وادي فوكين قصة الصمود والخروج ، من ذاكرة هاشم مناصرة

แชร์
ฝัง
  • เผยแพร่เมื่อ 20 ก.ย. 2024
  • #وادي_فوكين
    #هاشم_مناصرة
    #طارق_مكاوي
    هذا_الي_صار
    #tareq_makkawi
    #tmak299@gmail.com
    من خلال اسم قريتك يبدو أن هناك ما يمكن أن يروى حوله، وكيف كانت ظروف الحياة في البلدة قبل الاحتلال؟
    في البداية هناك قصة تقال عن أصل تسمية بلدنا التي تقع غربي بيت لحم على تخوم الخط الاخضر، تناقلناها كابرا عن كابر ففي ايام الحكم التركي كان اسمها وادي الفواكه لانتشار الفواكه فيها وعيون المياه ، وحينما جاء الانجليز اسموها "وادي فكين" ثم تحور اسمها ليصبح وادي فوكين، كانت القرية في البدء مغاور ، وسكانها في الأصل من منطقة يقال لها فاغور على طريق الخليل ، كانوا يقطعون الطرق على المارة ويرغمونهم على دفع الأتاوة أو الجزية ، وبعدها تضرر منهم اهل المنطقة ، اطبقوا عليهم مما ادى الى شتات اهل القرية ، وكان من بين الهاربين شقيقان هما منصور وحرب اللذين اتجها الى " وادي فوكين" التي كانت عبارة عن خربة، فاستقرا هناك بعد أن شيدوا البيوت، وتناسلوا مكونين عشيرتي المناصرة والحروب.
    ولغاية العام 1950 لم يتجاوز عدد اهل القرية 300 نفر وكان في القرية خربة يقال لها "صناصين" تبلغ مساحتها 6 الاف دونم، وهي نفس مساحة باقي اراضي القرية ، وتعود ملكية الخربة لدار عطية، وكباقي القرى لم يكن في القرية مدرسة ، والمدرسة التي أسست فيما بعد استخدمت كمضافة، اضافة لاستخدامها كمدرسة كان يعلم فيها الشيخ محمود مشعل من قرية زكريا وكان الشيخ محمود يدرس ايضا في مسجد القرية الذي يقال بأنه موجود منذ عصر الخليفة عمر بن الخطاب ، وربما لهذا كان يعرف بالمسجد العمري ، وتوجد مقابل المسجد كنيسة رومانية قديمة مبنية عند نبع ماء، وقبالته ايضا يوجد مقام لاحد الاولياء اسمه مقام الشيخ " كناس" وهذا المقام الاثري مبنى تحت الارض.
    لم يكن هناك مدخل يؤدي الى بلدتنا أيام الحكم البريطاني ، ومع الايام صار هناك طريق ترابية وممهدة، وقريتنا كانت ضمن قرى تسمى "قرى العرقوب" وعددها حوالي عشر قرى، وسميت بهذا الاسم لانها في نهاية المستوى الجبلي ، وقد التصق هذا الاسم بها من زمن حكومة الانتداب البريطاني .
    الحياة في بلدنا كانت بسيطة جدا، وكان الحلاقون يمارسون اضافة للحلاقة مهنة الطب الشعبي. واتذكر ان محمود الأقرع وهو لم يكن حلاقا بالمناسبة كان يمارس الحجامة ويعمل للناس كاسات الهواء وكاسات الدم، لم يكن هناك طب حقيقي في البلدة، ولهذا كان النمو السكاني محدودا جدا بسبب الجهل والفقر، وفي ذلك الزمن البعيد كانت الحصبة تاخذ القسم الاكبر من الاطفال ، ولم يكن هناك كما هو اليوم مستشفيات واطباء ، المراة التي كانت (تولد) نساء القرية هي زوجة المختار "صفية خليل" وكانت بمثابة طبيبة نساء القرية دون ان تتقاضى اجرا على هذا العمل ، فقد كان عملا خيريا تقوم به لوجه الله.
