1- تراث النبي صلى الله عليه وسلم العلمي من سنته يبلغ مجلدات كبارًا أشهرها ما في الكتب التسعة : البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن ماجه والموطأ والدارمي ومسند الإمام أحمد ..فحين يتعذر في كل هذه التركة العلمية الضخمة .. ما صح منها ، العثور على كذبة واحدة ، أو على تناقض واحد..فهذا قاطع في ثبوت صدقه صلى الله عليه وسلم .... 2- وعند النظر في الأحاديث الموضوعة والواهية ، يتبين المرء الكثير مما يصدق عليه أنه كذب ، فآل الضعيف نفسه دليلا على صدق النبي صلى الله عليه وسلم .. وعلى حفظ الله لهذا الدين .. 3- والكذب كما تقول العامة : حبله قصير ، وهذا حق لا يماري فيه أحد ، فحين يكون له من أصحابه ألوف مؤلفة ثم لا يقف على كذب مزعوم له - حاشاه عليه الصلاة والسلام - واحد منهم ..فهذا يقطع بثبوت المقصود .. 4- والشخص الذي يكذب في طبيعته اضطراب نفسي ولابد - وهذا من ادلة الفطرة على الحق سبحانه - وكان النبي صلى الله عليه وسلم على العكس من ذلك ، واثق الخطى ،فصيح المنطق ،شجاعًا كريما مهيبًا ، إذا مشى كأنما ينحط من صبب ، وهو أعظم شخصية في التاريخ باتفاق الباحثين المتجردين ، فلو كان في نفسيته شيء من ذلك لما استطاع أصلا أن يقود أُمّة .. بهذا النجاح الذي لا عِدل له ولا نظير..المبهر في جميع المناحي 5- وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بزمام البدار في امور لو كان يخالجه أدنى شك في صدق نبوته لما أقدم عليها ، ومن ذلك مثلا حين تفل على عين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان فيها رمد لايرى بها فشفيت بإذن الله تعالى .. وهذا برهان مركب من دليلين : أحدهما في أصل الإقدام على هذه الأشياء ، والثاني في تصديق الله له على ما أراد .. وهو المعجزة أو الآية . 6- وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقائع كثيرة في قابل الزمان بعضها مما في عصره الميمون وبعضها بعد موته عليه الصلاة والسلام، فكان كما قال في كل ما قال .. ذكر عن الخوارج مثلا ، وعن الخلافة ، وعن أن الحسن رضي الله عنه سيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين إلخ من أشراط الساعة الكثيرة .. التي ما يزال الزمان يكشف عنها اللثام كل حين .. 7- وقد اتفقت كلمة المشركين الذين عرفوه منذ بواكير العمر على أنه أمين وصادق .. وإنما كذبه بعضهم حين جاء بما يكرهون من تسفيه أصنامهم ، فبان أن تكذيبهم كان على سبب معروف لما تكنه قلوبهم ، ومعرفة السبب أبطلت ما زعموا ، مع خلوهم عن الدليل .. وهذا ليس بشيء فثبت أنه صادق بإجماع من عرفه في زمانه .. 8- وحين أراد الذين اجترؤوا على تكذيبه أن يوردوا أدلة على دعاويهم ، أضحكوا على أنفسهم ، لأنها كانت من جنس الاستدلال بالمحال ، كمثل رجل ادعى أن اللغة الرسمية في امريكا هي الصينية ، فلما طولب بالدليل ؟ قال لأن رئيسها من أفريقية ! وقد قال الله تعالى " لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ " فلم يحيروا جوابًا .. وإذا كان ما يدعيه الخصم دليلا : غيرَ مرشد للمطلوب ، يكون ذلك دليلا على إفلاسه من الحجة .. فيؤول حجة لاهل الحق 9- ومهما يكن من شأن من يسميه الناس عظيمًا في التحري في كتمان أخباره ، فلا بد أن يكون المقربون منه على دراية ببعض أسراره .. ولهذا ترون مثلا حين يتساقط بعض الطغاة الذين كان يمجدهم الإعلام المنافق ، يخرج بعد حين من يكشف بعض خفايا فضائحه المخزية .. سواء كان هذا الكاشف فعل ذلك عن صحوة ضمير أو لينجو من التبعة ..