الحديث عن الإله حديث عن الكمال حتما لأن الكمال لواحد هو الإله الحقيقي الذي لا يحتاج الى سواه قبل وبعد خلقه أي شيء ولا يتأثر بشيء مما خلق ولا يتغير ولا يناقض ذاته بذاته ولا يصحح رسالته ، ..... الفرد والتعدد معا بلا تعارض فقط في الذات الإلهية، ليكون الواحد غير محتاج إلى مخلوق ليتكلم معه ويسمع منه ويحبه، وهذا بفضل ثالوث اقانيم الواحد كونها تمثله وتعمل بصفاته بلا انفصال ولا تفاوت ولا توقف. الاقنوم الإلهي شخص إلهي حقيقي متميز غير منفصل يعمل بصفات الجوهر الإلهي . لا نظير للخالق فلا مثال يطابق الذات الإلهية، لكن صورته في آدم تشرح الوحدانية الجامعة : كل إنسان اقنوم يمثل الذات البشرية تمثيلا تاما بجسده وعقله وروحه رغم أن عقله ليس جسده ليس روحه لكن عقله يمثله إنسانا عاقلا ناطقا مبدعا، وجسده يمثله إنسانا كائنا، وروحه تمثله إنسانا حيا، مع فارق حتمي بين الخالق والمخلوق هو ان اقانيم الجوهر الإلهي غير منفصلة وغير محدودة بينما اقانيم الجوهر البشري محدودة ومنفصلة بعدد سكان الأرض الأحياء . لنحتكم عند صفات الإله الحقيقي لنعرف تدابيره منذ خلقه آدم وحواء إلى يوم زوال الارض والسماء : ١- لو لا محبة الخالق لما خلقنا وعلمنا وانقذنا بكرمه في صليب ابنه الفادي يسوع المسيح. ٢- بفضل محبته عمل الفداء الكفاري التام المقبول عنده عوضا عن عجز البشر بدم الفادي البريء الذبح الأعظم من دم الذبائح الحيوانية. ٣- لا يتأثر بشيء مما خلق، فلا يؤثر فيه تجسيد كلمته المسيح في يسوع الإنسان منذ لحظة قبول العذراء بشارة الملاك لها وإلى أبد الآبدين بلا انفصال ولا اختلاط ولا تغيير ولا امتزاج لعمل الفداء التام وسيأتي ليدين البشر . ٤- أمانته تامة لا تتوقف على سلوك البشر ، فهو المسؤول عن حجته على البشر الى يوم الدين بلا عذر من أي إنسان عاقل حر في القراءة والقرار ، وحجته في رسالته التي في التوراة والمزامير والأنبياء والإنجيل وفي ضمير الإنسان . ٥- يعمل ما يشاء ولا يعمل ضد ذاته فلا يكذب كلامه ولا ينكر وعده بل يتمم ارادته رغم حرية البشر في الطاعة والمعصية. ٦- مكتفي بذاته فلا يحتاج إلى سواه ليكون إلها عاملا بصفاته الذاتية مثال الكلام والسمع والحب، وهذا لأنه الفرد والجمع معا بلا تعارض، فهو الواحد بوحدة الجوهر الإلهي لاهوته، وهو الجمع بثالوث اقانيم الآب والابن والروح القدس بلا تركيب ولا انفصال ولا تفاوت ، ويعمل بصفات الجوهر الإلهي بين اقانيم جوهره الإلهي ازلا وابدا. ٧- لا يدين البشر والملائكة بذاته لأن لا نظير له فلا يليق بعزته أن يدين بذاته بل جعل الدينونة بيسوع الإنسان بفضل تجسد اقنوم الإبن المسيح فيه . ٨- ثنائية اللاهوت والناسوت في شخص واحد حيرت بني إسرائيل فصلبوه بيد الرومان ظنا منهم ان يسوع مجرد إنسان وليس المسيح الموعود به في أسفار العهد القديم ، أي بسوء فهم تمموا إرادة الخالق المشار إليها بنبوءات عند اليهود وتخص المسيح الفادي المتألم المجروح المخذول البريء .
حقيقة لا خلاف عليها : تغيير القناعات بسبب زيادة المعرفة وتغيير طريقة التفسير وتصويب الهدف ليكون مناسبا مع حقيقة ان الكمال للخالق وحده. عندما تقدم حجة تخالف كمال الخالق فلن تغير قناعتي ، بل ستنتصر بجهلك حقيقة ان الكمال نقيض النقص والإهمال. عدم الفهم ليس حجة لمخلوق على الخالق، لأن حجة الخالق تامة لا تتوقف على البشر . كلام الله سيف ذو حدين، حد يحرر المؤمن من الدينونة الأخيرة والموت الثاني ، إذ ((والفاهمون يضيئون كضياء الجلد )) دانيال ١٢ : ٣ ، وحد يقطع الجاحد من النعمة لأنه ((قد هلك شعبي من عدم المعرفة )) . كل سوء فهم يؤدي إلى انحراف عن حقيقة ان الكمال للخالق وحده ، أي تظهر الهرطقات بسبب سوء فهم وفساد تفسير يخالف إرادة الخالق المعلنة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد . هرطقة آريوس التي تعد الجذر الاول لشهود يهوه، تأثرت بوثنية آلهة اليونانيين ، لأن الظن ان الآب خلق الإبن ليخلق به الكون يشابه فكر فلاسفة اليونان الذين قالوا ان الإله الأعظم خلق آلهة ليتعامل مع الخلائق ، بينما تعدد الآلهة يخالف حقيقة ان الكمال لواحد فقط لا أكثر وهو الإله الحقيقي المكتفي بذاته ولا يحتاج إلى سواه ليكون خالقا كليما سميعا محبا حبيبا هاديا والديان العادل .... ، هذا الشرط تحقق فعلا بفضل تمايز اقنوم عن اقنوم في الذات الإلهية بوحدة الجوهر الإلهي اللاهوت في ثالوث اقانيم الآب والإبن والروح القدس . السؤال الذي يحسم هرطقة شهود يهوه : هل يهوه وحده مخلص البشر ؟ أم أشرك معه ملاكا إسمه ميخائيل ؟ إذا فضل خلاص البشر ليهوه وحده فما ضرورة ان يكون المسيح الفادي هو الملاك ميخائيل وهو ليس من جنس آدم وحواء ؟ وإذا الملاك ميخائيل شارك يهوه في عمل الفداء ، فكيف سيكون الفضل كله ليهوه ؟ الحق ان يهوه أعان طبيعتنا الضعيفة بسر تجسد إبنه المسيح في يسوع الإنسان لعمل الفداء التام المقبول عنده عوضا عن عجز البشر ، وهذا فضل منه وحجة له على كل مخلوق إلى يوم الدين . س/ لماذا التجسد ؟ ج/ ١- ليكون عمل يسوع في الفداء تاما مقبولا بفضل لاهوت المسيح فيه. ٢- لتجديد طبيعة الإنسان المؤمن إلى شبه يسوع القائم من الموت منتصرا ممجدا مؤهلا لدخول ملكوت الآب في الحياة الأبدية. س/ لماذا عمل الله سر التجسد والفداء ؟ ج/ بفضل محبته أعان طبيعتنا الضعيفة لنستحق نعمته في الدنيا والأبدية . تخيل ان الله خلقنا بغير محبته ، ما مصير آدم وحواء بعد المعصية الاولى ؟ كان سيتم العقاب نهائيا كما نصت الوصية الوحيدة التي تلقاها آدم من ربه ، ولو فرضنا ان الله بعد موت آدم وحواء سيقيمهما من الموت فلن يحدث التغيير المطلوب ليكونا مؤهلين للحياة الابدية، لأن طبيعة آدم وحواء ترابية وبسبب الحرية هناك احتمالية الخطأ والصواب في فكر وسلوك آدم وحواء ، بينما الحل الإلهي هو تأجيل الموت الأبدي إلى زمن المجيء الثاني للمسيح الديان بعد تمام مهمة الفداء ومنح الغفران لمن يؤمن بان عمل الله يرضي الله وليس اعمال البشر . س/ لماذا تعثر كهنة الهيكل بظاهر يسوع الإنسان الوديع الذي لا يحارب الرومان ... ؟ ج/ لأنهم لم يعقلوا ان المسيح في يسوع الإنسان، فصلبوه بيد الرومان ظنا منهم ان يسوع مجرد إنسان. العتب على من يكرر السبب الذي جعلهم المغضوب عليهم بزوال الهيكل وتوقف الغفران لهم منذ سنة ٧٠م .