    لدينا في القرية ساحة يجتمع بها الناس يراقبون ويروون ما حدث معهم في المواسم، اضافة الى ان النقود لم تكن في تلك الايام كثيرة فقد كان الاثرياء هم الذين يلمون محصولهم الحاج عطية كان (اشطر) واحد في القرية كان ياخذ دينا ويذهب الى تجار القدس ويسدهم بالقمح والشعير ديونهم بالمقابل يشتري اراضي القرية ، بهذه الطريقة اشترى الخربة التي قلت لك في البداية عنها.
    اذا اراد احد الاشخاص بناء بيت فقد كنا نقطع الحجارة او نجلبها له من طرف القرية ونصنع الشيد، وقد كان اهل القرية يصنعون الشيد بانفسهم وهي مادة تستخدم عوضا عن الاسمنت في البناء كنا نصنع "اللتون" وهو بناء صخري مغلق له فتحة لنضع به القش ونتركه مشتعلا لمدة اربعة عشر يوما الى ان يصبح الصخر من الداخل ترابا وهي المادة التي نستخدمها في البناء نخلطها مع التربة السمراء وتكون جاهزة للبناء.
    *هل كنتم من القرى التي فرت بمجرد سماعها لاخبار المذابح والاعتداءات على الاعراض، ام شهدت بلدتكم شكلا من اشكال المقاومة؟
    شهدت بلدتنا مقاومة عنيفة، وهي من القرى التي لم تسقط بالمعنى الحرفي للكلمة فخط الدفاع الاول لمقاومة بلدتنا كان منطقة"دير ابان" ودير الهوى بقي الخط يدافع لغاية العام 1950 عامان من المقاومة الشعبية دون تنظيم، وصدوا العدو تقريبا في 1948 وكانت مستعمرة"كفار عصيون" مطوقة من قبل المقاومة الشعبية في الخليل وصوريف والقدس حوصرت حصارا كاملا .
    وهذه حكاية اول معركة حيث انزل 31 جنديا اسرائليا في محطة قطار تسمى "دير الشيخ" التي تبعد عن المستعمرة 12 كيلو مترا تقريبا، مر الجنود من امام احد الفلاحين الذي اكتشف امرهم فركض الى "صوريف" وابلغهم الامر ، لتنطلق المقاومة بداية من هناك قبل ان تمتد الى باقي القرى، وبعدها تبين للرتل اليهودي بان امره قد اكتشف ـ تمترس في منطقة"ظهر الحجة"، ولقد كان لدي في تلك الفترة بارودة كندية وكنت اشتريت ذخيرة انذاك ، اشتركت كل القرى المجاورة في هذه المعركة التي لم تبق احدا من الرتل اليهودي فقتلوا جميعهم، وقد شيد الاسرائيليون مقاما لقتلاهم في نفس مكان المعركة لاحقا ، بينما استشهد منا اربعة سعدي عطية، احمد ابو لوح من منطقة الجبعة، ناجي حميد من منطقة صوريف، ولا اذكر الرابع.
    الانسان الفلسطيني كان يتعب بكل معنى التعب حينما كان يريد شراء سلاح له فقد كان يضطر الى بيع حلي زوجته ليدافعى عن قريته واهله، في العام 1950 كانت عنا مفاوضات بين السلطات الموجودة والصليب الاحمر لاعادتنا الى بيوتا، رجعنا عن طريق الصليب الاحمر ، وعند مغيب الشمس فوجئنا بوابل من الرصاص من كل جهة تجاهنا كنا عزلا حينما نزلنا من سيارات الصليب الاحمر ، جلسنا تحت الكروم وكما قلت لك بوغتنا بالهجوم الا ان هذا الهجوم وبالرغم من شراسته، وخسة الغدر التي تضمنته لم تسقط به الا شهيدة واحدة وهي حليمة محمود،

ความคิดเห็น • 4