ليس الغريب غريب الشام واليمنِ | المنشد هاني بشر

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 10 ก.ย. 2024
  • النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
    أن السلامة فيها ترك ما فيها
    لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
    إلا التي كان قبل الموت يبنيها
    فإن بناها بخير طاب مسكنها
    وإن بناها بشر خاب بانيها
    أين الملوك التى كانت مسلطنة
    حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
    أموالنا : لذوي الميراث نجمعها
    ودورنا : لخراب الدهر نبنيها
    كم من مدائن في الآفاق قد بليت
    أمست خراباً وأفنى الموت أهليها
    لكل نفس وإن كانت على وجل
    من المنية أمال تقويها
    المرء يبسطها والدهر يقضيها
    والنفس تنشرها والموت يطويها
    إن المكارم أخلاق مطهرة
    الدين أولها والعقل ثانيها
    والعلم ثالثها والحلم رابعها
    والجود خامسها والفهم سادسها
    والبر سابعها والشكر ثامنها
    والصبر تاسعها واللين باقيها
    النفس تعلم أني لا أصادقها
    ولست ارشد إلاحين أعصيها
    لاتركنن إلى الدنيا وما فيها
    فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
    اعمل لدار غدا رضوان خادمها
    والجار أحمد والرحمن منشيها
    قصورها ذهب والمسك طينتها
    والزعفران حشيش نابت فيها
    أنهارها لبن محض من عسل
    والخمر يجرى رحيقا فى مجاريها
    والطير يجرى على الأغصان عاكفة
    تسبح الله جهرا فى مغانيها
    من يشترى الدار في الفردوس يعمرها
    بركعة في ظلام الليل يحيها
    _الأمام علي عليه السلام
    ___
    لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّامِ واليمنِ
    إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
    إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتهِ
    على الْمُقيمينَ في الأَوطانِ والسَّكَنِ
    لا تَنْهَرَنَّ غَريباً حَالَ غُربتهِ
    الدَّهْرُ يَنْهَرَهُ بالذُّلِ و المِحَنِ
    سَفْرِي بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَني
    وَقُوَتي ضَعُفَتْ والموتُ يَطلُبُني
    وَلي بَقايا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها
    الله يَعْلَمُها في السِّرِ والعَلَنِ
    ما أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني
    وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
    تَمُرُّ ساعاتُ أَيّامي بِلا نَدَمٍ
    ولا بُكاءٍ وَلاخَوْفٍ ولا حزَنِ
    أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً
    عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني
    يَا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَـتْ
    يا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
    دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدُبُها
    وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَزَنِ
    دَعْ عَنْكَ عَذْلِيَ يَا مَنْ كانَ يَعْذُلُني
    لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ ما بِي كُنْتَ تَعْذِرُنِي
    دَعْنِي أَسُحُّ دُموعًا لا انْقِطاعَ لَها
    فَهَلْ عَسَى عَبْرَةٌ مِنْهَا تُخَلِّصُني
    كَأَنَّنِي بَينَ جل الأَهلِ مُنطَرِحاً
    عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُني
    وَ قَدْ تَجَمَّعَ حَوْلي مَنْ يَنوحُ و مَنْ
    يَبْكي عَلَيَّ و يَنْعاني و يَنْدُبُني
    وَ قَدْ أَتَوْا بِطَبيبٍ كَيْ يُعالِجَني
    وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هذا اليومَ يَنْفَعُني
    واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها
    مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ
    واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها
    وصارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
    وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا
    بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
    وَقامَ مَنْ كانَ حِبُّ النّاسِ في عَجَلٍ
    نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتيني يُغَسِّلُني
    وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً
    حُراً أَديبًا أَريباً عَارِفاً فَطِنِ
    فَجاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني
    مِنَ الثِّيابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
    وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً
    وَصارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يُنْظِفُني
    وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني
    غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
    وَأَلْبَسُوني ثِياباً لا كِمامَ لها
    وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَني
    وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيا فَوا أَسَفاً
    عَلى رَحِيلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُني
    وَحَمَّلوني على الأْكتافِ أَربَعَةٌ
    مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
    وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا
    خَلْفَ الإِمامِ فَصَلَّى ثُمَّ وَدَّعَني
    صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لها
    ولا سُجودَ لَعَلَّ اللهَ يَرْحَمُني
    وَأَنْزَلوني إلى قَبري على مَهَلٍ
    وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهم يُلَحِّدُني
    وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني
    وَأَسْكب الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني
    فَقامَ مُحتَرِماً بِالعَزْمِ مُشْتَمِلاً
    وَصَفَّفَ اللَّبْنَ مِنْ فَوْقِي وفارَقَني
    وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا
    حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
    في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هناك ولا
    أَبٌ شَفيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُني
    فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يا أَسَفاً
    عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُني
    وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ
    مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
    مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ ما أَقولُ لهم
    قَدْ هالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
    وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهمُ
    مَالِي سِوَاكَ إِلهي مَنْ يُخَلِّصُنِي
    فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يا أَمَلي
    فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهنِ
    تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا
    وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
    واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لها بَدَلي
    وَحَكَّمَتْهُ على الأَمْوَالِ والسَّكَنِ
    وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهُ
    وَصَارَ مَالي لهم حلاً بِلا ثَمَنِ
    فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيا وَزِينَتُها
    وانْظُرْ إلى فِعْلِها بالأَهْلِ والوَطَنِ
    وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
    هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ
    خُذِ القَناعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها
    لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
    يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً
    يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
    يا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي
    فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
    يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً
    عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
    والحمدُ لله مُمسينَـا وَمُصْبِحِنَ
    مَا وَضَّأ البَرْقُ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
    ثمَّ الصلاةُ على الْمُختارِ سَيِّدِنا
    بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ
    _
    زين العابدين

ความคิดเห็น • 2