من بدل دينه اسألوه هل وجد البديل عن مصداقية الخالق في التوراة والإنجيل ؟ رضوان الله لمن يصدقه وليس لمن يكذبه، هكذا العدل الإلهي تام بلا عذر من أي إنسان عاقل حر في القراءة والقرار . بما ان الله اكبر من كل ما خلق، فكل مخلوق مغمور في الله حتما ووجوبا. بما ان الله لا يتأثر بشيء مما خلق فلا يخلو مكان من وجود الله . بما ان الله ليس مادة فهو أسمى من المادة ولا يخضع تحت قوانين الطبيعة . بما ان الكمال نقيض النقص والإهمال فلا شك ان الله عامل بصفاته الذاتية قبل خلقه أي شيء ولا يحتاج إلى سواه. الواحد بلا جمع ليس كاملا لأنه أقل من الجمع فليس إلها. الجمع بلا وحدة الجوهر ليس واحدا بل تركيبا يمكن تفكيكه فليس إلها. الواحد بذاته الحي الكليم يعني وحدة الجوهر الإلهي اللاهوت في ثالوث اقانيم الآب والإبن والروح القدس واحدا ازلا وابدا بلا تركيب ولا انفصال بدليل وحدة القرار والإرادة والعمل (( فاجاب يسوع وقال لهم:(( الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الإبن ان يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك )) وايضا قال عن الروح القدس روح الحق المعزي الآخر : ((لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بامور آتية. ذاك يمجدني ، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم )) ، بينما لو أن اقانيم الجوهر الإلهي منفصلة لكانت مختلفة في القرار والإرادة والعمل. الفارق الحتمي بين الخالق والمخلوق هو ان اقانيم الجوهر الإلهي غير منفصلة وغير محدودة بينما اقانيم الجوهر البشري محدودة ومنفصلة بعدد سكان الأرض، لأن الكمال للخالق ولا نظير له . الكلام منطوق العقل، منه وله وفيه بلا انفصال، والحكيم عاقل ناطق حتما ووجوبا، والحكيم كلي الحكمة بروح الحكمة، واحد بذاته الحي الكليم ازلا وأبدا ، لهذا السبب لا نظير للخالق في كماله وطبيعته وأعماله ، فلا مثال يطابق الذات الإلهية، بل صورته في آدم تشرح الوحدانية الجامعة . س/ هل هناك تناقض او تعارض بين الجوهر والإقنوم ؟ ج/ لا يوجد تناقض ولا تعارض، لأن الاقنوم هو ما يقوم عليه الجوهر وتظهر صفات الجوهر فيه ويعمل بها بلا انفصال عن جوهره . الاقنوم ليس غير طبيعة الجوهر ، بل يمثله بلا انفصال مع تمايز اقنوم عن اقنوم في الذات الإلهية يفسر أزلية الكلام والسمع والمحبة قبل خلقه أي شيء ، بهذا التفسير نعرف كمال الواحد بذاته فلا يحتاج إلى سواه ليكون إلها . سرمدية الكمال الإلهي تجعل ولادة الكلمة وانبثاق الروح بلا انفصال ولا تفاوت ولا توقف ، فهو الواحد بذاته الوحيد بلاهوته الأوحد بكماله كامل وكلي الوجود والحكمة والحياة وعامل بصفاته الذاتية قبل خلقه أي شيء وعامل بصفاته الشخصية بعد خلقه كل شيء بفضل تمايز اقانيم لاهوته الآب والإبن والروح القدس بلا انفصال . إسمه الآب لأن الله هو أصل كل شيء أي خالق كل شيء. إسمه الإبن لأن الله الحكيم هو كليم ازلا وابدا وبكلمته خلق كل شيء ، وارسله ليتجسد لعمل الفداء التام عوضا عن عجز البشر . إسمه الروح القدس لأن الله القدوس من ذاته هو واهب الحياة المحيي الغير مرئي . القدوس كلي القداسة بروح القدس الحكيم كلي الحكمة بروح الحكمة الحقاني كلي الحق بروح الحق العليم كلي العلم بروح العلم العارف كلي المعرفة بروح المعرفة الفاهم كلي الفهم بروح الفهم الحي كلي الحياة بروح الحياة القوي كلي القوة بروح القوة .
يريد المشكك تحطيم التوراة والإنجيل، فهل كان الله غافلا هاملا وغير مسؤول عن حفظ التوراة والإنجيل وتتميم وعده قبل عام الفيل ؟ حاشا ، بل الخلل في عقل المشكك حتما ووجوبا لأن الكمال للخالق وليس للمخلوق . ما يميز الإله عن كل مخلوق ؟ ينفرد الإله بالكمال بذاته قبل وبعد خلقه أي شيء . هذا الكمال يحتم مسؤوليته عن العدل الإلهي تاما بلا عذر من أي إنسان عاقل حر ، ولأجل هذا حتما يحفظ حجته على البشر إلى يوم الدينونة الأخيرة، وحجته في رسالته في التوراة والإنجيل وفي هندسة الكون كله وفي حرية البشر في الطاعة والمعصية منذ زمن آدم وحواء إلى يوم زوال الارض والسماء . الكمال يعني : ١- كامل في ذاته عامل بصفاته قبل وبعد خلقه أي شيء ، وهذا يعني أنه كليم سميع محب حبيب قبل خلقه أي مخلوق، ويتحقق هذا الشرط بفضل جمعه التفرد والجمع معا بلا تناقض ، أي وحدانية الجوهر الإلهي اللاهوت قائما على ثالوث اقانيمه الآب والإبن والروح القدس، لأن كل اقنوم شخص إلهي حقيقي متميز غير منفصل يعمل بصفات الجوهر الإلهي بلا تفاوت ولا انفصال . ٢- كامل في تدابيره ، أي بدأ علاقته مع الخليقة ناجحا ويستمر ناجحا ولا يفشل في مقاصده وأعماله ، فلا مبرر لتكذيب كلامه الذي في التوراة والإنجيل . ٣- كامل في أمانته ولا تعرقله افكار البشر وسلوكياتهم ولا مكر إبليس صانع الخديعة، أي يتمم وعده ولو توهم المشككون . ٤- لم يخلقنا عبثا، بل ((بكل من دعي بإسمي ولمجدي خلقته وجبلته وصنعته )) سفر اشعياء ٤٣ : ٧ . لهذا السبب وضع صورته في آدم ليعيش على مثاله في المحبة والقداسة والصلاح والسلام والتسامح ....، ولن يقبل المعصية بل ينقذ العاصي منها، ولن يعطي رضوانه لمن يكذبه ، ولا رضوانه بثمن بشري بل بفضل محبته أكرمنا بنعمة الخلاص بالفداء البديل عن عجز البشر . ٥- كامل في حكمته فلا يقف أمامه مظلوما في يوم الحساب، لأن رسالته مفهومة وفوق شبهات البشر ، إذ جعل مصداقية أسفار العهد الجديد مرتبطة بتحقق نبوءات العهد القديم التي عند اليهود رغم عدم ايمانهم بان يسوع هو المسيح الموعود به في أسفار العهد القديم ، والقبر الفارغ يبطل الكلام الفارغ . سفر اشعياء ٤٥ : ٩ (( ويل لمن يخاصم جابله )) .
