History of Muharraq سينما المحرق مع صلاح الجودر الحلقة 54

المحرق بحكم موقعها وأهميتها في ذلك الوقت كان لها نصيب مبكر من الفن القادم من الغرب ومن مصر ومن الهند (الأفلام)، ومن أبرز السينمات بالبحرين والتي أثرت في الوعي الجمعي للناس (سينما المحرق) التي لا يزال مبناها قائماً في مكانه.
يعود تاريخ السينمات في البحرين إلى العام 1922 حين أنشأ محمود الساعاتي أول دار للسينما بالمنامة في موقع (شركة كريمكنزي لاحقا)، بالقرب من محاكم الشرع التي أنشأت في العام 1937،
والسينما حينها عبارة عن كوخ صغير يطل على البحر، ويسع 30 كرسي، مع لوحة خشبية كبيرة مغطاة بقطعة قماش أبيض عبارة عن شاشة العرض، وكان سعر التذكرة لا يتجاوز الآنتين، ولكن تلك السينما لم تستمر لحداثة المشروع، والبعض قد خاف منها على اعتبار أنها من السحر وأعمال الجن والشياطين.
في العام 1937 وقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بين الحلفاء والمحور تم افتتاح السينما في المنامة تحت أسم (مرسح البحرين) أو السينما الوطنية في موقع سينما الحمراء على شارع الزبارة، وذلك على يد الشيخ علي بن عيسى آل خليفة والأديب عبدالله الزايد وحسين يتيم، وأول فيلم تم عرضه هو فيلم (وداد) بطولة أم كلثوم، وكان دخل السينما السنوي لا يتجاوز 154 روبية هندية ما يعادل 15.4 دينار بحريني (41 دولار أمريكي)،
ولكن في العام 1939 ارتفعت الأرباح حين زاد الأقبال على السينما خاصة بعد أن تم نشر إعلانات الأفلام في أول صحيفة بالبحرين (جريدة البحرين) والتي أصدرها عبدالله الزايد، وكذلك أسلوب التسويق المباشر للأفلام من خلال لوحة خشبية يحلمها رجلان وملصق عليها من الجهتين الفيلم الذي سيعرض،
وفي العام 1951 تم تغير الاسم إلى (سينما البحرين).
وأبرز السينمات في البحرين سينما القصيبي، سينما الزياني، سينما الزبارة، سينما عوالي، سينما حسين يتيم، سينما اللؤلؤ، سينما النصر، سينما أوال، وسينما الحمراء، وسينما (RAF)
وسينما المحرق التي تحمل الكثير من الذكريات الجميلة مع الأفلام العربية والأمريكية والهندية.
موقع سينما المحرق
يذكر بأن العام 1955 - 1956 شهد افتتاح سينما المحرق
لصاحبها عبدالنور البستكي (صاحب فندق البحرين)، ويذكر أسم شخص آخر عبدالرحمن راشد محمد، والسينما على عقار حسن سيادي بسوق المحرق،
وتقع السينما بعد قهوة عبدالقادر العلوي (قهوة الشباب)، ومقابل محطة (محمد الحسن) للوقود، وهي نهاية ممر ضيق يبدأ من مطعم الخليج العربي، وسبب اختيار هذا الموقع أن السينما في قلب سوق المحرق القديم، وبالقرب من المقاهي والأسواق والمحلات، فقد شهدت هذه المنطقة حراكاً مجتمعياً كبيراً، وكانت ساحات السوق مكاناً يلتقي فيه الناس، والسينما حالياً خلف حلويات حسين محمد شويطر.
ومن الشخصيات التي كانت تعمل في السينما السيد أحمد عبدالحميد المحمود وهو المسئول الأمني عن الدخول إلى صالة العرض، وكان رجلاً لطيفاً يساعد في دخول الأطفال الذين لا يملكون قيمة التذكرة، وهناك رجل هندي يجلس خلف الشباك لبيع التذاكر،
وسعر التذاكر كان: درجة (الترسو) روبية، وفي الوسط روبيتين، وفي البلكون آخر الصالة ثلاث روبيات هندية، وكانت السينما تعرض فيلمين في اليوم الواحد، بخلاف الأعياد حيث تعرض أربعة أفلام.
أحداث بعض أفلام الأكشن:
المؤسف أن سينما المحرق حينها كان يحضرها الفتوات من الشباب، فتحدث مصادمات ومعارك، وبعض الصدامات تحصل عند شباك التذاكر وذلك للحصول على تذكرة لدخول الفيلم، والبعض الاخر يحدث داخل الصالة خاصة إذا تعطلت بكرة الفيلم، فيتم رمي زجاج المشروبات أو الكراسي أو السجائر، وقد تأثر الكثير من الشباب من تلك الأفلام التي يكون فيها الضرب والعراك، فيتم ترجمة ذلك بعد الخروج من السينما لتصفية الحسابات حتى تتدخل الشرطة لفكها.
أجمل الأفلام في الغالب تعرض في الأعياد (عيد الفطر وعيد الأضحى) حيث تعرض الأفلام العربية والأمريكية والهندية، والأفلام العربية كانت لها حظوة كبيرة في سينما المحرق خاصة أفلام أم كلثوم وفريد شوقي ومحمود المليجي ورشدي أباظة وكمال الشناوي وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وتوفيق الدقن وليلى مراد وهند رستم وهدى سلطان وشادية وحسين رياض وغيرهم من الممثلين المصريين، وأجمل الأفلام العربية التي عرضت بسينما المحرق كان فيلم عنتر وعبلة تم إنتاجه عام 1945 بطولة سراج منير وكوكا وإخراج نيازي مصطفى، والفيلم الآخر فيلم عنتر بن شداد الذي تم انتاجه في 1961 بطولة فريد شوقي وكوكا وإخراج نيازي مصطفى.
السينما
المحرق
البحرين
المنامة
الثقافة
الجودر
سوق المحرق
مقهى الشباب
حلويات حسين محمد شويطر

[@user-hy8ij5py9n]

لله درك يا شيخ صلاح

[@salahaljowder-bahrain5525]

شكرا على المتابعة، والله يقدرنا في رصد تاريخ الزمن الجميل

[@qadheeb]

جزاك الله خير يا شيخ صلاح ...
البحرين كانت منارة العلم و الرائدة في جميع المجالات في المنطقة منذ مطلع العشرينات حتى الستينات .

[@salahaljowder-bahrain5525]

شكرا على المتابعة