في خِضَمّ ما تشهده بلا الأرز لبنان من عدوان همجي كتب الشاعر فواز عابدون قصيدة كرمى للبنان هذه القصيدة التضامنية المؤثرة يعبرالشاعرمن خلالها عن استنكاره وادانته لهذا العدوان أملاً من الله العلي القدير أن يعم السلام على جميع أرجاء أوطاننا في العالم العربي وأن يكون القادم أفضل حالاُ وأن يعود الأهل إلى ديارهم . قصيدة بليغة ومؤثرة لاتخلو من الصور البيانية والأبيات الشعرية العميقة الممتلئة بالأحاسيس الإنسانية .نتمنى لكم مشاهدة ممتعة
يرجى الضغط على الرابط أدناه للاشتراك في القناة
th-cam.com/channels/SKY_PKMuIRON8qv169TFvg.html
يرجى الضغط على الرابط أدناه لمشاركة هذا الفيديو
th-cam.com/video/MnwmHrg9Vbc/w-d-xo.html
فواز غالب عابدون مهندس وشاعر دمشقي المولد عام 1957 سوري الجنسية . نشأ ودرس وترعرع في دمشق وتخرج من جامعة دمشق عام 1980 مهندساً معمارياً تذوق الشعر وكتبه في وقت مبكر من حياته . صدر للشاعر فواز غالب عابدون ثلاث مجموعات شعرية : الأول عام 2009 م مجموعة شعرية بعنوان ( ما كتب الهوى ) الإصدار الثاني عام 2011 م مجموعة شعرية بعنوان ( ترصيع على جيد الشمس ) الإصدار الثالث عام 2015 م مجموعة شعرية بعنوان ( عفوا دمشق ) والمجموعة الرابعة مجموعة شعرية بعنوان ( قصائد على أوراق مبعثرة ) وهي قيد الإصدار أودعت دواوينه في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق ، ومكتبة الملك فهد بالرياض ، ومكتبة جامعة الملك سعود ومكتبة جامعة الملك فيصل بالسعودية ، ومكتبة بيت الشعر بالشارقة ، ومكتبة القاهرة والإسكندرية بمصر
قصيدة بعنوان :
( كُرْمى لِلُبْنان )
مَسَحْتُ كفّي على صَدْري فكانَ بهِ
مِنَ الدّماءِ نجيعٌ أحْمَرٌ قانِ
ولَسْتُ أحْسَبُ جُرْحَ الصَّدْرِ مُنْدَمِلاً
كأنّما جُرْحِيَ المَوَّارُ يَنْعاني
وما عَرَفْتُ بصَدْري طَعْنَةً أبَدًا
ولَمْ أكُنْ ساعَةً بالكَلِّ والعاني
وما دَرَيْتُ بأنَّ الجُرْحَ في جَسَدي
فَرُحْتُ أنْظُرُ كيفَ الجُرْحُ أدْماني
كأنَّهُ شَقَّ صَدْري كَيْ يُمَزِّقَهُ
ويُخْرِجَ الخَبْءَ مِنْهُ بَعْدَ كِتْماني
ويَنْشُرَ الحُزْنَ حَوْلي كَيْ أضيقَ بِهِ
وَقَدْ سَجَنْتُ بصَدْري كُلَّ أحْزاني
وشاءَ مُسْتَعْمِرٌ أنْ أستفيقَ على
صَوْتِ القنابِلِ أوْ تَفْجيرِ بُرْكانِ
ألْقَتْ بما حَمَلَتْ والمَوْتُ حِمْلُهُمُ
مِنْ مِثْلِ قاذِفَةٍ تَعْلو كَغِرْبانِ
قَذائِفٌ تُشْعِلُ الدُّنْيا وَتَحْرُقُها
وتَنْشُرُ المَوْتَ في دَيْجورِ عُدْوانِ
أرْغى وأزْبَدَ في أرْضي فأشْبَعَها
قَتْلاً وَهَدْمًا ... فَمَنْ يَبْتاعُ أكْفاني ؟
لَمْ يَتْرُكوا بَشَرًا أوْ يتْرُكوا حَجَرًا
حتّى الطيورَ بِعُشٍّ فَوْقَ أغْصانِ