س/ هل يشير العهد القديم إلى سر تجسد المسيح في يسوع الإنسان ؟ ج/ نعم يشير العهد القديم إلى تجسد المسيح في الإنسان يسوع: ١- سفر التكوين ٣ : ١٥ ، نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية ليس بقوة ناسوته بل يقوة المسيح المتجسد فيه. ٢- سفر التثنية ١٨ : ١٥ و ١٨ ، الذي يتكلم بكلام الله مباشرة يكون إنسانا نبيا يرسله الله من وسط بني إسرائيل ولكن بقوة لاهوت المسيح فيه. ٣- تابوت العهد القديم مكون من صندوقين، الاول من خشب لا يسوس (رمز جسد يسوع الذي لم ير فسادا ) مغشى كله بصندوق من ذهب ( رمز اللاهوت الذي لا يتغير ولا يتأثر بشيء مما وقع على يسوع الإنسان ) . ٤- اوصاف المسيح الفادي البريء المتألم المخذول في مزمور ٢٢ وسفر أشعياء ٥٣ تصوره إنسانا يتحمل دينونة المعصية الاولى ويقيمه الله بجسد مجيد منتصرا على الموت وصار باكورة القيامة والملكوت، وأيضا موصوف إنسانا في : مزمور ١٦ : ١٠ (( لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. ولن تدع تقيك يرى فسادا )) . مزمور ٤٩ : ١٥ (( إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه ياخذني. )). مزمور ١٢٩ : ٣ (( على ظهري حرث الحراث. طولوا اتلامهم )). مزمور ١٣٢ : ١١ ((اقسم الرب لداود بالحق لا يرجع عنه: من ثمرة بطنك اجعل على كرسيك )). سفر اشعياء ٤٣ : ١٠ و١١ ((وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا إني أنا هو ، أنا أنا الرب، وليس غيري مخلص )). سفر اشعياء ٥٠ : ٤ - ٦ ((اعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف ان اغيث المعيي بكلمة. يوقظ كل صباح لي اذنا. لاسمع كالمتعلمين. السيد الرب يفتح لي اذنا، بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين، وجهي لم استر عن العار والبصق )) . سفر اشعياء ٦١ : ١ - ٢ (( روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لابشر المساكين. ارسلني لاعصب منكسري القلب، لانادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق. لانادي بسنة مقبولة للرب، وبيوم انتقام لإلهنا. لاعزي كل النائحين )). سفر دانيال ٧ : ١٣و١٤ (( كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام، فقربوه قدامه. فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والألسنة. سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض )). سفر دانيال ٩ : ٢٤ - ٢٥ ((سبعون اسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا، ولكفارة الإثم، وليؤتى بالبر الأبدي، ولختم الرؤيا والنبوة، ولمسح قدوس القدوسين. واعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد اورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا، يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الازمنة )). سفر هوشع ٦ : ٢ (( يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه )). سفر أيوب ٩ : ٨ ((والماشي على اعالي البحر )). سفر أيوب ٩ : ٣٣ ((ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا )). سفر زكريا ٣ : ٨ (( لأني هانذا آتي بعبدي الغصن )). سفر زكريا ٢ : ١٠ ((ترنمي وافرحي يا بنت صهيون ، لأني هانذا آتي واسكن في وسطك، يقول الرب )). سفر زكريا ٦ : ١٢ ((هوذا الرجل الغصن اسمه، ومن مكانه ينبت ويبني هيكل الرب )). سفر زكريا ٩ : ٩ ((هوذا ملكك يأتي اليك. هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان )). سفر زكريا ١٢ : ١٠ ((وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات، فينظرون إلي. الذي طعنوه، وينوحون عليه كنائح على وحيد له، ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره )). سفر زكريا ١٣ : ٦ و ٧ ((فيقول له: ما هذه الجروح في يديك؟ فيقول: هي التي جرحت بها في بيت احبائي. اضرب الراعي فتتشتت الغنم )). ٥- سفر اشعياء ٥٩ : ٢٠ (( ويأتي الفادي إلى صهيون وإلى التائبين عن المعصية في يعقوب، يقول الرب )) هكذا مجيء يكون مرئيا من وراء حجاب حي مولود بقوة الله من عذراء بلا زرع بشر فيها كما تنبأ اشعياء ٧ : ١٤ ويكون إلها رئيس السلام كما وصفه اشعياء ٩ : ٦و٧ . ٦- المسيح ابن يهوه معروف عند اليهود قبل تجسده ، في مزمور ٢ وسفر الامثال ٣٠ : ٤ وسفر أشعياء ٩ : ٦و٧ وسفر دانيال ٧ : ١٣و١٤ . سر التجسد برهان عملي على وجود الإله الحقيقي المحب للبشر والقادر على كل شيء ولا يتأثر بشيء مما وقع على يسوع الإنسان ، وعمله بفضل محبته ليكون موت يسوع الإنسان محسوب موتا للمسيح تاما غير محدود يغطي ذنوب كل إنسان يقبل عمل الله ويعيش محبته في الدنيا، لأن شخص الرب يسوع المسيح واحد بناسوته ولاهوته بلا انفصال ولا اختلاط ولا تغيير ولا امتزاج كما كان المشي على الماء بناسوته ولاهوته معا بلا انفصال .
