى جبال بلاده، حتى راعه صُمودها، وخاطبها مُتحسرًا:
    يا ذي الشوامخ ذي بديتي
    ماشي على الشارد مَلامه
    ولو شي معي سبعين رامي
    لدخل ليحيى في مقامه
    رغم أنَّه سُجن ظُلمًا، ورغم أنَّ سجانه أقسم أنَّه لن يُفرج عنه إلا إلى مقبرة خُزيمة ، ثمة تضارب نفسي صارخ عاشه الثائر القردعي؛ فهو لم يحب بتاتًا أنْ يُوصم بالهارب، وما استدراكه المُحفز لبني قومه للوقوف معه، إلا لتلافي ذلك الشعور المَرير، واليد الواحدة - كما قيل - لا تُصفق، ولا ثورة حقيقية إلا بثوار حقيقيين، وهو ما تحقق بعد مضي 12 عامًا، صحيح أنَّ تلك الثورة المُسماة ب (الدستورية) لم يُكتب لها النجاح، إلا أنَّها حطمت جدار الخوف، وهزَّت عرش الإمامة، ومَهدت لزوالها، وتحقق بذلك حدس ثائرنا القردعي القائل:
    حُكم الإمامة برى حالي وسم الفؤاد
    لابد ما نبلغ المقصد ونيل المراد
    بعد هروبه من السجن، جعل الشيخ القردعي من بيحان محطة مُؤقتة للبقاء، ومن هناك أرسل لصديقه القاضي محمد عبدالله الشامي حاكم البيضاء بقصيدة طويلة، طالبه فيها بمُراجعة الإمام الطاغية، والعمل على إنهاء الظلم والفساد، وهو كما بدأ قصيدته بحمد خالقه الذي نجاه من العذاب المُهين، ختمها بالدعاء والتمني بزوال السجن والسجانين،
    ويروى أنَّ الإمام يحيى أرسل إليه أحد العكفة ويُدعى قائد للقبض عليه، فقام بطلنا الثائر بربطه في مربط الخيل، وعاد الى مجلسه العامر ليكمل مقيله، وبجانبه بندقيته، وأنشد من فوره مُعتزًا بنفسه، مُتباهيًا بصموده وصمود قبيلته:
    الإمامة في الشمال، والإنجليز في الجنوب، وبين هذا وذاك، يَمم الثائر القردعي خُطاه صوب العاصمة صنعاء، مُطبعًا علاقته مع الإمام يحيى، ليس حبًا في الأخير؛ بل لأنَّ الواجب الوطني المُناهض للمُحتل الأجنبي حتم عليه ذلك، خاصةً وأنَّ الإنجليز قاموا - حينها - بالتوسع في المحميات الجنوبية، في مُخالفة صريحة لاتفاقية 11 فبراير 1934م، الموقعة بينهم ومملكة الإمام.
    لم تكن شبوة ضمن قائمة المَحميات الجنوبية، وبتكليف من الإمام يحيى سيطر الشيخ القردعي بمجاميع من قبيلته عليها 1937م، ليتعرض بعد عامين لانتكاسة صادمة، حاصرته القوات الإنجليزية بقيادة الجنرال هاملتون 12 يونيو 1939م، فانسحب شمالًا، وذلك بعد أنْ يأس من وصول الإمدادات، وبعد أنْ خاض معارك بطولية شاركت فيها الطائرات، أيقن حينها أنَّ الإنجليز والإمام مُتفقين، فأنشد مُتحسرًا:
    قدهم على شور من صنعاء إلى لندن
    متآمرين كلهم سيّد ونصراني
    بعد تلك الخيبات، التقت طموحات الثائر القردعي بأهداف الأحرار الدستوريين، واختير بعناية فائقة من قبل الأخيرين لتولي المُهمة الصعبة، مهمة إسكات رأس الأفعى، ولكي يُشعل الصِراع بين الأفاعي الصغيرة، من تَدعي أحقيتها في الحكم والولاية؛ أصر بذكاء على أخذ فتوى من علماء الزيدية تُجيز له ذلك، وأنْ يسانده في مُهمته تلك أفرادٌ من غير قبيلته، وهو ما كان.
    لم يكن الثائر القردعي بحاجةٍ لتلك الفتوى، كيف لا؟ وهو من سُجن ظُلمًا، وتَعرض أكثر من مرة للتآمر والخُذلان، كيف لا؟ والآلاف من بني وطنه قضوا نحبهم في مجاعاتٍ وحروبٍ عبثية، وهي تفاصيل مُؤلمة كان يدركها جيدًا؛ بدليل مُخاطبته لجثة الإمام الصريع قائلًا:
    صدق ما وعد، وصمد حتى استشهد، عنوان عَريض يُلخص نهاية الشيخ القردعي، ذلك الثائر الاستثنائي، والبطل المِغوار، سَطَّر على سفوح جبل نُقم آخر ملاحمه البطولية، وما أنْ سقطت صنعاء 13 مارس 1948م، وحلَّ فيها الدمار والخراب، حتى أنهى تِطوافه الشاق، وآثر الانسحاب، لتحُول مجاميع إمامية قبلية بينه وبين الجنوب، قاومها حتى آخر رصاصة، وفي شعسان لفظ آخر أنفاسه، وإلى السماء حلَّقت روحة، وظلت كنجمة مُشعة تُلهم السائرين.
    #عبدالله_اسماعيل
    #بالمسند
    #بلال_الطيب

