ملخص المحاضرة: كان فلان من الناس يسأل عن دقائق المباحات خشية الوقوع في المحرمات، ثم صار يتساهل في أشد الموبقات، وآخر كان مُعظّمًا للسنة النبوية، ويحفظ المتون فيها، ثم أنكرها، وهكذا قصص كثيرة معروفة تعبّر عن تغيّر في إيمان الشخص وتمسّكه بدينه بعد أن كان على خير وطاعة، وهذه الحال تُثير لدينا سؤالًا مهمًا، وهو: ما سبب تغيّر بعض الناس من حال لحال؟، وموجب هذا السؤال أمران: معرفة أسباب ضلالهم هم في أنفسهم. معرفة أسباب ضلالهم لنتجنبها. عند التأمل في القرآن نجد أن هذه الظاهرة مع اختلاف صورها ترجع لسبب واحد، قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوۤا۟ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ﴾ [الصف ٥]، فلا يتغيّر الإنسان من حال إلى حال إلّا لشيء في نفسه زاغ بسببه، واللهُ - تعالى - عدل رحيم، فلا يمكن أن يكون إنسان طاهر القلب صادق النية، ثم ينقلب على عقبيه بلا سبب. ومن الشواهد على ذلك: أ- قال الله تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفۡـِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَـٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ یُؤۡمِنُوا۟ بِهِۦۤ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَنَذَرُهُمۡ فِی طُغۡیَـٰنِهِمۡ یَعۡمَهُونَ﴾ [الأنعام ١١٠] ب- وقال سبحانه: ﴿نَسُوا۟ ٱللَّهَ فَنَسِیَهُمۡۚ﴾ [التوبة ٦٧] جـ- وقال الله تعالى: ﴿بَلۡ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَیۡهَا بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا یُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِیلࣰا﴾ [النساء ١٥٥] د- وقال سبحانه: ﴿سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَایَـٰتِیَ ٱلَّذِینَ یَتَكَبَّرُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن یَرَوۡا۟ كُلَّ ءَایَةࣲ لَّا یُؤۡمِنُوا۟ بِهَا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلرُّشۡدِ لَا یَتَّخِذُوهُ سَبِیلࣰا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلۡغَیِّ یَتَّخِذُوهُ سَبِیلࣰاۚ ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا وَكَانُوا۟ عَنۡهَا غَـٰفِلِینَ﴾ [الأعراف ١٤٦] هـ- وقال الله جل وعلا: ﴿فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا یُرِیدُ ٱللَّهُ أَن یُصِیبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ﴾ [المائدة ٤٩] و- وقال الله تعالى: ﴿وَمَن یَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ نُقَیِّضۡ لَهُۥ شَیۡطَـٰنࣰا فَهُوَ لَهُۥ قَرِینࣱ﴾ [الزخرف ٣٦] ز- قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: «تُعْرَضُ الفِتَنُ على القُلُوبِ كالحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتّى تَصِيرَ على قَلْبَيْنِ، على أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ، والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالكُوزِ، مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ» وإدراك هذا الأصل يجعل أيّ مسلم يحتاط ويراجع نفسه؛ لأن أفعاله قد تسبب له فيما بعد انحرافًا، وكما أن الأفعال السيئة من أسباب انحراف المرء، فإن الأعمال الصالحة من أسباب زيادة الإيمان والهدى، ومن شواهد ذلك في القرآن: أ- قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِینَ جَـٰهَدُوا۟ فِینَا لَنَهۡدِیَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [العنكبوت ٦٩] ب- وقال سبحانه: ﴿وَٱلَّذِینَ ٱهۡتَدَوۡا۟ زَادَهُمۡ هُدࣰى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ﴾ [محمد ١٧] وهذا يدعو الإنسان للحرص على الطاعات، وأعمال القلوب، وأن يكون قلبه معلّقًا بالله؛ لأن الهداية والحفظ من عنده، وقد كان أعظم الناس هداية محمد - صلى الله عليه وسلم - يُكثر من قول: «يا مقلّبَ القلوبِ ثبّت قلبي على دينك»، فغيره من باب أولى، وهناك مَن هو أكثر منا ذكاء وضلّوا عن الإسلام؛ لأن الهداية بيد الله تعالى، ومن الشواهد القرآنية على ذلك: أ- قال الله تعالى: ﴿أَفَمَن زُیِّنَ لَهُۥ سُوۤءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنࣰاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ یُضِلُّ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۖ﴾ [فاطر ٨] ب- وقال سبحانه: ﴿لَّیۡسَ عَلَیۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۗ﴾ [البقرة ٢٧٢] أسباب الانحراف: الأول: أمراض القلوب من «العُجب»، و«الحسد»، و«الرياء»، وما ضلّ أحد بعد هدى إلا بسبب هذه الأمراض، وعند التأمل في القرآن نجد من المُلفت أن سبب كفر الكفار ليس عدم اقتناعهم بالحق، وإنما كفرهم لأمراض قلبية، لذلك من المُلاحظ كذلك فيمن يدخل في الإسلام أن دخولهم لا يتطلب جدالًا طويلًا، وإنما يكون بدعوة يسيرة، والسبب في ذلك: أن القضية الكبرى هي في مرض النفس، فإذا تطهّر القلب من أمراضه انشرح للإسلام. الثاني: الاستهانة بنعمة الإيمان واليقين، فبعد أن كان اليقين في قلبه بدأ يبحث عن الشك حتى يصل إلى اليقين، كأن يقول: «قد يكون الحقّ في غير الإسلام»، فيطلع بلا منهجية واضحة ولا علم، والإشكال في الاطّلاع على الشبهات يكون في ثلاثة أمور: أ- الاطّلاع عليها بحثًا عن الحقّ، فأن يرى اللهُ من العبد أنه يبحث عن الحق في غير الإسلام قد يكون سببًا لضلال العبد. ب- عدم وجود التأصيل العلمي. جــ- تصوّر أن الشبهات والإشكالات من قبيل مسائل الرياضيات، فيقول: «أنا مؤمن بالإسلام فإن اطّلعت على أفكار أخرى فلن تضرني» ولا يدري أن الشبهات تتعلق بالقلب. الثالث: الغلوّ في الدين: جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلّا غَلَبَهُ»، فالذي يغلو في الدين فإن هذه الزيادة ستكون سببًا لارتداده على عقبيه، ومن المقولات السلفية: «ما قامت بدعة إلا على ظهر سُنّة»، فللبدعة إشكاليتان: أ- أنها إتعاب للنفس في عمل غير مشروع. ب- أن المبتدع يحرم نفسه من المشروع بقدر ما بالغ في غير المشروع. الرابع: الصحبة السيئة. الخامس: اتّباع خطوات الشيطان، فإن الإنسان لا يتحوّل من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال مرة واحدة، وإنما هي خطوات يُعدّها الشيطان للعبد حتى يسير عليها ثم يقع. السادس: الخصومات، فبعض الناس عنده اهتمام بالخصومات المتعلقة بالدين والجدل، فيكثر منها حتى تُفسد قلبه عليه من حيث لا يشعر، وقد قال عمر بن عبد العزيز: «من جعل دينه عُرضة للخصومات؛ أكثر التنقّل»، وقال عمرو بن قيس: قلتُ للحكم: ما الذي أوقع الناس في الأهواء؟ قال: «الخصومات». والحمد لله رب العالمين.
ماشاء الله تبارك الله .. الله يوفقك ي شيخ ..
والله مظلوم اعلاميا
اقسم بالله لديه من العلم والحجج والرد على الشبهات شي عظيم
الله يثبته ويفتح على قلبه
اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
للهم صلي وسلم وبارك على أله وصحبه أجمعين
جميل جدا .ما قدمته شرح رائع .ربما لا تزغ قلوبنا بعد اذا هديتنا.