سنكون مشركين بالله إذا الله يخلق كلامه ويوجد ملاك قدوس من ذاته مثل الله ، وهذا مستحيل لأن لا نظير لله. الاقنوم يعمل بصفات الجوهر الإلهي وليس مجرد صفة، هكذا نفهم كيف أن الله خلق كل شيء بكلمته المسيح ولم يخلق كلامه، لأن المسيح هو الله من جهة الجوهر الإلهي اللاهوت وهو ابن الله من جهة اقنومه كونه حكمة الله الناطق ، وتعبير كلمة الله هو ترجمة لكلمة اللوغوس التي تعني نطق الله العاقل او عقل الله الناطق أي الله الحكيم الكليم، وايضا نفهم عمل الله الحي من خلال عمل روحه القدوس ولا قدوس من ذاته غير الله الحي الكليم ازلا وأبدا . الإيمان بالإله الواحد الكائن بذاته الحي الكليم ازلا وأبدا ، منذ زمن تلاميذ ورسل الرب يسوع المسيح ، كانوا شهود وشهداء . سفر التكوين ١ : ١- ٣ ((في البدء خلق الله السماوات والأرض. ... وروح الله يرف على وجه المياه. وقال الله: ليكن نور فكان نور )) سفر التكوين ٦ : ٣ ((فقال الرب: لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد )) سفر أيوب ٣٣ : ٤ ((روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني )) مزمور ٥١ : ١١ ((لا تطرحني من قدام وجهك، وروحك القدوس لا تنزعه مني )) مزمور ١٠٤ : ٣٠ (( ترسل روحك )) مزمور ١٣٩ : ٧ ((أين أذهب من روحك؟ ومن وجهك أين اهرب؟)) مزمور ١٤٣ : ١٠ ((روحك الصالح يهديني في ارض مستوية )) سفر الأمثال ١ : ٢٣ (( ارجعوا عند توبيخي. هانذا افيض لكم روحي. اعلمكم كلماتي )) ميخا ٢ : ٧ (( هل قصرت روح الرب ؟ اهذه افعاله ؟ أليست اقوالي صالحة نحو من يسلك بالإستقامة؟)) سفر الحكمة ٩ : ١٧ ((وتبعث روحك القدوس من الاعالي )) سفر أشعياء ٤٨ : ١٦ ((تقدموا إلي. أسمعوا هذا: لم أتكلم من البدء في الخفاء. منذ وجوده أنا هناك. والآن السيد الرب ارسلني وروحه )) سفر حزقيال ٣٦ : ٢٧ ((واجعل روحي في داخلكم، )) سفر حزقيال ٣٧: ١٤ ((واجعل روحي فيكم فتحيون، )) سفر يوئيل ٢ : ٢٨ و ٢٩ ((ويكون بعد ذلك إني اسكب روحي على كل بشر ، ... وعلى العبيد ايضا وعلى الإماءاسكب روحي في تلك الأيام )) سفر اعمال الرسل ٢ : ١ - ٣٨ ((ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة، وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس، ...فوقف بطرس مع الأحد عشر ورفع صوته وقال لهم: ... بل هذا ما قيل بيوئيل النبي. ... يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم تعلمون. هذا اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتمومة وعلمه السابق، وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه. الذي أقامه الله ناقضا أوجاع الموت، ... فيسوع هذا اقامه الله، ونحن جميعا شهود لذلك. وإذ ارتفع بيمين الله، وأخذ موعد الروح القدس من الآب، سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه. ... فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم، وقالوا لبطرس ولسائر الرسل: ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة ؟ فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس. )) رومية ٨ : ١٥ ((بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ : يا أبا الآب )) كورونثوس الثانية ٣ : ١٦ (( أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟)) كورونثوس الثانية ٦ : ١٩ ((أم لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم، الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم؟)) كورونثوس الثانية ١٣ : ١٤ ((نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين )) غلاطية ٤ : ٤ و ٦ ((ولكن لما جاء ملء الزمان ، ارسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس ، ...ثم بما انكم أبناء، ارسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا: يا أبا الآب )) افسس ٤ : ٤ - ٦ ((جسد واحد وروح واحد، كما دعيتم أيضا في رجاء دعوتكم الواحد . رب واحد ، إيمان واحد ، معمودية واحدة، إله وآب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل وفي الكل )) افسس ٦ : ١٧ ((وخذوا خوذة الخلاص، سيف الروح الذي هو كلمة الله )) تسالونيكي الاولى ٤ : ٨ ((إذا من يرذل لا يرذل إنسانا، بل الله الذي اعطانا أيضا روحه القدوس )) رسالة بطرس الاولى ١ : ٢ و ١١ ((المختارين بمقتضى علم الله الآب السابق، في تقديس الروح للطاعة، ورش دم يسوع المسيح: لتكثر لكم النعمة والسلام . ....روح المسيح الذي فيهم، الروح القدس المرسل من السماء )) رسالة يوحنا الاولى ٥ : ٧ و ٨ (( فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب، والكلمة، والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح، والماء، والدم. والثلاثة هم في الواحد. )) عبرانيين ٩ : ١٤ ((فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي )) تيطس ٣ : ٤ - ٦ ((ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا )) .
التفسير الصحيح ينسجم مع قصد الكاتب، والوحي الإلهي في التوراة والمزامير والأنبياء والإنجيل بقلم أنبياء بني إسرائيل وتلاميذ ورسل المسيح تحت ارشاد الخالق الصادق حتما ووجوبا، فلا يصح أي تفسير يخالف إرادة الخالق القدوس . إفهم التفاصيل لتفهم التوراة والإنجيل ، عندما تجمع بين العهدين ستعرف كيف تمت نبوءات العهد القديم في صليب يسوع المسيح رغم حرية اليهود والرومان في فهم حقيقة يسوع المسيح ، بينما المشكك يقطع النصوص ليشوه المقصود فيها. لو أن الله غفر لآدم لأرجعه إلى نعيم رضوانه في الجنة الارضية وليس مطرودا إلى حياة الشقاء والمرض والتشوه والكوارث والحروب والموت الحتمي لكل البشرية. كلي العلم لا يجرب البشرية حتى يحدد ما يستحقه كل إنسان، بل حياة البشرية خارج رضوان الله في الأرض تمثل عواقب المعصية الاولى التي فصلت آدم وحواء عن رضوان الله . العودة إلى رضوان الله يكون بفضله وحده لا شريك له، لهذا السبب عمل التجسد والفداء كرما وفضلا منه على كل مؤمن ودينونة حقة على كل جاحد . حجة الخالق على البشر تامة بسبب : ١- كل إنسان له عقل وضمير وحرية التفكير والقرار . ٢- الخالق هو المسؤول عن حفظ كلامه وحجته على البشر الى يوم الدين بلا تقلب ولا تبديل. ٣- صورة الخالق في آدم وبصمته في الكون كله تدين كل مشكك في مصداقية الوحي الإلهي في التوراة والمزامير والأنبياء والإنجيل . ٤- سر التجسد والفداء برهان عملي على وجود الإله الحقيقي المحب للبشر والقادر على كل شيء ولا يتأثر بشيء ولا يتحدد بشيء ولا يتعارض مع ذاته، إذ جمع العدل والغفران بدم الفادي البريء الذبح الأعظم من دم الذبائح الحيوانية . الوسيط بين اثنين يجب أن يساويهما بلا تناقض، هكذا سر التجسد جمع لاهوت الخالق مع ناسوت يسوع الإنسان بلا انفصال ولا اختلاط ولا تغيير ولا امتزاج، فعمل اعمال البشر عدا الخطية وعمل اعمال الخالق الغافر المشرع الديان المنقذ بقوة لاهوت الخالق الحي الحكيم الكليم. أي وسيط يستحق ان يتوسط بين الخالق والمخلوق ؟ يجب أن يكون الوسيط معادلا للخالق والمخلوق، وهذا الشرط تحقق في طبيعة الرب يسوع المسيح الجامع للاهوت الخالق وناسوت المخلوق ، أي أنه يهوه الظاهر في يسوع الإنسان. هل عندك اعتراض ؟ إذا لا تعقل ثنائية اللاهوت والناسوت في شخص الرب يسوع المسيح فأنت تجعل الله غير قادر على سر التجسد ، او تظنه يتأثر بشيء مما خلق . اللاهوت هو جوهر الله الواحد بذاته الوحيد بلاهوته الأوحد بكماله قائم على ثالوث اقانيمه الآب والإبن والروح القدس واحدا ازلا وابدا بلا تركيب ولا انفصال ولا تفاوت. لاهوت المسيح هو لاهوت الإله الحقيقي الحكيم الكليم الحي ازلا وابدا ، حل واتحد بناسوت يسوع الإنسان منذ لحظة قبول العذراء بشارة الملاك لها وإلى أبد الآبدين بلا انفصال ولا اختلاط ولا تغيير ولا امتزاج لعمل الفداء التام عوضا عن آدم وذريته، وسيأتي ليدين البشر .
الحديث عن الإله حديث عن الكمال حتما لأن الكمال لواحد هو الإله الحقيقي الذي لا يحتاج الى سواه قبل وبعد خلقه أي شيء ولا يتأثر بشيء مما خلق ولا يتغير ولا يناقض ذاته بذاته ولا يصحح رسالته ، .....
