بحثا عن مكان آمن وهادئ للاسترخاء اخترت هذه المرة واحة فينت، والتي تبعد عن مدينة وارزازات بحوالي 18 كلم.
مكث فيها لمدة 11 يوما كانت گلها مفاجئات رائعة لم اتوقع ان اعشها خلال مدة قليلة
واحة فينت تخفي بين جوانبها كنوزا انتروبولوجية وايكولوجية لا تقدر بثمن. تحتاج في الحقيقة لكتاب وباحثين لكشف أسرارها.
عشت لحظات رائعة أتفرج على تفاعلات الكثير من الكائنات الحية في محيطها من اجل البقاء على قيد الحياة
مكان مناسب يرحب بعلماء الإيكولوجيا العضوية في دراسة ومراقبة الكائنات في أساليبها الفطرية والمكتسبة للتكيف مع الكائنات الاخرى، للبحث في السمات اللازمة في الانتقاء الطبيعي، في دراسة الخصائص والعناصر المعينة التي تسمح للكائنات الحية المتواجدة بالواحة بالعيش في موائل معينة لتستمر في البقاء على قيد الحياة،
قد تكون هذه التكيفات المستعملة مورفولوجية، أو فسيولوجية، أو سلوكية، استجابة للمؤثرات المفروضة عليها في محيطها.
استفدت الكثير خلال اقامتي في المكان. استمتعت كذلك بمشاهد والوان واضواء واصوات في ابعاد يقدر عددها بعد الثواني والدقائق التي تتغير فيها وتتشكل فيها اختلاط المعطيات الجميلة عبر الزمكان.
حاولت ما في جهدي نقل بعض ما سمعت وشاهدت. وهي نسبة ضئيلة مما عشته وسط جو يعطيك نشوة السعادة بكل معانيها ويوفر لك الظروف المثاليه للتخلص من الطحالب العشوائية الراسبة في الذماغ بفعل ظروف عمل صعبة كلها تحديات وسط ضغوطات الوسط الحضري بتاثيراته السلبية من توثر وضجيج وعنف واحباطات ..
اتمنى ان تكون هذه الدقائق العشرين كافية لنقل جزء ولو بسيط من الهدوء الذي يفتقده أغلبيتنا في حياتهم اليومية، محاولة في مد يدنا للتشبت بما بقي من حس فينا بالجمال، من اجل اشباع روحنا بنشوة التذوق الوجودي، في الفن والجمال، بالشعور بالراحة والامل في المستقبل ومع انفسنا، بمحاولة ايقاظ الاحساس بالمحبة والمودة والسلام في قلوبنا، باحياء الذوق الذي قتله العنف الحضاري الاستهلاكي بشتى انواعه في نفوسنا، بالهروب من الهراء والعبث الثقافي والمجون الفكري والاخلاقي الذي ساد العالم من حولنا، بالحلم بحياة بسيطة صافية ونقية قريبا جدا من طبيعتنا وفطرتنا.