عن تيه الصادي- لمحمد جربوعة
ฝัง
- เผยแพร่เมื่อ 20 ส.ค. 2024
- عن تيه الصادي
محمد جربوعة
صادٍ جنوب الحيِّ، غربَ الوادي
قلِقٌ يُداري جُرْحَه بضِمادِ
وقتَ الغروبِ بدا خيالا أسْوَدًا
متهالكا، مُتلفِّعا بسوادِ
صادٍ ولا يدري الذين رأوهُ هلْ
بلواهُ جرحٌ؟ أمْ مِن الإجهادِ؟
لوكان ظَبْيًا كان أفلتَ ربّما
في لحظةٍ للموتِ مِن صيّادِ
أو كان ذئبا..كانَ ذئبا آبقا
مِن ثأرِ مَوْتورينَ مِن آسادِ
أو كانَ مرتحلا..لكانَ أضاعَ ما
معه من المركوب أو من زادِ
لكنَّهُ كعبٌ مِنَ الكعبينَ والــ
ــكَعبونَ أرواح بلا أجسادِ
ولكلِّ كعب في الصحارى تيهُهُ
حيثُ الخطى تمضي بلا استرشادِ
وله إذا اشتاقَ المَشُوقُ أماكنٌ
للشوق يأتيها بلا ميعادِ
ألقتْ إليه حاملاتُ الماءِ أشـْ
ـنانا، فقال: فأين شنُّ سعادِ؟
فلدى ابنة العباس بين جوانحي
ما عند دجلةَ من هوى بغدادِ
ولدى ابنة العباسِ فيَّ، أنا الذي
كالطفل، ما للطفل في الأعيادِ
ولها وقد أحببتُ ألفا قبلها
ما ليس للنسوان في المُعتادِ
أنا يا بنات الحيّ صاحبُها الذي
منها اكتشفتُ توافقَ الأضدادِ
فأنا أنا، وأنا سوايَ إذا أنا
شابهتُ في لون الهوى أندادي
وأنا إذا غيري خميسٌ، أربِعَا
وأنا إذا ما راحَ غيري، الغادي
خالفتُ إذ أحببتها، سَننَ الهوى
وبدأتُ معجمَنا بحرف الصادِ
وصنعتُ رايتها ببعض عمامتي
ونشيدَها الوطنيَّ مِنْ إنشادي
ثم ابتكرتُ لكي أكون مميّزا
ولأستثير ذهولها، أعدادي
وعكستُ تقويمي، وصرتُ قيامةً
أمتدّ من موتي إلى ميلادي
أفكان أعدائي وقد فرحوا وقد
أُبعِدتُ مسرورين من إبعادي؟
أنا حاضرٌ رغم الغياب، وحاضرٌ
من بعد موتي، في، وفي أحفادي
أو كان يطمعُ شانئيَّ ، إذا أنا
سافرت فيهم أن أكون الحادي
أنا سيِّدُ الركبِ، المُقَدَّمُ فيهمُ
في القيروان(1)، وفي المسير الهادي
أنا آخرُ القتلى، وأوّلُ شاربٍ
إن أكؤسٌ دارتْ بأعظم نادِ
أنا هازمُ القوم الذين إذا أنا
جرّدتُ، ردّوا البيضَ للأغمادِ
أنا مَن بواو الجمع أُذكَرُ (أنتمُ)
إنْ خوطبَ الباقونَ بالإفرادِ
وأنا نعَمْ، غادرتُ.. لكنْ رايتي
في الشعر لازالت على أعوادي
لازلتُ إن أحببتُ أنثى لحظةً
شعرتْ كأنّ هوايَ مِن آمادِ
وإذا هجوتُ هدمتَ من أهجو ولمْ
يَهرعْ لنجدة من أُهَدِّمُ فادِ
وإذا جلدتُ بسوطِ بيت قصيدةٍ
قَيْنا، فلا تسأل عن الجلّادِ
أنا ظامئا أقضي إذا ما مَوْرِدٌ
كَثُرتْ عليه أيامِنُ الوُرّادِ
وأكُفُّ قلبي عن هوى مَن حُبُّها
يزري وينقصني لدى حُسّادي
وأنا إذا أحببت من أحببتها
فلأنّ حبّ المرء غير إرادي
والفارس العربيُّ يعشق إن هوى
في الخيل والنسوان غير العادي
هامش:
القيروان: القافلة التي تحمل أزواد الحرب من سلاح وغيره.
الاثنين 17 ربيع الأول 1445 هـ
2 تشرين الأول- أكتوبر 2023 م
رائعة حقا لا فض فوك شاعر العرب لافض فوك
رائعة ، جمعت مشاعر عديدة ، تنتاب شاعرها في هوسه فيجد نفسه بين حنينه و شوقه وحبه ، و رفضه لأي انتقاص من الغير او حتى من الحب الذي يبحث عنه ، اصالة في الاخذ و العطاء .دمت شاعر التميز بالطابع // جزائر //
سبحان من ألهمك هذا الابداع ❤
لا فض فوك شاعرنا حفظك الله
بارك الله فيك اخي محمد 🌺
روعة بل في قمة الروعة و انت الرائع دوما يا سيد الحروف و الكلمات لا فض فوك ايها الحاضر رغم الغياب بارك الله فيك و في جميع اعمالك
كتبتم فاجدتم...دمتم.
بركت اخي محمد.
وحشه كبيره أستاذي ❤❤❤
يا أستاذي العزيز اكثر لنا من استخدام مصطلحات العصر الجاهلي بارك الله فيك
ما شاء الله يا ملك الكلمة الموزونة
كنا فقط نتمنى لو تدلون بدلوكم حول النقاش الدائر هذه الأيام حول قضية الشعر الجاهلي وشعر الفترة الأموية والعباسية وأيهما أفضل، والتي أثارها شاب موريتاني صاحب صفحة الأمالي والذي ادعى أن المتأخر له الأفضلية عن الشعر الجاهلي واستند في ذلك على رأي ابن خلدون ، وقد ثار نقاش حاد بين الأدباء والشعراء والنقاد بين مؤيد ومعارض
تمنينا لو أدليت بدلوك في هذا الموضوع وأنت رب الشعر في هذا العصر
يبدو ان الاستاذ كتبها و هو متكئ