الفرد والتعدد معا بلا تعارض فقط في الذات الإلهية، ليكون الواحد غير محتاج إلى مخلوق ليتكلم معه ويسمع منه ويحبه، وهذا بفضل ثالوث اقانيم الواحد كونها تمثله وتعمل بصفاته بلا انفصال ولا تفاوت ولا توقف.
الاقنوم الإلهي شخص إلهي حقيقي متميز غير منفصل يعمل بصفات الجوهر الإلهي .
لا نظير للخالق فلا مثال يطابق الذات الإلهية، لكن صورته في آدم تشرح الوحدانية الجامعة :
كل إنسان اقنوم يمثل الذات البشرية تمثيلا تاما بجسده وعقله وروحه رغم أن عقله ليس جسده ليس روحه لكن عقله يمثله إنسانا عاقلا ناطقا مبدعا، وجسده يمثله إنسانا كائنا، وروحه تمثله إنسانا حيا، مع فارق حتمي بين الخالق والمخلوق هو ان اقانيم الجوهر الإلهي غير منفصلة وغير محدودة بينما اقانيم الجوهر البشري محدودة ومنفصلة بعدد سكان الأرض الأحياء .
لنحتكم عند صفات الإله الحقيقي لنعرف تدابيره منذ خلقه آدم وحواء إلى يوم زوال الارض والسماء :
١- لو لا محبة الخالق لما خلقنا وعلمنا وانقذنا بكرمه في صليب ابنه الفادي يسوع المسيح.
٢- بفضل محبته عمل الفداء الكفاري التام المقبول عنده عوضا عن عجز البشر بدم الفادي البريء الذبح الأعظم من دم الذبائح الحيوانية.
٣- لا يتأثر بشيء مما خلق، فلا يؤثر فيه تجسيد كلمته المسيح في يسوع الإنسان منذ لحظة قبول العذراء بشارة الملاك لها وإلى أبد الآبدين بلا انفصال ولا اختلاط ولا تغيير ولا امتزاج لعمل الفداء التام وسيأتي ليدين البشر .
٤- أمانته تامة لا تتوقف على سلوك البشر ، فهو المسؤول عن حجته على البشر الى يوم الدين بلا عذر من أي إنسان عاقل حر في القراءة والقرار ، وحجته في رسالته التي في التوراة والمزامير والأنبياء والإنجيل وفي ضمير الإنسان .
٥- يعمل ما يشاء ولا يعمل ضد ذاته فلا يكذب كلامه ولا ينكر وعده بل يتمم ارادته رغم حرية البشر في الطاعة والمعصية.
٦- مكتفي بذاته فلا يحتاج إلى سواه ليكون إلها عاملا بصفاته الذاتية مثال الكلام والسمع والحب، وهذا لأنه الفرد والجمع معا بلا تعارض، فهو الواحد بوحدة الجوهر الإلهي لاهوته، وهو الجمع بثالوث اقانيم الآب والابن والروح القدس بلا تركيب ولا انفصال ولا تفاوت ، ويعمل بصفات الجوهر الإلهي بين اقانيم جوهره الإلهي ازلا وابدا.
٧- لا يدين البشر والملائكة بذاته لأن لا نظير له فلا يليق بعزته أن يدين بذاته بل جعل الدينونة بيسوع الإنسان بفضل تجسد اقنوم الإبن المسيح فيه .
٨- ثنائية اللاهوت والناسوت في شخص واحد حيرت بني إسرائيل فصلبوه بيد الرومان ظنا منهم ان يسوع مجرد إنسان وليس المسيح الموعود به في أسفار العهد القديم ، أي بسوء فهم تمموا إرادة الخالق المشار إليها بنبوءات عند اليهود وتخص المسيح الفادي المتألم المجروح المخذول البريء .
حقيقة لا خلاف عليها :
تغيير القناعات بسبب زيادة المعرفة وتغيير طريقة التفسير وتصويب الهدف ليكون مناسبا مع حقيقة ان الكمال للخالق وحده.
عندما تقدم حجة تخالف كمال الخالق فلن تغير قناعتي ، بل ستنتصر بجهلك حقيقة ان الكمال نقيض النقص والإهمال.
عدم الفهم ليس حجة لمخلوق على الخالق، لأن حجة الخالق تامة لا تتوقف على البشر .
كلام الله سيف ذو حدين، حد يحرر المؤمن من الدينونة الأخيرة والموت الثاني ، إذ ((والفاهمون يضيئون كضياء الجلد )) دانيال ١٢ : ٣ ، وحد يقطع الجاحد من النعمة لأنه ((قد هلك شعبي من عدم المعرفة )) .
كل سوء فهم يؤدي إلى انحراف عن حقيقة ان الكمال للخالق وحده ، أي تظهر الهرطقات بسبب سوء فهم وفساد تفسير يخالف إرادة الخالق المعلنة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد .
هرطقة آريوس التي تعد الجذر الاول لشهود يهوه، تأثرت بوثنية آلهة اليونانيين ، لأن الظن ان الآب خلق الإبن ليخلق به الكون يشابه فكر فلاسفة اليونان الذين قالوا ان الإله الأعظم خلق آلهة ليتعامل مع الخلائق ، بينما تعدد الآلهة يخالف حقيقة ان الكمال لواحد فقط لا أكثر وهو الإله الحقيقي المكتفي بذاته ولا يحتاج إلى سواه ليكون خالقا كليما سميعا محبا حبيبا هاديا والديان العادل .... ، هذا الشرط تحقق فعلا بفضل تمايز اقنوم عن اقنوم في الذات الإلهية بوحدة الجوهر الإلهي اللاهوت في ثالوث اقانيم الآب والإبن والروح القدس .
السؤال الذي يحسم هرطقة شهود يهوه :
هل يهوه وحده مخلص البشر ؟ أم أشرك معه ملاكا إسمه ميخائيل ؟
إذا فضل خلاص البشر ليهوه وحده فما ضرورة ان يكون المسيح الفادي هو الملاك ميخائيل وهو ليس من جنس آدم وحواء ؟
وإذا الملاك ميخائيل شارك يهوه في عمل الفداء ، فكيف سيكون الفضل كله ليهوه ؟
الحق ان يهوه أعان طبيعتنا الضعيفة بسر تجسد إبنه المسيح في يسوع الإنسان لعمل الفداء التام المقبول عنده عوضا عن عجز البشر ، وهذا فضل منه وحجة له على كل مخلوق إلى يوم الدين .
س/ لماذا التجسد ؟
ج/ ١- ليكون عمل يسوع في الفداء تاما مقبولا بفضل لاهوت المسيح فيه.
٢- لتجديد طبيعة الإنسان المؤمن إلى شبه يسوع القائم من الموت منتصرا ممجدا مؤهلا لدخول ملكوت الآب في الحياة الأبدية.
س/ لماذا عمل الله سر التجسد والفداء ؟
ج/ بفضل محبته أعان طبيعتنا الضعيفة لنستحق نعمته في الدنيا والأبدية .
تخيل ان الله خلقنا بغير محبته ، ما مصير آدم وحواء بعد المعصية الاولى ؟
كان سيتم العقاب نهائيا كما نصت الوصية الوحيدة التي تلقاها آدم من ربه ، ولو فرضنا ان الله بعد موت آدم وحواء سيقيمهما من الموت فلن يحدث التغيير المطلوب ليكونا مؤهلين للحياة الابدية، لأن طبيعة آدم وحواء ترابية وبسبب الحرية هناك احتمالية الخطأ والصواب في فكر وسلوك آدم وحواء ، بينما الحل الإلهي هو تأجيل الموت الأبدي إلى زمن المجيء الثاني للمسيح الديان بعد تمام مهمة الفداء ومنح الغفران لمن يؤمن بان عمل الله يرضي الله وليس اعمال البشر .
