عبادة بن الصامت: أحد مراكز الثقل في مجتمع المسلمين | معايشة الأنبياء والصالحين 49 🔵
ฝัง
- เผยแพร่เมื่อ 12 ธ.ค. 2024
- الإسلام عقيدةٌ فكرية، وشعائر تعبدية، ومقامات أخلاقية وقلبية وسلوكية، وشريعة قانونية ..
أغلبنا يعرف هذا بوضوح، وأقل علاقة صحيحة بالقرآن الكريم ستجعلك تعرف ذلك.
ولكنه ما يغيب عن ذهن أكثرنا هو أن الإسلام "حالةٌ اجتماعية" كذلك، فكل فكرة وشعيرة ومقام وحكم في الإسلام يصيغ بنية اجتماعية مستقلة تُعبر عن قيم الوحي الشريف، وتُزيح البني الاجتماعية التي انشأتها جاهليات البشر في الفكر والشعور والعلاقات والمؤسسات.
وهذه البُنى الاجتماعية التي يُنشئها الإسلام هي نفسها ضرورية للحفاظ على وجود الإسلام في الحياة، وتغذية المؤمنين به، وضمان إعادة إنتاج ثقافته في المجتمع بشكل مستمر مع تطورات الحياة.
ولا يأتِ الضعف للمسلمين إلا حين تفقد تلك (الأفكار والشعائر والاخلاقيات والأحكام ) آثارها الاجتماعية في واقع الأفراد والجماعات.
بل إن أعظم تحدي واجه المسلمين منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم كان في "انفصال الحق عن القوة"، أو انفصال جماعة العلماء (التي تفهم الشرع وتفقه مراد الله من البشر)، عن جماعة الحكام (الذين يُـديرون واقع الناس ويدركون موازين القوى، ويُعايشون تطور المجتمعات وتغيراتها)
وقد أدى ذلك الانفصال الرهيب أن تطورت معارف المسلمين في اتجاه منفصلٍ عن الواقع، وتطور الواقع في اتجاه انفصل به عن هِداية الوحي.
لذلك نحتاج اليوم أن نُراجع "السنة النبوية" بمعناها الحقيقي الكُلي كما أرادها الله سبحانه وتعالى، باعتبارها الطريقة التي يهدي بها الإسلام النفوس والمجتمعات ويُخرجها من الظلمات إلى النور في كل زمانٍ ومكان.
وأن نفهم أن "تجديد الدين" ليس إلا عملية إزاحة تراب التشويه والتحريف والتطرف عن الإسلام (أفكاره وشعائره وأخلاقياته واحكامه) لتستعيد آثارها الاجتماعية في واقع الأفراد والجماعات.
وأن "نصرة الدين" ليست عمليًا إلا الاستعداد لمقاومة وقتال تيارات الجهالة والظلم المضادة لتلك الحركة الإحيائية الإيمانية التجديدية في نفوس الأفراد والجماعات.
ومعَنا اليوم حكاية استثنائية لرجل اجتمع فيه "الحق والقوة" و عبر عن هذا المزيج المُركب الذي يستطيع الإسلام أن ينشئه في كل جيل وفي كل زمان وفي كل مكان لمن يستسلم له تربيةً، ويقبل به ابتلاءً ومجاهدة في الدنيا، لا غنيمةً يطوعها هو لهواه ولنفسه، أو يُحرفها لتوافق ثقافة مجتمعه او إرادة حُكامه.
معنا اليوم قصة عبادة بن الصامت .. أحد مراكز الثقل في مجتمع المسلمين.. يرويها لنا الأستاذ العالم الشيخ حازم أبو إسماعيل، أحد النوادر من علماء المسلمين الذين اجتمعت عندهم معارف الفقه والشريعة مع معارف الواقع وسياسة الناس، فخرجت علومه متزنة مشرقة، حتى ليكاد كل موضوع يتكلم فيه من الإسلام ( الأفكار والشعائر والأخلاقيات والاحكام) أن يكون جديداً على أسماعنا.
فهنيئًا لمن ينهل من ذلك الخير، فينفع به نفسه ومن يُحب.
** ملاحظة: المقطع جزء من سلسلة معايشة الأنبياء والصالحين، وتستطيع مشاهدتها مرئية على اليوتيوب، او مسموعة على الساوند كلاود.
#سنحيا_كراما
#معايشة_الأنبياء_والصالحين