تبارك الله ما شاء الله
بارك الله فيكم شيخنا
استغفر الله العظيم واتوب اليه
محاضرة قيمة قيمة قيمة
شرح جميل جدا اللهم اهدينا فمن هديت.
محاضرة قيمة. شكرا لك ياشيخ
ملخص المحاضرة:
كان فلان من الناس يسأل عن دقائق المباحات خشية الوقوع في المحرمات، ثم صار يتساهل في أشد الموبقات، وآخر كان مُعظّمًا للسنة النبوية، ويحفظ المتون فيها، ثم أنكرها، وهكذا قصص كثيرة معروفة تعبّر عن تغيّر في إيمان الشخص وتمسّكه بدينه بعد أن كان على خير وطاعة، وهذه الحال تُثير لدينا سؤالًا مهمًا، وهو: ما سبب تغيّر بعض الناس من حال لحال؟، وموجب هذا السؤال أمران:
معرفة أسباب ضلالهم هم في أنفسهم.
معرفة أسباب ضلالهم لنتجنبها.
عند التأمل في القرآن نجد أن هذه الظاهرة مع اختلاف صورها ترجع لسبب واحد، قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوۤا۟ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ﴾ [الصف ٥]، فلا يتغيّر الإنسان من حال إلى حال إلّا لشيء في نفسه زاغ بسببه، واللهُ - تعالى - عدل رحيم، فلا يمكن أن يكون إنسان طاهر القلب صادق النية، ثم ينقلب على عقبيه بلا سبب.
ومن الشواهد على ذلك:
أ- قال الله تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفۡـِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَـٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ یُؤۡمِنُوا۟ بِهِۦۤ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَنَذَرُهُمۡ فِی طُغۡیَـٰنِهِمۡ یَعۡمَهُونَ﴾ [الأنعام ١١٠]
ب- وقال سبحانه: ﴿نَسُوا۟ ٱللَّهَ فَنَسِیَهُمۡۚ﴾ [التوبة ٦٧]
جـ- وقال الله تعالى: ﴿بَلۡ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَیۡهَا بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا یُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِیلࣰا﴾ [النساء ١٥٥]
د- وقال سبحانه: ﴿سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَایَـٰتِیَ ٱلَّذِینَ یَتَكَبَّرُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن یَرَوۡا۟ كُلَّ ءَایَةࣲ لَّا یُؤۡمِنُوا۟ بِهَا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلرُّشۡدِ لَا یَتَّخِذُوهُ سَبِیلࣰا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلۡغَیِّ یَتَّخِذُوهُ سَبِیلࣰاۚ ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا وَكَانُوا۟ عَنۡهَا غَـٰفِلِینَ﴾ [الأعراف ١٤٦]
هـ- وقال الله جل وعلا: ﴿فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا یُرِیدُ ٱللَّهُ أَن یُصِیبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ﴾ [المائدة ٤٩]
و- وقال الله تعالى: ﴿وَمَن یَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ نُقَیِّضۡ لَهُۥ شَیۡطَـٰنࣰا فَهُوَ لَهُۥ قَرِینࣱ﴾ [الزخرف ٣٦]
ز- قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: «تُعْرَضُ الفِتَنُ على القُلُوبِ كالحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتّى تَصِيرَ على قَلْبَيْنِ، على أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ، والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالكُوزِ، مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ»
وإدراك هذا الأصل يجعل أيّ مسلم يحتاط ويراجع نفسه؛ لأن أفعاله قد تسبب له فيما بعد انحرافًا، وكما أن الأفعال السيئة من أسباب انحراف المرء، فإن الأعمال الصالحة من أسباب زيادة الإيمان والهدى، ومن شواهد ذلك في القرآن:
