إنَّكما صاحبيَّ لنْ تَدَعا لومي ومَهْما أُضِعْ فلنْ تَسَعا
يقول لا يكون عندكما وسع لما أضيع إذا أنا ضعفت عنه. أي لن تبلغا مبلغي ولن تقوما مقامي.
وقال الطوسي: يعني الذي أضيع ليس في ملـككما مثله أي كَسَعَتِه ولستما مستطيعين لرده.
إنَّكُما مِنْ سَفاهِ رَأْيِكُما لا تَجْنُباني السَّفاه والْقَذَعا
تَجْنُباني: تُجَنِّباني،
يُقال جَنَبْتُه الشيءَ أَجْنُبُهُ قال الله تعالى: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}،
والسفاه: الجهل ويقال السفاء أيضًا، يقال سَفِهَ يَسْفَهُ سَفَهًا، والقذع: الكلام القبيح.
إلاَّ بِأَنْ تَكْذِبا عليَّ ولَمْ أَمْلِكْ بأنْ تَكْذِبا وأنْ تَلَعا
يقال وَلَعَ يَلَعُ وَلْعًا ووَلَعانًا إذا كذب وهو وَلَّاع.
لنْ تَعْقِلا جَفْرَةً عليَّ ولمْ أوذِ نَديمًا ولمْ أَنَلْ طَبَعا
لن تعقلا علي: لن تؤديا شيئا عليَّ مِنَ العَقْلِ، وهو الدِيَةُ إذا جُنِيت جِناية، الجفرة: من أولاد الغنم،
قال الأصمعي: الجفرة لا تُعْقل وإنما أراد بكرة فقال جفرة ليحقرها أي إنكما لا تحملان عني شيئا ولو أنه جفرة، والمعنى إنكما لا تؤديان عني جفرة إن جنيت جناية وإنما هذا مثل وتصغير بهما والجفرة لا تعقل وأنشد:
أعادي إذا عاديت من ذي عداوة ... وأحبس مالي إن جنيت فأعقل
قال: والطَبَعُ اتِّساخُ العِرْض.
إنْ تَزْعُما أنَّني كَبِرْتُ فلمْ أُلْفَ بخيلًا نِكسًا ولا وَرَعا
النكس: من كل شيء الرديء وأصله في السهم يَفْسُد فَيُقْلَبُ نَصْلُه إلى مَوْضِعِ فَوْقِهِ وذلك عيبٌ لِضَعْفِ
السَّهْمِ وِقَصَرِهِ إذا فعل به ذلك،
الورع: الجبان، أو الضعيف لا غناءَ عنده.
أجْعَلُ مالي دونَ الدَّنا غرضًا وما وَهى مِلْأُمورِ فَانْصَدَعا
الدنا: العيب والدنس، الغرض: هدف الرَّمْي، يريد أنه يجعل ماله وقاية عِرضِه،
مالأمور: مِنَ الأمور، وكثيرا ما يحذفون النون مِنْ "مِنْ" عند الألف واللام لالتقاء الساكنين،
وما وَهَى مِلْأُمورِ فانصدعا: يريد أنه يصلح برأيه ما وهى من أمور عشيرته،
وكلُّ ما اسْتَرْخَى رِباطه فقد وَهَى.
إمّا تري شِكَّتي رُمَيْحَ أبي سَعْدٍ فَقَدْ أحملُ السِّلاحَ مَعا
الشِّكَّةُ: السلاح وأبو سعد: لقيم بن لقمان،
كَبِرَ حتّى مَشَى على عصًا، فيقول إن كنت كَبِرْتُ حتّى مشيت على عصا فصار رميحُ أبي
سعد شِكتي فقد كنت أحمل السلاح كله،
وروى أحمد بن عبيد: رميح أبي زيد يعني الدهر،
وقال: رجل شاكِ السلاح وشاكي السلاح.
السَّيْفَ والـرُّمْحَ والكِنانَةَ والـ نَّبْلَ جِيادًا مَحْشورَةً صُنُعا
الكنانة: جُعْبَة السِّهام، النَبْلُ الجياد :السهام الجيدة،
المحشورة: المسوّاةُ المُحدَّدَةُ،
الصُّنُع: المُحْكَمَةُ العَمَل.
قَوَّمَ أَفْواقَها وَتَرَّصَها أَنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّها صَنَعا
الأفواق: جمْعُ فُوق، بضمِّ الفاء، وهو مَوْضِعُ الْوَتر مِنَ السَّهْم،
ترَّصها: أَحْكمها، و يقال درع مترصة إذا كانت مُحْكَمَةَ الحَلَقِ والمسامير،
الأنْبَل: الأَحْذَق، والنابِل: الحاذق، عَدْوان: قبيلةُ ذي الْإصْبع،
الصَّنَع، بفتحتين: الحاذق بكل ما عَمِل.
ثُمَّ كَساها أَحَمَّ أَسْودَ فَيـْ نانًا وكانَ الثَّلاثَ والتَّبَعا
كساها: يعني النَبْل، أحمّ: يعني ريشا أسود،
الفينان من الريش: ما كَثُرَ لِباسُ قَصَبِه، عنى به ريشَ الْفَرْخِ، لأنه ألين مسًا وأكثَرُ لِباسًا،
الثلاث: أي كان الريشُ الذي كساها به ثلاثَ رِيشاتٍ مِنْ مُقَدَّمِ الرِّيش،
التَبَع: ما تَبِعَ ذاك مِمَّا يليه.