رساله "نداء المجهول"-من رسائل بريد الجمعه عن فقدان الاحباب للكاتب الكبير عبد الوهاب مطاوع - الاهرام
ฝัง
- เผยแพร่เมื่อ 28 ต.ค. 2024
- رساله "نداء المجهول"-من رسائل بريد الجمعه عن فقدان الاحباب للكاتب الكبير عبد الوهاب مطاوع - الاهرام #عبد_الوهاب_مطاوع #بريد_الجمعة #قصص #كتاب #قصص_واقعية #عبدالوهاب_مطاوع - باقي رد الكاتب عبد الوهاب مطاوع علي هذه الرساله :
ولقد كان الرسام الايطالى الكبير موديليانى يقول : اتمنى ان احيا حياه قصيره بشرط ان تكون حافله , وبهذا المفهوم فلربما كانت زوجتك الراحله رحمها الله قد عاشت عمرا من السعاده لم يحظ به بعض من طالت بهم رحلة الايام ... بل ولعل البدايه المبكره لقصتك معها وهى ما زالت طفله صغيره تلهو لهو الاطفال فى العيد , كانت ارهاصا قدريا بان تبدأ السعاده فى حياتها مبكره , لان رحلة الايام لن تطول بها او ربما لان الملائكه من مثيلاتها انما تطوف الارض طوافا عابرا ولا تقيم وإلا فكيف تفسر لى ان يقع شاب مثلك فى هوى طفله صغيره ويعيش معها قصة حب برئ طويله قبل ان يحتويهما عش الزوجيه السعيد 5 او 6 سنوات هانئه , إلا كان ذلك إرهاصاً قدريا بتبكير البدايات إيذاناً باقتراب النهايات القدريه ؟؟؟
لهذا فلقد كانت صادقه فى مشاعرها حين قالت لك انها راضيه باقدراها وانها قد نالت من الحياه كل ما تشتهى من سعاده , ولا بأس يحين وقت الرحيل .
اما اضطرابك وتمتك بالآيه الكريمه لا اراديا حين القيت نظرتك الاولى على بطنها , فما كان ذلك علم بالطب او خبره بقدر ما كان عن شفافيه قد يخص الله بها بعضا من عباده المتقين , واحساس باطنى غير مفهموم بان السعاده لن تطول , ولعل هذه الشفافيه نفسها هتى التى انذرتك للاسف انذرا مبكرا فى شهور الزواج الاولى بأن " لكل شئ اذا ما تم نقصان " كما يقول الشاعر العربى , ولعلها هى ايضا هى التى هدتك بحس المحب العطوف لان ترفض تعريض زوجتك لالام جراحات متواليه غير مضمونة النتائج جريا وراء امل النجاب , ثم لان تبشرها بعد ذلك بالحمل قبل ان يلوح فى الافق طيف البشير , فإذا كنت قد اعتمدت على إيمانها بربها وحسن صلتها به فى مصارحتك المؤلمه لها بما يشق على كل إنسان ان يسمعه فى مثل هذه الظروف , فلقد كان هذا هو اختيارك الذى اطمأن اليه قلبك وهو اختيار يؤمن به الاطباء فى الغرب , ونكرهه نحن هنا ونشفق منه على احبائنا وعلى كل انسان من ان يطلعه احد مهما كانت اسبابه على ما حجبه الله سبحانه وتعالى عنه رحمة به ...
لكن ما مضى قد مضى ولم يبق الان إلا التحمل وتضميد الجراح وحصر الخسائر , وجرح الشباب سريع الالتئام يا صديقى كما يقولون , على خلاف جراح الشيوخ بطيئة الشفاء , فلا بأس إذن بدموعك التى ترق لمنظر زوجتك التقيه وهى تحمل قالب الطوب فى ايامها الاخيره , فمن اجل مثل هذه الفتاه الطيبه ينبغى حقا ان تسيل الدموع ....
والدمع لا يكتم غالبا ما قد ينجح اللسان احيانا فى كتمانه
فلا بأس اذن ان تدمع عيناك لذكرى هذه الفتاه الطيبه وان تترجم وفاءك لها برعاية طفليك منها وبان تحمل لزوجتك الراحله ومهما طال العمر اجمل الذكرى وارق المشاعر
فقر أنت عينا .... بما نالت زوجتك من جوائز الدنيا والاخره , وامض فى طريقك مشاركا فى مباراة الحياه ... ومتشاغلا بسباقها وشئونها وشئون طفليك عن كل الاحزان ...
صوتك جميل لكن ارجو منك ان تهتمي باللغة العربية والتشكيل لان اغلاطك في التشكيل افسدت على الاستمتاع بالقصة مع الاسف وفي تقدم في المستقبل ان شاء الله بالتوفيق 👍