س/ لماذا تعثر كهنة الهيكل بظاهر يسوع الإنسان الوديع الذي لا يحارب الرومان ... ؟
ج/ لأنهم لم يعقلوا ان المسيح في يسوع الإنسان، فصلبوه بيد الرومان ظنا منهم ان يسوع مجرد إنسان.
العتب على من يكرر السبب الذي جعلهم المغضوب عليهم بزوال الهيكل وتوقف الغفران لهم منذ سنة ٧٠م .
من بدل دينه اسألوه هل وجد البديل عن مصداقية الخالق في التوراة والإنجيل ؟
رضوان الله لمن يصدقه وليس لمن يكذبه، هكذا العدل الإلهي تام بلا عذر من أي إنسان عاقل حر في القراءة والقرار .
بما ان الله اكبر من كل ما خلق، فكل مخلوق مغمور في الله حتما ووجوبا.
بما ان الله لا يتأثر بشيء مما خلق فلا يخلو مكان من وجود الله .
بما ان الله ليس مادة فهو أسمى من المادة ولا يخضع تحت قوانين الطبيعة .
بما ان الكمال نقيض النقص والإهمال فلا شك ان الله عامل بصفاته الذاتية قبل خلقه أي شيء ولا يحتاج إلى سواه.
الواحد بلا جمع ليس كاملا لأنه أقل من الجمع فليس إلها. الجمع بلا وحدة الجوهر ليس واحدا بل تركيبا يمكن تفكيكه فليس إلها. الواحد بذاته الحي الكليم يعني وحدة الجوهر الإلهي اللاهوت في ثالوث اقانيم الآب والإبن والروح القدس واحدا ازلا وابدا بلا تركيب ولا انفصال بدليل وحدة القرار والإرادة والعمل (( فاجاب يسوع وقال لهم:(( الحق الحق اقول لكم: لا يقدر الإبن ان يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك )) وايضا قال عن الروح القدس روح الحق المعزي الآخر : ((لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بامور آتية. ذاك يمجدني ، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم )) ، بينما لو أن اقانيم الجوهر الإلهي منفصلة لكانت مختلفة في القرار والإرادة والعمل.
الفارق الحتمي بين الخالق والمخلوق هو ان اقانيم الجوهر الإلهي غير منفصلة وغير محدودة بينما اقانيم الجوهر البشري محدودة ومنفصلة بعدد سكان الأرض، لأن الكمال للخالق ولا نظير له .
الكلام منطوق العقل، منه وله وفيه بلا انفصال، والحكيم عاقل ناطق حتما ووجوبا، والحكيم كلي الحكمة بروح الحكمة، واحد بذاته الحي الكليم ازلا وأبدا ، لهذا السبب لا نظير للخالق في كماله وطبيعته وأعماله ، فلا مثال يطابق الذات الإلهية، بل صورته في آدم تشرح الوحدانية الجامعة .
س/ هل هناك تناقض او تعارض بين الجوهر والإقنوم ؟
ج/ لا يوجد تناقض ولا تعارض، لأن الاقنوم هو ما يقوم عليه الجوهر وتظهر صفات الجوهر فيه ويعمل بها بلا انفصال عن جوهره .
الاقنوم ليس غير طبيعة الجوهر ، بل يمثله بلا انفصال مع تمايز اقنوم عن اقنوم في الذات الإلهية يفسر أزلية الكلام والسمع والمحبة قبل خلقه أي شيء ، بهذا التفسير نعرف كمال الواحد بذاته فلا يحتاج إلى سواه ليكون إلها .
سرمدية الكمال الإلهي تجعل ولادة الكلمة وانبثاق الروح بلا انفصال ولا تفاوت ولا توقف ، فهو الواحد بذاته الوحيد بلاهوته الأوحد بكماله كامل وكلي الوجود والحكمة والحياة وعامل بصفاته الذاتية قبل خلقه أي شيء وعامل بصفاته الشخصية بعد خلقه كل شيء بفضل تمايز اقانيم لاهوته الآب والإبن والروح القدس بلا انفصال .
إسمه الآب لأن الله هو أصل كل شيء أي خالق كل شيء. إسمه الإبن لأن الله الحكيم هو كليم ازلا وابدا وبكلمته خلق كل شيء ، وارسله ليتجسد لعمل الفداء التام عوضا عن عجز البشر . إسمه الروح القدس لأن الله القدوس من ذاته هو واهب الحياة المحيي الغير مرئي .
القدوس كلي القداسة بروح القدس
الحكيم كلي الحكمة بروح الحكمة
الحقاني كلي الحق بروح الحق
العليم كلي العلم بروح العلم
العارف كلي المعرفة بروح المعرفة
الفاهم كلي الفهم بروح الفهم
الحي كلي الحياة بروح الحياة
القوي كلي القوة بروح القوة .
يريد المشكك تحطيم التوراة والإنجيل، فهل كان الله غافلا هاملا وغير مسؤول عن حفظ التوراة والإنجيل وتتميم وعده قبل عام الفيل ؟ حاشا ، بل الخلل في عقل المشكك حتما ووجوبا لأن الكمال للخالق وليس للمخلوق .
ما يميز الإله عن كل مخلوق ؟
ينفرد الإله بالكمال بذاته قبل وبعد خلقه أي شيء .
هذا الكمال يحتم مسؤوليته عن العدل الإلهي تاما بلا عذر من أي إنسان عاقل حر ، ولأجل هذا حتما يحفظ حجته على البشر إلى يوم الدينونة الأخيرة، وحجته في رسالته في التوراة والإنجيل وفي هندسة الكون كله وفي حرية البشر في الطاعة والمعصية منذ زمن آدم وحواء إلى يوم زوال الارض والسماء .
الكمال يعني :
١- كامل في ذاته عامل بصفاته قبل وبعد خلقه أي شيء ، وهذا يعني أنه كليم سميع محب حبيب قبل خلقه أي مخلوق، ويتحقق هذا الشرط بفضل جمعه التفرد والجمع معا بلا تناقض ، أي وحدانية الجوهر الإلهي اللاهوت قائما على ثالوث اقانيمه الآب والإبن والروح القدس، لأن كل اقنوم شخص إلهي حقيقي متميز غير منفصل يعمل بصفات الجوهر الإلهي بلا تفاوت ولا انفصال .
٢- كامل في تدابيره ، أي بدأ علاقته مع الخليقة ناجحا ويستمر ناجحا ولا يفشل في مقاصده وأعماله ، فلا مبرر لتكذيب كلامه الذي في التوراة والإنجيل .
٣- كامل في أمانته ولا تعرقله افكار البشر وسلوكياتهم ولا مكر إبليس صانع الخديعة، أي يتمم وعده ولو توهم المشككون .
٤- لم يخلقنا عبثا، بل ((بكل من دعي بإسمي ولمجدي خلقته وجبلته وصنعته )) سفر اشعياء ٤٣ : ٧ . لهذا السبب وضع صورته في آدم ليعيش على مثاله في المحبة والقداسة والصلاح والسلام والتسامح ....، ولن يقبل المعصية بل ينقذ العاصي منها، ولن يعطي رضوانه لمن يكذبه ، ولا رضوانه بثمن بشري بل بفضل محبته أكرمنا بنعمة الخلاص بالفداء البديل عن عجز البشر .