ความคิดเห็น • 27

  • @5di
    @5di 3 ปีที่แล้ว +2

    صلوات ربي عليه وعلى عبدالمغنى والحميقاني القشيبي وخالد الدعيس الثلايا وكل الثوار الاحرار

  • @nassermi3980
    @nassermi3980 3 ปีที่แล้ว

    حلقة عظيمة جدا تستاهل قبيلة مراد العظيمة و العريقة

  • @عبدالحكيمعبدالعزيزالدبعي
    @عبدالحكيمعبدالعزيزالدبعي 3 ปีที่แล้ว +1

    رحمة الله على الشهيد القردعي وعلى كل شهداء ثورة اليمن الدستوريه 48 وثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر وثورة 11 فبراير

  • @algadryawad.m7379
    @algadryawad.m7379 2 ปีที่แล้ว

    الله يرحمه رحمة الابرار لروحه السلام قيلنا الغالي

  • @mhdgobari8929
    @mhdgobari8929 3 ปีที่แล้ว

    رحم الله الشهيد البطل القيل علي ناصر القردعي ورفاقه وكل شهداء ابطال التحرك ن سلالة الكهنوت الخبيثة وادخلهم الجنه في عليين ..
    اليوم كلنا القردعي ضد سلالة الرجس وبارك الله جهدك استاذنا الكريم

  • @algadryawad.m7379
    @algadryawad.m7379 2 ปีที่แล้ว

    فديت راسك ياقيل الله يسعدك فعلاآ كلام في الصميم

  • @عازفالجيتار-ط2ه
    @عازفالجيتار-ط2ه 3 ปีที่แล้ว +6

    انا صعده اذا صعده معي ان قام يحيى بايقوم القردعي

  • @abogalalsadeg8171
    @abogalalsadeg8171 3 ปีที่แล้ว

    رحم الله الشهيد الثائر الشيخ علي بن ناصر القردعي
    ونشكرك يا أستاذ عبدالله ورفع الله قدرك

  • @محمدعلي-ف9ش9ل
    @محمدعلي-ف9ش9ل 3 ปีที่แล้ว +1

    رحمة الله عليه

  • @AsadAsad-xl2rb
    @AsadAsad-xl2rb 3 ปีที่แล้ว +1

    الله يرحمه البطل

  • @ابوسلطان-خ4ح
    @ابوسلطان-خ4ح 3 ปีที่แล้ว +2

    رحم الله القيل القردعي اليمن فيها الاف القردعي لكن الساسه سبب كل ما نحن فيه

  • @الإعلامالقومياليمني
    @الإعلامالقومياليمني 2 ปีที่แล้ว

    رضي الله عن القردعي والحميقاني وعنك ياقيل عبدالله

  • @abdoalgahmi5583
    @abdoalgahmi5583 3 ปีที่แล้ว +3

    القيل الثائر العظيم القردعي مقردع بني هاشم وقائد الثوره اليمنيه له الرحمه والخلود

  • @الفهررالقيسي-ل9و
    @الفهررالقيسي-ل9و 3 ปีที่แล้ว

    رحم الله القردعي واسكنه فسيح جناته
    وقبايل اليمن ستنجب الف قردعي

  • @habibalymani3023
    @habibalymani3023 3 ปีที่แล้ว

    الرحمه لروحه الطاهره

  • @xxhassanxx6110
    @xxhassanxx6110 3 ปีที่แล้ว

    الله عليك استاذ عبدالله

  • @خداشالخداشي
    @خداشالخداشي 3 ปีที่แล้ว

    رحم الله الشيخ القردعي

  • @Salll681
    @Salll681 3 ปีที่แล้ว

    رضي الله عن القردعي

  • @الفهررالقيسي
    @الفهررالقيسي 3 ปีที่แล้ว

    جيد

  • @mohammadmohammad2061
    @mohammadmohammad2061 3 ปีที่แล้ว

    إن قام يحيى بايقوم القردعي
    وكل أمة باتقوم جدها

  • @عبداللهالحوري-ط6ص
    @عبداللهالحوري-ط6ص 2 ปีที่แล้ว

    لم تذكر أن القردعي هو من قتل الإمام
    يحي في ضاحية(حزيز)٠٠؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • @عادلعلي-ج8و
    @عادلعلي-ج8و 3 ปีที่แล้ว

    رحم الله القردعي ورضي الله عن عبدالله إسماعيل وبلال الطيب

  • @wisdomman2968
    @wisdomman2968 3 ปีที่แล้ว

    اتمنى انك تلبس لبس الاقيال اليماني

  • @ابويمن-ط4غ
    @ابويمن-ط4غ 3 ปีที่แล้ว +1

    هم اهل صعده الي يحبون الامامه ويدافعون عنهم ولا الغواشم مايقدرو يمسكو سراويلهم وصعده يسكنها اهل العلم والشجاعه ولا كن علم الامامه وقبائل من اكرم واعرق القبائل هي خولان الطيال وخولان ابن عامر وهمدان .

  • @خليليمن-ف2ض
    @خليليمن-ف2ض 2 ปีที่แล้ว

    مادام وانت تتحدث بحريه وكلام حق .دعك من الحوثي واذكر الاحتلال الاماراتي لكي تبين لنا وللجميع بانك رجل وطني لاسياسي مذهبي