وكلكم ترون أن أقرب المقربين منه عليه السلام كأزواجه الطاهرات والعشرة المبشرين ونحوهم رضوان الله عليهم .. كلمتهم واحدة .. في وصف صفاته النبيلة ونبوته الأصيلة .. 10- والمستشرقون المحدثون .. حين أرادوا وصف النبي صلى الله عليه وسلم لم يجتريء أحد منهم-على حقدهم- أن يصرح بتهمة الكذب لمعرفتهم بسخفها البالغ ، كمن يدَّعي أن الشمس مظلمة مثلا .. وإنما قصارى ما حاول بعضهم : أن يتهموه في عقله أو نفسه-وهو من أبطل الباطل بداهة- ،.. وكثير منهم أقر بصدقه صراحة وأنه من أبعد الناس عن التكلف فضلا عن الكذب .. ومن شاء أوردنا له من أقوالهم ما يشفي .. وهذا دليل معتبر قوي لانتفاء غرض التعاطف ..مع ثبوت ضده ، ذلك أن دراسات الاستشراق لم تنشأ أصالة إلا لحماية المجتمعات الأوروبية من أن "يخطف" الإسلام قلوب بني قومهم.. 11- في كتب أهل الكتاب بشارات جلية ، كل من يقع عليها حتى لو كان مسلمًا تأخذه الدهشة ان تكون صفات النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم كما هي في هذه الكتب ، ووصف مكان رسالته مثبتة في هذه الكتب قبل بعثته الشريفة .. وفي مكتشفات المخطوطات كل حين ما يعضد هذا المعنى ويزيده عمقا في اليقين .. رغم كل ما حدث لهذه الكتب من تحريف أبى الله إلا أن يبقي ما فيه لأهل الحق مدكر ، ولأهل الباطل مزدجر .. 12- من يؤمن بالله عز وجل -وكذا من يتخذ الطبيعة ربًا - يعلم أنه يمتنع عليه سبحانه أن ينصر من يفتري عليه الكذب ويؤيده ويعزه .. فالكذب على الله عز وجل أي بادعاء النبوة ، أعظم أنواع الكذب ، ومعلوم عند أدنى عاقل :أن الكاذب يخزيه الله ويفضحه ولو بعد حين ، فكيف إن كذب على الله رب العالمين ؟ وكذا الطبيعة :جرت عادتها (!) كما يدرك المربوبون لها : أنها لا تقف في صف الخونة على المدى الطويل .... (وهذا النسق "الأخلاقي" في صلاح الأرض وفسادها من أبلغ ما يرد به على الملحدين ) ..... 13- الكذب له جانبان : قولي وعملي .. وأُيّما أحد يراقب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عن قرب ، ويلحظ مثلا وقوفه في جوف الليل بين يدي ربه حتى تتفطر قدماه الشريفتان ، ويرى وصاله في الصوم ، مع كل ما هنالك من منظومة أخلاقية عبادية واسعة الأرجاء ، ممتدة الانحاء ، يعلم أن هذا لا يجتمع مع الكذب بحال .. لان الكاذب فيه خسة طبع تحمله على ركوب الدنايا .. لا على امتثال المعالي .. فمن علائم صدقه أنه كان إذا أمر بشيء أو نهى عنه مما أوحى إليه ربه كان اول الناس امتثالًا .. وهذا صدق عملي ينم على امتلائه صلى الله عليه وسلم بصدقه وصدق دعوته ... 14- كل من له شيء من ملكة الذوق الأدبي والبلاغة يدرك أن أسلوب القران فريد عن أسلوب السنة ، ولو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينشد عظمة نفسه لكان جعل كذبه بأن ينسب القران لنفسه فهذا أبلغ في بيان العظمة ، ولكن حاشاه أن يفتري على الله تعالى فينسب لنفسه ما أوحاه الله إليه .. 15- ولأجل هذا وقع التحدي على الإتيان بمثل القران أو سورة منه ، لا على الحديث النبوي .. فهذا التحدي في نفسه حجة باقية ، وكون موضوعه بلاغة القران لا بلاغة السنة ، دلالة ذات غور عميق .. ::::
1- تراث النبي صلى الله عليه وسلم العلمي من سنته يبلغ مجلدات كبارًا أشهرها ما في الكتب التسعة : البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن ماجه والموطأ والدارمي ومسند الإمام أحمد ..فحين يتعذر في كل هذه التركة العلمية الضخمة .. ما صح منها ، العثور على كذبة واحدة ، أو على تناقض واحد..فهذا قاطع في ثبوت صدقه صلى الله عليه وسلم ....
