كيف يكون حجاب المرأة المسلمة؟إجابة من من محمد راتب النابلسي

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 21 ก.พ. 2023

ความคิดเห็น • 1

  • @user-fe5ze3et7g
    @user-fe5ze3et7g ปีที่แล้ว +1

    فهذا الحجاب الساتر لكل معالم الجسم من أعلى الرأس لأخمص القدمين إنما هو ليُصدَّ شيطانَ النفسِ وهواها القاتل، أي ليصدَّ عنها السوءَ والفحشاءَ ولتلتفتَ عن الحرامِ لتبحثَ عن الحلالِ وترضى به، ونحن عن عمدٍ وتصميمٍ صمَّمْنا هذا اللباس؟
    فهَبْ أن إنساناً انقطعَ في الغابات وتاهَ في الأدغال عدَّة أشهرٍ يقطِفُ الثمارَ ويعيشُ على النباتاتِ الطبيعية، ثم التقى بأنثى مهما كانت درجةُ جمالِها، أفلا يهفو إليها قلبُه ويرضى بها شريكةً في هذه القفراءِ من البشر أو مع فقدانِ النساءِ بالأدغال، وً سيجدُها هِبَةً من السماء، أو قد يظنُّها ملاكٌ هبطَ من الأفلاك... وهكذا كان المسلمونَ في أوجِ فوزهِمْ يعيشون، فحيثما ارْتَحلْتَ أو رَحَلْتَ وفي أيِّ سوقٍ أو شارعٍ تجوَّلْتَ فلن تجدَ إلاَّ الجنسَ الخشن في كلِّ مكان، ولا وجودَ لأنثى إلاَّ كظلالٍ سوداءَ لا تُلفتُ نظراً ولا تثيرُ فتنةً والنساءُ يَقَرْنَ في بيوتٍ عربيةٍ كالجنّات، فإن أرادتِ الأنثى الخروجَ فلن تجدَ سوى طرقاتٍ وأزقَّةٍ ضيقات لا تملؤ العينَ ولا تسرُّ الناظرةَ، عندها تفضِّلُ القرارَ في دارِها الجميلة. هذا والرجلُ لا يرى خارجَ بيتِه أو في عَمَلِهِ إلاَّ الخشنَ من الرجال وكأنه في عزلتِهِ عن الجنسِ اللطيفِ كإنسانِ القفراءِ أو الأدغال، فمتى دَلَفَ دارَهُ وشاهدَ أنثاهُ التي هي زوجتُه، وهو لا يرى سواها ما عدا المحرَماتِ، فيجدُها تجاهَ الجنسِ الخشن نعمةً لا تُقدَّرُ بثمن، فهو بها قريرُ العيْن راضي الفؤاد، لأنَّه لا يرى أحسنَ ولا أجملَ منها فيغتبطُ بِنِعمتِهِ التي لا مثيلَ لها وكذا الزوجةُ، فهي بمعزلٍ في بيتِها لا ترى غيرَ زوجِها فتنعمُ به وترى أنَّها به حازتْ كافة أحلامها. وبالتالي لا فتن ولا حرام ولا طلاق إلا بنسبٍ قليلة جداً، بل هناك أسرة قوية متحابة، هذا وإن نشوءَ البنينِ والبنات في الوسطِ العائلي يسقيهمُ العواطفَ الرقيقة منذ أيامِهِمُ الأولى وينمِّي فيهمُ المشاعرَ الودِّيةَ التي تُعدُّهم لحياةٍ مقبلة تشيع فيها الرحمةُ والرأفة. ولولا الزواجُ لانقرضَ النوعُ الإنساني منذ أمدٍ بعيد، فاتِّصالُ الحياةِ واستمرارُها على هذه الأرضِ يقضي إذاً ازدهارَ الزواجِ وبقاءَه. أما الزنى يعمل عملاً عكسياً للغاية، فإنه باعثَ الفسادِ في المجتمعِ ومُشيع الفوضى ومبيدُ النسل. وإن الشاب يومَ يندفعَ إلى الفاحشةِ إنما يمسِكُ مِعْوَلاً بكلتا يديْهِ ويقوِّضُ به دعائمَ الأمة
    والحجابُ فرضٌ لكافة الدياناتِ السماويةِ فبالثلاثينات من قرننا العشرين كانت نساء النصارى واليهود مستوراتٍ محجَّباتٍ في الأزِقةِ والأسواق. أما المسلمونَ فحتى عام 1950 لم تكن هناك مسلمةٌ واحدة تكشِفُ السِترَ عن وجْهِها بكافةِ مُدُنِ الشامِ ولبنان والغوطة إطلاقاً، بل وفي كافة البلادِ الإسلاميةِ والعربية. أما في مصرَ العزيزة فقبلَها بقليل، حينما خرج شاعرُنا حافظ إبراهيم يقول: أنا لا أقولُ دعوا النساءَ سوافراً مثلَ الرجالِ يجُلنَ في الأسواق، وحتى في بريطانيا العظمى فقد كان سِترُ الوجهِ سائداً حتى أن النساءَ الأرستقراطياتِ كن يحْضُرْنَ مسرح شكسبير وعلى وجوهِهِن الستور ويجلسنَ في مقصوراتِ مغلقةٍ ليشاهِدْنَ روائِعِ أدبيَّاتِ شكسبير الاجتماعية.
    حقاً وإن أُهملَ أو تُرِك الحجاب سيهلكَ الشبابُ والشاباتُ وستمتص طاقاتِهِمْ الوجهاتُ الجنسية، بل ولبُذَّرت أموالُهُم وانشغلت قلوبُهم بمفاتنِ الجمالِ وسيطرتْ "فرضيةُ فْرُوُيْد" على عقولهمْ وضاعتْ جهودُهم لإنشاءِ وبناءِ الوطنِ في وادي الجنسِ الذي وكما يقولُ العلماءُ الغربيونَ "من هبَطَ فيه فلنْ يخرُجَ منه". لقد غدتِ الوجهاتُ الجنسيةُ شُغلَهُمُ الشاغل، وأضاعوا دنياهم وآخرتَهُمْ وهم بالجنسِ غارقون، وبه وبفنونِهِ من غناءٍ وطربٍ وموسيقى وعطورٍ ٍ غاليةٍ وتفنُّنٍ في اللباسْ، والانصرافِ عن كلِّ حلال. أما لو نظَّمنا أمورَ السِتر والحجاب كما نظّمها الله ورسولُه صلى الله عليه وسلم لانصرفتْ وجهاتُ الرجالِ والنساء لواجباتهمْ ولبنُوا بناءً شامخاً شاهقاً علِيّاً كما بنى آباؤهُمُ الكرام، صحابةُ الرسلِ العظام. فللرجالِ مجالٌ وللنساءِ مجال، وتحقيقُ شهوةِ الجنس تُرتَوى بالزواجِ ويلزمُ الجنسانِ بناءَ وطنٍ صالحٍ مصلحٍ للبشرية، كلٌّ في مجاله الطبيعي الذي خُلق له. فبتطبيقِ مثل هذا القانونِ فتحنا الكرةَ الأرضيةَ وكنا خيرَ أمةٍ أُخرجت للناسِ، نأمرُ بالمعروفِ وننهى عن المنكرِ. ،،