بسم الله الرحمن الرحيم نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه (مقال من صفحتين) النموذج الأول نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه : عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين . قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران . قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء . التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم . ............................ النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي : ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49. نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة . قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي . قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى ......................... النموذج الثالث : قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير : روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) . قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . . (1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!! وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه : سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ] قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا . قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري . وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا . وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم . وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء (2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين . الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
بسم الله الرحمن الرحيم نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه (مقال من صفحتين) النموذج الأول نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه : عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين . قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران . قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء . التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم . ............................ النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي : ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49. نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة . قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي . قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى ......................... النموذج الثالث : قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير : روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) . قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . . (1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!! وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه : سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ] قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا . قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري . وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا . وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم . وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء (2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين . الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
بسم الله الرحمن الرحيم نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه (مقال من صفحتين) النموذج الأول نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه : عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين . قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران . قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء . التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم . ............................ النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي : ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49. نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة . قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي . قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى ......................... النموذج الثالث : قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير : روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) . قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . . (1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!! وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه : سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ] قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا . قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري . وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا . وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم . وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء (2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين . الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
مقتطفات من كتابي الانتصار لأهل الحديث للسمعاني th-cam.com/play/PL9arFrYUgHuGKdXDMMsTwvkJAHAALxK9u.html ومشكل الآثار th-cam.com/play/PL9arFrYUgHuFNEemleqg5lvsNlAaRik-B.html
بسم الله الرحمن الرحيم نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه (مقال من صفحتين) النموذج الأول نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه : عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين . قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران . قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء . التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم . ............................ النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي : ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49. نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة . قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي . قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى ......................... النموذج الثالث : قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير : روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) . قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . . (1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!! وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه : سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ] قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا . قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري . وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا . وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم . وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء (2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين . الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
@@mhabdelghafarبسم الله الرحمن الرحيم نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه (مقال من صفحتين) النموذج الأول نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه : عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين . قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران . قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء . التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم . ............................ النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي : ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49. نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة . قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي . قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى ......................... النموذج الثالث : قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير : روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) . قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . . (1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!! وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه : سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ] قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا . قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري . وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا . وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم . وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء (2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين . الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
بسم الله الرحمن الرحيم نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه (مقال من صفحتين) النموذج الأول نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه : عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين . قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران . قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء . التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم . ............................ النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي : ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49. نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة . قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي . قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى ......................... النموذج الثالث : قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير : روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) . قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . . (1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!! وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه : سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ] قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا . قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري . وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا . وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم . وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء (2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين . الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
بسم الله الرحمن الرحيم نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه (مقال من صفحتين) النموذج الأول نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه : عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين . قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران . قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء . التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم . ............................ النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي : ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49. نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة . قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي . قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى ......................... النموذج الثالث : قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير : روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) . قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . . (1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!! وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه : سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ] قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا . قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري . وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا . وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم . وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء (2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين . الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
الباقيات الصالحات سبحان الله والحمدلله والله اكبر ولا اله الا الله
بسم الله الرحمن الرحيم
نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه
(مقال من صفحتين)
النموذج الأول
نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه :
عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين .
قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران .
قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء .
التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم .
............................
النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي :
ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49.
نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة .
قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي .
قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى
ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى
.........................
النموذج الثالث :
قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير :
روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) .
قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . .
(1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!!
وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه :
سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ]
قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا .
قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري .
وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا .
وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم .
وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى
الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء
(2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين .
الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه
(مقال من صفحتين)
النموذج الأول
نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه :
عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين .
قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران .
قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء .
التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم .
............................
النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي :
ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49.
نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة .
قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي .
قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى
ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى
.........................
النموذج الثالث :
قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير :
روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) .
قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . .
(1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!!
وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه :
سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ]
قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا .
قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري .
وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا .
وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم .
وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى
الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء
(2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين .
الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
جزاكم الله خيرًا و نفع بعلمكم و بارك في عملكم
بسم الله الرحمن الرحيم
نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه
(مقال من صفحتين)
النموذج الأول
نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه :
عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين .
قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران .
قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء .
التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم .
............................
النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي :
ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49.
نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة .
قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي .
قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى
ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى
.........................
النموذج الثالث :
قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير :
روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) .
قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . .
(1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!!
وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه :
سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ]
قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا .
قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري .
وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا .
وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم .
وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى
الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء
(2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين .
الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
القراءة من اي جزاكم الله خير الجزاء
مقتطفات من كتابي
الانتصار لأهل الحديث للسمعاني
th-cam.com/play/PL9arFrYUgHuGKdXDMMsTwvkJAHAALxK9u.html
ومشكل الآثار
th-cam.com/play/PL9arFrYUgHuFNEemleqg5lvsNlAaRik-B.html
بسم الله الرحمن الرحيم
نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه
(مقال من صفحتين)
النموذج الأول
نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه :
عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين .
قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران .
قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء .
التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم .
............................
النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي :
ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49.
نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة .
قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي .
قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى
ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى
.........................
النموذج الثالث :
قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير :
روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) .
قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . .
(1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!!
وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه :
سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ]
قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا .
قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري .
وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا .
وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم .
وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى
الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء
(2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين .
الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
@@mhabdelghafarبسم الله الرحمن الرحيم
نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه
(مقال من صفحتين)
النموذج الأول
نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه :
عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين .
قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران .
قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء .
التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم .
............................
النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي :
ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49.
نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة .
قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي .
قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى
ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى
.........................
النموذج الثالث :
قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير :
روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) .
قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . .
(1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!!
وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه :
سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ]
قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا .
قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري .
وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا .
وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم .
وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى
الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء
(2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين .
الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
بسم الله الرحمن الرحيم
نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه
(مقال من صفحتين)
النموذج الأول
نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه :
عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين .
قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران .
قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء .
التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم .
............................
النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي :
ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49.
نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة .
قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي .
قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى
ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى
.........................
النموذج الثالث :
قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير :
روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) .
قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . .
(1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!!
وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه :
سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ]
قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا .
قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري .
وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا .
وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم .
وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى
الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء
(2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين .
الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .
القراءة من اي جزاكم الله خيرًا
بسم الله الرحمن الرحيم
نماذج من تشدد يحيى بن معين عفا الله عنا وعنه
(مقال من صفحتين)
النموذج الأول
نقل الذهبي في ترجمة وكيع بن الجراح ، ما نصه :
عباس وابن أبي خيثمة ، سمعا يحيى يقول : مَن فَضَّلَ عبد الرحمن بن مهدي على وكيع ، فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين .
قلت (القائل : الذهبي) : هذا كلام رديء ، فغفر الله ليحيى ، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن ، وبكل حال هما إمامان نظيران .
قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى (مَن فَضَّلَ عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة) - : كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم ، ومن حاسب نفسه ، لم يقل مثل هذا ، وكيع خير فاضل حافظ .انتهى ، سير أعلام النبلاء .
التعليق : الله أكبر ، أخشى أن تعود اللعنة على القائل (إن صحت الرواية عنه) ، وهذا دليل على غلو أهل الجرح والتعديل السابقين واللاحقين ، وأنهم يضخمون أخطاء العلماء ، ويضخمون أخطاء المخالف لهم .
............................
النموذج الثاني : طعن ابن معين في الإمام الشافعي :
ذكر الذهبي في كتابه معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد / 49.
نقلا عن ابن عبد البر حيث قال.. (قَالَ ابو عمر ابْن عبد الْبر روينَاهُ عَن مُحَمَّد بن وضاح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن الشَّافِعِي فَقَالَ( لَيْسَ ثِقَة). ثمَّ قَالَ (يَعْنِي ابْن عبد الْبر) : ابْن وضاح لَيْسَ بِثِقَة .
قَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا قد صَحَّ من طرق عَن ابْن معِين انه يتَكَلَّم فِي الشَّافِعِي .
قلت : قد آذَى ابْن معِين نَفسه بذلك وَلم يلْتَفت النَّاس الى كَلَامه فِي الشَّافِعِي . انتهى
ثم قال الذهبي : وَكَلَامه يَعْنِي ابْن معِين فِي الشَّافِعِي لَيْسَ من هَذَا اللَّفْظ الَّذِي كَانَ عَن اجْتِهَاد وَإِنَّمَا هَذَا من فلتات اللِّسَان بالهوى والعصبية فَإِن ابْن معِين كَانَ من الْحَنَفِيَّة الغلاة فِي مذْهبه وَإِن كَانَ مُحدثا وَكَذَا قَول الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ يحيى ابْن معِين وأبو عبيد سَيِّئًا الرَّأْي فِي الشَّافِعِي فَصدق وَالله ابْن الشَّرْقِي أساءا فِي ذاتهما فِي عَالم زَمَانه) . انتهى
.........................
النموذج الثالث :
قول ابن معين في ترجمة عكرمة مولى ابن عباس ، الذي نقله الذهبي في السير :
روى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين قال:إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام(1) .
قلت [القائل الذهبي] : هذا محمول(2) على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما مَن نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " . .
(1) فاتهمه على الإسلام ، الله أكبر ، كبرت كلمةً تخرج من فيك يا ابن معين (إن صحت هذه الرواية عنك) ، أتخرج الناس من دينهم لمجرد كلامهم في حماد أو عكرمة؟!!!
وقد تكلم بعض أهل الجرح والتعديل في عكرمة ، ووصفوه بأنه كان يرى رأي الإباضية ، فقد ذكر الذهبي في ترجمته ما نصه :
سعيد بن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال:كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب ، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة ،فلقيني عكرمة ، وسألني عن أهل المغرب ، فأخبرته بغفلتهم ، قال فخرج إليهم ، وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية .[ ص: 21 ]
قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار ، وخرج إلى المغرب ، فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا .
قال علي ابن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري .
وروى عمر بن قيس المكي ، عن عطاء قال : كان عكرمة إباضيا . وعن أبي مريم قال : كان عكرمة بيهسيا .
وقال إبراهيم الجوزجاني : سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة ، أكان يرى رأي الإباضية ؟ فقال : يقال : إنه كان صفريا ، قلت : أتى البربر ؟ قال : نعم ، وأتى خراسان يطوف على الأمراء يأخذ منهم .
وقال علي ابن المديني : حكي عن يعقوب الحضرمي ، عن جده قال : وقف عكرمة على باب المسجد فقال : ما فيه إلا كافر . قال : وكان يرى رأي الإباضية . انتهى
الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .انتهى ، سير أعلام النبلاء
(2): لا محمول ولا منقول يا ذهبي ، ودع عنك الترقيع في غير محله حتى لا تصبح فضيا ، بعد أن كنتَ ذهبيا . ومثل هذا الكلام الخطير لا يصلح ترقيعه . هذا كلام الغلاة وكلام أفراخ الخوارج ، وأتمنى ألا يثبت عن ابن معين .
الخاتمة : المقصود أيها الإخوة من بيان هذه الأمور ، هو تحذير صغار طلبة العلم من غلاة أهل الحديث ، ولكي نوضح لهم أن أهل الحديث يُستفاد منهم في تخصصهم في قط ، وهو الرواية ، وأما الرأي ، ومنهجهم في التعامل مع المخالف ، فلا يصلح أن يُقتدى بهم ، لأن عندهم تشدد وخروج عن الوسطية والاعتدال . والله المستعان .