2- وعند النظر في الأحاديث الموضوعة والواهية ، يتبين المرء الكثير مما يصدق عليه أنه كذب ، فآل الضعيف نفسه دليلا على صدق النبي صلى الله عليه وسلم .. وعلى حفظ الله لهذا الدين ..
3- والكذب كما تقول العامة : حبله قصير ، وهذا حق لا يماري فيه أحد ، فحين يكون له من أصحابه ألوف مؤلفة ثم لا يقف على كذب مزعوم له - حاشاه عليه الصلاة والسلام - واحد منهم ..فهذا يقطع بثبوت المقصود ..
4- والشخص الذي يكذب في طبيعته اضطراب نفسي ولابد - وهذا من ادلة الفطرة على الحق سبحانه - وكان النبي صلى الله عليه وسلم على العكس من ذلك ، واثق الخطى ،فصيح المنطق ،شجاعًا كريما مهيبًا ، إذا مشى كأنما ينحط من صبب ، وهو أعظم شخصية في التاريخ باتفاق الباحثين المتجردين ، فلو كان في نفسيته شيء من ذلك لما استطاع أصلا أن يقود أُمّة .. بهذا النجاح الذي لا عِدل له ولا نظير..المبهر في جميع المناحي
5- وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بزمام البدار في امور لو كان يخالجه أدنى شك في صدق نبوته لما أقدم عليها ، ومن ذلك مثلا حين تفل على عين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان فيها رمد لايرى بها فشفيت بإذن الله تعالى .. وهذا برهان مركب من دليلين : أحدهما في أصل الإقدام على هذه الأشياء ، والثاني في تصديق الله له على ما أراد .. وهو المعجزة أو الآية .
6- وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقائع كثيرة في قابل الزمان بعضها مما في عصره الميمون وبعضها بعد موته عليه الصلاة والسلام، فكان كما قال في كل ما قال .. ذكر عن الخوارج مثلا ، وعن الخلافة ، وعن أن الحسن رضي الله عنه سيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين إلخ من أشراط الساعة الكثيرة .. التي ما يزال الزمان يكشف عنها اللثام كل حين ..
7- وقد اتفقت كلمة المشركين الذين عرفوه منذ بواكير العمر على أنه أمين وصادق .. وإنما كذبه بعضهم حين جاء بما يكرهون من تسفيه أصنامهم ، فبان أن تكذيبهم كان على سبب معروف لما تكنه قلوبهم ، ومعرفة السبب أبطلت ما زعموا ، مع خلوهم عن الدليل .. وهذا ليس بشيء فثبت أنه صادق بإجماع من عرفه في زمانه ..
8- وحين أراد الذين اجترؤوا على تكذيبه أن يوردوا أدلة على دعاويهم ، أضحكوا على أنفسهم ، لأنها كانت من جنس الاستدلال بالمحال ، كمثل رجل ادعى أن اللغة الرسمية في امريكا هي الصينية ، فلما طولب بالدليل ؟ قال لأن رئيسها من أفريقية ! وقد قال الله تعالى " لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ " فلم يحيروا جوابًا .. وإذا كان ما يدعيه الخصم دليلا : غيرَ مرشد للمطلوب ، يكون ذلك دليلا على إفلاسه من الحجة .. فيؤول حجة لاهل الحق
9- ومهما يكن من شأن من يسميه الناس عظيمًا في التحري في كتمان أخباره ، فلا بد أن يكون المقربون منه على دراية ببعض أسراره .. ولهذا ترون مثلا حين يتساقط بعض الطغاة الذين كان يمجدهم الإعلام المنافق ، يخرج بعد حين من يكشف بعض خفايا فضائحه المخزية .. سواء كان هذا الكاشف فعل ذلك عن صحوة ضمير أو لينجو من التبعة ..وكلكم ترون أن أقرب المقربين منه عليه السلام كأزواجه الطاهرات والعشرة المبشرين ونحوهم رضوان الله عليهم .. كلمتهم واحدة .. في وصف صفاته النبيلة ونبوته الأصيلة ..