٥- كامل في حكمته فلا يقف أمامه مظلوما في يوم الحساب، لأن رسالته مفهومة وفوق شبهات البشر ، إذ جعل مصداقية أسفار العهد الجديد مرتبطة بتحقق نبوءات العهد القديم التي عند اليهود رغم عدم ايمانهم بان يسوع هو المسيح الموعود به في أسفار العهد القديم ، والقبر الفارغ يبطل الكلام الفارغ .
سفر اشعياء ٤٥ : ٩ (( ويل لمن يخاصم جابله )) .
س/ هل يشير العهد القديم إلى سر تجسد المسيح في يسوع الإنسان ؟
ج/ نعم يشير العهد القديم إلى تجسد المسيح في الإنسان يسوع:
١- سفر التكوين ٣ : ١٥ ، نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية ليس بقوة ناسوته بل يقوة المسيح المتجسد فيه.
٢- سفر التثنية ١٨ : ١٥ و ١٨ ، الذي يتكلم بكلام الله مباشرة يكون إنسانا نبيا يرسله الله من وسط بني إسرائيل ولكن بقوة لاهوت المسيح فيه.
٣- تابوت العهد القديم مكون من صندوقين، الاول من خشب لا يسوس (رمز جسد يسوع الذي لم ير فسادا ) مغشى كله بصندوق من ذهب ( رمز اللاهوت الذي لا يتغير ولا يتأثر بشيء مما وقع على يسوع الإنسان ) .
٤- اوصاف المسيح الفادي البريء المتألم المخذول في مزمور ٢٢ وسفر أشعياء ٥٣ تصوره إنسانا يتحمل دينونة المعصية الاولى ويقيمه الله بجسد مجيد منتصرا على الموت وصار باكورة القيامة والملكوت، وأيضا موصوف إنسانا في :
مزمور ١٦ : ١٠ (( لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. ولن تدع تقيك يرى فسادا )) .
مزمور ٤٩ : ١٥ (( إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه ياخذني. )).
مزمور ١٢٩ : ٣ (( على ظهري حرث الحراث. طولوا اتلامهم )).
مزمور ١٣٢ : ١١ ((اقسم الرب لداود بالحق لا يرجع عنه: من ثمرة بطنك اجعل على كرسيك )).
سفر اشعياء ٤٣ : ١٠ و١١ ((وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا إني أنا هو ، أنا أنا الرب، وليس غيري مخلص )).
سفر اشعياء ٥٠ : ٤ - ٦ ((اعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف ان اغيث المعيي بكلمة. يوقظ كل صباح لي اذنا. لاسمع كالمتعلمين. السيد الرب يفتح لي اذنا، بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين، وجهي لم استر عن العار والبصق )) .
سفر اشعياء ٦١ : ١ - ٢ (( روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لابشر المساكين. ارسلني لاعصب منكسري القلب، لانادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالاطلاق. لانادي بسنة مقبولة للرب، وبيوم انتقام لإلهنا. لاعزي كل النائحين )).
سفر دانيال ٧ : ١٣و١٤ (( كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام، فقربوه قدامه. فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والألسنة. سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض )).
سفر دانيال ٩ : ٢٤ - ٢٥ ((سبعون اسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا، ولكفارة الإثم، وليؤتى بالبر الأبدي، ولختم الرؤيا والنبوة، ولمسح قدوس القدوسين. واعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد اورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة اسابيع واثنان وستون اسبوعا، يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الازمنة )).
سفر هوشع ٦ : ٢ (( يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه )).
سفر أيوب ٩ : ٨ ((والماشي على اعالي البحر )).
سفر أيوب ٩ : ٣٣ ((ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا )).
سفر زكريا ٣ : ٨ (( لأني هانذا آتي بعبدي الغصن )).
سفر زكريا ٢ : ١٠ ((ترنمي وافرحي يا بنت صهيون ، لأني هانذا آتي واسكن في وسطك، يقول الرب )).
سفر زكريا ٦ : ١٢ ((هوذا الرجل الغصن اسمه، ومن مكانه ينبت ويبني هيكل الرب )).
سفر زكريا ٩ : ٩ ((هوذا ملكك يأتي اليك. هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان )).
سفر زكريا ١٢ : ١٠ ((وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات، فينظرون إلي. الذي طعنوه، وينوحون عليه كنائح على وحيد له، ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره )).
سفر زكريا ١٣ : ٦ و ٧ ((فيقول له: ما هذه الجروح في يديك؟ فيقول: هي التي جرحت بها في بيت احبائي. اضرب الراعي فتتشتت الغنم )).
٥- سفر اشعياء ٥٩ : ٢٠ (( ويأتي الفادي إلى صهيون وإلى التائبين عن المعصية في يعقوب، يقول الرب )) هكذا مجيء يكون مرئيا من وراء حجاب حي مولود بقوة الله من عذراء بلا زرع بشر فيها كما تنبأ اشعياء ٧ : ١٤ ويكون إلها رئيس السلام كما وصفه اشعياء ٩ : ٦و٧ .
٦- المسيح ابن يهوه معروف عند اليهود قبل تجسده ، في مزمور ٢ وسفر الامثال ٣٠ : ٤ وسفر أشعياء ٩ : ٦و٧ وسفر دانيال ٧ : ١٣و١٤ .
سر التجسد برهان عملي على وجود الإله الحقيقي المحب للبشر والقادر على كل شيء ولا يتأثر بشيء مما وقع على يسوع الإنسان ، وعمله بفضل محبته ليكون موت يسوع الإنسان محسوب موتا للمسيح تاما غير محدود يغطي ذنوب كل إنسان يقبل عمل الله ويعيش محبته في الدنيا، لأن شخص الرب يسوع المسيح واحد بناسوته ولاهوته بلا انفصال ولا اختلاط ولا تغيير ولا امتزاج كما كان المشي على الماء بناسوته ولاهوته معا بلا انفصال .
سنكون مشركين بالله إذا الله يخلق كلامه ويوجد ملاك قدوس من ذاته مثل الله ، وهذا مستحيل لأن لا نظير لله.
الاقنوم يعمل بصفات الجوهر الإلهي وليس مجرد صفة، هكذا نفهم كيف أن الله خلق كل شيء بكلمته المسيح ولم يخلق كلامه، لأن المسيح هو الله من جهة الجوهر الإلهي اللاهوت وهو ابن الله من جهة اقنومه كونه حكمة الله الناطق ، وتعبير كلمة الله هو ترجمة لكلمة اللوغوس التي تعني نطق الله العاقل او عقل الله الناطق أي الله الحكيم الكليم، وايضا نفهم عمل الله الحي من خلال عمل روحه القدوس ولا قدوس من ذاته غير الله الحي الكليم ازلا وأبدا .
الإيمان بالإله الواحد الكائن بذاته الحي الكليم ازلا وأبدا ، منذ زمن تلاميذ ورسل الرب يسوع المسيح ، كانوا شهود وشهداء .