أ- قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِینَ جَـٰهَدُوا۟ فِینَا لَنَهۡدِیَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [العنكبوت ٦٩]
ب- وقال سبحانه: ﴿وَٱلَّذِینَ ٱهۡتَدَوۡا۟ زَادَهُمۡ هُدࣰى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ﴾ [محمد ١٧]
وهذا يدعو الإنسان للحرص على الطاعات، وأعمال القلوب، وأن يكون قلبه معلّقًا بالله؛ لأن الهداية والحفظ من عنده، وقد كان أعظم الناس هداية محمد - صلى الله عليه وسلم - يُكثر من قول: «يا مقلّبَ القلوبِ ثبّت قلبي على دينك»، فغيره من باب أولى، وهناك مَن هو أكثر منا ذكاء وضلّوا عن الإسلام؛ لأن الهداية بيد الله تعالى، ومن الشواهد القرآنية على ذلك:
أ- قال الله تعالى: ﴿أَفَمَن زُیِّنَ لَهُۥ سُوۤءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنࣰاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ یُضِلُّ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۖ﴾ [فاطر ٨]
ب- وقال سبحانه: ﴿لَّیۡسَ عَلَیۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۗ﴾ [البقرة ٢٧٢]
أسباب الانحراف:
الأول: أمراض القلوب من «العُجب»، و«الحسد»، و«الرياء»، وما ضلّ أحد بعد هدى إلا بسبب هذه الأمراض، وعند التأمل في القرآن نجد من المُلفت أن سبب كفر الكفار ليس عدم اقتناعهم بالحق، وإنما كفرهم لأمراض قلبية، لذلك من المُلاحظ كذلك فيمن يدخل في الإسلام أن دخولهم لا يتطلب جدالًا طويلًا، وإنما يكون بدعوة يسيرة، والسبب في ذلك: أن القضية الكبرى هي في مرض النفس، فإذا تطهّر القلب من أمراضه انشرح للإسلام.
الثاني: الاستهانة بنعمة الإيمان واليقين، فبعد أن كان اليقين في قلبه بدأ يبحث عن الشك حتى يصل إلى اليقين، كأن يقول: «قد يكون الحقّ في غير الإسلام»، فيطلع بلا منهجية واضحة ولا علم، والإشكال في الاطّلاع على الشبهات يكون في ثلاثة أمور:
أ- الاطّلاع عليها بحثًا عن الحقّ، فأن يرى اللهُ من العبد أنه يبحث عن الحق في غير الإسلام قد يكون سببًا لضلال العبد.
ب- عدم وجود التأصيل العلمي.
جــ- تصوّر أن الشبهات والإشكالات من قبيل مسائل الرياضيات، فيقول: «أنا مؤمن بالإسلام فإن اطّلعت على أفكار أخرى فلن تضرني» ولا يدري أن الشبهات تتعلق بالقلب.
الثالث: الغلوّ في الدين:
جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولَنْ يُشادَّ الدِّينَ أحَدٌ إلّا غَلَبَهُ»، فالذي يغلو في الدين فإن هذه الزيادة ستكون سببًا لارتداده على عقبيه، ومن المقولات السلفية: «ما قامت بدعة إلا على ظهر سُنّة»، فللبدعة إشكاليتان:
أ- أنها إتعاب للنفس في عمل غير مشروع.
ب- أن المبتدع يحرم نفسه من المشروع بقدر ما بالغ في غير المشروع.
الرابع: الصحبة السيئة.
الخامس: اتّباع خطوات الشيطان، فإن الإنسان لا يتحوّل من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال مرة واحدة، وإنما هي خطوات يُعدّها الشيطان للعبد حتى يسير عليها ثم يقع.
السادس: الخصومات، فبعض الناس عنده اهتمام بالخصومات المتعلقة بالدين والجدل، فيكثر منها حتى تُفسد قلبه عليه من حيث لا يشعر، وقد قال عمر بن عبد العزيز: «من جعل دينه عُرضة للخصومات؛ أكثر التنقّل»، وقال عمرو بن قيس: قلتُ للحكم: ما الذي أوقع الناس في الأهواء؟ قال: «الخصومات».
والحمد لله رب العالمين.
جزاكم الله خيرًا
زاغ يزيغ زيغا ...هو أضل طريق الله