10- والمستشرقون المحدثون .. حين أرادوا وصف النبي صلى الله عليه وسلم لم يجتريء أحد منهم-على حقدهم- أن يصرح بتهمة الكذب لمعرفتهم بسخفها البالغ ، كمن يدَّعي أن الشمس مظلمة مثلا .. وإنما قصارى ما حاول بعضهم : أن يتهموه في عقله أو نفسه-وهو من أبطل الباطل بداهة- ،.. وكثير منهم أقر بصدقه صراحة وأنه من أبعد الناس عن التكلف فضلا عن الكذب .. ومن شاء أوردنا له من أقوالهم ما يشفي .. وهذا دليل معتبر قوي لانتفاء غرض التعاطف ..مع ثبوت ضده ، ذلك أن دراسات الاستشراق لم تنشأ أصالة إلا لحماية المجتمعات الأوروبية من أن "يخطف" الإسلام قلوب بني قومهم..
11- في كتب أهل الكتاب بشارات جلية ، كل من يقع عليها حتى لو كان مسلمًا تأخذه الدهشة ان تكون صفات النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم كما هي في هذه الكتب ، ووصف مكان رسالته مثبتة في هذه الكتب قبل بعثته الشريفة .. وفي مكتشفات المخطوطات كل حين ما يعضد هذا المعنى ويزيده عمقا في اليقين .. رغم كل ما حدث لهذه الكتب من تحريف أبى الله إلا أن يبقي ما فيه لأهل الحق مدكر ، ولأهل الباطل مزدجر ..
12- من يؤمن بالله عز وجل -وكذا من يتخذ الطبيعة ربًا - يعلم أنه يمتنع عليه سبحانه أن ينصر من يفتري عليه الكذب ويؤيده ويعزه .. فالكذب على الله عز وجل أي بادعاء النبوة ، أعظم أنواع الكذب ، ومعلوم عند أدنى عاقل :أن الكاذب يخزيه الله ويفضحه ولو بعد حين ، فكيف إن كذب على الله رب العالمين ؟ وكذا الطبيعة :جرت عادتها (!) كما يدرك المربوبون لها : أنها لا تقف في صف الخونة على المدى الطويل .... (وهذا النسق "الأخلاقي" في صلاح الأرض وفسادها من أبلغ ما يرد به على الملحدين ) .....
13- الكذب له جانبان : قولي وعملي .. وأُيّما أحد يراقب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عن قرب ، ويلحظ مثلا وقوفه في جوف الليل بين يدي ربه حتى تتفطر قدماه الشريفتان ، ويرى وصاله في الصوم ، مع كل ما هنالك من منظومة أخلاقية عبادية واسعة الأرجاء ، ممتدة الانحاء ، يعلم أن هذا لا يجتمع مع الكذب بحال .. لان الكاذب فيه خسة طبع تحمله على ركوب الدنايا .. لا على امتثال المعالي ..
فمن علائم صدقه أنه كان إذا أمر بشيء أو نهى عنه مما أوحى إليه ربه كان اول الناس امتثالًا .. وهذا صدق عملي ينم على امتلائه صلى الله عليه وسلم بصدقه وصدق دعوته ...
14- كل من له شيء من ملكة الذوق الأدبي والبلاغة يدرك أن أسلوب القران فريد عن أسلوب السنة ، ولو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينشد عظمة نفسه لكان جعل كذبه بأن ينسب القران لنفسه فهذا أبلغ في بيان العظمة ، ولكن حاشاه أن يفتري على الله تعالى فينسب لنفسه ما أوحاه الله إليه ..
15- ولأجل هذا وقع التحدي على الإتيان بمثل القران أو سورة منه ، لا على الحديث النبوي .. فهذا التحدي في نفسه حجة باقية ، وكون موضوعه بلاغة القران لا بلاغة السنة ، دلالة ذات غور عميق ..
::::