سفر التكوين ١ : ١- ٣ ((في البدء خلق الله السماوات والأرض. ... وروح الله يرف على وجه المياه. وقال الله: ليكن نور فكان نور ))
سفر التكوين ٦ : ٣ ((فقال الرب: لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد ))
سفر أيوب ٣٣ : ٤ ((روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني ))
مزمور ٥١ : ١١ ((لا تطرحني من قدام وجهك، وروحك القدوس لا تنزعه مني ))
مزمور ١٠٤ : ٣٠ (( ترسل روحك ))
مزمور ١٣٩ : ٧ ((أين أذهب من روحك؟ ومن وجهك أين اهرب؟))
مزمور ١٤٣ : ١٠ ((روحك الصالح يهديني في ارض مستوية ))
سفر الأمثال ١ : ٢٣ (( ارجعوا عند توبيخي. هانذا افيض لكم روحي. اعلمكم كلماتي ))
ميخا ٢ : ٧ (( هل قصرت روح الرب ؟ اهذه افعاله ؟ أليست اقوالي صالحة نحو من يسلك بالإستقامة؟))
سفر الحكمة ٩ : ١٧ ((وتبعث روحك القدوس من الاعالي ))
سفر أشعياء ٤٨ : ١٦ ((تقدموا إلي. أسمعوا هذا: لم أتكلم من البدء في الخفاء. منذ وجوده أنا هناك. والآن السيد الرب ارسلني وروحه ))
سفر حزقيال ٣٦ : ٢٧ ((واجعل روحي في داخلكم، ))
سفر حزقيال ٣٧: ١٤ ((واجعل روحي فيكم فتحيون، ))
سفر يوئيل ٢ : ٢٨ و ٢٩ ((ويكون بعد ذلك إني اسكب روحي على كل بشر ، ... وعلى العبيد ايضا وعلى الإماءاسكب روحي في تلك الأيام ))
سفر اعمال الرسل ٢ : ١ - ٣٨ ((ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة، وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس، ...فوقف بطرس مع الأحد عشر ورفع صوته وقال لهم: ... بل هذا ما قيل بيوئيل النبي. ... يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم تعلمون. هذا اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتمومة وعلمه السابق، وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه. الذي أقامه الله ناقضا أوجاع الموت، ... فيسوع هذا اقامه الله، ونحن جميعا شهود لذلك. وإذ ارتفع بيمين الله، وأخذ موعد الروح القدس من الآب، سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه. ... فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم، وقالوا لبطرس ولسائر الرسل: ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة ؟ فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس. ))
رومية ٨ : ١٥ ((بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ : يا أبا الآب ))
كورونثوس الثانية ٣ : ١٦ (( أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟))
كورونثوس الثانية ٦ : ١٩ ((أم لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم، الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم؟))
كورونثوس الثانية ١٣ : ١٤ ((نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين ))
غلاطية ٤ : ٤ و ٦ ((ولكن لما جاء ملء الزمان ، ارسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس ، ...ثم بما انكم أبناء، ارسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا: يا أبا الآب ))
افسس ٤ : ٤ - ٦ ((جسد واحد وروح واحد، كما دعيتم أيضا في رجاء دعوتكم الواحد . رب واحد ، إيمان واحد ، معمودية واحدة، إله وآب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل وفي الكل ))
افسس ٦ : ١٧ ((وخذوا خوذة الخلاص، سيف الروح الذي هو كلمة الله ))
تسالونيكي الاولى ٤ : ٨ ((إذا من يرذل لا يرذل إنسانا، بل الله الذي اعطانا أيضا روحه القدوس ))
رسالة بطرس الاولى ١ : ٢ و ١١ ((المختارين بمقتضى علم الله الآب السابق، في تقديس الروح للطاعة، ورش دم يسوع المسيح: لتكثر لكم النعمة والسلام . ....روح المسيح الذي فيهم، الروح القدس المرسل من السماء ))
رسالة يوحنا الاولى ٥ : ٧ و ٨ (( فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب، والكلمة، والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح، والماء، والدم. والثلاثة هم في الواحد. ))
عبرانيين ٩ : ١٤ ((فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي ))
تيطس ٣ : ٤ - ٦ ((ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله واحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا )) .
التفسير الصحيح ينسجم مع قصد الكاتب، والوحي الإلهي في التوراة والمزامير والأنبياء والإنجيل بقلم أنبياء بني إسرائيل وتلاميذ ورسل المسيح تحت ارشاد الخالق الصادق حتما ووجوبا، فلا يصح أي تفسير يخالف إرادة الخالق القدوس .
إفهم التفاصيل لتفهم التوراة والإنجيل ، عندما تجمع بين العهدين ستعرف كيف تمت نبوءات العهد القديم في صليب يسوع المسيح رغم حرية اليهود والرومان في فهم حقيقة يسوع المسيح ، بينما المشكك يقطع النصوص ليشوه المقصود فيها.
لو أن الله غفر لآدم لأرجعه إلى نعيم رضوانه في الجنة الارضية وليس مطرودا إلى حياة الشقاء والمرض والتشوه والكوارث والحروب والموت الحتمي لكل البشرية.
كلي العلم لا يجرب البشرية حتى يحدد ما يستحقه كل إنسان، بل حياة البشرية خارج رضوان الله في الأرض تمثل عواقب المعصية الاولى التي فصلت آدم وحواء عن رضوان الله .
العودة إلى رضوان الله يكون بفضله وحده لا شريك له، لهذا السبب عمل التجسد والفداء كرما وفضلا منه على كل مؤمن ودينونة حقة على كل جاحد .
حجة الخالق على البشر تامة بسبب :
١- كل إنسان له عقل وضمير وحرية التفكير والقرار .
٢- الخالق هو المسؤول عن حفظ كلامه وحجته على البشر الى يوم الدين بلا تقلب ولا تبديل.
٣- صورة الخالق في آدم وبصمته في الكون كله تدين كل مشكك في مصداقية الوحي الإلهي في التوراة والمزامير والأنبياء والإنجيل .
٤- سر التجسد والفداء برهان عملي على وجود الإله الحقيقي المحب للبشر والقادر على كل شيء ولا يتأثر بشيء ولا يتحدد بشيء ولا يتعارض مع ذاته، إذ جمع العدل والغفران بدم الفادي البريء الذبح الأعظم من دم الذبائح الحيوانية .
الوسيط بين اثنين يجب أن يساويهما بلا تناقض، هكذا سر التجسد جمع لاهوت الخالق مع ناسوت يسوع الإنسان بلا انفصال ولا اختلاط ولا تغيير ولا امتزاج، فعمل اعمال البشر عدا الخطية وعمل اعمال الخالق الغافر المشرع الديان المنقذ بقوة لاهوت الخالق الحي الحكيم الكليم.
أي وسيط يستحق ان يتوسط بين الخالق والمخلوق ؟
يجب أن يكون الوسيط معادلا للخالق والمخلوق، وهذا الشرط تحقق في طبيعة الرب يسوع المسيح الجامع للاهوت الخالق وناسوت المخلوق ، أي أنه يهوه الظاهر في يسوع الإنسان.
هل عندك اعتراض ؟
إذا لا تعقل ثنائية اللاهوت والناسوت في شخص الرب يسوع المسيح فأنت تجعل الله غير قادر على سر التجسد ، او تظنه يتأثر بشيء مما خلق .
اللاهوت هو جوهر الله الواحد بذاته الوحيد بلاهوته الأوحد بكماله قائم على ثالوث اقانيمه الآب والإبن والروح القدس واحدا ازلا وابدا بلا تركيب ولا انفصال ولا تفاوت.
لاهوت المسيح هو لاهوت الإله الحقيقي الحكيم الكليم الحي ازلا وابدا ، حل واتحد بناسوت يسوع الإنسان منذ لحظة قبول العذراء بشارة الملاك لها وإلى أبد الآبدين بلا انفصال ولا اختلاط ولا تغيير ولا امتزاج لعمل الفداء التام عوضا عن آدم وذريته، وسيأتي ليدين البشر .