حتّى الصباحَ أرادوا قَتْلَهُ فَبَدا
في بُرْدَةٍ نَسْجُها مِنْ نَسْجِ نيرانِ
واستأْسَدوا بِسَما لُبْنانَ إذْ عَرَفوا
في أرضِ لُبْنانَ كَمْ فَرّوا كَجِرْذانِ
ولَمْ أزَلْ واقِفًا في وَجْهِ عاصِفَةٍ
يزيدُ في وَقْفَتي عَزْمي وإيماني
لَيْسوا سِوى عُصْبَةٍ وَحْشِيَّةٍ فتَكَتْ
مِنْ دَيْرِ ياسينِنا لليَوْمِ والآنِ
صَهْيونُ ما عَرَفَ الإنْسانَ أوْ خَطَرَتْ
في بالِهِ لحظَةً حُرْمى لإنْسانِ
تَدْميرُهُ شاهِدٌ وَحْشِيَّةً نَطَقَتْ
تُنْبي وتُفْصِحُ عنْ حِقْدٍ وطُغْيانِ
وكَمْ بَكَيْتُ دَمارًا فوْقَ تُرْبَتِهِ
لُبْنانُ أشْجاكَ ما يَجْري وأشْجاني
وما رأيْتُ ضحايا مِنْ قَرابَتِنا
إلّا تَداعَتْ لَهُمْ بالدَّمْعِ عَيْنانِ
أعْيَتْ فظائعُهُمْ وَصْفي وقَدْ خَرَجَتْ
عَنْ طَوْقِ قافِيَتي أوْ طَوْقِ تَبْياني
وحاصَروكَ فلا أرضٌ تُجاوِزُها
ولا سَماءٌ ولا قاصٍ ولا دانِ
لَمْ تَخْشَهُمْ بَلْ هُمُ يَخْشَوْنَ وَجْهَ فتىً
في مَيْعَةِ العُمْرِ عَزْمًا صِنْوَ إيمانِ
سِفْرُ البطولَةِ لَمْ يُكْتَبْ بغَيْرِ دَمٍ
ولَنْ تُسَطِّرَهُ إلّا بأثمانِ
تأبى النُفوسُ حَياةً في مَذَلَّتِها
ونرتضي المَوْتَ عِزًّا دونَ أًوْطانِ
يا مَجْلِسَ الأُمَمِ المَشْلولِ هَلْ بَلَغَتْ
أسْماعَ مَنْ حَضَروا صَيْحاتُ إنْساني ؟
قَتْلى وجَرْحى وأجسادٌ مُفَحَّمَةٌ
والكُلُّ أعْمى كَسيحٌ أبْكَمٌ فانِ
هَلْ كُلُّ عالَمِنا قَدْ صارَ ذو صَمَمٍ ؟
أمْ كُلُّ ساسَتِهِ مِنْ غيْرِ آذانِ ؟
هُمْ أشْعَلوها لظىً تَقْتاتُ مِنْ جَسَدي
وسَوْفَ أجْعَلُهُمْ جَمْرًا بنيراني
رضيتُها صَوْلَةً للحَقِّ خالِدةً
وإنْ جَفاني بدَرْبي بَعْضُ خِلّلاني
إنّي أراها حياةً بعْدَما نَسَجَتْ
أكُفُّ صَهْيونَ في لُبْنانَ أكْفاني
ما كانَ للمَوْتِ مَعْنىً أوْ يكونُ لَه
إلّا إذا كانَ في ساحٍ ومَيْدانِ
المَوْتُ يَعْظُمُ إنْ كانَتْ مَنِيَّتُنا
في يَوْمِ عِزٍّ ... أجَلْ لا يَوْمِ خُذْلانِ
قالَ الرسولُ وقالَ المُؤمنونَ متى ؟
فكانَ نصْرٌ مُبينٌ بَعْدَ إيمانِ
لُبْنانُ أرزُكَ يبْقى شامِخًا أبَدًا
يَعْلو رِعانَكَ رَغْمَ البَطْشِ والجاني
سالَتْ جِراحُكَ والآلامُ في جَسَدي
والرِّفْدُ مِنّي ... إلَيْكَ الرِّفْدُ شِرْياني
لَسْتَ الوحيدَ بوجْهِ الغَدْرِ مُنْتَصِبًا
وكُلُّ حُرٍّ أبِيٍّ صِنْوُ إخْواني
ما كانَ جُرْحُكَ إلّا جُرْحَ أمَّتِنا
مِنْ مَشْرِقِ الشّامِ حتى غَرْبِ تَطْوانِ
لُبْنانُ صَبْرًا فإنَّ النَصْرَ مَوْعِدُنا
وَعْدٌ مِنَ اللّهِ في آيٍ بقُرْآنِ
#فواز_عابدون​​​
#كرمى_للبنان
#قصائد_عن_لبنان
#قصيدة_عن_بلاد_الأرز
#قصيدة_مؤثرة
#قصيدة_رائعة​​​
#رسالة_شعرية​​​
#قصيدة_مؤثرة​​​